تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: بين الحقيقة والوهم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,459

    افتراضي بين الحقيقة والوهم

    بين الحقيقة والوهم (1)


    خالدة النصيب





    بعث الله محمدا[ متمما لمكارم الأخلاق داعيا إليها بكل وسيلة، وهادما لمساوئ الأخلاق، محذرا منها بكل وسيلة؛ فجاءت شريعته[ كاملة من جميع الوجوه، لا تحتاج إلى مخلوق في تكميلها أو تنظيمها؛ فإنها من لدن حكيم خبير عليم بما يصلح عباده رحيم بهم ، وإن من مكارم الأخلاق التي بعث بها محمد[ ذلك الخلق الكريم، خلق الحياء الذي جعله النبي[ من الإيمان وشعبة من شعبه ، ولا ينكر أحد أن الحياء مأمور به شرعا وعرفا، وتخلق المرأة بالأخلاق التي تبعدها عن مواقع الفتن ومواضع الريب يبعدها عن الشهوات المحرمة، فحياتنا فتن ومجاهدة وشهوات ومعركة، وميدان الشهوات كبير، والصراع فيه خطير، إنها معركة الإنسان مع الغرائز المستترة في أغوار النفس وطبيعة الإنسان، والهالكون من بني البشر في معركتهم مع هذا العدو كثير، والناجون قليل، قال مالك بن دينار: من غلب شهوات الدنيا فذلك الذي يفرق الشيطان من ظله. فإذا كانت الشهوة بهذه الخطورة، فلماذا خلقت فينا؟ يقول شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله: إن الله خلق فينا الشهوات واللذات لنستعين بها على كمال مصالحنا، فخلق فينا شهوة الأكل واللذة به؛ فإن ذلك في نفسه نعمة وبه يحصل بقاء جسومنا في الدنيا، وكذلك شهوة النكاح واللذة به هو في نفسه نعمة، وبه يحصل بقاء النسل، فإذا استعين بهذه القوى على ما أمرنا، كان ذلك سعادة لنا في الدنيا والآخرة، وكنا من الذين أنعم الله عليهم نعمة مطلقة، وإن استعملنا الشهوات فيما حظره علينا بأكل الخبائث في نفسها أو كسبها كالمظالم، أو بالإسراف أو تعدينا أزواجنا أو ما ملكت أيماننا، كنا ظالمين معتدين غير شاكرين لنعمته، وهكذا اقتضت حكمة اللطيف الخبير أن جعلت في الإنسان بواعث ومستحثات تؤزه أزًّا إلى ما فيه قوامه وبقاؤه ومصلحته. انتهى كلامه، رحمه الله.


    إذاً الشهوة نعمة أنعم الله بها على المخلوق، وإنما المحظور صرف الشهوة في المحظور، وهي كذلك ابتلاء يبتلي الله بها عباده لينظر إياه يطيعون أو إياها، فإذا أطاع العبد الله أصبح «عفيفا» عن محارم الله كافة، وإذا أطاعها ظلم نفسه .

    لذا أصبح الكلام عن العفة أمرا ذا أهمية كي يعود الناس إلى رشدهم، وكي تعلم المرأة أن حياءها وعفتها هي سبب صلاحها وتقواها، فإذا حافظت عليها شرفت وصلح حالها، وإن هي أهملتها ضاع شرفها فما العفة؟ وما أسباب الفساد؟ هذا بإذن الله سأذكره في المقال القادم .

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,459

    افتراضي رد: بين الحقيقة والوهم


    بين الحقيقة والوهم (2)


    خالدة النصيب

    جاء لفظ: «الاستعفاف» وأريد به طلب العفة عن أسباب الفساد، ومن الفساد الذي تمارسه بعض الفتيات ولا تعلم أنه فساد أو تعلم لكنها تتبع هذه النزعة فيها ولا تردها «الإعجاب والشهوة المحرمة لبنات جنسها» التي من أسبابها:

    1ـ ضعف الوازع الديني وخلو النفس من التعلق بالله، وبالتالي التعلق بغيره لدرجة العشق، يقول ابن القيم - رحمه الله-: «القلب إذا أخلص عمله لله لم يتمكن منه العشق؛ فإنه يتمكن من القلب الفارغ».
    2ـ الفراغ العاطفي الذي تدعيه الفتاة: وقد تكون الفتاة فقدت العطف والرحمة في حياتها، ومع أن الله - سبحانه وتعالى - تكفل برعاية الإنسان منذ ولادته حتى مماته لكن المشكلة تكمن في النهم العاطفي الذي تطالب به بعض الفتيات بحيث تفكر في نفسها ولا تفكر في غيرها من إخوتها وأخواتها الذين هم بحاجة إلى العطف والحنان مثلها، وإذا كان الأب مشغولا عنها بعمله ومتاعبه والأم أيضا مسؤولة عن توفير الحب والحنان لأخيها وأختها وأبيها، ومشغولة بأعمال المنزل وهموم الحياة وتريد أيضا من يهتم ويعتني بها، فلا تكوني أنانية أيتها الفتاة وارضي بالقليل، فيكفيك حرصها على راحتك وصحتك ومسكنك ومشربك وملبسك، واحرصي على تقديم الحب لأهلك حتى يأتي اليوم الذي يقدمون لك فيه الحب، لكن بعض الفتيات عندما لا يجدن هذه الاستجابة العاطفية من الأهل قد يبحثن عنها في مكان آخر غير المنزل فقد تخالل الفتاة فتاة مثلها فتهلك نفسها بنفسها. ومن الأسباب أيضاً:
    3 - النظر وإطلاق العنان له: فيحدث ما يخشى الوقوع فيه، ولو أن الإنسان تأمل قوله تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} (النور: 31)، لانحسرت مادة الشر من البداية, ويدخل في ذلك نظر المرأة للمرأة وشدة التأمل فيها؛ فإن في ذلك وسيلة إلى الافتتان وتعلق القلب بها، فهناك من الفتيات من لا تعرف حدود العورة بينها وبين بنت جنسها، ولهذا نجد التكشف بين الفتيات وبعض النساء ولاسيما إذا كان التجمع نسائياً.
    ومن ذلك:
    4ـ الرفقة السيئة إذا كانت صديقة البنت سيئة، ويكفي التحذير من الرفقة السيئة قول الحق - تبارك وتعالى-: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} (الفرقان: 27 - 29)، فاتباع شهوة النفس فيها الحسرة والندم.
    ويضاف إلى ذلك:
    5ـ ضعف شخصية الفتاة وضعف الهمة لديها: وهذا ناتج عن خلل ما لدى الفتاة، وبالتالي يجعلها فريسة سهلة لكل ناعق فتذوب شخصيتها في شخصية الأخرى دون وعي وإدراك منها، وبالتالي تكون تبعا لها دون تمييز منها أو تفكير.
    ومنه:
    6ـ ضعف القدوة: فبعض فتياتنا اليوم تعيش مرحلة عصيبة بسبب اضمحلال القدوة، واتباع الأسرة الأساليب التربوية غير السليمة كالحرمان العاطفي والإهمال والتدليل الزائد، أو النبذ والقمع والرفض والقسوة وعدم إشباع الحاجات الفسيولوجية والاجتماعية والنفسية، هذه العوامل مجتمعة تقود إلى اضطرابات الهوية الجنسية؛ مما قد يؤدي إلى التشبه بالجنس الآخر، فهي تريد التمرد على أنوثتها بسبب القهر واعتقادها بأنها لو كانت رجلا لما حصل لها هذا؛ لأنها ستكون قوية برجولتها ولهذا تتشبه بالجنس الآخر، وهذا يجرنا في المقال القادم للحديث عن التشبه، أي تشبه البنت بالرجل، فإلى لقاء آخر بإذن الله.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,459

    افتراضي رد: بين الحقيقة والوهم


    بين الحقيقة والوهم (3)


    خالدة النصيب

    عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لعن رسول الله[ المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال» رواه البخاري، وقال الطبري: المعنى: لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء ولا العكس. انتهى كلامه. وكذا في الكلام والمشي، وذم التشبه بالكلام والمشي مختص بمن تعمد ذلك، أما من كان ذلك من أصل خلقته فإنما يؤمر بتكلف تركه والإدمان على ذلك بالتدريج، فإن لم يفعل وتمادى دخله الذم ولاسيما إن بدا منه ما يدل على الرضا به.
    والحكمة في النهي عن التشبه هو عدم إخراج الشيء عن الصفة التي وضعها عليه أحكم الحاكمين، والمتشبهات من النساء بالرجال هن المتشبهات بهم زيا وهيئة ومشية ورفع صوت والخشونة في التعامل وترك الزينة وقص الشعر، وحكمه أنه من كبائر الذنوب؛ لأن هذا التشبه يؤدي إلى الإخلال بسنة الله سبحانه وتعالى في خلقه؛ فإن الله تعالى جعل للنساء خصائصهن وللرجال خصائصهم، فإذا تشبه هؤلاء بهؤلاء، وهؤلاء بهؤلاء فإن هذه السنة التي جعلها الله عز وجل تزول وتضمحل فيكون هذا الشيء مضادا لخلق الله عز وجل ولحكمته.
    ولقد اكتشف العلم أن الخالق جل وعلا زود كلا من الرجل والمرأة بخصائص تتوافق والمهمة التي يقوم بها كلاهما، ولقد أثبت علم الأحياء أن التكوين الجسمي في المرأة غيره في الرجل، فالتكوين الجسمي في المرأة وما يكون فيها من غدد تعدها لخصائص الأنوثة في دقة الخاصرة وبروز الثديين، ولين الجانب ورقة العاطفة، ونعومة الملمس وعذوبة الحديث، وغلبة الحياء، وكثرة الخجل وقلة الجلد وضعف التحمل، ولا ضير على المرأة أن تكون كما بينا؛ فإن حكمة العليم الخبير اقتضت أن تكون كذلك لتؤدي دورها المرسوم في الحياة، والمرأة تخشى كثيرا أن تفقد أنوثتها التي هي أخص خصائصها وتفزع كثيرا إذا ما نبت لها شعر في وجهها أو خشن صوتها، وخوض المرأة في المجالات التي هي من خصائص الرجل يفقدها كثيرا من خصائصها التي تبكي عليها كثيرا إذا فقدتها، ومع ذلك ظهرت لنا هذه الأيام طبقة جديدة من النساء اللاتي يأبين إلا الخروج عن فطرتهن والزج بأنفسهن في ميادين الرجال، لقد فقد هذا الصنف أنوثتهن فلم يعدن نساء ولم يدخلن في عداد الرجال؛ ذلك أنهن يخالفن الرجال طبيعة وتركيبا، ويخالفن النساء وظائف وأعمالا، وقد يتركن الزواج وبالتالي وظائف الأمومة، قد تغيرت إحساساتهن عن إحساسات بنات جنسهن، وصرن في حالة من الكآبة النفسية، وقد يصل بإحداهن الأمر إلى الإصابة بأمراض مثل انفصام الشخصية والميل إلى جنسها، وهذا يجرنا إلى الحديث عن الصداقة المبطنة، فماذا تعني هذه الكلمة؟ سيبدو لنا ذلك في المقال القادم بإذن الله.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,459

    افتراضي رد: بين الحقيقة والوهم


    بين الحقيقة والوهم (4)


    خالدة النصيب



    الشهوة المحرمة والصداقة المبطنة
    إن الحاجة إلى الحب هي دائما حاجة فطرية ولا يمكن إنكارها، ولكن في ظل تحريم الدين الاتصال بالجنس الآخر فإن إشباع تلك الحاجات تأخذ في بعض الأحيان طريقا غير صحيح، فإبليس دائما عنده البديل ولديه اقتراحات لا تنتهي فيؤدي بالبنت إلى سوء اختيار مادة التغذية والإشباع العاطفي والابتعاد عن مصادر التغذية الطيبة من حب الله ثم الوطن والأهل، {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء}، فهو يهددك في حريتك وبأن حياتك في ظل الفضيلة ستكون جافة وعسيرة ، فهو يخيفك من التدين ويقنعك بأنه سيضرك.. ومن هنا يبدأ معك الطريق وتأخذ علاقة الصداقة الشكل المشبوه، وتدخل المنطقة المحرمة في ظل الحاجة للتقارب الجسدي ولاسيما بعد البلوغ، وهي حاجة معترف بها وتعد جزءا من التركيبة النفسية للمرأة، وتؤكد العديد من التجارب في علم النفس هذه الحاجة.. بل تثبت أن النقص في إشباع هذا الجانب يؤدي إلى تكوين شخصية ذات طبيعة وحشية.. ومن هنا تنشأ أهمية الرضاعة الطبيعية؛ لأنها تمثل إشباع هذا الجانب، ولكن الشيطان دائما موجود ومستعد لاختراق أية نقطة ضعف لدى الإنسان ليوجهه إلى طريقه هو.. وفي النهاية الأمر بيد الفتاة، فهناك من تعرض نفسها للثقافات الماجنة من خلال القنوات الفضائية وغيرها ويأتي الشيطان فيزين لها تجريب وتطبيق ما تراه ولاسيما في ظل غياب القيم والوازع الديني؛ فتصبح هذه الفتاة مفتونة بشهواتها ونفسها الأمارة، وشيطانها المغوي المزين وقرنائها، وما تراه وتشاهده، مما يعجز صبرها عنه ويتفق مع ذلك ضعف الإيمان واليقين وضعف القلب ومرارة الصبر، وذوق حلاوة العاجل، وميل النفس إلى زهرة الحياة الدنيا، وكون العوض مؤجلا في دار أخرى غير هذه الدار التي خلق فيها ونشأ، فهو مكلف بأن يترك شهوته الحاضرة والمشاهدة لغيب يجب الإيمان به.
    لكن كيف نفسر استجابة الأنثى لأنثى مثلها وإن كانت تعلم بفظاعة هذا الأمر؟ من خلال معرفة سمات الأنثى النفسية والعقلية، فمن سماتها القدرة على التأثر بالإيحاء، وهذه القدرة لها علاقة بأحاسيسها وعواطفها وتفكيرها وتصرفها وانفعالاتها تجاه البيئة المحيطة بها، وهذه الحساسية تجعلها تتأثر بأي شيء، فإذا تصرف معها أحدهم بأي تصرف عاطفي ولو غير مباشر فهي تفهمه وتستطيع تفسيره، ومن سماتها أيضا سرعة الاستجابة للدوافع وتتمثل في سرعة إدراكها، والانفعال بها، والاستجابة لها، ومن ثم اتخاذ السلوك الذي يؤدي إلى إشباعها؛ فإذا كان هناك شخص ما له دافع الاتصال بالأنثى نجدها تستجيب سواء سلبا أم إيجابا.
    ومن خصائص الأنثى سرعة التأثر العاطفي، أي الخضوع الواضح للمشاعر العاطفية، وإذا أضيف إليها سرعة الاستجابة للدوافع نلاحظ على هذه الفتاة صفات نسوية متعددة مثل تقلب المزاج وتغير الطبع والرغبة في التنويع، ومن سماتها الرغبة في التنويع، وهي عبارة عن رغبة دائمة متجددة في رؤية وسماع وتجربة أشياء جديدة ومختلفة، وهذه الصفة ترجع في أساسها إلى طبيعة المرأة العاطفية التي تتلهف دائما على مؤثرات جديدة خاصة تلك التي تتسم بكونها قوية وعنيفة، ومن سماتها التماس العون من الرجل وحمايته، وشعور المرأة بأنها رقيقة ومرنة شديدة الحساسية، يؤثر فيها تأثيرا كبيرا لدرجة أنه يوقظ فيها الرغبة في التماس عون الرجل وحمايته.
    ومن سماتها الرغبة في الخضوع والاستسلام، ولعل أقرب دليل على ذلك هو أن الملامسة الحسية تتضمن عددا من المؤثرات القوية التي تستدعي خضوع المرأة للرجل واستسلامها له، ومن سماتها سمة التقبلية فهي من الناحية الوجدانية تميل إلى أن تكون الموضوع المعشوق الذي يحظى بالإعجاب، وهذا ما يفسر لنا ميلها إلى التزين وسهولة استشراف الشيطان لها، ومن سماتها الاحتواء والرعاية؛ حيث إن المرأة تقوم برعاية كل من في حوزتها.

    وكل هذه السمات تتفق فيها العاطفة، فإن لم توجه هذه العاطفة توجهاً صحيحاً تحولت البنت عن طبيعتها وانحرفت عن فطرتها، أما إن وجهت توجهاً صحيح اطمأنت نفسها وسعدت وأسعدت أهلها.




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,459

    افتراضي رد: بين الحقيقة والوهم


    بين الحقيقة والوهم (5)


    خالدة النصيب

    تكوين المرأة الجسدي والعقلي

    قال الله تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} (التين: 4) بحيث لو قيل للإنسان ذكرا كان أم أنثى أن يخلق نفسه بنفسه لما أتى بأحسن من ذلك، واقتضت حكمة الله تعالى أن يكون هندام المرأة ملائما لجمال أنوثتها، وللأنوثة جمال يختلف عن جمال الذكورة تماما، ومن جمال الأنوثة خلو الوجه من الشعر وبروز الصدر ودقة الخاصرة وتجويف الجسم وليونة الأعضاء من الرأس إلى أخمص القدمين؛ فهذه الجوانب تمثل أدوارا مهمة لابد من توافرها في المرأة، حتى تصبح المرأة امرأة، ثانيا تكوين المرأة العقلي: فهناك فروق عقلية بين الجنسين، وقد أشار إليها الكتاب والسنة، وأكد على هذه الفروق علماء النفس في العصر الحاضر، فهناك تباين بين انفعالات دماغ المرأة ودماغ الرجل على الرغم من محاولات المرأة التشبه بالرجل.
    واليوم تبرز نظرية، بل اكتشاف علمي يؤكد أن هناك فعلا اختلافا بين دماغ الرجل ودماغ المرأة من حيث الكفاءات الذهنية الناتجة عن ذلك الدماغ، أي بكلمة أخرى: هناك دماغ ذكر ودماغ أنثى، إذاً الاختلافات الموجودة بين الرجل والمرأة لا تأتي من الشكل الخاص فقط؛ إذ إنها تنشأ من تكوين الأنسجة ومن تلقيح الجسم كله بمواد كيماوية محددة يفرزها المبيض فسبحان الله، فعلى النساء أن ينمين أهليتهن تبعا لطبيعتهن، دون أن يحاولن تقليد الذكور؛ فإن دورهن في تقدم الحضارة أسمى من دور الرجال، فيجب عليهن ألا يتخلين عن وظائفهن المحددة، بل حتى الهرمونات في الجسم تضفي عليه خصائص ذات طابع أنثوي أو ذكري.

    ذكرت تكوين المرأة حتى تعرف أنها لا تستطيع أن تخرج عنه فهو من فطرتها والله تعالى يقول: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله}، والله تعالى إذا قضى أمرا فليس لنا الخيرة في تبديله إذا كان من أصل الفطرة، وغير مسموح لنا في تحويله إلا عن طريق الأسباب الشرعية وعن طريق سؤال أهل العلم، وفي المقال القادم بإذن الله سنتحدث عن العلاج لظاهرة التشبه.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,459

    افتراضي رد: بين الحقيقة والوهم


    بين الحقيقة والوهم (6)


    خالدة النصيب



    كيف السبيل لعلاج ظاهرة التشبه؟




    إذا كان هناك مشكلة فلا بد لها من علاج، ولعلاج المشكلة لابد من التركيز على الحلول لا المشكلة، والتشبه إن لم يكن مرضا فهو كبيرة من كبائر الذنوب يجب التخلص منها، ومما يعين على ذلك:



    1. تحقيق التوحيد بأنواعه والتعلق الكامل بالله وحده لا شريك له ومحبته؛ فمن تعلق بشيء وكل إليه.





    2. مراقبة الله سبحانه وتعالى وأنه سبحانه يمهل حتى يتوب العبد من الذنب ، والحذر من غيرة الرب سبحانه وتعالى؛ قال[: «إن الله يغار وغيرة الله أن تؤتى محارمه».

    3. الانشغال بالأعمال الصالحة واتباع الكتاب والسنة والعمل بهما وفق سبيل المؤمنين، والبعد عن اتباع الهوى، ومن كان مع الله كان الله معه.
    4. الحرص على الوضوء والصلاة لا سيما عند قوة الشهوة؛ فإن الشهوة نار في القلب.
    5. كثرة ذكر الله تعالى؛ قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
    6. حفظ الجوارح عن محارم الله تعالى؛ قال تعالى: {حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء} (فصلت: 20 - 21).
    7. مقاطعة جليسات السوء؛ فالابتعاد عنهن راحة، وعدم الارتباط بهن وقاية؛ قال[: «الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل». رواه أبو داود والترمذي، وبالمقابل مرافقة الصحبة الطيبة والجليس الصالح.
    8. المبادرة إلى الزواج؛ لما في ذلك من عفة النفس وسلامة الجسم وحصول الذرية؛ قال[: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج».
    9. الخوف من سوء الخاتمة؛ فعن جابر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله[: «يبعث كل عبد على ما مات عليه».
    10. التوبة والدعاء وتحقيق شروط التوبة؛ عسى الله أن يكشف ما بك من بلاء، واستعيني على ذلك بالله وألحِّي بالدعاء.
    11. تذكر ساعة الاحتضار والاستعداد لها؛ قال تعالى: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} (الجمعة: 8).
    12. الابتعاد عن كل ما يوحي بأنه يشابه الرجل كالتشبه به في قصة الشعر؛ فعن علي - رضي الله عنه - قال: «نهى رسول الله[ أن تحلق المرأة رأسها» رواه النسائي. وقريب منه تخفيفه جدا .
    13. السعي إلى تحقيق الأمومة؛ فهي أداة المرأة إلى تحقيق تكاملها النفسي واتزانها الوجداني اللازمين لبلوغ السعادة، والمرأة لا تحقق ذاتها إلا إذا أدت مهمتها على أكمل وجه.
    14. استشعار الوالدين بقيمة الأنثى؛ فبعض الآباء يكره إنجاب البنات لهذا نجده يعوّد بنته الرجولة أو يفضل إخوانها الذكور عليها، وقد قال[: «من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار» رواه مسلم.
    15. قراءة سير نساء القرون الأول؛ لأنهن خير من عرفن رسالة المرأة .
    16. عدم الخروج إلا لحاجة حتى لا يستشرفك الشيطان فيهيئ لك أسباب الفتنة .
    17. الالتزام بالحجاب طاعة لله حتى تكوني محمية من الفتن.
    18. عدم النظر إلى العورات؛ لما يترتب عليه من فتن كبيرة ومفاسد عظيمة ومنها إثارة الشهوة وتهييجها، وقد قال[: «لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل والمرأة إلى عورة المرأة» رواه مسلم.
    19. عدم الإفضاء في ثوب واحد؛ قال[: «ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد» رواه مسلم.
    20. مدافعة الخواطر السيئة، يقول ابن القيم: دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها فإن لم تفعل صارت عزيمة، فإن لم تدافعها صارت فعلا، فإن لم تتداركه بضده صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها.
    21. عدم اليأس والقنوط من رحمة الله؛ قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} (الزمر: 53).
    22. الخوف من الله عز وجل؛ فهو الذي يعصم من الوقوع في أي معصية وأي فاحشة، وقد ذكر النبي[ من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله».
    23. توفيق الله وإعانته؛ فكلما ازداد المرء توكلا على الله ثم أخذ بالأسباب كان ذلك أولى أن يحفظه الله ويعينه «احفظ الله يحفظك».

    24. عدم ادعاء الحرية الزائفة والمساواة بالرجل والتي جرت علينا الويلات الواحدة تلو الأخرى.
    25. على من بسط الله يده إصدار الأوامر الحاسمة للمحافظة على الفضيلة وإلحاق العقوبات بالمفسدين في الأرض.
    26. على العلماء وطلاب العلم بذل النصح والتحذير من آفة التشبه .
    27. على كل من ولاه الله أمر امرأة من الآباء والأبناء والأزواج وغيرهم أن يتقوا الله فيما ولوا من أمر النساء.
    28. على كل مسلم الحذر من إشاعة الفاحشة ونشرها وتكثيفها .




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •