غير قابل للنقد والنقاش!! حجاب المرأة المسلمة ثابت من ثوابت الدين

هيام الجاسم

كل شيء قابل لأن نضعه تحت مجهر النقاش والحوار والأخذ والرد، كل شيء نعم إلا ثوابت الدين من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، فإنها قطعا وبلا أدنى شك غير قابلة للنقد والتقييم ولا حتى التقويم، ناقش كل شيء، افسخ لعقلك؛ لأن يفكر ويقبل ويرد كل شيء إلا ما أثبته الله عز وجل في كتابه وشرعه لنا النبي [ فلا مجال أبدا ونهائيا ومطلقا لأن نطرحه للحوار والنقاش والتفكير والنقد،قد نناقش واقع المسلمين اليوم ولنا أن ننظّر بما نشاء، فأنت تناقش واقع متغير لا ثابت، قد نناقش قضايا الاختلاف والمتغيرات نعم، أما مناقشة حكم شرعي هو معلوم من الدين بالضرورة تحت مظلة فتح المجال للتفكير الناقد، فأجزم أن ثوابت الدين لا تتحمل الرأي والرأي الآخر، أقبل رأيك، تقبل رأيي، أرفض رأيك، قد ترفض رأيي، “كيفي وكيفك!!” هذا كله في غير المعلوم من الدين بالضرورة.



عزيزي القارئ قضية وجوب حجاب المرأة المسلمة وثبات حكم التزام النساء المسلمات باللباس الشرعي ما هي من المتغيرات ولا هي من قضايا الاختلاف في الدين وما هي من قضايا تنوع التضاد في تفسير آياتها القرآنية، بل هي من القضايا التي أصّل لها شرعنا تأصيلا تفصيليا محكما بما لا يدع الشك يدب في قلب المرء المسلم فضلا عن غيره، لنا ولكم حق في مناقشة واقع النساء المسلمات في ارتدائهن للحجاب ولكم أن تنتقدوا طريقة وهيئة البعض في حجابه فلكم ذلك وكلنا يدرك أن واقع الستر والحجاب في البلاد عند الكثيرات ما هو بحجاب وفق شرع الله، ولكن أن ننتقي ثابتا من ثوابت الدين ثم نترك المجال للأخذ والرد من شبيبة صغار وكلنا يعرف مدى افتقار كثير من شبابنا للمفاهيم الشرعية الصحيحة، فإن الخطب كبير وأسلوب الارتقاء بتفكيرهم الناقد إذن ما هو بصحيح، نحن نأمل حقيقة ممن يريد ضرب الأمثال وفتح أبواب التفكير الناقد مع من يحاورهم أن ينأى بأمثاله عن الدين وأحكامه والثابتات منه، فكلنا يعلم علم اليقين ما لحساسية قضايا التشريع وأحكام الدين عند المسلمين قاطبة، كل مسلم غيور على دينه لا يقبل بطرح قضية الحجاب بالطريقة الرمادية التي تكون مدعاة للتشكيك في حكم الوجوب في لبسه والالتزام به.

نحن لا نشكك في نوايا أحد ولا نريد أن نطعن في إيمان ولا معتقد أحد وإنما الذين نرفضه جملة وتفصيلا هو الخوض في قضايا الدين بحجة إبداء الرأي والرأي الآخر، بحجة تنوير العقول، بحجة التفكير الناقد وتنميته، ديننا لا يقبل إثارة شكوك الناس في مبادئهم، هل ندرك حجم خطورة وتبعات أن نناقش طلبة أو طالبات في ثابت من ثوابت الدين؟! معناه أننا فتحنا عليهم بوابة التشكيك في كل ثابت في الدين ومعناه أننا صيّرنا حكم الله وتشريعه تحت مجهرية القبول والرفض ثم بعدها سندخل في نفق مظلم قد تكون رؤيته غير واضحة عند البعض، نفق انتشار ثقافة “كل شيء قابل للخطأ والصواب! أنا على كيف كيفي أفسر الدين وأنت على كيف كيفك خذ ما تشاء ودع ما تشاء!!”.


عزيزي القارئ، اللبيب الفطن وكلكم ألباء وفطنون، الكيس الفطن وكلكم كيّسون لا يقرب دين الله في طرحه أبدا خاصة متعلقات أحكام الدين ولا نرضى لك أن تكون ممن يجرّئ الناس على تفريغ الدين من ثوابته لنجعله مادة للتناظر به تحت التفكير الناقد فإن ذلك مدعاة للشر والشك الذي من خلاله نهز قدسية دين الله به هزّا وما قضية الحجاب إلا مفرز من مفرزات منطق النقد لكل شيء، ومنطق ثقافة اقبل رأيي في كل شيء وأقبل رأيك في كل شيء وما يضرنا شيء!! ولسان حالنا ومقالنا “عادي شفيها!! إنت ليش معصّب وزعلان!! يبه موعاجبك نقاشنا طاف طاف مو مشكلة براحتك، كل واحد كيفه!!”.


عزيزي القارئ تلك ثقافة مزعجة حقا بل وخطرة على مجتمعنا الذي دستوره يقول دين الدولة الإسلام عزيزي القارئ “شلون أسوي طاف وأقول عن كل شيء عادي ما عليه!!” وأحكام دينك وديني يضعضعها من هم من بني جلدتنا من المسلمين بقصد أو بغير قصد، هذه ليست مشكلتي!!