تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: من أعظم الرحمة أن تصرح للكافر بحقيقة ما هو عليه وأما تمييعك لحقيقة ما هو عليه فهو مكر وتغرير به

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي من أعظم الرحمة أن تصرح للكافر بحقيقة ما هو عليه وأما تمييعك لحقيقة ما هو عليه فهو مكر وتغرير به

    التلبيسُ هو إظهارُ الباطلِ في صورة الحقِّ؛ ومَزْجُ الحقِّ بالباطلِ بالكتمان والتعميةِ هو صنيعُ أهلِ الباطل،
    لكنَّ منهجَ أهلِ الحقِّ العملُ على بيانِه وتمييزِه عن الباطل،
    وهذا هو منهجُ أهل السنَّة:
    جاءوا بالبيان الكافي
    وقابَلوا الأمراضَ بالدواء الشافي،
    وتَوافَقُوا على منهاجٍ لم يَخْتلِفْ،
    كذا كانَتْ حكمةُ بعثةِ الرُّسُل مِنْ قبلُ،
    وكتمانُ الحقِّ لا يجوز،
    لكِنْ إذا اقتضى المَقامُ والحالُ والمصلحةُ بيانَه في الحال مِنْ غيرِ تأخيرٍ فإنه يجب بيانُه ولا يجوز تعميةُ الحقِّ أو تلبيسُه على وجهٍ يُعطِّلُ الحقَّ ويصرفه الملَبِّسُ عن الناس بالاشتباه والتضليل؛
    فإنَّ الشيطانَ الجنِّيَّ والإنسيَّ يمزج كُلٌّ منهما بالبيان مُشْتَبَهًا، وبالدواء سُمًّا.
    للشيخ فركوس

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من أعظم الرحمة أن تصرح للكافر بحقيقة ما هو عليه وأما تمييعك لحقيقة ما هو عليه فهو مكر وتغرير به

    قال ابو جعفر عبد الله الخليفى
    من أعظم الرحمة أن تقول للكافر ( يا كافر ) وللمبتدع ( يا مبتدع )
    وأما تمييعك لحقيقة ما هو عليه فهو مكر وتغرير به ،
    وقد كان السلف وهم أرحم الخلق بالخلق يكثرون من إطلاق هذا في محله
    وتسميتك للكفر ( خطأ ) وللضلالة العظمى ( زلة ) ظلم أول ما تظلم به المتلبس بها
    قال ابن القيم في الروح :
    " كَذَلِكَ المداراة صفة مدح والمداهنة صفة ذمّ وَالْفرق بَينهمَا
    أَن المدارى يتلطف بِصَاحِبِهِ حَتَّى يسْتَخْرج مِنْهُ الْحق أَو يردهُ عَن الْبَاطِل
    والمداهن يتلطف بِهِ ليقره على باطله ويتركه على هَوَاهُ
    فالمداراة لأهل الْإِيمَان
    والمداهنة لأهل النِّفَاق
    وَقد ضرب لذَلِك مثل مُطَابق
    وَهُوَ حَال رجل بِهِ قرحَة قد آلمته
    فَجَاءَهُ الطَّبِيب المداوي الرفيق فتعرف حَالهَا
    ثمَّ أَخذ فِي تليينها حَتَّى إِذا نَضِجَتْ أَخذ فِي بطها بِرِفْق وسهولة حَتَّى أخرج مَا فِيهَا ثمَّ وضع على مَكَانهَا من الدَّوَاء والمرهم مَا يمْنَع فَسَاده وَيقطع مادته ثمَّ تَابع عَلَيْهَا بالمراهم الَّتِي تنْبت اللَّحْم ثمَّ يذر عَلَيْهَا بعد نَبَات اللَّحْم مَا ينشف رطوبتها ثمَّ يشد عَلَيْهَا الرِّبَاط وَلم يزل يُتَابع ذَلِك حَتَّى صلحت
    والمداهن
    قَالَ لصَاحِبهَا لَا بَأْس عَلَيْك مِنْهَا وَهَذِه لَا شَيْء فاسترها عَن الْعُيُوب بِخرقَة ثمَّ اله عَنْهَا
    فَلَا تزَال مدَّتهَا تقوى وتستحكم حَتَّى عظم فَسَادهَا
    وَهَذَا الْمثل أَيْضا مُطَابق كل الْمُطَابقَة
    لحَال النَّفس الأمارة مَعَ المطمئنة فَتَأَمّله
    فَإِذا كَانَت هَذِه حَال قرحَة بِقدر الحمصة
    فَكيف بسقم هاج من نفس أَمارَة بالسوء هِيَ مَعْدن الشَّهَوَات
    ومأوى كل فسق وَقد قارنها شَيْطَان فِي غَايَة الْمَكْر وَالْخداع
    يعدها ويمنيها ويسحرها بِجَمِيعِ أَنْوَاع السحر
    حَتَّى يخيل إِلَيْهَا النافع ضارا والضار نَافِعًا وَالْحسن قبيحا والقبيح جميلا
    وَهَذَا لعَمْرو الله من أعظم أَنْوَاع السحر
    وَلِهَذَا يَقُول سُبْحَانَهُ فَأنى تسحرون
    وَالَّذِي نسبوا إِلَيْهِ الرُّسُل من كَونهم مسحورين هُوَ الَّذِي أَصَابَهُم بِعَيْنِه وهم أَهله
    لَا رسل الله صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ
    كَمَا أَنهم نسبوهم إِلَى الضلال وَالْفساد فِي الأَرْض وَالْجُنُون والسفه وَمَا استعاذت الْأَنْبِيَاء وَالرسل وأمراء الْأُمَم بالاستعاذة من شَرّ النَّفس الأمارة وصاحبها وقرينها الشَّيْطَان إِلَّا لِأَنَّهُمَا أصل كل شَرّ وقاعدته ومنبعه وهما متساعدان عَلَيْهِ متعاونان


    رضيعي لبان ثدى أم تقاسما ... بأسحم داج عوض لَا ننفرق"
    وقال شيخ الاسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (28/54) :
    " وَقَدْ لَا يَنْقَلِعُ الْوَسَخُ إلَّا بِنَوْعِ مِنْ الْخُشُونَةِ؛
    لَكِنَّ ذَلِكَ يُوجِبُ مِنْ النَّظَافَةِ وَالنُّعُومَةِ مَا نَحْمَدُ مَعَهُ ذَلِكَ التَّخْشِينَ"


    ولكل مقام مقال ولا يعني هذا التزام الشدة باستمرار

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من أعظم الرحمة أن تصرح للكافر بحقيقة ما هو عليه وأما تمييعك لحقيقة ما هو عليه فهو مكر وتغرير به

    قال الشيخ صالح ال الشيخ
    أحب الناس وخير الناس للناس
    من يحذِّرهم مما هم عليه من الشرك، ولو لم يشعروا ولو لم يعقلوا،
    قال جل وعلا ?كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
    ؛
    لأنهم يدلُّون الخلق على ما ينجيهم,
    فالذي يحب للخلق النجاة هو الذي يحذِّرهم من الشرك بأنواعه، ويدعوهم إلى التوحيد بأنواعه؛
    لأن هذا أعظم ما يُدعى إليه.
    ولهذا لمّا حصل من بعض القرى في زمن إمام الدعوة تردد، وشك، ورجوع عن مناصرة الدعوة، وفهم ما جاء به الشيخ رحمه الله تعالى، وكتبوا للشيخ، وغلظوا،
    وقالوا: إنَّ ما جئت به ليس بصحيح وأنّك تريد كذا وكذا، قال في آخرها بعد أن شرح التوحيد وضده ورغّب ورهب,

    قال في آخرها رحمه الله
    :
    ولو كنتم تعقلون حقيقة ما دعوتكم إليه
    لكنتُ أغلى عندكم من آبائكم وأمهاتكم وأبنائكم ولكنكم قوم لا تعقلون.

    وهذا صحيح، ولكن لا يعقله إلاَّ من عرف حق الله جل وعلا..................
    والذي ذكره الإمام رحمه الله في بعض رسائله أنه لما عَرَضَ هذا الأمر يعني الدعوة إلى التوحيد عرضه على علماء الأمصار قال: وافقوني على ما قلت وخالفوني في مسألتين في مسألة التكفير وفي مسألة القتال. وهاتان المسألتان سبب المخالفة مخالفة أولئك العلماء فيها أنهما فرعان ومتفرعتان عن البيان والدعوة إلى أفراد التوحيد والنهي عن أفراد الشرك.
    إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وكذا أتباعه من بعده وأنصار دعوته، قد اعتنوا بهذه بمسألة التكفير والقتال عناية فائقة، ووضحوا ما أشكل فيها وبيَّنوها، وفصَّلوها تفصيلاً شافياً كافياً.
    (كان الشيخ يحذر من نواقص الإيمان ومبطلاته، ويبينها، ويبعدها عن المسلمين، ويبعد المسلمين عنها، بكل ما استطاع.
    ولقد اهتم بذلك أيما اهتمام، حتى كاد أن يستأثر هذا الجانب بكل همته كما كاد أن يستأثر بالواقع في بداية الإصلاح؛ لأن مشكلة العالم الإسلامي تكمن في هذه الناحية، وكيد الشيطان يتركز في هذا الجانب)
    : احتاجت مسألة التكفير والقتال هذا الاهتمام، نظراً لكثرة من رمى هذه الدعوة السلفية بشبهة (التكفير والقتال)، فما أكثر من أثار هذه الشبهة على دعوة الشيخ، وسيتضح ذلك جلياً عند نقل أقوال المناوئين في ذلك.
    لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى أن بعض العلماء المحققين ممن عرف عنهم سلامة المعتقد، قد تأثروا بتلك الشبهة وصدقوا تلك الدعوى – بكل ما فيها من حق أو باطل _.
    كما هو واضح من حال الإمام محمد بن علي الشوكاني، حيث يقول الشوكاني – عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه _.
    (ولكنهم يرون أن من لم يكن داخلاً تحت دولة صاحب نجد، وممتثلاً لأوامره خارج عن الإسلام) .
    كما أن الشيخ محمد بن ناصر الحازمي قد تأثر بتلك الدعاوى.. فذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأثنى عليه خيراً، ومدحه بحسن الاتباع …، ولكن أنكر عليه خصلتان , الأولى: تكفير أهل الأرض بمجرد تلفيقات لا دليل عليها..، والأخرى: التجاري في سفك الدم المعصوم بلا حجة ولا برهان.
    وكذا الشيخ محمد صديق حسن، صدّق هذه الشبهات، فأعلن في كتابه. (ترجمان الوهابية) براءة أهل الحديث من الوهابيين، لأن الوهابيين – كما يذكر محمد صديق حسن - يعرفون بإراقـة الدماء، وينص محمد صديق – عفا الله عنه – أن مصدره في هذه المعلومات هي كتب العلماء المسيحيين !.
    وممن تأثر وصدّق هذه الدعاوى، الشيخ أنور شاه كشميري، فزعم – عفا الله عنه – أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – يتسارع إلى الحكم بالتكفير .
    : إن هذه المسألـة تميزّت عن غيرها، أن الكثير من المخالفــين من عهد الشـيخ محمد بن عبد الوهـاب - رحمه الله - يوافقونه فيما دعا إليه من بيان التوحيد وتقريره، والنهي عن الشرك والتحذير منه، وسد ذرائعه، دون أن يوافقوه في مسألة التكفير والقتال.
    ومما يدل على ذلك ما قاله الشيخ بنفسه رحمه الله حاكياً حال خصومه: (وإذا كانوا أكثر من عشرين سنة يقرون ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً، أن التوحيد الذي أظهره هذا الرجل هو دين الله ورسوله، لكن الناس لا يطيعوننا، وأن الذي أنكره هو الشرك، وهو صادق في إنكاره، ولكن لو يسلم من التكفير والقتال كان على حق … هذا كلامهم على رؤوس الأشهاد)
    ويقول الشيخ – في موضع آخر – مبيناً وجه مخالفة خصومه:
    (فلما أشتهر عنى هؤلاء الأربع _ ، صدقني من يدعي أنه من العلماء في جميع البلدان، في التوحيد، وفي نفس الشرك، وردوا على التكفير والقتال)
    ويذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – لإخوانه تلك الشبهة والجواب عليها:
    (ولكنهم يجادلونكم اليوم، بشبهة واحدة، فاصغوا لجوابها، وذلك أنهم يقولون كل هذا حق، نشهد أنه دين الله ورسوله، إلا التكفير والقتال، والعجب ممن يخفى عليه جواب هذا، إذا أقروا أن هذا دين الله ورسوله، كيف لا يكفر من أنكره ، … إلى آخر جوابه رحمه الله) [
    التكفير والقتال – عرض ثم رد وبيان]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من أعظم الرحمة أن تصرح للكافر بحقيقة ما هو عليه وأما تمييعك لحقيقة ما هو عليه فهو مكر وتغرير به

    قال الشيخ عبد اللطيف ال الشيخ فى الأسباب المانعة عن فهم القرآن:
    (ومن الأسباب المانعة عن فهم كتاب الله أنهم ظنوا أن ما حكى الله عن المشركين، وما حكم عليهم ووصفهم به خاص بقوم مضوا، وأناس سلفوا، وانقرضوا، لم يعقبوا وارثاً.
    وربما سمع بعضهم قول من يقول من المفسرين هذه نزلت في عبّاد الأصنام، هذه في النصارى …،
    فيظن الغر أن ذلك مختص بهم، وأن الحكم لا يتعداهم، وهذا من أكبر الأسباب التي تحول بين العبد وبين فهم القرآن والسنة)

    قال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب:

    (وأما ما يكذب علينا ستراً للحق، وتلبيساً على الخلق، بأننا نكفر الناس على الإطلاق، أهل زماننا، ومن بعد الستمائة، إلا من هو على ما نحن فيه، ومن فروع ذلك أن لا نقبل بيعة أحد إلا بعد التقرر عليه بأنه كان مشركاً، وأن أبويه ماتا على الشرك بالله … فلا وجه لذلك فجميع هذه الخرافات وأشباهها لما استفهمنا عنها من ذكر أولاً، كان جوابنا في كل مسألة من ذلك (سبحانك هذا بهتان عظيم)، فمن روى عنا شيئاً من ذلك أو نسبه إلينا، فقد كذب وافترى، ومن شاهد حالنا، وحضر مجالسنا، وتحقق ما عندنا علم قطعياً أن جميع ذلك وضعه علينا وافتراه أعداء الدين وإخوان الشياطين، تنفيراً للناس عن الإذعان بإخلاص التوحيد لله تعالى بالعبادة وترك أنواع الشرك الذي نص عليه بأن الله لا يغفره، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فإنا نعتقد أن من فعل أنواعاً من الكبائر كقتل المسلم بغير حق، والزنا، والربا وشرب الخمر، وتكرر منه ذلك، أنه لا يخرج بفعله ذلك من دائرة الإسلام ولا يخلد به في دار الانتقام، إذا مات موحداً بجميع أنواع العبادة)

    قال الامام محمد بن عبد الوهاب ان الجهل والاعراض عن الدين من اعظم الاسباب فى مقت الله و كون الانسان من شر الدواب -

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من أعظم الرحمة أن تصرح للكافر بحقيقة ما هو عليه وأما تمييعك لحقيقة ما هو عليه فهو مكر وتغرير به

    قال تعالى "لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ"
    من أعظم مقاصد القرآن الكريم بيان حال المشركين وشركهم " فالله عز وجل هو الذي بيّن وحدد أصناف الكافرين , فذكرهم بأقوالهم وأفعالهم ومعتقداتهم ,
    فهو سبحانه الذي حكم عليهم بالكفر , فمن لم يُكفر من كفّره الله تعالى أو كفره رسوله

    , كان مكذباً بالقرآن الكريم , ومن كذّب القرآن أو آية منه فلا شك في كفره
    انقلبت الموازين فأصبح الكثير يتعاملون مع الأسماء دون المسميات ومع الدعاوي دون البينات.
    فعدو الله الذي يحارب الدين ليلاً ونهاراً سرًّا وجهاراً قد صار مؤمناً موحداً عند الجهال المغفلين وأهل الشهوات،
    بدعوى أنه يتلفظ بالشهادتين، وما يغني عنه تلفظه بالشهادتين وقد صار جنديًّا من جنود إبليس،
    وحرباً على هذا الدين بالنفس والمال فالله المستعان"

    قال صاحب كتاب :القول السديد فى وجوب الاهتمام بالتوحيد " ومن الموالاة التي تناقض الإيمان الدعوة إلى وحدة الأديان: وخلاصة هذه الدعوة : إزالة الخلاف العقدي، وإسقاط الفوارق الأساسية فيما بين تلك الديانات؛ ذلك من أجل توحيد هذه الملل المختلفة، على أساس الاعتراف بعقائدهم وصحتها.
    وقد يطلقون على هذه الوحدة المزعومة بين الديانات الثلاث ((الإسلام والنصرانية واليهودية)) ما يسمى بالديانة الإبراهيمية، أو الديانة العالمية.
    وقد نشأت هذه الدعوات المضللة في أحضان التنصير، والصهيونية العالمية"


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من أعظم الرحمة أن تصرح للكافر بحقيقة ما هو عليه وأما تمييعك لحقيقة ما هو عليه فهو مكر وتغرير به

    قال العلامة ابن القيم – رحمه الله : بعد أن ذكر فوائد سورة الكافرون . قال : وفائدة ثامنة : وهي أن طريقة القرآن إذا خاطب الكفار أن يخاطبهم بالذين كفروا , والذين هادوا , كقوله :) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (. [ سورة التحريم :7 ] .
    وكقوله تعالى : ) قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ([ سورة الجمعة:6 ] .
    ولم يجئ"يا أيها الكافرون " إلا في هذا الموضع فما وجه هذا الاختصاص ؟
    فأجاب – رحمه الله تعالى – بقوله :
    إثباته هنا بلفظ يا أيها الكافرون دون " يا أيها الذين كفروا " , فسره والله أعلم : إرادة الدلالة على أن من كان الكفر وصفاً ثابتاً له لازماً لا يفارقه ، فهو حقيق أن يتبرأ الله منه ، ويكون هو أيضاً بريئاً من الله . فحقيق بالموحد البراءة منه ، فكان في معرض البراءة التي هي غاية البعد ، والمجانبة بحقيقة حاله التي هي غاية الكفر . وهو الكفر الثابت اللازم في غاية المناسبة فكأنه يقول : كما أن الكفر لازم لكم ثابت لا تنتقلون عنه فمجانبتكم والبراءة منكم ثابتة دائماً أبداً . ولهذا أتى فيها بالنفي الدال على الاستمرار مقابلة الكفر الثابت المستمر وهذا واضح ) . اهـ ( التفسير القيم ) ص576
    وقال رحمه الله
    ، فمقصودها الأعظم هو البراءة المطلوبة بين الموحدين والمشركين ، ولهذا أتي بالنفي في الجانبين تحقيقاً للبراءة المطلوبة مع أنها متضمنة للإثبات صريحاً فقوله : لا أعبد ما تعبدون براءة محضة ولا أنتم عابدون ما أعبد إثبات أن له معبوداً يعبده وأنتم بريئون من عبادته فتضمنت النفي والإثبات ، وطابقت قول إمام الحنفاء :
    " إنني براء مما تعبدون * إلا الذي فطرني " [ الزخرف : 26 ] ، وطابقت قول الفئة الموحدين : " وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله " [ الكهف : 16 ] فانتظمت حقيقة لا إله إلا الله اهـ التفسير القيم )ص577 .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    sudan
    المشاركات
    96

    افتراضي رد: من أعظم الرحمة أن تصرح للكافر بحقيقة ما هو عليه وأما تمييعك لحقيقة ما هو عليه فهو مكر وتغرير به

    جزاكم الله خيرا ونفعنا بما سطرتم ، وتقبل الله منكم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: من أعظم الرحمة أن تصرح للكافر بحقيقة ما هو عليه وأما تمييعك لحقيقة ما هو عليه فهو مكر وتغرير به

    ونرى الكثير يغضب من أن تقول كفار يريدون أن تقول أهل الكتاب!!!
    وكفر أهل الكتاب أمر ظاهر دلت عليه نصوص الكتاب والسنة.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2017
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: من أعظم الرحمة أن تصرح للكافر بحقيقة ما هو عليه وأما تمييعك لحقيقة ما هو عليه فهو مكر وتغرير به

    جزاكم الله خير الجزاء
    ان هذا الامر هو من اعظم مقاصد الامة والافراد تنبيه الغافل ونصيحة المخالف لتحقيق مراد الله برحمته للعباد حبذا جمع الموضوع وتنقيحه وتلخيصه للنشر

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من أعظم الرحمة أن تصرح للكافر بحقيقة ما هو عليه وأما تمييعك لحقيقة ما هو عليه فهو مكر وتغرير به

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    ونرى الكثير يغضب من أن تقول كفار يريدون أن تقول أهل الكتاب!!!
    وكفر أهل الكتاب أمر ظاهر دلت عليه نصوص الكتاب والسنة.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوظافر حسين مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خير الجزاء
    ان هذا الامر هو من اعظم مقاصد الامة والافراد تنبيه الغافل ونصيحة المخالف لتحقيق مراد الله برحمته للعباد حبذا جمع الموضوع وتنقيحه وتلخيصه للنشر
    بارك الله فيكم
    تغيير الأسماء الشرعية وإبدالها هو تحريف للدين
    الحقائق، سماها سبحانه بأسماء معينة، بيَّن سبحانه وتعالى - التوحيد والشرك، والكفر والإيمان، بيَّن الإسلام والملل الأخرى:
    قال تعالى - هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ
    ذكر لنا في المقابل أهل الكتاب، والذين أشركوا والذين كفروا، واليهود والنصارى، والصابئين، فتغيير الأسماء الشرعية وإبدالها هو تحريف،؛ لأن الأسماء التي سماها الله ورسوله يجب أن تبقى،
    فهي من دلالات الشرع،
    ومن ظلم الكلمات تغيير ألفاظها، وتغيير دلالاتها، وظلم الكلمات بتغيير معانيها،
    أو تغيير ألفاظها أعظم خطراً من ظلم الأحياء بتشويه خلقتهم،
    فإن توشيه خلقة إنسان يقتصر ضرره عليه،
    بينما تغيير الألفاظ الشرعية، أو معانيها يؤثر على فئام من الناس فيضلهم،
    التلاعب بالمصطلحات الشرعية من أعظم ما يسعى إليه أعداء الدين، فمما يتعين الاعتناء به معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله، عندما تغير الأسماء تنقطع الروابط بين أحكام هذه الأشياء -المسماة من الله ورسوله- وبين الأدلة المنصوص فيها على أحكام هذه الأشياء، فهذه لعبة خطيرة يقوم بها أعداء الدين، والقصد واضح، إنه تحريف الدين، إنه التغيير فيه والتبديل، إنه التمويه والزخرفة، فأحياناً يجملون العبارات بألفاظ فيها تمويه، فيها جمال في الظاهر، ولكن الحقيقة أنها في دين الله مذمومه،
    فلما سمى الكافر اللات
    أرادوا أن يُكسبوا آلهتهم أسماء شرعية، فاشتقوا من أسماء شرعية أسماء لآلهتهم،
    وكذلك المشرك والكافر فإذا قلنا مثلاً: المشرك والكافر،
    فان هذه الاوصاف يتعلق بها احكام ومعاملات فى الدنيا وأحكام فى الاخرة
    من جهة الدنيا فإن عداوة الكفار باقية إلى قيام الساعة، كما قال الله: إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا
    ولا تجوز موالاتهم، ولا نصرتهم؛ قال إبراهيم عليه السلام والذين معه قالوا لقومهم المشركين:
    إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
    فمن الأحكام العقدية هنا، وجوب التبري من الكفار والكافرين، والشرك والمشركين، وما عليه هؤلاء من الانحرافات، وعندما يكون الكافر محارباً له أحكام، وعندما يكون معاهداً له أحكام، وعندما يكون ذِمياً له أحكام، وعندما يكون مستأمننا له أحكام، ولذلك لا بد من الاحتفاظ بالأسماء الشرعية لتترتب عليها الأحكام الشرعية،
    فإذا ضُيعت الأسماء ضعيت الأحكام،
    وهذا ما يريده أعداء الله اليوم من التغييرات في مصطلحات المسلمين؛
    لأنهم يعرفون أن هذه الأسماء تترتب عليها عند المسلمين قضايا كبيرة،
    والله فرَّق بين الفرقاء، ووضح الفرق بين المسلم والكافر، والبر والفاجر: قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ
    وقال : وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ۝ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ ۝ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ۝ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ۝ إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ
    وقال : وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ
    لا يستوي المؤمنون والمسيئون،
    وقال : أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ
    وقال : أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِين َ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ
    لا يستوى م المؤمن والكافر، والبر والفاجر، ولا بين أهل الطاعة وأهل الفسق والعصيان والفجور، فعند الله لا يستوون.
    لقد وردت كلمة الكفر بمشتقاتها من "الكفر" و"الكافرين"، و"الكفار" و"الذين كفروا" في القرآن الكريم أكثر من أربعمائة مرة، ووردت لفظة الشرك بمشتقاتها "المشركين"، "والذين أشركوا" في القرآن أكثر من مائتي مرة، ووردت لفظة "النفاق"، ومشتقاتها "المنافقين"، و"الذين نافقوا" في القرآن أكثر من خمسين مرة، ووردت كلمة "اليهود" سبع مرات، و"النصارى" ثمان مرات، ولفظة "الكفار" أربعة عشر مرة، و"الكافرين" خمساً وخمسين مرة، وكذلك "الذين كفروا" مائة واثنين وخمسين مرة،
    وهكذا بهذه الألفاظ،
    فيسمع المؤمن كلمة "كفر"، و"كافر"، و"كفار"، و"كافرين" بمجرد السماع قلبه ينطق بالكراهية لهؤلاء؛
    لأنهم كفروا بالله، أشركوا به، سبوا الله،
    اعتقدوا في الله عقيدة ضالة منحرفة،
    وهكذا تنبني أحكام ومواقف.
    إن الله حرم علينا أن نغير هذه الأسماء الشرعية فنسميها بأسماء أخرى
    لئلا تضيع الحقائق،
    وأخبرنا النبي ﷺ أنه سيأتي قوم يسمون الخمر بغير اسمها، لماذا؟
    يريدون تضييع الحكم؛
    لأن الخمر في القرآن الكريم حكمها واضح جداً: فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ
    ،
    أخبرنا أنها سبيل الشيطان، يريد أن يفرق بيننا بها:
    يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ يريد أن يصدنا بالخمر عن سبيل الله، وذكره، وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِس، فيكره المؤمن الخمر لما ورد في النصوص الشرعية من الآيات والأحاديث بشأنها، النبي ﷺ لعن الخمرة، ولعن شاربها، وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها،
    فالمؤمن ينفر من كلمة الخمر نفوراً شديداً؛
    لأن المسألة فيها لعنة وغضب،
    وفيها السحت في الأثمان المترتبة عليها، والتفسيق لشاربها، والحد الذي ورد في السكران،
    فعندنا تغير الأسماء، ماذا سيترتب على ذلك في الأجيال، وكذلك الربا،
    وعندما تصبح كلمة الفائدة هي البديل، كما تصبح المشروبات الروحية هي البديل، وكما يغير الناس،
    أو كما يريد أن يغير أعداء الله اسم الجهاد إلى الإرهاب،
    واسم الشورى الشرعي إلى الديمقراطية، ونحو ذلك،
    كل هذا تسمية باطلة، فيريدون من وراء التسمية -أحياناً- التنفير من المصطلح الشرعي، كتسمية التمسك بالدين تطرفاً، وأحياناً يريدون التسوية، تسوية حقنا بباطلهم، ويروج هذا، فيسمي بعض الناس الشورى -وهي الاسم الشرعي- بالديمقراطية، وشتان شتان بين هذا وهذا،
    الديمقراطية التي يحكم بها الناس أنفسهم بأهوائهم، فحسب رأي الأغلبية يكون القانون، وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله، ويتخذون قوانين منحرفة عما أراده الله،
    فأحياناً يريدون بتغيير التسمية تشويه المعنى الشرعي للقضية،
    أو تارة يريدون تسوية الحق بالباطل،
    وتارة يريدون التخفيف من مواقف المسلمين تجاه ما هم عليه هم من الباطل بحيث يكون الباطل عند المسلم سائغاً،
    فيتقبله.
    ***
    أخبرنا الله عن شياطين الإنس والجن أنهم يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، ومن حيلهم في إضلال بني آدم إلباس الشيء غير لبوسه، وتسميته بغير اسمه، فيسمون ما مدحه الشرع، ورغب فيه بأسماء منفرة ليصدوا الناس عنه؛ كالتخلف والرجعية والانغلاق وما إلى ذلك، ويسمون ما نهى عنه الشرع، وحذر منه بأسماء مزخرفة مزينة للترغيب فيه، والحث على تعاطيه، كتسميتهم اختلاط الرجال بالنساء انفتاحا، ومدنية، وعصرانية، وهلم جرا.
    فعلى المسلم أن لا ينخدع بهذه الحيل، وأن يتفطن لها، ويكون على بصيرة من أمر دينه، فلا يمتدح إلا ما امتدحه الله ورسوله، وإن ذمه الناس، ويذم ما ذمه الله ورسوله، وإن زخرفه أهل الباطل وزينوه، فالمعتبر في المدح والذم والتقديم والتأخير هو ما اعتبره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلا تهولنك الألقاب المخترعة المزخرفة للأشياء الباطلة المنكرة، فهي حيلة شيطانية وخطة إبليسية قديمة، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: والمعاني لا تتغير بتغيُّر الأسماء أبداً، ولهذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه في آخر الزمان يشرب أقوام الخمر ويسمونها بغير اسمها، فهل تنتقل عن الخمر إلى الاسم الجديد؟ لا، هي خمر، هكذا أيضاً هذه التي نسميها ودائع وهي عند البنوك ليست وديعة أبداً، بل هي قرض ينتفع بها البنك. انتهى.
    فالمنكر لا يصير معروفا بتغيير اسمه، وهذا الانحطاط الخلقي والسفول السلوكي لا يصير رقيا وحضارة بتسميته كذلك، فاختلاط الرجال بالنساء على النحو الذي يثير الريبة، ويهيج الغرائز، ويفتح الذرائع للفتن اختلاط محرم منكر، وهو عين الانحطاط والتخلف، وإن سماه الناس بما سموه به، فحقيقته المنكرة لا تتغير بتحسين اسمه وتزيينه، ولئن سموا ذلك التردي الخلقي الذي هو إلى البهيمية والحيوانية أقرب منه إلى سلوك بني آدم الذين كرمهم الله بإنزال الشرائع وإرسال الرسل - لئن سموه انفتاحا فنقول نعم هو انفتاح، لكن على أبواب جهنم ـ والعياذ بالله



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •