الجنة


أفنان الشواف



الجنة وما أدراكم ما الجنة! هي نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وفاكهة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة وصحبة دائمة وحياة لا تنقطع. لا شك أن الجنة هي هدفنا المنشود وأملنا المعقود فهي الجزاء العظيم والثواب الجزيل الذي أعده الله لأوليائه وأهل طاعته، وهي نعيم كامل لا يوصف، وما قد أخبرنا الله به ورسوله[ عن هذه الجنة وأوصافها مما تحار فيه العقول؛ لأننا لا نستطيع تصور بهائها وعظمتها ودرجاتها؛ ففيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. ومن يدخلها ينعم ولا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه. وتظهر عظمة هذه الجنة إذا قارنا جزءاً منها بالدنيا كلها لنعلم حقارة الدنيا أمامها؛ فقد روى سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أن رسول الله[ قال: «موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها» رواه البخاري.


إننا نحتاج باستمرار إلى تذكر أوصاف الجنة للشوق إليها والتشمير في طلبها بالأعمال الصالحة والزهد في متاع هذه الدنيا الزائل ولتحجزنا عن المحرمات. فكلما أراد المسلم أن يهم بمعصية تذكر أنه لو تركها عُوّض بخير منها في الآخرة، فمن هم بالفاحشة تذكر الحور العين اللاتي ينتظرنه، ومن هم بشرب الخمر تذكر خمر الآخرة المعدة له وهكذا، ويوم كانت قلوب المسلمين معلقة بالجنة كانوا بخير، ويوم تعلقت قلوبنا بالدنيا وجعلت الآخرة هي آخر أمانينا حلت بنا الانتكاسة وكرهنا لقاء الله.

وحتى ننال الجنة ونعيمها علينا معرفة أهم الأعمال التي توصل إلى الجنة وترفع درجة العبد، وهي تزيد على ستين عملاً؛ فعلينا التمسك بها والاستمرار فيها حتى نسلك الطريق إلى الجنة.