السَّلْسَبيلُ الشَّافِي فِي نَظْمِ قَوَاعِدِ التَّجْوِيدِ الْوَافِي:
اسْمٌ لِنَظْمٍ طَابَقَ مُسَمَّاهُ؛ حَيْثُ عَمَدَ النَّاظِمُ إِلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ التَّجْوِيدِ، وَفَصَّلَ فِيهِ مَا اخْتَصَرَهُ ابْنُ الْجَزَرِيِّ فِي مُقَدِّمَتِهِ تَفْصِيلًا وَاسِعًا ، وَزَادَ عَلَيْهَا بَعْضَ الْمَبَاحِثِ الَّتِي لَمْ تَتَعَرَّضَ إِلَيْهَا الْجَزَرِيَّةُ نَحْوُ: حُكْمِ الِاسْتِعَاذَةِ والْبَسْمَلةِ، وذِكْرِ الْخِلَافِ في الْمَخَارِجِ، وعَدَدِهَا، وبَابِ أَلْقَابِ الْحُرُوفِ، وَبَابِ أَرْكَانِ الْقِرَاءَةِ، وَبَابِ مَرَاتِبِ التَّفْخِيمِ، وذِكْرِ التَّنْبِيهَاتِ لِمَنْ يقْرَأُ بِروايةِ حَفْصٍ منْ طريقِ الشَّاطِبِيَّةِ ، وَغَيْرِهَا مِنْ مَبَاحِثَ، فَضْلًا عَنْ غِنَاهُ بِالْأمْثِلَةِ الْكَثِيرَةِ وَالشَّوَاهِدِ عَلَى كُلِّ مَسْأَلةٍ؛ فَكَانَ بِحَقٍّ مِنْ أَجْمَعِ مَا نُظِمَ فِي التَّجْويدِ وَأَوْفاهُ ، وكَانَ كَافِيًا لِمنْ أَرَادَ الاستغناءَ به، أَضِفْ إِلَى ذَلِكَ أَنَّهُ جَاءَ أَحْلَى مَشْرَبًا، وأَيْسَرَ تَنَاوُلًا ؛ فَالْألْفَاظُ سَهْلَةٌ، وَالْأسْلُوبُ سَلِسٌ مِمَّا يُيَسِّرُ حِفْظَهُ لِمَنْ أَرَادَ، وَإِنْ طَالَ وَكَثُرَتْ أَبْيَاتُهُ، وَلَيْسَ فِيمَا ذَكَرْتُ غَضٌّ مِنْ شَأْنِ الْمُقَدِّمَة الْجَزَرِيَّةِ؛ فَإِنَّها الْأصْلُ الَّذِي عَلَيْه بَنَى شَيْخُنَا نَظْمَهُ، وَقَدْ ضَمَّنَهُ بَعْضًا مِنْ أَبْيَاتِهَا؛ فَلِابْنِ الْجَزَرِيِّ فَضْلُ السَّبْقِ عَلَى الشَّيْخِ عُثْمَانَ، وَرَحِمَ اللهُ ابْنَ مَالِكٍ الَّذِي أَقَرَّ بِفَضْلِ ابْنِ مُعْطٍ حِينَ قَالَ:
وَهْوَ بِسَبْقٍ حَائِزٌ تَفْضِيلَا *** مُسْتَوْجِبٌ ثَنَائِيَ الْجَمِيلَا
ثُمَّ جَاء الْمَاءُ الزُّلالُ الصَّافي: فَضَبَطَ مُعَلِّقُهُ الْمَتْنَ ضَبْطًا وَافِيًا أَشْكَلَ أَوْ لَمْ يُشْكِلْ، وَنَبَّهَ إِلَى مَا فِيهِ مِنْ ضَرُورَاتٍ، وَاقْتَرَحَ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ لِلتَّخَلُّصِ مِنْهَا، وَصَحَّحَ بَعْضَ أَوْزَانِهِ،كَم َا شَرَحَ بعْضَ مَا فِيهِ مِنْ غُمُوضٍ، وَوَضَّحَ مَا يَحْتَاجُ إِلَى بَيَانٍ، وَعَلَّلَ لِأحْكَامِه وَدَلَّلَ، وَمَثَّلَ لَهَا، وَاسْتَشْهَدَ، مُسْتَعِينًا بَعْدَ اللهِ تَعَالَى بِكُتُبِ الْقَوْمِ؛ حتَّى اتَّضَحَ الْمَتْنُ وانْجَلَى بِفَضْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
وهذا رابطه :
https://www.alukah.net/sharia/0/149939/