مفاتيح الحب بين الزوجين


مجلة الفرقان

تحتاج الحياة الزوجية بين حين وآخر إلى محفزات، تعيد لها رونقها وحيويتها، وتخرجها من الرتابة، وتكسر حدة الروتين اليومي، وتأخذها بعيدًا إلى دنيا البهجة ورحابة السعادة، ومع الأسف بعضنا يستسلم لواقعه ويترك الفرصة للظروف والأحداث تدير حياته كيف تشاء، فيغرق في دوامة الحياة، ولا يعرف أين مفاتيح السعادة التي قد تكون بجواره، لكن لا يشعر بها، ومن هذه المفاتيح:

حسن الخلق

أقصر طريق لسعادة الزوجين اتخاذ «حسن الخلق» منهجًا للتعامل بينهما، وحسن الخلق يبدأ بالاحترام المتبادل، فهو المصباح الذي يشعُّ في الحياة الزوجية أنواره وضياءه، فالزوج يحب أن يشعر باحترام زوجته له، ويجب على الزوجة أن تذكره ذكرًا حسنًا، وأن تفخر به أمام أهلها وأهله، فالزوج الذي تقدره زوجته يزيد بالمقابل من تقديره لها، والزوجة التي يقدّرها زوجها يزيدها تقديرًا له.

المكافآت الزوجية

المكافأة الزوجية هي رمز للتقدير والاحترام بين الزوجين، وكلما كثرت بينهما ازداد الحب والانسجام، والمكافآت الزوجية تعني أن يقوم كل من الزوجين بمنح الطرف الآخر مكافأة على أي عمل يقوم به مهما كان يسيرا، وهذه المكافأة ليست بالضرورة مالية، وإنما قد تكون مكافأة معنوية: الابتسامة في الوجه، أو الشكر بحرارة، أو التقدير العلني، كأن يمدح الزوج زوجته أمام الأبناء، أو تمدح الزوجة زوجها أمام أهله أو أصدقائه، وكذلك يمكن كتابة رسالة شكر، بطريقة جميلة للطرف الآخر تقديرا للجهود التي يبذلها من أجل العائلة.

تغيير أسلوب معالجة المشكلات

فلا ينبغي افتتاح النقاش بعبارات السخط والغضب والهجوم على الطرف الآخر؛ لأن ذلك سيجعل الشريك يتخذ موقفا دفاعيا، الأمر الذي يؤدي إلى تعقيد الأمر أكثر؛ لذلك ينبغي للزوج أو الزوجة عرض ما يضايقهما على أنه مشكلة تواجههما، ويجب التوصل إلى حل لها سويا، بهذه الطريقة يمكن أن يتوصلا إلى حل دون التسبب في تدهور العلاقة بينهما.

كلنا بشر

فكما أن لنا صفات حميدة، فلنا أيضا بعض العيوب التي تظهر بالعشرة، ولكي نجعل بيوتنا سعيدة بعيدة عن المشكلات يجب علينا أن نتغاضى عن هذه العيوب طالما أنها ليست في الدين ولا تغضب رب العالمين.

التسامح

أفضل طريقة للتخلص من الشعور بالتعاسة أو المعاناة التي قد نواجهها في رحلة الحياة، التسامح، ويؤكد علماء النفس على أن الحياة يمكن أن تسير بلا عواصف أو زوابع، إذا فتح كل طرف أذنيه ليسمع الطرف الآخر، ويحاول أن يجد إجابة لسؤال شريك حياته، ولا يجب أن نلقي بالأسئلة وراء ظهرنا؛ لأن حسن الاستماع من الشروط الأساسية للتواصل الجيد بين الزوجين.

كيفية التعامل مع المراهقين

تتأثر قدرة المراهق على تخطي مرحلة المراهقة والتغلب عليها اعتمادًا على نسبة فهمه لطبيعة هذه المرحلة واحتياجاتها، وكيفية تعامل الأشخاص معه ولا سيما والديه، لذلك فإنه من الضروري معرفة أهم المشكلات التي يعانيها المراهقين، مع الأخذ بعين الاعتبار نوع المشكلة لمعرفة الأسلوب الذي يجب اتباعه مع المراهق، والعمل على زيادة الوعي الذاتي،والاجتما عي، والتربوي، والثقافي لديه، كما يجب فهم حاجة المراهق بالإنصات إليه والاهتمام به ومساندته وتوجيهه، ومعرفة المهارات التي يتميز بها، والعمل على تطويرها وتشجيعه على المشاركة في النشاطات البدنية والتطوعية؛ لما لها من دور كبير في تعزيز ثقته بنفسه وإكسابه الكثير من الخبرات.

تأثير المدرسة في تكوين شخصية الطفل

من المعروف أن دور المدرسة الأساس هو التعليم، ولكن العمل لا يتوقف هنا، فعندما ترسلين طفلك إلى المدرسة، فعليك التفكير بكيفية معاملة الآخرين له، ومدى تأثيرهم عليه. فوفقا للأطباء فإن الطريقة التي يتفاعل بها المدرسون مع الطفل، والطريقة التي يشجعون بها التفاعل بين الأطفال، تؤثر على جوانب مهمة في تطور الطفل.

الإمكانات الأكاديمية

إن دور المدرسة يكمن في إظهار أقصى الإمكانات الأكاديمية لكل طفل، ولكن تعلم حروف الهجاء والأرقام لا يكفي، بل من الأفضل إعطاؤهم الواجبات المنزلية اليومية التي ستساعد الطفل على اتخاذ القرارات في كيفية حلها، التي تعد من المهارات التي يحتاجها الطفل في حياته، و تؤدي دورا مهما في تطوره، وإن حل المشكلات مهارة مهمة في الحياة، وهي نظرية تشجع الطفل على المحاولة، حتى بعد الفشل، وهذا الأمر له دور إيجابي بتعزيز ثقة الطفل بنفسه، وأنه قادر على عمل أي شيء يريده.

المهارات الاجتماعية

إن التفوق الدراسي ليس دليلا على التفوق الاجتماعي؛ ولذلك فإن دور المدرسة هنا هو مساعدة الطفل على التفاعل إيجابيا مع زملائه. ويتعلم الطفل مهارات التواصل، ويبدأ بتطويرها عند التفاعل مع الآخرين في الصف أو ساحة اللعب، وذلك له دور كبير في النضج الاجتماعي، الذي يوفر الأسس لتطوير الطفل في مختلف مجالات الحياة، وقد يؤدي إهمال المدرسين للتطور الاجتماعي والنفسي للطفل إلى جعله موهوبا أكاديميا عند بلوغه، ولكن يعاني في حياته اليومية بسبب فقدانه لاحترام الذات أو المهارات الاجتماعية، لأن الطفل يقضي معظم يومه في المدرسة، فإنه من المهم أن توفر المدرسة منهجا مصمما لمساعدة الطفل على تكوين علاقات اجتماعية متينة، أو التفاعل مع الآخرين بطريقة متعاطفة.

توسيع الآفاق

يختلط الطفل مع العديد من الجنسيات والثقافات والتقاليد مما يساعده في تكوين وجهة نظره حولها، ويعد هذا الأمر له دور كبير في عملية تطوير الطفل و بناء شخصيته، وتسمح الرحلات الميدانية والمشاريع التفاعلية لطفلك بتجربة أشياء جديدة، فضلا عن أن كل مادة في المدرسة تعطيه لمحة عما قد ينتظره في المستقبل.





معاذة بنت عبد الله.. نموذج من صبر العابدات

في ليلة زفافها إلى (صلة بن أشيم) التابعي الجليل، جاء ابن أخيه، فمضى به، وألبسه أجمل الثياب، ثم أدخله عليها في بيت يضوع طيبا، وقد هُيئ كأجمل ما تكون البيوت، ولما صار معها ألقى عليها السلام، ثم قام يصلي، فقامت تصلي معه، ولم يزالا يصليان حتى وافهما الفجر، وتنفس الصبح، ونسيا أنهما في ليلة الفرح، إنها أم الصهباء معاذة بنت عبد الله العدوية البصرية، واحدة من التابعيات ذوات الفضل والمكانة.

نشأتها ومكانتها

نشأت قريبة من الصحابة الكرام، تنهل من معين علمهم الذي أخذوه عن رسول الله - صلى الله عيه وسلم-، ولم يكن غريبا على معاذة التي تخرجت في مدرسة أم المؤمنين عائشة، وعلي بن أبي طالب، وهشام بن عامر -رضي الله عنهم- التي رأتهم وروت عنهم، لم يكن غريبا أن هذا شأنها في العبادة؛ فلا تكاد تخلو إلى نفسها إلا وهي على موعد مع الصلاة، فقد كانت تحيي الليل كله بالتهجد والتسبيح، وكانت تقرأ من القرآن كل ليلة، فإذا جاء النهار قالت هذا يومي الذي أموت فيه؛ فما تنام، وإذا جاء الليل قالت: هذه ليلتي التي أموت فيها، فلا تنام حتى تصبح، فإذا غلبها النوم، قامت فجالت في الدار تعاتب نفسها، ثم لا تزال إلى الصباح تخاف الموت على غفلة ونوم، ولا عجب إذًا أن تجد الهمة العالية حاضرة في كل محطات حياة هذه المرأة وما يصادفها من ابتلاء، لتضرب المثل الحي لسمو النفس واليقين بقدرة الله وحكمته.

استشهاد زوجها

في سنة ثنتين وستين للهجرة استشهد زوج معاذة وابنها في سجستان في قتال الترك، ولما وصلها الخبر صبرت واسترجعت، واجتمع النساء عندها للتعزية فقالت لهن: «مرحبا بكن إن كنتن جئتن للهناء، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن»، فعجبت النسوة من صبر معاذة، وخرجن وهن يتحدثن عما أتاها الله -عز وجل- من حسن الصبر، وزادها ذلك الموقف في أعينهن منزلة وقدرا.

علمها وفقهها

كانت معاذة مع عبادتها وزهدها فقيهة، شهد لها بذلك الكثير من العلماء، فقال عنها يحيى بن معين: معاذة ثقة حجة، وذكرها ابن حبان في الثقات.


موتها

مر عشرون عاما على وفاة زوجها، وفي كل يوم يمر كانت معاذة تستعد للقاء الله -عز وجل-، وتأمل أن يجمعها بزوجها وابنها في الجنة، ولما حضرها الموت بكت ثم ضحكت، فقيل لها مم البكاء، ومم الضحك؟.

قالت: أما البكاء فإني ذكرت مفارقة الصيام والصلاة والذكر فكان البكاء لذلك، وأما التبسم والضحك فإني نظرت إلى أبي الصهباء قد أقبل في صحن الدار، وعليه حلتان خضروان وهو في نفر، والله ما رأيت لهم في الدنيا شبها فضحكت إليه، ولا أرني بعد ذلك أدرك فرضا، رحلت معاذة غير أن سيرتها لم ترحل، فما زالت قدوة حية للنساء في كل زمان.