بذل الجهد في نشر السنة !
الشيخ أحمد يحيى شريف

غريب أوي الشخص اللي مقضي حياته يثبت للناس جواز الاحتفال بالمولد النبوي، ولا تجد ربع هذا الجهد في نشر السنة نفسها!






طيب اعتبرني اقتنعت بكلامك، ما المطلوب تحديدا؟!



هل مطلوب أسيب بيتي ومكتبتي وانزل المولد اللي مليان مراجيح ورقص وجهلة بيوزعوا الحشيش "صدقة" على السكارى والمخابيل؟! ولا أقعد عند واحد ماسك مزمار بلدي وناس قاعدة ترقص وتتمايل واختلاط وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان؟!


ولا مطلوب مني أنزل أدوَّر على "جابر البغدادي المغنواتي" واشوفه سهران في أي حضرة ولا زاوية وماسك المايك وقاعد يغني الحضرة بدوية والحضرة حسينية وأغني معاه؟!

ولا أنزل أزور قبر البدوي ولا أبو العباس المرسي ولا ياقوت العرش واطلب منهم يدعولي ربنا عشان أنا بحب النبي؟! ههه

لا بجد، إيه المطلوب -على فرض جواز الاحتفال بالمولد-، وهو لا جائز ولا يحزنون بس خلينا نفترض إنه جائز.

أنا واحد كل ما اشتاق للنبي -صلى الله عليه وسلم- أفتح كتب السيرة ودواوين السنة والحديث وكتب مناهج المُحدِّثين وأخبار الرواة، واتأمل كم هي عظيمة سنة هذا النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، الذي جعل الله سنته وهديه الشريف أكبر دليل على صدق نبوته. ⁦⁩


نشتاق كثيرًا إليه -صلى الله عليه وسلم- فنقرأ في الشمائل المحمدية، وزاد المعاد، والشفا بتعريف حقوق المصطفى، والترغيب والترهيب، ونقرأ في السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي -ككتاب بهذا الاسم وكموضوع أصيل-.

ندافع عن سنته، ونكتب في أهميتها ورد سهام الحاقدين عنها، وننشرها بين الناس، ونعلمهم أنها منهج حياة، وأنها نظام عبادة كامل متكامل لله تعالى، يحبه الله ويرضاه.

وهذا يحدث للمحبين كثيرًا لكن دون صخب وضجيج، فنحن ندرك نعمة كوننا أتباعًا لهذا النبي الكريم، وندرك مكانته السامية وعظيم فضله علينا، كل يوم، وكل ساعة، وكل لحظة، حياتنا ما هي إلا ترجمة لحبه الشديد، صلى الله عليه وسلم.

غيرنا يعرف السنة كي ينفِّر الناس عنها ويحذرهم منها ويقول لهم اتركوا ولا حرج هه.

لا ننتظر يوما غير ثابت -شرعا ولا تاريخًا- كي نعبر عن محبتنا للكريم الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، صلى الله عليه وسلم.

تخيل كده واحد مستني بعد ٣٦٠ يوم عشان يعبر عن حبه للنبي -صلى الله عليه وسلم-! ما هذا؟

ما هذا الحب البارد؟! أوتنتظر يوما غير ثابت أصلًا للتعبير عن محبتك؟!

ويا ليتك تعبر عنها بشيء نافع، في النهاية الموضوع هيخلص على كم أغنية وكم نشيد وكم رقصة وشوية تنطيط في المسجد والسلام كما نرى الآن.


(صداع من فرط المحبة الحقيقة)

كفاكم مزايدات، فالحب هو الاتباع والتأسي، وليس الرقص والغناء.