صلة الرجل أهل ود أبيه


أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي


«عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ، وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ. وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً، كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ: فَقُلْنَا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللهُ إِنَّهُمُ الْأَعْرَابُ وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ» [صحيح مسلم]
ذهبت إلى بعض أصدقاء الوالد - عليه رحمة الله ورضوانه- وكان من أهل وده، فأتيته زائرا، ومصافحا، ومعانقا، ومستمعا لحديثه، فهش وبش، ورحب بي وبزيارتي ، فقلت له: جئت إليك واصلا ود أبي فيك؛ لأنك من أهل وده، فجلس بجواري ، وأصغى إلى حديثي، واعتذر لي بأن سمعه قد ضعف، وقد جاوز الثمانين من عمره- متعه الله بالصحة والعافية- فحدثني عن الوالد- رحمه الله- وأن معرفته به - رحمه الله- من قديم، وأن موت أبي- رحمه الله- أثر فيه جدا، وحكى لي ذكرياته لما كان في الجيش سنة 1963 ومكوثه فيه سنة ونصف مع أنه مهندس؛ لكنهم عاملوه معاملة الحاصل على مؤهل متوسط، وقص علي حكايته فيه، ثم ذكر لي مواقفه لما سافر إلى فرنسا وأسبانيا في مطلع شبابه، وأنه تأسف على حال المسلمين في هذه البلاد ، وأنهم لا يعرفون عن الإسلام شيئا، إلا أنهم مسلمون بالبطاقة، وذكر لي أن شابا تونسيا طلب منه أن يعلمه الصلاة مع مجاوزته الثلاثين من عمره، فتعجب محدثي (صديق أبي) وقال له: لا تصلي وقد بلغت هذا السن، وحكى لي أن بعض البلاد في شمال إفريقيا كانوا يحبون أن يزوجوا بناتهم للأسبان المسلمين، لدرجة أنه ذهب لرجل جزائري في أسبانيا لكي يصلح له بعض الأشياء، فقالت ابنة الجزائري لصديق أبي، هل أنت أسباني؟ فتعجب! وقال لها: دا شكل أسباني أنا مصري بالوراثة . وكلما حدثني حديثا -متعه الله بالعافية وختم له بخير- وفرغ من مواقف يقصها علي، يقول لي:أنا معطلك ، فأقول له: أنا أتيت لأجلس معك، وأصل ود أبي فيك، ثم في نهاية الجلسة قام معي،وودعني على باب بيته، وقال لي لا تقطع زيارتك عني. #حسن_العهد_من_الإ يمان.
#أبر_البر_صلة_الر جل_أهل_ود_أبيه

#صلوا_أهل_ود_آبائ كم_وأمهاتكم
#البر_بعد_الموت_ه و_البر_الحقيقي.
#رحم_الله_أبي_وأم ي_وتقبلهما_في_ال الحين