أعمال الجوارح مهما كثرت وعظمت لها وقت معلوم،
الصلاة لها وقت، والصيام له وقت، والحج له وقت وله حد محدود.
أما العبادات إذا كانت متعلقة بالقلب-العبادات القلبية-
فإنها تكون حالاً ملازمة للعبد في صحوه ونومه،
وصحته ومرضه،
وصفائه وكدره،
وفي جميع أموره لا تتوقف ولا حد لها،
فهو محب لله وهو قاعد أو قائم أو نائم
وهو ذاكر أو غافل
وهو مسافر أو مقيم وفي كل أوقاته.
وينبني على هذا أن أعمال الجوارح محدود أجرها
بينما أعمال القلوب لا حد لها
ومستمرة وتتضاعف في كل الأوقات والأحوال
فإذا كان العبد محب لله ومخلص له وصابر وشاكر فهو في كل أحواله كذلك
لا يرتبط بوقت ولا حال
وتستمر أجوره العظيمة وعطايا ربه الكريم عليه في كل وقت.
بل العجيب أن بعض أعمال القلوب تستمر حتى بعد الموت وانقطاع جميع أعمال الجوارح!، فيبقى العبد موحداً مخلصاُ لله ومحباً له ومعظماً له حتى بعد موته،
فلما يسأله الملكان في القبر يجيب بالتوحيد،
وأهل الجنة يحبون الله ويقدسونه ويعظمونه وهم في الجنة،
فيا لأهمية وبركة وعظم أعمال القلوب.