تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: باب ما جاء في اقتران محبة النبي صلى الله عليه وسلم بالفقر

  1. #1

    افتراضي باب ما جاء في اقتران محبة النبي صلى الله عليه وسلم بالفقر

    [حديث عبد الله بن مغفل]
    أخرج الترمذي (2350) ، وابن حبان في "ًصحيحه" (2922) ، والروياني (872) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1398) ، والطبري في "تهذيب الاثار" (475) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (398/12) ، والبغوي في "شرح السنة" (4067) ، والكلاباذي في "بحر الفوائد" (84/1) (87/1) ، والديلمي كما في "زهر الفردوس" (1143) من طرق عن شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي، عن أبي الوازع، عن عبد الله بن مغفل، قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله والله إني لأحبك. فقال له: «انظر ماذا تقول»، قال: والله إني لأحبك، ثلاث مرات، فقال: «إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا، فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه»
    قال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب))
    وقال البيهقي: ((رَوَاهُ جَمَاعَةٌ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي طَلْحَةَ الرَّاسِبِيِّ تَفَرَّدَ بِهِ))

    وشداد بن سعيد ، وثقه أحمد ، وابن معين ، وقال البخاري: ((صَدُوقٌ، فِي حِفْظِهِ بَعْضُ الشَّيْءِ)) ، وقال الدارقطني: ((يُعتبر به)) ، وضعّفه عبد الصمد بن وارث ، وقال النسائي: ((ليس بالقوي)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوي عندهم)) ، وقال العقيلي: ((لَهُ غَيْرُ حَدِيثٍ لَا يُتَابَعُ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا)) ، وقال ابن حجر: ((صدوق يخطىء)).

    وأبو الوازع ، وثقه أحمد ، وقال ابن معين في رواية إسحاق بن منصور ، وابن أبي مريم: ((ثقة)) ، بينما قال في رواية الدوري: ((ليس بشئ)) ، وقال ابن عدي: ((ما أعرف لَهُ كثير رواية، وإِنَّما يروي عنه قوم معدودين وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ)) ، وقال النسائي: ((منكر الحديث)) ، وقال ابن حجر: ((صدوق يهم)).
    قلت: ولا يُقبل تفردهما بهذا الإسناد ، والله أعلم.

    [حديث أنس]
    أخرج البزار (6222) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1397) ، والشجري في "الأمالي الخميسية" (2438) ، وأبو بكر الأنباري في "حديثه" (113) ، وأبو بكر الأنصاري في "مشيخته" (489) ، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (474/2) ، وعبد الخالق الحنفي في "معجمه" (64) من طرق عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحَزامِيُّ، حدثنا بَكْرُ بْنُ سُلَيْمٍ الصَّوَّافُ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ قَالَ: " فَاسْتَعِدَّ لِلْفَاقَةِ "

    وبكر بن سليم ، قال أبو حاتم: ((شيخ يكتب حديثه)) ، وقال ابن عدي: ((يحدث، عَن أَبِي حازم عَن سهل بْن سعد وعن غيره ما لا يوافقه أحد عَلَيْهِ...وَلِبَكْرِ بْنِ سُلَيْمٍ غَيْرَ مَا ذَكَرْتُ مِنَ الْحَدِيثِ قَلِيلٌ وَعَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، ولاَ يُتَابَعُ عَلَيْهِ، وَهو مِنْ جُمْلَةِ الضُّعَفَاءِ الَّذِينَ يُكْتَبُ حَدِيثُهُمْ)).

    وتُوبع بكر بن سليم ، فأخرج قوام السنة في "الترغيب والترهيب" (2352) ، وأبو زرعة المقدسي في "صفوة التصوف" (513) عن أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو حُذَافَةَ، قَالَ: نا كَثِيرُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخُو إِسْمَاعِيلَ أَسَنُّ مِنْهُ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَنَسٍ به.

    وأحمد بن إسماعيل ، كذّبه الفضل بن سهل ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((متروك الحديث)) ، وقال ابن عدي: ((حَدَّثَ عَنْ مَالِكٍ الموطأ، وَحَدَّثَ عَنْهُ وَعَنْ غَيْرِهِ بِالْبَوَاطِيلِ...وَأَنْكَرُ مَا رَأَيْتُ لأَبِي حُذَافَةَ هَذَا عَنْ مَالِكٍ أَحَادِيثُ مَنَاكِيرُ، وَمَا رواه عن غيره فمحتمل)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف الحديث، كان مغفلاً، روى «الموطأ» عن مالك مستقيمًا، وأدخلت عليه أحاديث عن مالك في غير «الموطأ» فقبلها لا يحتج به)) ، وقال الخطيب: ((لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَتَعَمَّدُ البَاطِلَ)) ، وقال ابن عبد البر: ((ضعفه بعضهم، وليس بالقوي عندهم)) ، وقال مسلمة بن قاسم: ((ضعيف في مالك جدا وليس هو بحجة في الحديث)) ، وقال الخليلي: ((متروك الحديث ضعيف)) ، وقال أبو عبد الله الحاكم: ((متروك لا يختلف فيه)) ، وقال ابن حبان: ((يَأْتِي عَن الثِّقَات مَا لَيْسَ من حَدِيث الْأَثْبَات حَتَّى شهد من الْحَدِيث صناعته أَنَّهَا معلولة)).
    وكثير بن جعفر ، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (217/7) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (150/7) ، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وذكره ابن حبان - على قاعدته - في "الثقات" (25/9) ، وهو مجهول الحال.

    [حديث أبي سعيد الخدري]
    أخرج أحمد (11379) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1399) (9958) ، وأبو منصور الخوجاني في "أحاديث منتخبة من أجزائه" (8) ، والسرقسطي في "الدلائل" (315) من طرق عن ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ فَقَالَ: " اصْبِرْ أَبَا سَعِيدٍ، فَإِنَّ الْفَقْرَ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي أَسْرَعُ مِنَ السَّيْلِ من أَعَلَى الْوَادِي أَوْ مِنْ أَعَلَى الْجَبَلِ إِلَى أَسْفَلِهِ "
    قال البيهقي: ((هَذَا مُرْسَلٌ)).
    وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (274/10): ((رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا أَنَّهُ شِبْهُ الْمُرْسَلِ)).
    قلت: رجاله ثقات ، ولكنه معلول بالانقطاع بين عمرو بن الحارث ، وسعيد بن أبي سعيد.

    وأخرج أبو علي بن فضالة في "فوائده" (12) عن مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ كَامِلٍ، نا مَضَّاءُ بْنُ حَرْبٍ الْبَكْرِيُّ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي طَوَالَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ مَنْ أَحَبَّنِي وَأَطَاعَ أَمْرِي فَأَقِلَّ لَهُ مِنَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ، اللَّهُمَّ وَمَنْ أَبْغَضَنِي وَعَصَى أَمْرِي فَأَكْثِرْ لَهُ مِنَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ»
    ومضاء البكري ، لم أجده.
    وشقيق بن إبراهيم الأزدي ، قال أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الحافظ الإدريسي: ((روى أحاديث مناكير في الزهديات وغيرها. لم يكن من أهل الصناعة في الحديث، وقلما حدث عنه أيضا من يوثق بروايته، فلذلك لا يعتمد على روايته)) ، وأورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: ((روى اليسير، لا يحتج به))
    وعباد بن كثير ، الظاهر أنه الشامي ، وهو ضعيف.

    [حديث علي بن أبي طالب]
    أخرج ابن ماجه (2446) مختصراً ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (11649) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (385/6) (374/42) ، وأبو القاسم الحلبي في "حديثه" (5) من طرق عن الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَصَابَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَصَاصَةٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَخَرَجَ يَلْتَمِسُ عَمَلًا لَيُصِيبَ مِنْهُ شَيْئًا يَبْعَثُ بِهِ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى بُسْتَانًا لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ فَاسْتَقَى لَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ دَلْوًا، كُلُّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، فَخَيَّرَهُ الْيَهُودِيُّ مِنْ تَمْرِهِ سَبْعَ عَشْرَةَ تَمْرَةً عَجْوَةً، فَجَاءَ بِهَا إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ هَذَا يَا أَبَا الْحَسَنِ؟ " قَالَ: بَلَغَنِي مَا بِكَ مِنِ الْخَصَاصَةِ يَا نَبِيَّ اللهِ، فَخَرَجْتُ أَلْتَمِسُ عَمَلًا لِأُصِيبَ لَكَ طَعَامًا، قَالَ: " فَحَمَلَكَ عَلَى هَذَا حُبُّ اللهِ وَرَسُولِهِ؟ " قَالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللهِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ مَا مِنْ عَبْدٍ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ إِلَّا الْفَقْرُ أَسْرَعَ إِلَيْهِ مِنْ جِرْيَةِ السَّيْلِ عَلَى وَجْهِهِ، مَنْ أَحَبَّ اللهَ وَرَسُولَهُ فَلْيُعِدَّ تِجْفَافًا "، يَعْنِي الصَّبْرَ.
    وحنش ، وهو الحسين بن قيس ، متروك الحديث.
    وقد وردت قصة التمر ، من طرق أخرى ، ليس فيها محل الشاهد. انظر تخريجها في "إرواء الغليل" (313/5).

    وورد من طريق اخر موقوفاً بلفظ "من أحبنا -أهل البيت- فليعد للفقر جلبابًا، أو تجفافًا"
    أخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" (358/4) معلقاً ، فقال: ((يُروى ذلك عن عوفٍ عن عبد الله بن عمرو بن هندٍ عن علي)).
    وأخرجه الدوري موصولا في "تاريخ ابن معين" (1387) عن هَوْذَة بن خَليفَة قَالَ حَدثنَا عَوْف عَن عبد الله بن عَمْرو بن هِنْد الْجملِي قَالَ قَالَ على بن أَبى طَالب وَالله للفقر أسْرع إِلَى من يحبنا من ركض البراذين.
    وهذا منقطع ، أخرج أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (214) عن عوف الأعرابي ، حديثاً اخر بنفس السند عن علي ، وقال: ((لم يسمعهُ [عبد الله بن عمرو بن هند] من عَليّ)) ، وقال ابن عبد البر: ((لم يسمع عبد الله بن عمرو بن هند من على رضى الله عنه)).

    [حديث أبي هريرة]
    أخرج ابن ماجه (2448) مختصراً ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1400) ، والطبري في "تهذيب الاثار" (467) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (115/4) ، وقوام السنة في "الترغيب والترهيب" (2350) ، والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (333) ، والدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (2980) ، وابن شاهين في "الترغيب" (312) من طرق عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَالِي أَرَى لَوْنَكَ مُنْكَفِئًا؟ قَالَ: الْخُمْصُ فَانْطَلَقَ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى رَحْلِهِ فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، فَخَرَجَ يَطْلُبُ فَإِذَا هُوَ بِيَهُودِيٍّ يَسْقِي نَخْلًا لَهُ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِلْيَهُودِيِّ: أَسْقِي لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ كُلُّ دَلْوٍ بتمَرَةٌ وَاشتَرَطَ عَلَيْهِ الْأَنْصَارِيُّ أَنْ لَا يَأْخُذَ فيه خَدِرَةً وَلَا تارزةً وَلَا حَشَفَةً، وَلَا يَأْخُذَ إِلَّا جَيِّدَةً فَاسْتَقَى لَهُ بنَحْوٍ مِنْ صَاعَيْنِ تَمْرًا، فَجَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ " فَأَخْبَرَهُ الْأَنْصَارِيُّ وَكَانَ يَسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ إِذَا أُتِيَ بِهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ بِصَاعٍ، وَأَكَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ صَاعًا، وَقَالَ للأنْصَارِيُّ: أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأُحِبُّكَ، قَالَ: " إِنْ كُنْتَ تُحِبُّنِي فَأَعِدَّ لِلْبَلَاءِ تِجْفَافًا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلْبَلَاءُ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنَ الْمَاءِ الْجَارِي مِنْ قُلَّةِ الْجَبَلِ إِلَى حَضِيضِ الْأَرْضِ "، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ فَمَنْ أَحَبَّنِي فَارْزُقْهُ الْعَفَافَ وَالْكِفَافَ، وَمَنْ أَبْغَضَنِي فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهَ "
    وعبد الله بن سعيد المقبري ، قال ابن كثير في "طبقات الشافعيين" (308/1): ((متروك الحديث عند جمهور الأئمة)) ، وهو كما قال.

    [حديث عنمة الجهني]
    أخرج الطبراني (155) ، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5602) عن رُفَيْعُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَنَمَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ إِنَّهُ لَيَسُوءُنِي الَّذِي أَرَى بِوَجْهِكَ عَمَّا هُوَ؟ قَالَ: فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَجْهِ الرَّجُلِ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: «الْجُوعُ» ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ يَعْدُو أَوْ شَبِيهًا بِالْعَدُوِّ، حَتَّى أَتَى بَيْتَهُ فَالْتَمَسَ فِيهِ الطَّعَامَ، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَخَرَجَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَآجَرَ نَفْسَهُ عَلَى كُلِّ دَلْوٍ يَنْزِعُهَا بِتَمْرَةٍ، حَتَّى جَمَعَ حَفْنَةً أَوْ كَفًّا مِنْ تَمْرٍ، ثُمَّ رَجَعَ بِالتَّمْرِ حَتَّى وَجَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسِهِ لَمْ يَرِمْ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: كُلْ، أَيْ رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا التَّمْرُ؟» ، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ» ، قَالَ: أَجَلْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وَوَلَدِي، وَأَهِلِّي، وَمَالِي، قَالَ: «أَمَّا لَا فَاصْطَبِرْ لِلْفَاقَةِ، وَأَعِدَّ لِلْبَلَاءِ تِجْفَافًا، فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَهُمَا أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنْ هُبُوطِ الْمَاءِ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ إِلَى أَسْفَلِهِ»
    قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (313/10): ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ)).
    وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (612/4): ((في سنده من لا يعرف)).
    وقال السخاوي في "الأجوبة المرضية" (52/1): ((فيه مجاهيل)).
    قلت: رفيع بن خالد ، ومن فوقه مجهولون.

    [حديث أبي ذر]
    أخرج الحاكم في "المستدرك" (7944) عن إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهَ» قَالَ: اللَّهَ، قَالَ: «فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفَافًا فَإِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنَا مِنَ السَّيْلِ مِنْ أَعْلَى الْأَكَمَةِ إِلَى أَسْفَلِهَا»
    قال الحاكم: ((هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ)).
    وأُعلّ بالإنقطاع بين عبد الله بن أبي طلحة ، وأبي ذر ، والله أعلم.

    [حديث كعب بن عجرة]
    أخرج الطبراني في "المعجم الأوسط" (7157) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (146/50) عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ، ثَنَا ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَمُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَرَأَيْتُهُ مُتَغَيِّرًا قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا لِيَ أَرَاكَ مُتَغَيِّرًا؟ قَالَ: «مَا دَخَلَ جَوْفِي مَا يَدْخُلُ جَوْفَ ذَاتِ كَبِدٍ مُنْذُ ثَلَاثٍ» قَالَ: فَذَهَبْتُ فَإِذَا يَهُودِيٌّ يَسْقِي إِبِلًا لَهُ، فَسَقَيْتُ لَهُ، عَلَى كُلِّ دَلْوٍ تَمْرَةٌ، فَجَمَعْتُ تَمْرًا، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ لَكَ يَا كَعْبُ؟» ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتُحِبُّنِي يَا كَعْبُ؟» ، قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ، نَعَمْ قَالَ: «إِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنَ السَّيْلِ إِلَى مَعَادِنِهِ، وَإِنَّهُ سَيُصِيبُكَ بَلَاءٌ، فَأَعِدَّ لَهُ تَجْفَافًا» قَالَ: فَقْدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا فَعَلَ كَعْبٌ؟» ، قَالُوا: مَرِيضٌ، فَخَرَجَ يَمْشِي حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: «أَبْشِرْ يَا كَعْبُ» ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ يَا كَعْبُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَذِهِ الْمُتَأَلِّيَة ُ عَلَى اللَّهِ؟» قَالَ: هِيَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَا يُدْرِيكِ يَا أَمَّ كَعْبٍ؟ لَعَلَّ كَعْبًا قَالَ مَا لَا يَنْفَعُهُ، أَوْ مَنَعَ مَا لَا يُغْنِيهِ»
    وقال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ كَعْبٍ إِلَّا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، تَفَرَّدَ بِهِ: ضِمَامٌ)).
    وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (314/10): ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ))

    ومحمد بن عبد الرحيم التستري ، شيخ الطبراني ، مجهول الحال ، وقد خُولف في متنه ، فأخرجه ابن أبي الدنيا عن أحمد بن عيسى المصري بإسناده عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدَ كَعْبًا فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: مَرِيضٌ، فَخَرَجَ يَمْشِي حَتَّى أَتَاهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ: «أَبْشِرْ يَا كَعْبُ» فَقَالَتْ أُمُّهُ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ يَا كَعْبُ. فَقَالَ: «مَنْ هَذِهِ الْمُتَآلِيَةُ عَلَى اللَّهِ؟» قَالَ: هِيَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكِ يَا أُمَّ كَعْبٍ، لَعَلَّ كَعْبًا قَالَ مَا لَا يَعْنِيهِ، أَوْ مَنَعَ مَا لَا يُغْنِيهُ»
    وهذا أصح.


    [حديث مرة بن عباد]
    أخرج ابن قانع في "معجم الصحابة" (58/3) عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ عَبَّادٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى بَطْنِهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَشْكُوا قَالَ: «الْجُوعَ» فَبَكَيْتُ , فَقَالَ: «تُحِبُّنِي؟» قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: «فَأَعِدَّ لِلفْاقَةِ تِجْفَافًا»
    وأبان بن أبي عياش ، اتفقوا على تركه.

    [حديث علي بن الحسين]
    أخرج الشجري في "الأمالي الخميسية" (768) عن أَبي الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَسَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَافِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقَالَ: يَابْنَ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَوْلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ وَأَهْلَ بَيْتِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «فَاسْتَعِدْ لِلِفَقْرِ جِلْبَابًا» مَا ذَلِكَ الْفَقْرُ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، هُوَ الْفَقْرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَوْ جُعِلَتِ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا لِمُؤْمِنٍ مَا فَرِحَ بِهَا، وَلَوْ صُرِفَتْ بِكُلِّيَّتِهَا مَا حَزِنَ عَلَيْهَا، وَإِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا يَسْكُنُونَ إِلَى شَيْءٍ دُونَهُ.
    وهذا إسناد مظلم مسلسل بالمجاهيل.

    تنبيه: حديث «اللَّهُمَّ مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي، وَعَلِمَ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَقْلِلْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ، وَعَجِّلْ لَهُ الْقَضَاءَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي، وَلَمْ يُصَدِّقْنِي، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ»
    حديث حسن ، وانظر تخريجه في "أنيس الساري" (909/2).

    والله أعلم.
    طويلب علم

  2. #2

    افتراضي رد: باب ما جاء في اقتران محبة النبي صلى الله عليه وسلم بالفقر

    قال البيهقي في "شعب الإيمان" (64/3): ((فَإِنْ صَحَّ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ فَإِنَّمَا هُوَ لِزَهَادَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَاخْتِيَارِهِ الْآخِرَةَ عَلَى الْأُولَى لِعِلْمِهِ بِمَصائِبِ الدُّنْيَا فَلَمْ يَرْضَهَا لِنَفْسِهِ، وَلَا لِمَنْ يُحِبُّهُ مِنْ أُمَّتِهِ أَعَاذَنَا اللهُ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ بِرَحْمَتِهِ)).

    وقال أبو عبيد في "غريب الحديث" (359/4) ، في كلامه على أثر علي بن أبي طالب: ((وقد تأوله بعض الناس على أنه أراد: من أحبنا افتقر في الدنيا، وليس لهذا وجه؛ لأنا قد نرى من يحبهم فيهم ما في سائر الناس من الغنى والفقر، ولكنه عندي إنما أراد فقر يوم القيامة، يقول: ليعد ليوم فقره وفاقته عملاً صالحًا ينتفع به في يوم القيامة، وإنما هذا منه على وجه الوعظ والنصيحة له، كقولك: من أحب أن يصحبني، ويكون معي، فعليه بتقوى الله، واجتناب معاصيه، فإنه لا يكون لي صاحبًا إلا من كانت هذه حاله، ليس للحديث وجه غير هذا)).

    وانظر "فيض القدير" (33/3) ، (129/2).
    طويلب علم

  3. #3

    افتراضي رد: باب ما جاء في اقتران محبة النبي صلى الله عليه وسلم بالفقر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    ومضاء البكري ، لم أجده.
    قلتُ: وقع في رواية مضاء بن حارث البكري.
    فيما خرجه أبو طاهر السلفي في مشيخته [33]من طريق أبي عبد الله الْحَافِظ، فقال:
    نَا أَبُو مُحَمَّدٍ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا مَضَاءُ بْنُ حَارِثٍ الْبَكْرِيُّ، نَا شَقِيقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزَّاهِدُ، نَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ.
    قلتُ: وهذا إسناد كوفي إلى هشام بن عروة.
    فلعل أقرب ما يكون هو مضاء الخراز روى عن يونس بن عبيد الكوفي، كما قال أبو حاتم الرازي انظر الجرح والتعديل [1849].

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة

    وشقيق بن إبراهيم الأزدي ،، وأورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: ((روى اليسير، لا يحتج به))
    أحيانا يروي عن عباد بواسطة إبراهيم بن أدهم.
    ففيما خرجه الخوجاني في أحاديثه المنتخبة [21]، من طريق: مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمرْوزيُّ، قَالَ:
    أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ الْبَلْخِيُّ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
    وفيما خرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق [53 : 342] من طريق: أبي نعيم عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن قُرَيْشٍ، قال:
    حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا شَقِيقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ.
    لذلك ذكر المزي إبراهيم بن أدهم من تلاميذ عباد بن كثير ولم يذكر شقيق بن إبراهيم البلخي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    وعباد بن كثير ، الظاهر أنه الشامي ، وهو ضعيف.

    ليس الشامي بالطبع إذ ليست أحاديثه بهذا الوهاء والتلف الشديد حتى يخفى على علي ابن المديني ويحيى بن معين اللذين وثقاه.
    إنما هو عباد بن كثير الثقفي البصري المكي وهو متهم بالوضع المجمع على تركه.
    البلخيون هم من يروون حديثه، وقد خرج الإسماعيلي في معجمه [2 : 601]، فقال: أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الكوفي البلخي، قال:
    حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك.
    قال الحافظ ابن حجر في التقريب: "متروك"، قال أحمد: "روى أحاديث كذب"،
    وذكره في المطالب العالية، وقال: "واه"، وقال أيضا: "صدق ابن عدي فقد رأيت أحاديث مقدارها ثلاثمائة لم يترك متنا صحيحا ولا سقيما إلا ركبه". اهـ.
    قلتُ: لا يبعد أنه يكون من أوهام من هم دون شقيق فهم غير معروفون.
    وقد قال أبو نعيم في الحلية [11629]
    بعدما روى عدة طرق مضطربة إلى شقيق عن عباد بن كثير:
    "وَهَذَا الْحَدِيثُ كَلامٌ كَانَ شَقِيقٌ كَثِيرًا مَا يَعِظُ بِهِ أَصْحَابَهُ وَالنَّاسَ، فَوَهِمَ فِيهِ الرُّوَاةُ فَرَفَعُوهُ وَأَسْنَدُوهُ". اهـ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    [حديث كعب بن عجرة]
    وقال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ كَعْبٍ إِلَّا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، تَفَرَّدَ بِهِ: ضِمَامٌ)).
    وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (314/10): ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ))
    ومحمد بن عبد الرحيم التستري ، شيخ الطبراني ، مجهول الحال ، وقد خُولف في متنه ، فأخرجه ابن أبي الدنيا عن أحمد بن عيسى المصري بإسناده عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدَ كَعْبًا فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: مَرِيضٌ، فَخَرَجَ يَمْشِي حَتَّى أَتَاهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ: «أَبْشِرْ يَا كَعْبُ» فَقَالَتْ أُمُّهُ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ يَا كَعْبُ. فَقَالَ: «مَنْ هَذِهِ الْمُتَآلِيَةُ عَلَى اللَّهِ؟» قَالَ: هِيَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكِ يَا أُمَّ كَعْبٍ، لَعَلَّ كَعْبًا قَالَ مَا لَا يَعْنِيهِ، أَوْ مَنَعَ مَا لَا يُغْنِيهُ»
    وهذا أصح.
    لعل قائلا ما يدفع ذلك بأن ابن أبي الدنيا اختصره وأن محمد بن عبد الرحيم تستري أعلم بالتستري أحمد بن عيسى من غير التستريين.
    ولكن ليس بمتصل؛ لذلك قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1001) :
    "أخرجه ابن أبي الدنيا من حديث كعب بن عجرمة بإسناد جيد إلا أن الظاهر انقطاعه بين الصحابي وبين الراوي عنه". اهـ.
    فكعب بن عجرة الأنصاري مدني متوفى سنة 51 هـ.
    واللذان روى عنه ذلك هما موسى بن وردان القرشي متكلم فيه ضعفه يحيى بن معين وابن حبان ولينه أبو حاتم الرازي.
    وهو مولود سنة سنة 43 هـ، فبهذا لا يدرك من حياة كعب إلا ثماني سنين؛ فيبعد أن يحتمل مثل هذا عن كعب بن عجرمة.
    بل نص المزي على أن روايته مرسلة عن سعد بن أبي وقاص المتوفى سنة 55 هـ، فكيف بكعب بن عجرة المتوفى سنة 51 هـ.
    ويزيد بن أبي حبيب مولود سنة 53 هـ لم يدرك كعب بن عجرمة وهو كعادته يرسل كثيرا.
    قلتُ: ولا يحتمل ضمام بن إسماعيل المرادي تعدد شيوخه في رواية واحدة سيما وهو متكلم فيه ويغلب عليه الزهد والتقشف.
    وقد ذكر مثل هذا الإسناد عصام بن راشد روى عن يزيد بن حبيب وموسى بن وردان رواه عنه مروان بن معاوية.
    كذا في التاريخ الكبير للبخاري وكتاب ابن أبي حاتم و«تاريخ ابن يونس»: روى عن موسى بن وردان، ويزيد بن أبي حبيب.
    وهو مجهول، ولم أجد له ذكرا في الكتب المسندة.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    تنبيه: حديث «اللَّهُمَّ مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي، وَعَلِمَ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَقْلِلْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ، وَعَجِّلْ لَهُ الْقَضَاءَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي، وَلَمْ يُصَدِّقْنِي، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ»
    حديث حسن ، وانظر تخريجه في "أنيس الساري" (909/2).
    قلتُ: هذا حديث عمرو بن غيلان الثقفي مختلف في صحبته وقد نص المزي أن لا صحبة له.
    ولا يتحقق له رؤية ولا سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ابن السكن.
    وأخوه تميم قال عنه ابن منده: "أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره".
    والله أعلم.
    .

  4. #4

    افتراضي رد: باب ما جاء في اقتران محبة النبي صلى الله عليه وسلم بالفقر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    ليس الشامي بالطبع إذ ليست أحاديثه بهذا الوهاء والتلف الشديد حتى يخفى على علي ابن المديني ويحيى بن معين اللذين وثقاه.
    إنما هو عباد بن كثير الثقفي البصري المكي وهو متهم بالوضع المجمع على تركه.

    نعم هذا صواب ، وقد أخطأتُ في تعيينه ، جزاك الله خيراً. وقد خالف عباد بن كثير ، عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب ، فرواه عن أبي طوالة مرسلاً.
    أخرجه سعيد بن منصور في "السنن" كما نقله عنه السيوطي في "الحاوي" (449/1).
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    ولكن ليس بمتصل؛ لذلك قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1001) :
    "أخرجه ابن أبي الدنيا من حديث كعب بن عجرمة بإسناد جيد إلا أن الظاهر انقطاعه بين الصحابي وبين الراوي عنه". اهـ.

    نعم الأولى والصواب ، إعلاله بالإنقطاع ، وفاتني ما قاله العراقي رحمه الله.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    قلتُ: هذا حديث عمرو بن غيلان الثقفي مختلف في صحبته وقد نص المزي أن لا صحبة له.
    ولا يتحقق له رؤية ولا سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ابن السكن.
    وأخوه تميم قال عنه ابن منده: "أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره".

    لو رجعت إلى المصدر المذكور ، لعلمت أنه ورد من حديث فضالة بن عبيد ، وعمرو بن غيلان ، ومعاذ بن جبل. وأخرج ابن حبان حديث فضالة في "صحيحه" ، والله أعلم.
    طويلب علم

  5. #5

    افتراضي رد: باب ما جاء في اقتران محبة النبي صلى الله عليه وسلم بالفقر

    ننظر في ذلك. إن شاء الله
    جزاكم الله خيرا وبارك فيك ونفع بك.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •