رؤيا أمي تصطدم بمشروع أبي



السؤال

الملخص:
فتاة أراد أبوها إنشاء مشروع وبعد الاستخارة والاستشارة، قرر تنفيذ المشروع بالفعل، لكنه ما إن بدأ في التنفيذ حتى رأت زوجته وابنته رؤًى لا تبشر بخير، فقرر التوقف عن المشروع، والسؤال: ما الرأي الشرعي في ذلك؟
تفاصيل السؤال:
أراد أبي أن يُنشئَ مشروعًا صغيرًا؛ ليعمل فيه أخي، وبالفعل قرر - بعد الاستشارة والاستخارة - البدء في تنفيذ المشروع، ودفع عُربونًا لأحد الفنيين لتنفيذ بعض أجزاء المشروع؛ فأحلامه جميعها تبشر بخير، على أنه في اليوم التالي أخبرته أمي وأختي بأنهما رأتا مناماتٍ لا تُبشِّر بخير؛ فتردد أبي في الأمر، ولم يسأل أمي عن تفاصيل أحلامها، ولكنه جمَّد تنفيذ المشروع حتى يستفتيَ الفقهاء بهذه المسألة، الرجاء إسداء النصيحة المتفقة مع الشريعة؛ لكي يقرر أبي: هل يستمر في المشروع أو لا، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: مرحبًا بكِ أيتها الأخت الفاضلة ونسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
ثانيًا: علامة الاستخارة لا يلزم الشعور أو الإحساس أو الرؤى، وإنما تظهر في الإتمام من عدمه، فتمضي في الأمر، واختيار الله لك سيظهر بإتمامه أو عدمه؛ سُئل ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب هذا السؤال:
تقول السائلة: "أريد الاستفسار عن صلاة الاستخارة، وعن كيفيتها، ووقت الدعاء الوارد في صلاة الاستخارة"
.

فأجاب: "صلاة الاستخارة مسنونة إذا تردد الإنسان في الأمر؛ لأنه لا يعلم العاقبة، فيكِل الأمر إلى الله عز وجل، وصفتُها أن يصليَ الإنسان ركعتين من غير الفريضة، فإذا سلَّم دعا بدعاء الاستخارة المعروف، ثم إذا قدَّر له أن يكون الشيء، فهذا دليل على أن الله تعالى اختار له أن يكون، وإذا صرف عنه بأي نوع من الصوارف دلَّ على أن الله تعالى اختار له ألَّا يكون، وأما قول بعض الناس: لا بد أن يرى الإنسان في الرؤيا أنه اختِير له الإقدام أو الترك، فهذا لا أصل له، لكن بمجرد ما يستخير، ثم يُهيَّأ له الفعل أو الترك، فإننا نعلم أن الله تعالى اختار له ما هو خير؛ لأنه قد سأل ربه أن يختار له ما هو خير".
فليمضِ في مشروعه ولا يلتفت للرؤى أو الأحاسيس، والله أعلم.
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.