السؤال

كتب الإمام البربهاري كتابا سمّاه شرح السُنّة. يقول بعض الناس: إنه لا يوجد دليل على أنه قد كتب هذا الكتاب، فهل هذا صحيح؟


ملخص الجواب

الكتاب صحيح النسبة إلى البربهاري رحمه الله، ولم يأت من شكك في ذلك بأسانيد تاريخية، ولا حجج قاطعة على بطلان هذه النسبة، ولا تورث ظنا غالبا بعدم صحة النسبة. بل توارد العلماء الأثبات، من أهل مذهب البربهاري، الحنابلة وغيرهم، على نسبة الكتاب إليه؛ وأدنى من ذلك بمرات ومرات، يعتمده الناس في نسبة الكتب إلى أصحابها. وينظر للأهمية الجواب المطول




الجواب





الحمد لله.
البَرْبَهَارِيّ ُ هو أبو محمَّدٍ الحسنُ بنُ عليِّ بنِ خَلَفٍ، شيخُ الحنابلة بالعراق في عصره، كان محدِّثًَا حافظًا، فقيهًا، تُوفِّي سنة: ٣٢٩ﻫ
وكتابه "شرح السنة" نسبه إليه جمع كثير من أهل العلم، ونقلوا منه أجزاء كثيرة وهي موافقة لما في المطبوع.
1-فقد أورد ابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" (2/18-43) هذا الكتاب بنصه خلا بعض المواضع اليسيرة جدا منه... وقال في مطلع سياقه لما تضمنه هذا الكتاب :
" صنف البربهاري مصنفات ، منها : " شرح كتاب السنة" ، ذكر فيه : واحذر صغار المحدثات ..." إلى آخر الكتاب.
2- ونقل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " بغية المرتاد" ص (258) ، حيث قال : " وذكر عن أبي محمد البربهاري أنه قال : ليس العقل باكتساب ، إنما هو فضل من الله ".
3- ونقل عنه أيضا الذهبي في " العلو"ص (244) "مختصره" من المسألة رقم (13) وما بعدها في كتاب أبي محمد البربهاري.
4-- أورد قسما كبيرا من هذا الكتاب أو شيئا منه - تبعا لابن أبي يعلى - أبو اليمن العليمي في " المنهج الأحمد " (2/27-37)؛ وابن العماد الحنبلي في " الشذرات " (2/319-322) ، والذهبي في " تاريخ الإسلام" ( حوادث ووفيات 321 - 330 ه / ص 258)، وفي " سير أعلام النبلاء " (15/91).
وممن عزاه إليه ونقل منه- غير من ذكرنا-:
1- مجد الدين ابن تيمية كما في "المسودة" حيث نقل مذهبه في العقل.
2- ابن عبدالهادي الحنبلي .
3- ابن مفلح الحنبلي. قال في "الفروع" (3/ 269): " وقال الحسن بن علي أبو محمد البربهاري من متقدمي أصحابنا في كتابه "شرح السنة": وإذا رأيت الرجل رديء الطريق والمذهب، فاسقا فاجرا صاحب معاص، ظالما، وهو من أهل السنة فاصحبه واجلس معه، فإنك ليس تضرك معصيته. وإذا رأيت عابدا مجتهدا متقشفا، صاحب هوى، فلا تجلس معه، ولا تسمع كلامه، ولا تمش معه في طريق، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته فتهلك معه. وقال "الإمام" أحمد في رسالته إلى مسدد: ولا تشاور أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك" انتهى.
4- الصفدي في " الوافي بالوفيات " .
5- ابن الغزي في " ديوان الإسلام " .
6- ابن رجب الحنبلي ، ونقل عنه في فتح الباري (5/ 135) مذهبه في عدم إعادة الصلاة المتروكة عمداً ، وهي مسألة ذكرها في " شرح السنة " رقم : (86) فلم يرخص في صلاتها في غير وقتها إلا للناسي والمسافر .
7- ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري " (11/276).
والحاصل:
أن الكتاب صحيح النسبة إلى البربهاري رحمه الله، ولم يأت من شكك في ذلك بأسانيد تاريخية، ولا حجج قاطعة على بطلان هذه النسبة، ولا تورث ظنا غالبا بعدم صحة النسبة؛ بل غاية ما قيل: أن يكون قولا، محلا للبحث والنظر؛ لا أنه برهان على صحة قولهم في نسبة الكتاب إلى "غلام خليل" أو غيره، ولا في بطلان هذه النسبة عن أبي الحسن؛ بل كما ذكرنا توارد العلماء الأثبات، من أهل مذهب البربهاري، الحنابلة وغيرهم، على نسبة الكتاب إليه؛ وأدنى من ذلك بمرات ومرات، يعتمده الناس في نسبة الكتب إلى أصحابها.
والله أعلم




https://islamqa.info/ar/answers/3751...A7%D8%B1%D9%8A