تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: عقيدة النووى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي عقيدة النووى

    سائر كلام النووي على الصفات منقول من الشُرّاح الذين سبقوه، وخاصة من كلام عياض، وشيخه أبي عبد الله المازري.وعياض لا شك أنه كان أشعري العقيدة، وكذلك شيخه الإمام أبو عبد الله المازري،
    فالإمام النووي رحمه الله حينما جمع ما جمع في شرح الصحيح اعتمد جُل اعتماده على النقل من كلام عياض وكلام الإمام أبي عبد الله المازري، وكلاهما أشعري العقيدة، فكان الإمام ينقل كلامهما دون تمحيص ولا تحقيق ولا تدقيق.
    قال النووي:
    "مذهب أهل الحق: أن الرؤية قوة يجعلها الله تعالى في خلقه، ولا يشترط فيها اتصال الأشعة، ولا مقابلة المرئي، ولا غير ذلك؛ لكن جرت العادة في رؤية بعضنا بعضاً بوجود ذلك على جهة الاتفاق؛ لا على سبيل الاشتراط، وقد قرر أئمتنا المتكلمون ذلك بدلائله الجلية، ولا يلزم من رؤية الله تعالى: إثبات جهة؛ تعالى عن ذلك؛ بل يراه المؤمنون لا في جهة؛ كما يعلمونه لا في جهة"اهـ (المنهاج 3/15-16)

    ونقل عن الغزالي قوله في تعريف المتشابه:
    "يطلق على ما ورد في صفات الله تعالى؛ مما يوهم ظاهره الجهة، والتشبيه، ويحتاج إلى تأويل"اهـ المنهاج 16/217-218

    قال النووي:
    " فقال المتولي: من اعتقد قدم العالم، أو حدوث الصانع، أو نفى ما هو
    ثابت للقديم بالاجماع، ككونه عالما قادرا، أو أثبت ما هو منفي عنه بالاجماع، كالالوان، أو أثبت له الاتصال والانفصال، كان كافرا" روضة الطالبين 7/284
    قال النووي:
    "مَذْهَب اهل الْحق الايمان بِالْقدرِ واثباته وان جَمِيع الكائنات خَيرهَا وشرها بِقَضَاء الله تَعَالَى وَقدره

    وَهُوَ مُرِيد لَهَا كلهَا
    وَيكرهُ الْمعاصِي مَعَ انه مُرِيد لَهَا لحكمة يعلمهَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
    وَهل يُقَال انه يرضى الْمعاصِي ويحبها
    فِيهِ مذهبان لاصحابنا الْمُتَكَلِّمين حَكَاهُمَا امام الْحَرَمَيْنِ وَغَيره
    قَالَ امام الْحَرَمَيْنِ فِي الارشاد مِمَّا اخْتلف اهل الْحق فِي اطلاقه وَمنع اطلاقه الْمحبَّة وَالرِّضَا
    فَقَالَ بعض أَئِمَّتنَا لَا يُطلق القَوْل بَان الله تَعَالَى يحب الْمعاصِي ويرضاها لقَوْله تَعَالَى {وَلَا يرضى لِعِبَادِهِ الْكفْر}
    قَالَ وَمن حقق من أَئِمَّتنَا لم يلْتَفت الى تهويل الْمُعْتَزلَة لَهُ بل قَالَ الله تَعَالَى يُرِيد الْكفْر وَيُحِبهُ ويرضاه والارادة والمحبة وَالرِّضَا بِمَعْنى وَاحِد
    قَالَ وَقَوله تَعَالَى {وَلَا يرضى لِعِبَادِهِ الْكفْر} المُرَاد بِهِ الْعباد الموفقون للايمان وأضيفوا الى الله تَعَالَى تَشْرِيفًا لَهُم كَقَوْلِه تَعَالَى {يشرب بهَا عباد الله} أَي خواصهم لَا كلهم وَالله اعْلَم"
    الأصول الضوابط-للنووى

    قال الذهبي في ترجمة ( النووي ) في (( تاريخ الإسلام )) :
    (( إن مذهبه في الصفات السمعية السكوت ، وإمرارها كما جاءت ،وربما تأول قليلاً في (( شرح مسلم )) )) .
    ونقله السَّخاوي في ((ترجمة الإمام النووي )) عنه ، وتعقبه بقوله : (( كذا قال، و التأويل كثير في كلامه )) .
    ونقل السَّخاوي قبل ذلك عن بعض مترجميه أنه وصفه بأنه أشعري ، فقال : (ص 36) : (( وصرح اليافعي والتاج السُّبكي _ رحمهما الله _ أنه أشعري ))
    سئل الامام ابن باز
    السؤال:
    سائلٌ يقول: هناك مَن يُحذِّر من كتب الإمام النووي وابن حجر رحمهما الله تعالى، ويقول: إنَّهم ليسوا من أهل السنة والجماعة، فما الصَّحيح في ذلك؟
    الجواب:
    لهم أشياء غلطوا فيها في الصِّفات: ابن حجر، والنووي، وجماعة آخرين، ليسوا فيها من أهل السنة، وهم من أهل السنة فيما سلموا فيه ولم يُحرِّفوه، هم وأمثالهم ممن غلط.



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: عقيدة النووى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    قال النووي: " فقال المتولي: من اعتقد قدم العالم، أو حدوث الصانع، أو نفى ما هو
    ثابت للقديم بالاجماع، ككونه عالما قادرا، أو أثبت ما هو منفي عنه بالاجماع، كالالوان، أو أثبت له الاتصال والانفصال، كان كافرا" روضة الطالبين 7/284
    قال ابو جعفر عبدالله الخليفى
    قال النووي في روضة الطالبين (10/64) :" أَوْ أَثْبَتَ مَا هُوَ مَنْفِيٌّ عَنْهُ بِالْإِجْمَاعِ، كَالْأَلْوَانِ، أَوْ أَثْبَتَ لَهُ الِاتِّصَالَ وَالِانْفِصَالَ ، كَانَ كَافِرًا"
    أقول : هذا نفي أن الله داخل العالم أو خارجه
    وتأمل قوله ( والانفصال ) وهذا عين قول السلف ( بائن من خلقه ) ، ولعله يعني بالاتصال نفي ما ورد في بعض الأخبار من المماسه
    قال النووي في روضة الطالبين (10/85) :" وَأَنَّ الْكَافِرَ إِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الْمَالِكُ، أَوِ الرَّازِقُ، لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا ; لِأَنَّهُ قَدْ يُرِيدُ السُّلْطَانَ الَّذِي يَمْلِكُ أَمْرَ الْجُنْدِ وَيُرَتِّبُ أَرْزَاقَهُمْ، وَلَوْ قَالَ: لَا مَالِكَ إِلَّا اللَّهُ، أَوْ لَا رَازِقَ إِلَّا اللَّهُ، كَانَ مُؤْمِنًا، وَبِمَثَلِهِ أَجَابَ فِيمَا لَوْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَزِيزُ، أَوِ الْعَظِيمُ، أَوِ الْحَكِيمُ، أَوِ الْكَرِيمُ، وَبِالْعُكُوسِ، وَأَنَّهُ لَوْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ، أَوْ إِلَّا مَلِكُ السَّمَاءِ، كَانَ مُؤْمِنًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ.
    وَلَوْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا سَاكِنُ السَّمَاءِ، لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا، وَكَذَا لَوْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ ; لِأَنَّ السُّكُونَ مُحَالٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى،
    فهنا النوويينفى الايمان عمن يقول ( الله ساكن السماء ) ولا تظنن أنه في كلامه الأول يثبت العلو فإن له عنده تأويلاً وكتبه تنضح بالتأويلات
    فعبارة ساكن السماء قائلها عند النووي ليس مؤمناً فمن قالها ؟
    قال البغوي في الجعديات حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، نا سَيَّارُ، نا جَعْفَرٌ، نا ثَابِتٌ قَالَ: " كَانَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُطِيلُ الصَّلَاةِ، ثُمَّ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: إِلَيْكَ رَفَعْتُ رَأْسِي يَا عَامِرَ السَّمَاءِ، نَظَرَ الْعَبِيدِ إِلَى أَرْبَابِهَا يَا سَاكِنَ السَّمَاءِ "
    وهذا إسناد قوي في المقطوع
    وقد روى هذا الخبر اللالكائي في السنة محتجاً به على الجهمية ، ورواه أبو نعيم في الحلية وهو منسوب للأشعرية الأولى ، وراه ابن قدامة في إثبات صفة العلو محتجاً به على الجهمية ، وكذا رواه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد
    وقال الذهبي في كتابه العرش :" 133- وصح عن ثابت البناني قال: كان داود عليه السلام يطيل الصلاة، ثم يركع، ثم يرفع رأسه إلى السماء، ثم يقول: إليك رفعت رأسي [يا عامر السماء] ، نظر العبيد إلى أربابها يا ساكن السماء".
    رواه اللالكائي بإسناد صحيح عن ثابت"

    وكذا صححه في الأربعين في الصفات
    وقال أبو الحسن الأشعري في الإبانة :" ومن دعاء أهل الإسلام جميعا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل بهم يقولون جميعا: يا ساكن السماء، ومن حلفهم جميعا: لا والذي احتجب بسبع سماوات"
    وهذا نقل إجماع وقد نقل ابن تيمية وابن القيم هذا النص وأقراه
    قال الماوردي في تفسيره :" قال الشاعر:
    (وما تَدري جذيمةُ مَنْ طحاها ... ولا من ساكنُ العَرْشِ الرّفيع)"
    والماوردي معتزلي وكذا نقل هذا البيت القرطبي الأشعري وابن عادل الحنبلي وهو أشعري وكذا الشوكاني
    وهذا يدل على أن هذه العبارة موجودة في أشعار العرب دون نكير
    وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/215) : أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن قال سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول ح وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي قراءة عليه قال أنا أبو عبد الله الحافظ قراءة عليه قال سمعت علي بن حمشاذ العدل يقول سمعت جعفر بن محمد بن الحسين يقول سمعت سلمه بن شبيب يقول كنا عند أحمد بن حنبل إذ جاءه شيخ معه عكازه فسلم وجلس فقال من منكم أحمد قال أحمد أنا ما حاجتك قال صرت وقال البيهقي ضربت إليك من أربعمائة فرسخ أريت الخضر عليه السلام في المنام قال لي قم وصر إلى أحمد بن حنبل وقل له إن ساكن العرش والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك.
    وهذا إسناد صحيح وفيه حل الإشكال الوارد في الرواية الأخرى فهذا ظاهر في أن هذه رؤيا منام
    و(ساكن العرش ) و ( ساكن السماء ) بمعنى واحد فالسماء في اللغة العلو وتطلق على كل ما سما فالعرش بهذا الاعتبار يسمى سماء
    وهذه الكلمة ليس فيها إثبات شيء زائد على ما ورد في الأخبار من علو الباري على عرشه
    فإن قيل : من أين قلت أن النووي إمامه الأشعري ؟
    ظاهر من كتب النووي أشعريته وقد نص على أشعريته السخاوي واليافعي
    ولكن خذ هذا قال النووي في بستان العارفين :" ومن المشهودين بكثرة التصنيف أمامنا الامام ابو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي والإمام أبو الحسن الأشعري رضي الله تعالى عنهما وقد عدد الامام أبو بكر البيقهي رحمه الله تعالى مصنفات الشافعي وعدد الامام حافظ الشام بل حافظ الدنيا ابو القاسم المعروف بابن عساكر رضي الله تعالى عنه في كتابه تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري تصانيف الأشعري أنها نحو ثلثمائة تصنيف"
    قال الذهبي في تاريخ الإسلام (15/324) :" والنووي رجل أشعري العقيدة معروف بذلك، يبدع من خالفه ويبالغ في التغليظ عليه"
    وما قاله الذهبي تشهد به طريقة النووى وكلمة الذهبي هذه في طبعة بشار عواد معروف وقال السخاوي في المنهل الروي :" قلت: وصرح اليافعي والتاج السبكي " " أنه أشعري. وقال الذهبي في " تاريخه " إنه مذهب في الصفات السمعية: السكوت، وإمرارها كما جاءت، وربما تأويل قليلا في " شرح مسلم " كذا قال: والتأويل كثير في كلامه، انتهى"
    وفي كتابه الأخير في الأشاعرة :" وقال شارح (الجوهرة): «واعلم أن معتقد الجهة لا يكفر، كما قاله العز بن عبد السلام، وقيده النووي بكونه من العامة، وابن أبي جمرة بعسر فهم نفيها، وفصَّل بعضهم فقال: إن اعتقد جهة العلو لم يكفر؛ لأن جهة العلو فيها شرفٌ ورفعةٌ في الجملة ،
    تأمل جيداً ما نقله الشارح عن النووي
    وقد قال في شرحه على صحيح مسلم :" وَقَدْ قَرَّرَ أَئِمَّتُنَا مِنَ الْمُتَكَلِّمِي نَ ذَلِكَ أَحْسَنَ تَقْرِيرٍ بِدَلَائِلِهِمُ الْقَطْعِيَّةِ السَّمْعِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّة ِ"
    وصرح في المجموع بوجوب تعلم علم الكلام على الكفاية
    وكذا في شرحه على صحيح مسلم حيث قال :" قَالَ الْعُلَمَاءُ الْبِدْعَةُ خَمْسَةُ أَقْسَامٍ وَاجِبَةٌ وَمَنْدُوبَةٌ وَمُحَرَّمَةٌ وَمَكْرُوهَةٌ وَمُبَاحَةٌ فَمِنَ الْوَاجِبَةِ نَظْمُ أدلة المتكلمين لِلرَّدِّ عَلَى الْمَلَاحِدَةِ وَالْمُبْتَدِعِ ينَ وَشِبْهُ ذَلِكَ"[للخليفى بتصرف وحذف لما لا فائدة فيه من التطاول]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: عقيدة النووى

    قال ابو جعفر عبدالله الخليفى
    فإن مختصر عقيدة السالمية في القرآن أنه الله تكلم به بحرف وصوت وهذا صواب وإذا رآه المرء ظنهم كأهل السنة إلا أنهم يوافقون الأشعرية في أن الله عز وجل لا تقوم به الصفات الفعلية فالله عندهم لا يتكلم بما شاء متى شاء بل كلامه شيء واحد لا تقديم فيه ولا تأخير
    والسبب في تنبيهي على هذا أنه ظهر جزءٌ منسوب للنووي في الحروف والأصوات رأيت من يزعم أنه قرر فيه عقيدة السلف والصواب أنه قرر عقيدة السالمية
    جاء في هذا الجزء :" والذي يدل على قدم الحروف من كلام العلماء وإخبار السلف والصلحاء وجوه"

    والقول بقدم الحروف نقده ابن تيمية ونسبه للسالمية وقال أنه إن أراد جنس الحروف فهذا صحيح وإن أراد أعيانها فلا
    جاء في مجموعة الرسائل والمسائل للإمام ابن تيمية (3/33) :" وحدثت طائفة أخرى من السالمية وغيرهم ممن هو من أهل الكلام والفقه والحديث والتصوف ومنهم كثير ممن هو ينتسب إلى مالك والشافعي وأحمد بن حنبل وكثر هذا في بعض المتأخرين المنتسبين إلى أحمد بن حنبل فقالوا بقول المعتزلة وبقول الكلابية: وافقوا هؤلاء في قولهم أنه قديم، ووافقوا أولئك في قولهم أنه حروف وأصوات، وأحدثوا قولاً مبتدعاً كما أحدث غيرهم فقالوا القرآن قديم وهو حروف وأصوات قديمة أزلية لازمة لنفس الله تعالى أزلاً وأبداً. واحتجوا على أنه قديم بحجج الكلابية، وعلى أنه حروف وأصوات بحجج المعتزلة. فلما قيل لهم الحروف مسبوقة بعضها ببعض فالباء قبل السين والشين قبل الميم، والقديم لا يسبق بغيره، والصوت لا يتصور بقاؤه فضلاً عن قدمه، قالوا الكلام له وجود وماهية، كقول من فرق بين الوجود والماهية من المعتزلة وغيرهم. قالوا: والكلام له ترتيب في وجوده، وترتيب ماهية الباء للسين بالزمان هي في وجوده وهي مقارنة لها في ماهيتها لم تتقدم عليها بالزمان وإن كانت متقدمة بالمرتبة كتقدم بعض الحروف المكتوبة على بعض، فإن الكاتب قد يكتب آخر المصحف قبل أوله ومع هذا فإذا كتبه كان أوله متقدماً بالمرتبة على آخره.
    فقال لهم جمهور العقلاء هذا مما يعلم فساده بالاضطرار فإن الصوت لا يتصور بقاؤه، ودعوى وجود ماهية غير الوجود في الخارج دعوى فاسدة كما قد بسط في موضع آخر"
    وقد كرر أن القول بأن الحروف قديمة في مواطن عديدة من هذه الرسالة
    وهذا المذهب السالمي في القرآن هو الذي جنح إليه أبو يعلى والزاغوني
    قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (17/55) :"
    وكان أبو عبدالله بن عبدالوهاب رحمه الله قد تلقى هذا عن البحوث التى يذكرها
    أبو الحسن بن الزاغونى وأمثاله وقبله أبو الوفاء بن عقيل وأمثاله وقبلهما أبو يعلى و نحوه
    فإن هؤلاء وأمثالهم من أصحاب مالك والشافعي كأبي الوليد الباجي وأبى المعالى الجوينى وطائفة من أصحاب أبي حنيفة يوافقون إبن كلاب على قوله إن الله لا يتكلم بمشيئته وقدرته
    وعلى قوله إن القرآن لازم لذات الله بل يظنون أن هذا قول السلف قول أحمد بن حنبل ومالك والشافعي و سائر السلف الذين يقولون القرآن غير مخلوق
    حتى إن من سلك مسلك السالمية من هؤلاء كالقاضي و إبن عقيل و إبن الزاغونى يصرحون بأن مذهب أحمد أن القرآن قديم وأنه حروف وأصوات وأحمد بن حنبل وغيره من الأئمة الأربعة لم يقولوا هذا قط و لا ناظروا عليه و لكنهم و غيرهم من اتباع الأئمة الأربعة لم يعرفو أقوالهم في بعض المسائل"

    ومصنف هذا الجزء المنسوب للنووي لما كان يعتقد اعتقاد السالمية الذي اعتقده الزاغوني أثنى على الزاغوني

    قال صاحب الجزء المنسوب للنووي في الحروف والأصوات :
    " وقد أشار إليه الإمام أبو الحسن ابن الزاغوني في كتابه"الإيضاح".
    ولعمري لقد اندفع بهذا التقرير كثير من كلام الأشاعرة وتلبياتهم عند العارف بمعاني الكلام ودقائقه"
    وقد صرح الذهبي في ميزان الإعتدال أن العلماء بدعوا ابن الزاغوني لأبحاثه في القرآن
    وأما اللفظ المنسوب للإمام أحمد في المسائل التي حلف عليها ( القرآن قديم ) فهو نص باطل ولا يصح عنه وقد علق على المخطوط بذلك ..والله المستعان
    وجاء في الجزء المنسوب للنووي
    :" فصل:
    في ان القراءة هي المقروء وان الكتابه هي المكتوب"
    وهذا قول محدث بل صرح في موطن أن القراءة غير مخلوقة مطلقاً
    قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (12/ 373) :"
    وأما المنصوص الصريح عن الامام أحمد وأعيان أصحابه وسائر أئمة السنة والحديث فلا يقولون مخلوقة ولا غير مخلوقة ولا يقولون التلاوة هى المتلو مطلقا ولا غير المتلو مطلقا كما لا يقولون الاسم هو المسمى ولا غير المسمى


    وذلك أن التلاوة والقراءة كاللفظ قد يراد به مصدر تلى يتلو تلاوة وقرأ يقرأ قراءة ولفظ يلفظ لفظا ومسمى المصدر هو فعل العبد وحركاته وهذا المراد باسم التلاوة والقراءة واللفظ مخلوق وليس ذلك هو القول المسموع الذى هو المتلو وقد يراد باللفظ الملفوظ وبالتلاوة المتلو وبالقراءة المقروء وهو القول المسموع وذلك هو المتلو ومعلوم أن القرآن المتلو الذى يتلوه العبد ويلفظ به غير مخلوق وقد يراد بذلك مجموع الأمرين فلا يجوز إطلاق الخلق على الجميع ولا نفى الخلق عن الجميع "
    وهذا تلخيص جيد في المسألة

    ثم قال شيخ الإسلام بعدها :"
    ويظن هؤلاء أنهم يوافقون أحمد واسحق وغيرهما ممن ينكر على اللفظية وليس الأمر كذلك فلهذا كان المنصوص عن الامام أحمد وأئمة السنة والحديث
    أنه لا يقال ألفاظنا بالقرآن مخلوقة ولا غير مخلوقة ولا أن التلاوة هى المتلو مطلقا ولا غير المتلو مطلقافان اسم القول والكلام قد يتناول هذا وهذا ولهذا يجعل الكلام قسيما للعمل ليس قسما منه فى مثل قوله تعالى إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقد يجعل قسما منه كما فى قوله فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون قال طائفة من السلف عن قول لا إله إلا الله ومنه قول النبى فى الحديث الصحيح لا حسد إلا فى اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار فقال رجل لو أن لى مثل ما لفلان لعملت فيه مثل مايعمل ولهذا تنازع أصحاب أحمد فيمن حلف لايعمل اليوم عملا هل يحنث بالكلام على قولين ذكرهما القاضى أبو يعلى وغيره "
    والخلاصة أن هذا الإطلاق من مسلمة بن القاسم خطأ والصواب السكوت وألا يقال مخلوقة ولا غير مخلوقة ، لأن أحد الإطلاقين يوهم أن أفعال العباد غير مخلوقة والآخر يوهم خلق القرآن


    وهذا الجزء في حقيقته لأبي العباس الأرموي ألحق به كلام للنووي في التبيان حول تعظيم القرآن وطريقة الجزء مخالفة تماماً لطريقة النووي في التصنيف والاستدلالوقد اتفق المترجمون للنووي على أنه أشعري ذكر ذلك السخاوي والسبكي واليافعي ، ولو كان قد رجع في جزء معروف لكان ذلك محل اشتهار ولاحتج به ابن تيمية وابن القيم في ضمن ما يحتجان به على الجهمية الأشعرية ، وهذا تلميذ النووي ابن العطار لما رجع إلى عقيدة السلف ( ثم تبين لي أخطاء عنده في العقيدة ) وصنف في ذلك لم يذكر رجوع شيخه النووي مع مناسبة المقام لذلك

    ومما يثير الشكوك حول هذا الجزء قوله في بدايته :" فهذا: آخر ما أردنا ذكره من هذا المختصر من معتقد مصنفه، مما ذكره في كتابه كتاب" غاية المرام في مسألة الكلام" للشيخ أبي العباس أحمد بن الحسن الأرموي الشافعي، وهو الذي عليه الجمهور من السلف والخلف.

    وهذا الذي ذكرناه جميعه من كلام الشيخ أبي العباس الأرموي - رحمه الله"

    وليس في شيوخ النووي رجل بهذا الاسم ، ثم إنني بحثت عن هذا الرجل فلم أجد له ترجمة ورجل بهذه الصفة لماذا لا يترجم له الذهبي أو ابن كثير أو ابن حجر

    فهذا يوحي بعدم إجادة المحقق في قراءة النص أو يوحي بوجود تلفيق
    ويا حسرة على رجل شروحه تملأ الدنيا ولا يفرق بين عقيدة السلف وعقيدة السالمية في القرآن فيشهد بأن ما في هذا الجزء عقيدة السلف

    ويا ليت شعري إذا ثبت الرجوع عن مثل هذا
    فأين الرجوع عن عقيدة الأشعرية في القدر والقول بالبدعة الحسنة والإرجاء في باب الإيمانوشد الرحال إلى القبوروما ذكر في كتاب الأذكار في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

    وهذه القضية :
    أعني الخلط بين مذهب السلف ومذهب السالمية في القرآن تبين المأساة العلمية التي نعيشها
    وحال كثير من المتصدرين من أعظم أبواب الدين مما يجعلهم في حاجة إلى كثير من النصائح التي يوجهونها للناس ،
    وإذا كان هذا حال بعض مشاهير المدرسين وحذاقهم
    فما عسى أن نقول في العامة والشادين من طلبة العلم


    وبعضهم يقول ( رجوع النووي إلى عقيدة السلف ) [وعن] انحرافه في باب الصفات وانحرافه في باب الإيمان والقدر والنبوات ومسائل توحيد الألوهية والبدعة الحسنة وتعظيمه لعلم الكلام كل ذلك لا ينقص من قدره !( كما صرح به بعضهم )

    وهذا هو قدر العقيدة عندهم والله المستعان ، المنحرف فيها كمن لا ذنب له ، أو من له ذنب لا يضره على طريقة المرجئة ( لا يضر مع الإيمان ذنب )للخليفى بتصرف
    انحرافه في باب الصفات وانحرافه في باب الإيمان والقدر والنبوات [وسد وسائل الشرك ]والبدعة الحسنة وتعظيمه لعلم الكلام كل ذلك لا ينقص من قدره !( كما صرح به بعضهم )

    الامر كما قال الامام ابن باز رحمه الله

    لهم أشياء غلطوا فيها في الصِّفات: ابن حجر، والنووي، وجماعة آخرين، ليسوا فيها من أهل السنة، وهم من أهل السنة فيما سلموا فيه ولم يُحرِّفوه،
    هم وأمثالهم ممن غلط.
    ***********************
    سئلت اللجنة الدائمة:
    بالنسبة للإمام النووي بعض الإخوة يقول: إنه أشعري في الأسماء والصفات،
    فهل يصح هذا؟
    وما الدليل؟
    وهل يصح التكلم في حق العلماء بهذه الصورة؟
    ومنهم من قال: إن له كتابًا يسمى [بستان العارفين] وهو صوفي فيه، فهل يصح هذا الكلام؟
    فأجابت:
    له أغلاط في الصفات سلك فيها مسلك المؤولين، وأخطأ في ذلك، فلا يقتدى به في ذلك،
    بل الواجب التمسك بقول أهل السنة:
    وهو إثبات الأسماء والصفات الواردة في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة المطهرة،
    والإيمان بذلك على الوجه اللائق بالله جل وعلا
    من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل؛
    عملًا بقوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
    وما جاء في معناها من الآيات. اهـ.

    ومن الصفات التي يؤولها الإمام النووي ـ رحمه الله ـ
    الصفات الخبرية كالنزول، والفرح، والضحك، ومن المسائل التي تأوَّل فيها فرجَّح ما يخالف مذهب السلف مسألة: شد الرحال إلى قبور الصالحين والمواضع الفاضلة.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: عقيدة النووى

    السؤال
    قال واحد من العلماء المسلمين في المدينة التي أسكن بها : إن الإمام ابن حجر ، والإمام النووي مبتدعان ، وساق بعض الأدلة من "فتح الباري" لتبرير رأيه ، وأعطى مثالاً على ذلك بشرح الإمام ابن حجر للمقصود بوجه الله أنه رحمته ، ما رأيكم ؟
    الجواب
    الحمد لله.
    أهل السنَّة والجماعة منصفون في الحكم على الآخرين ، لا يرفعون الناس فوق ما يستحقون ، ولا ينقصون قدرهم ، ومن الإنصاف بيان خطأ المخطئ من أهل العلم والفضل ، والتأول له ، والترحم عليه ، كما أن من الإنصاف التحذير من خطئه ؛ لئلا يغتر أحد بمكانته فيقلده فيما أخطأ فيه ، وأهل السنَّة لا يتوانون عن الحكم على المخالف المتعمد للسنَّة بأنه مبتدع ضال .
    وقد وُجد في زماننا هذا من نال من الإمامين ابن حجر والنووي ، فحكم عليهما بأنهم مبتدعة ضالون ! ، وبلغت السفاهة ببعضهم أن قال بوجوب إحراق كتابيهما "فتح الباري" و "شرح مسلم " ! .
    وليس معنى هذا أنهما لم يخطئا في مسائل من الشرع ، وبخاصة في باب صفات الله تعالى ، وقد علَّق عليها علماؤنا ، وبينوها ، وردوا عليهما ، مع الترحم عليهما ، والثناء بما يستحقانه ، والدعاء لهما ، والوصية بالاستفادة من كتبهما ، وهذا هو الإنصاف الذي عُرف به أهل السنَّة والجماعة ، بخلاف من بدَّعهما ، وضلَّلهما ، وقال بإحراق كتبهما ، وبخلاف من استدل بكلامهما كأنه شرع منزَّل ، وجعل ما يعتقدانه هو الحق الذي لا ريب فيه ، وسنذكر ما يتيسر من كلام علمائنا ليقف المسلم على الإنصاف ، والعلم ، والحكم بالعدل على هذين الإمامين .
    1- سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
    ما هو موقفنا من العلماء الذين أوَّلوا في الصفات ، مثل ابن حجر ، والنووي ، وابن الجوزي ، وغيرهم ، هل نعتبرهم من أئمة أهل السنَّة والجماعة أم ماذا ؟ وهل نقول : إنهم أخطأوا في تأويلاتهم ، أم كانوا ضالين في ذلك ؟
    فأجابوا :
    " موقفنا من أبي بكر الباقلاني ، والبيهقي ، وأبي الفرج بن الجوزي ، وأبي زكريا النووي ، وابن حجر ، وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى ، أو فوَّضوا في أصل معناها : أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم ، فرحمهم الله رحمة واسعة ، وجزاهم عنا خير الجزاء ، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير ، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله ، سواء تأولوا الصفات الذاتية ، وصفات الأفعال ، أم بعض ذلك .
    وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
    الشيخ عبد العزيز بن باز. الشيخ عبد الرزاق عفيفي . الشيخ عبد الله بن قعود
    "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/241) .
    2- وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
    بالنسبة للعلماء الذين وقعوا في بعض الأخطاء في العقيدة ، كالأسماء والصفات ، وغيرها ، تمر علينا أسماؤهم في الجامعة حال الدراسة ، فما حكم الترحُّم عليهم ؟ .
    الشيخ : مثل مَن ؟ .
    السائل : مثل : الزمخشري ، والزركشي ، وغيرهما .
    الشيخ : الزركشي في ماذا ؟ .
    السائل : في باب الأسماء والصفات .
    فأجاب :
    "على كل حال ، هناك أناس ينتسبون لطائفة معينة شعارها البدعة ، كالمعتزلة مثلاً ، ومنهم الزمخشري ، فالزمخشري مُعتزلي ، ويصف المثْبِتِين للصفات بأنهم : حَشَوِية ، مُجَسِّمة ، ويُضَلِّلهم فهو معتزلي ، ولهذا يجب على مَن طالع كتابه "الكشاف" في تفسير القرآن أن يحترز من كلامه في باب الصفات ، لكنه من حيث البلاغة ، والدلالات البلاغية اللغوية جيد ، يُنْتَفع بكتابه كثيراً ، إلا أنه خَطَرٌ على الإنسان الذي لا يعرف في باب الأسماء والصفات شيئاً ، لكن هناك علماء مشهودٌ لهم بالخير ، لا ينتسبون إلى طائفة معينة مِن أهل البدع ، لكن في كلامهم شيءٌ من كلام أهل البدع ؛ مثل ابن حجر العسقلاني ، والنووي رحمهما الله ، فإن بعض السفهاء من الناس قدحوا فيهما قدحاً تامّاً مطلقاً من كل وجه ، حتى قيل لي : إن بعض الناس يقول : يجب أن يُحْرَقَ " فتح الباري " ؛ لأن ابن حجر أشعري ، وهذا غير صحيح ، فهذان الرجلان بالذات ما أعلم اليوم أن أحداً قدَّم للإسلام في باب أحاديث الرسول مثلما قدَّماه ، ويدلك على أن الله سبحانه وتعالى بحوله وقوته - ولا أَتَأَلَّى على الله - قد قبلها : ما كان لمؤلفاتهما من القبول لدى الناس ، لدى طلبة العلم ، بل حتى عند العامة ، فالآن كتاب " رياض الصالحين " يُقرأ في كل مجلس , ويُقرأ في كل مسجد ، وينتفع الناس به انتفاعاً عظيماً ، وأتمنى أن يجعل الله لي كتاباً مثل هذا الكتاب ، كلٌّ ينتفع به في بيته ، وفي مسجده ، فكيف يقال عن هذين : إنهما مبتِدعان ضالان ، لا يجوز الترحُّم عليهما ، ولا يجوز القراءة في كتبهما ! ويجب إحراق " فتح الباري " ، و " شرح صحيح مسلم " ؟! سبحان الله ! فإني أقول لهؤلاء بلسان الحال ، وبلسان المقال :
    أَقِلُّوا عليهمُ لا أبا لأبيكمُ مِن اللومِ أو سدوا المكان الذي سدوا
    من كان يستطيع أن يقدم للإسلام والمسلمين مثلما قدَّم هذان الرجلان ، إلا أن يشاء الله ، فأنا أقول : غفر الله للنووي ، ولابن حجر العسقلاني ، ولمن كان على شاكلتهما ممن نفع الله بهم الإسلام والمسلمين ، وأمِّنوا على ذلك " انتهى .
    "لقاءات الباب المفتوح" (43/السؤال رقم 9) .
    3- وسئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :
    لقد ظهر بين طلاب العلم اختلاف في تعريف المبتدع ، فقال بعضهم : هو من قال أو فعل البدعة ، ولو لم تقع عليه الحجة ، ومنهم من قال لابد من إقامة الحجة عليه ، ومنهم من فرَّق بين العالم المجتهد وغيره من الذين أصلوا أصولهم المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة ، وظهر من بعض هذه الأقوال تبديع ابن حجر والنووي ، وعدم الترحم عليهم ؟
    فأجاب :
    " أولاً: لا ينبغي للطلبة المبتدئين وغيرهم من العامة أن يشتغلوا بالتبديع والتفسيق ؛ لأن ذلك أمر خطير وهم ليس عندهم علم ودراية في هذا الموضوع ، وأيضاً هذا يُحدث العداوة والبغضاء بينهم ، فالواجب عليهم الاشتغال بطلب العلم ، وكف ألسنتهم عما لا فائدة فيه ، بل فيه مضرة عليهم ، وعلى غيرهم .
    ثانياً: البدعة : ما أحدث في الدين مما ليس منه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) - رواه البخاري - ، وإذا فعل الشيء المخالف جاهلاً : فإنه يعذر بجهله ، ولا يحكم عليه بأنه مبتدع ، لكن ما عمله يعتبر بدعة .
    ثالثاً: من كان عنده أخطاء اجتهادية تأوَّل فيها غيره ، كابن حجر ، والنووي ، وما قد يقع منهما من تأويل بعض الصفات : لا يُحكم عليه بأنه مبتدع ، ولكن يُقال : هذا الذي حصل منهما خطأ ، ويرجى لهما المغفرة بما قدماه من خدمة عظيمة لسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهما إمامان جليلان ، موثوقان عند أهل العلم " انتهى .
    "المنتقى من فتاوى الفوزان" (2/211 ، 212) .
    4- وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
    " مثل النووي ، وابن حجر العسقلاني ، وأمثالهم ، من الظلم أن يقال عنهم : إنهم من أهل البدع ، أنا أعرف أنهما من " الأشاعرة " ، لكنهما ما قصدوا مخالفة الكتاب والسنَّة ، وإنما وهِموا ، وظنُّوا أنما ورثوه من العقيدة الأشعرية : ظنوا شيئين اثنين :
    أولاً: أن الإمام الأشعري يقول ذلك ، وهو لا يقول ذلك إلاَّ قديماً ؛ لأنه رجع عنه .
    وثانياً: توهموه صواباً ، وليس بصواب .
    انتهى من (شريط رقم 666) "من هو الكافر ومن هو المبتدع ".
    فرحم الله الإمامين : النووي وابن حجر ، وغفر لهما ما أخطآ فيه .
    والله أعلم
    المصدر: الإسلام سؤال وجواب

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: عقيدة النووى

    بارك الله فيك

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: عقيدة النووى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السليماني مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك
    جزاك الله خيرا أخى الفاضل السليمانى

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: عقيدة النووى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    عقيدة السالمية في القرآن أنه الله تكلم به بحرف وصوت وهذا صواب وإذا رآه المرء ظنهم كأهل السنة إلا أنهم يوافقون الأشعرية في أن الله عز وجل لا تقوم به الصفات الفعلية فالله عندهم لا يتكلم بما شاء متى شاء بل كلامه شيء واحد لا تقديم فيه ولا تأخير

    [مذهب السالمية]
    مذهب السالمية أتباع هشام بن سالم الجواليقي ومن تبعهم من أتباع الأئمة الأربعة وبعض أهل الحديث،
    وهؤلاء يقولون:
    إن كلام الله معانٍ وألفاظ وحروف وأصوات قائمة بذات الرب لم تزل ولا تزال،
    لكن الكلام لا يتعلق بقدرة الرب ومشيئته، فلا يتكلم بقدرته ومشيئته،
    فالكلام لازم لله أزلاً وأبداً لا يتعلق بالقدرة والمشيئة
    ، بل الرب لم يزل ولا يزال يتكلم، وكلام الرب حروف وأصوات،
    لكن حروف وكلمات الرب لا يسبق بعضها بعضاً،
    بل هي مقترنة،
    فمثلاً: (بسم الله الرحمن الرحيم) لا يقولون: إن السين بعد الباء والميم بعد السين،
    بل يقولون: الحروف مقترنة دفعة واحدة يتكلم الرب سبحانه بها دفعة واحدة،
    فالباء مع السين مع الميم، لكن بالنسبة لسمع الإنسان يسمعها متعاقبة مرتبة،
    لكن الرب تكلم بها دفعة واحدة،
    ولهذا تسمى هذه الطائفة بالاقترانية،
    لأنهم يقولون: الحروف مقترنة ليست متعاقبة، .
    وهذا المذهب مبني على القول بأن الكلام لابد من أن يقوم بالمتكلم،
    وبأن الرب ليس محلاً للحوادث،
    قالوا: الكلام لابد من أن يقوم به متكلم،
    فالله لم يزل ولا يزال يتكلم بحروف وأصوات وألفاظ ومعانٍ.
    وكلام الله نوعان: بواسطة وبغير واسطة،
    بواسطة كما سمع الصحابة كلام الله وكما سمعه الرسول عليه الصلاة والسلام،
    وبغير واسطة كما سمع موسى كلام الله وكما سمعه نبينا صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج،
    لكن قالوا: الرب لا يتكلم بقدرته ومشيئته،
    فالرب لم يزل يتكلم منذ الأزل، فقوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة:1] ليس بقدرته ومشيئته،
    والحروف مقترنة،
    قالوا: لأن الكلام لابد له من متكلم،
    ولأن الله ليس محلاً للحوادث،
    فلو قلنا: إن الله الرب يتكلم إذا شاء فمعناه أنه حدث الكلام في داخله، والذي يحدث الكلام في داخله هو المخلوق، والمخلوق هو الذي يكون محلاً لالحوادث،
    أما الرب فليس محلاً للحوادث.
    وكذلك قالوا: لو قلنا: إن الحروف متعاقبة للزم من ذلك أن يحدث الحرف في ذاته،
    ففراراً من ذلك قالوا: إن الحروف مقترنة،
    وهذا مذهب باطل ومذهب فاسد.
    وهذه بدعة في باب كلام الرب، والكلام صفة كمال،
    وإذا لم يكن الرب متكلماً بقدرته ومشيئته فهذا تعطيل له من الكمال،
    ولأن الكلام الذي يعرفه العقل ويشهد به الشرع هو الكلام الذي يكون بقدرة المتكلم ومشيئته.
    وقولهم: إن الحروف مقترنة -فالسين مع الميم مع الباء- وليست متعاقبة تخليط وهذيان
    مخالف للحس والفطرة، فلا تقبله فطرة،
    وتصوره كافٍ في بطلانه وفساده؛
    لأن الكلمة إذا كانت مركبة من حرفين فالحرف الثاني لابد من أن يكون بعد الحرف الأول،
    ولا وجود للحروف أصلاً بدون التعاقب،
    وعلى ذلك تصل إلى الآذان فتسمعها وتميزها،
    فهذه بدعة في كلام الرب عند هؤلاء، وهي قولهم: إن الكلام لا يتعلق بمشيئته.
    أما قولهم: إن الكلام ألفاظ ومعانٍ وحروف وأصوات هذا حق،
    لكن قولهم: لا يتعلق بقدرته ومشيئته، وقولهم: إن الحروف مقترنة، قول باطل
    من كتاب دروس فى العقيدة للشيخ عبد العزيز الراجحى
    *********
    ومن عقيدة السالمية

    يعتقدون أن الله تعالى كان رائيا للخلق وهم في العدم كما هو راءٍ لهم بعد الوجود،
    وعندنا اهل السنة ان الله كان عالما بهم، وأما الرؤية فبعد الخلق لهم كما قال تعالى: ﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ﴾

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •