[حديث أبي هريرة]
أخرج الترمذي (2307) ، والنسائي في "المجتبى" (1824) ، وفي "الكبرى" (1963) ، وابن ماجة (4258) ، وابن حبان في "صحيحه" (2992) (2994) (2995) ، وفي "روضة العقلاء" (ص283) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (669) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (371) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (691) ، ونعيم بن حماد في "زوائده على الزهد لابن المبارك" (37/2) ، والحنائي في"فوائده" (412/1) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (310/15) (476/9) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (167/51) ، وفي "تعزية المسلم" (52) (53) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (159/4) عن الفضل بن موسى.

وأخرج أحمد في "مسنده" (7925) ، وفي "الزهد" (89) ، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (320/24) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (401/1) ، والنسائي في "المجتبى" (1824) ، وفي "الكبرى" (1963) ، وابن أبي شيبة (34327) ، والحاكم في "المستدرك" (7909) عن محمد بن إبراهيم.
تنبيه: الظاهر أنه سقط عند الحاكم "محمد بن إبراهيم".

وأخرج ابن حبان في "صحيحه" (2993) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10076) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (668) (670) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/34) ، والطبراني في "الأوسط" (8560) ، والخلعي في "الثامن عشر من الخلعيات" (46) ، والرافعي في "التدوين" (282/2) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (161/4) عن عبد العزيز بن مسلم.

وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (10075) ، وفي "الزهد الكبير" (690) ، وابن عدي في "الكامل" (381/6) ، والضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعات مرو" (243) ، وأبو بكر الصولي في "جزء من أحاديثه" (1175) ، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (170/16) ، وابن عساكر في "تعزية المسلم" (54) ، وأبو بكر الأنصاري في "مشيخته" (596) عن العلاء بن محمد.

وأخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/48 (6/48) من طريقين عن محمد بن الحسن الأسدي عن حماد بن سلمة.
ومحمد بن الحسن الأسدي ، وثقه الدارقطني ، والبزار ، وقال أبو داود: ((صالح يكتب حديثه)) ، وقال العجلي: ((لا بأس به)) ، وقال عثمان بن أبى شيبة: ((هو ثقة صدوق)) ، قيل : هو حجة ؟ قال : ((أما حجة فلا)) ، وقال أبو حاتم: ((شيخ)) ، وضعّفه يعقوب بن سفيان ، والساجي ، وقال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال العقيلي: ((لا يُتابع على حديثه)). وقد خُولف كما سيأتي.

جميعهم (الفضل بن موسى ، ومحمد بن إبراهيم ، وعبد العزيز بن مسلم ، والعلاء بن محمد ، وحماد بن سلمة) عن محمد بن عمرو الليثي ، عن أبي سلمة ، عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا ذكر هاذم اللذات» يعني الموت.

وخالفهم محمد بن بشر ، فرواه عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة مرسلاً.
أخرجه ابن أبي شيبة في"المصنف" (34326).

وأنكر الإمام أحمد ، والدارقطني وصله ، ورجحّوا الإرسال.
قال أبو داود في "مسائل الإمام أحمد" (1922): ((سَمِعْتُ أَحْمَدَ، يُنْكِرُ حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ *هَادِمِ *اللَّذَّاتِ الْمَوْتِ» , قَالَ: هَذَا هُوَ مِنْ قِبَلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، يَعْنِي: تَوْصِيلَهُ))
وقال الدارقطني في "العلل" (39/8): ((يَرْوِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛
فَرَوَاهُ الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ، وَالِدُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانَ ابْنَيْ أَبِي شَيْبَةَ، وَالْعَلَاءُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيَّارٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.
مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْكُوفِيِّ الْأَسْدِيِّ التَّلِّ، وَيَعْلَى بْنِ عَبَّادٍ عَنْهُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ الزَّعْفَرَانِي ُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ، وَغَيْرُهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ مُرْسَلًا.
وَالصَّحِيحُ الْمُرْسَلُ.))
وقال ابن عدي بعد أن أخرج الحديث في ترجمة العلاء بن محمد: ((وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي ذَكَرْتُهَا، عَن العَلَاء عَنْ مُحَمد بْنِ عَمْرو غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ)).
وقال ابن الجوزي في "العلل" (1479): ((هَذَا حديث لا يثبت ومداره على مُحَمَّد بْن عمرو الليثي قال يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ مَا زَالَ الناس يتقون حديثه)).

قلت: محمد بن عمرو الليثي ، نص النقاد أنه يخطئ في حديث أبي سلمة ، قال ابن معين: ((لم يزل الناس يتقون حديث مُحَمَّد بن عَمْرو)) ، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: ((كان مُحَمَّد بن عَمْرو يحدِّث مرة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه، ثم يحدِّث به مرة أخرى عن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)) ، وقال ابن المديني: سألت يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو بن علقمة، فقال: ((تريد العفو، أو تشدد؟)) ، فقلت: لا، بل أشدد ، فقال: ((ليس هو ممن تريد: كان يقول: أشياخنا أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب)) ، وقال يحيى: ((وسألت مالك بن أنس عن محمد بن عمرو فقال فيه نحو ما قلتُ)) ، وقال أحمد: ((محمد بن عمرو يحدث بأحاديث فيرسلها، ويسندها لأقوام آخرين ، وهو مضطرب الحديث))

ولكن قال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب)).
وقال الحنائي: ((هَذَا حَدِيثٌ مَشْهورٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ الْمَدِينِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ الْمَدْيَنِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيِّ.
وَهُوَ حَسَنٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى السِّينَانِيِّ الْمَرْوَزِيِّ وَسِينَانُ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى مَرْوَ
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو لَمْ يُخَرِّجِ الْبُخَارِيُّ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ إِلا مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ
وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ لَهُ أَحَادِيثَ وَهُوَ صَحِيحُ الْحَدِيثِ مَعْرُوفٌ وَاللَّهُ أعلم)).
وَقَالَ الْحَافِظ ابْن طَاهِر فِي «تَخْرِيجه أَحَادِيث الشهَاب» ، كما نقله عنه ابن الملقن في "البدر المنير" (182/5): ((هَذَا حَدِيث غَرِيب صَحِيح؛ لِأَن مُسلما أخرج لمُحَمد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة حَدِيثا. وَاسْتشْهدَ بِهِ البُخَارِيّ فِي مَوضِع، وَالَّذين رووا عَنهُ هَذَا الحَدِيث ثِقَات، قَالَ: فَيكون عَلَى شَرط مُسلم، إِلَّا أَن يكون لَهُ عِلّة خفيت)).
وقال ابن حجر في "نتائج الأفكار" (160/4): ((هذا حديث حسن....ومدار طرقه كلها على محمد بن عمرو، وليس من شرط الصحيح إذا انفرد)).
وقال ابن الملقن في "البدر المنير" (182/5): ((هُوَ حَدِيث حسن كَمَا قَالَه التِّرْمِذِيّ، وصحيح كَمَا قَالَه ابْن حبَان وَالْحَاكِم وَابْن طَاهِر)).

[حديث أنس بن مالك]
أخرج الطبراني في "الأوسط" (691) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1702) ، والحسن الخلال في "أماليه" (96) ، وأبو عروبة في "جزئه" (51) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تعزية المسلم" (55) ، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (1503) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1701) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (163/4) عن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ.
وأخرج البزار (6987) عن جعفر بن محمد.
وأخرج أبو نعيم في "الحلية" (252/8) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (802) (4493) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (163/4) عن محمد بن أسلم.

ثلاثتهم (ابن أبي بزة ، وجعفر بن محمد ، ومحمد بن أسلم) عن مؤمل بن إسماعيل ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يَضْحَكُونَ، فَقَالَ: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هادمِ اللَّذَّاتِ»
وقال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ ثَابِتٍ إِلَّا حَمَّادٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: مُؤَمَّلٌ))
وقال البزار: ((وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ إلاَّ مُؤَمَّلٌ))
ومؤمل بن إسماعيل ، وثقه ابن معين وابن راهوية ، وقال أبو حاتم: ((صدوق كثير الخطأ)) ، وقال البخاري: ((منكر الحديث)) ، وقال أبو داود: ((يهم في الشئ)) ، وقال ابن حبان: ((ربما أخطأ)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((كان مشيختنا يوصون به ، إلا أن حديثه لا يشبه حديث أصحابه ، وقد يجب على أهل العلم أن يقفوا عن حديثه ، فإنه يروى المناكير عن ثقات شيوخه ، و هذا أشد ، فلو كانت هذه المناكير عن الضعفاء لكنا نجعل له عذرا)) ، وقال الساجي: ((صدوق كثير الخطأ ، و له أوهام يطول ذكرها)) ، وقال الدارقطني وابن سعد: ((ثقة كثير الغلط)) ، وقال محمد بن نصر المروزي: ((المؤمل إذا انفرد بحديث وجب أن يتوقف ويتثبت فيه ، لأنه كان سيىء الحفظ كثير الغلط)).

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (1883): ((وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي بَزَّة ، عَنْ مُؤَمَّل بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمةَ، عَنْ ثابتٍ ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: مرَّ رسولُ الله بمجلسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ وَهُمْ يَمْزَحُونَ ويَضْحَكون، فقال: أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ؛ يَعْنِي: الموتَ؟
قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ لا أَصْلَ لَهُ.))
قال الذهبي في "الميزان" (144/1) - بعد أن نقل كلام ابن أبي حاتم -: ((فأحمد [ابن أبي بزة] لين الحديث)) ، وهو يشير إلى أن العلة منه.
وقال ابن حجر في "نتائج الأفكار" (164/4): ((وابن أبي بزة صدوق، لكنهم وصفوه بسوء الحفظ في الحديث، وهو أحد الأئمة في القراءات، فلعل أبا حاتم استنكره برواية ضعيف الحفظ عن مثله. وقد توبع [ابن أبي بزة] كما ترى، فما بقي إلا تفرد مؤمل، وهو معتضد بشواهده.))
قلت: الظاهر أن أبا حاتم استنكره لتفرد مؤمل وهو سئ الحفظ كثير الخطأ والوهم ، عن حماد بن سلمة وهو أحد الثقات الأثبات دون سائر أصحابه المعروفين كعفان بن مسلم ، وابن مهدي ، وابن المبارك ، وغيرهم.

وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (802) عن محمد بن عيسى الجلودي ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (72/12) عن علي بن محمد العنبري ، كلاهما عن أَبي بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُشَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ به.
قلت: وهذا إسناد غريب ، تفرد به ابن زنجويه ، عن عبد الأعلى بن حماد.
ومحمد بن عيسى الجلودي ، قال الحاكم: ((الزاهد....من كبار عُبَّاد الصوفية....وخُتِم بوفاته سماع كتاب "صحيح مسلم بن الحجاج"، وكل من حَدَّث به بعده عن إبراهيم بن محمَّد بن سفيان فإنه غير ثقة)) ، وقال السمعاني: ((كان شيخًا ورعًا زاهدًا)) ، وقال الذهبي: ((الإِمَامُ، الزَّاهِدُ، القُدْوَةُ، الصَّادِقُ)) ، وقال أيضاً: ((رَاوِي صَحِيح مُسلم ثِقَة)).
وعلي بن محمد العنبري ، ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد" (72/12) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول الحال.
وأبو بكر بن زنجويه ، روى عنه جمع من الثقات ، وقال الذهبي: ((مَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْساً)).
قلت: كلام الطبراني والبزار يُبيّن أن متابعة عبد الأعلى بن حماد لمؤمل غير محفوظة ، والله أعلم.

[حديث ابن عمر]
أخرج الطبراني في "الأوسط" (5780) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (370) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (671) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10074) ، وابن جميع في "معجم الشيوخ" (ص244) ، وابن عساكر في "تعزية المسلم" (50) (51) من طرق عن مُنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ نَا أَبُو عَامِرٍ الْأَسَدِيُّ نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ فِي كَثِيرٍ إِلَّا قَلَّلَهُ وَلَا قَلِيلٍ إِلَّا كَثَّرَه.
قال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَّا أَبُو عَامِرٍ الْأَسَدِيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ مِنْجَابٌ، وَلَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ)).
قلت: هذا منكر تفرد به القاسم بن محمد أبو عامر الأسدي ، وهو مجهول ، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (164/7) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (119/7) ، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وتُوبع القاسم بن محمد ، فأخرج تمام في "فوائده" (1520) عن الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ جَابِرٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا جَدِّي عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ جَابِرٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ به.
والحسن بن أحمد مجهول ، وجده عبد الغفار بن جابر ، قال الأزدي: ((كذاب)).
انظر "الضعفاء" لابن الجوزي (112/2) ، "الميزان" (639/2) ، "المغني" (401/2).

وله طريق اخر ، فأخرج أبو يعلى كما في "المطالب" (3129) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (20/2) ، والخطيب في "المتفق والمفترق" (397/1) (764/2) ، والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص196) عن كوثر بن حكيم ، عن نافع ، عن ابن عمر به.
وكوثر بن حكيم ، متروك بالإتفاق.

[حديث أبي سعيد الخدري]
أخرج الترمذي (2460) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "مثير الغرام" (ص505) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (803) ، وابن عساكر في "معجمه" (1091) عن عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصلاه فرأى ناسا كأنهم يكتشرون قال: " أما إنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات لشغلكم عما أرى، فأكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت، فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه..."
قال الترمذي: ((هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه)).
وقال ابن عساكر: ((غريب جدا من هذا الوجه)).
وعبيد الله بن الوليد الوصافي ، قال ابن المديني ، وابن معين ، وأبو داود: ((ليس بشئ)) ، وقال النسائي ، والدارقطني ، وعمرو بن علي الفلاس: ((متروك الحديث)) ، وقال ابن حبان: ((مُنكر الْحَدِيث جدا يروي عَن الثِّقَات عَطاء وَغَيره مَالا يشبه حَدِيث الْأَثْبَات حَتَّى إِذا سَمعهَا المستمع سبق إِلَى قلبه أَنه كالمتعمد لَهَا فَاسْتحقَّ التّرْك)) ، وقال ابن عدي: ((وَهو ضعيف جدا يتبين ضعفه على حديثه)).
وعطية العوفي ، قال أحمد ، وأبو حاتم ، والنسائي: ((ضعيف)) ، وقال أبو زرعة: ((لين)) ، وقال الدارقطني: ((ليس بقوي)) ، وقال أبو داود: ((ليس بالذى يُعتمد عليه)) ، وقال ابن حبان: ((لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب)). وهو مدلس كذلك ولم يصرح بالتحديث.

[حديث عمر بن الخطاب]
أخرج أبو نعيم في "الحلية" (355/6) ، ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (162/4) عن عبد الملك بن بديل، ثنا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا ذكر هاذم اللذات» قلنا: يا رسول الله وما هاذم اللذات؟ قال: «الموت».
وتحرّف "بديل" عند أبو نعيم إلى "يزيد". وعزّاه ابن حجر إلى الدارقطني في "غرائب مالك".
قال أبو نعيم: ((غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ تَفَرَّدَ بِهِ جَعْفَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ)).
وقال الدارقطني: ((تفرد به عبد الملك، وهو ضعيف)).
قلت: عبد الملك بن بديل ، قال ابن عدي: ((منكر الحديث وقد روى عَن مالك غير حديث منكر وعن غيره)) ، وقال الدارقطني: ((متروك الحديث، يحدث عن مالك بالمناكير)) ، وقال الأزدي: ((متروك الحديث)).

ولكن تابعه ثوبان بن إبراهيم ، أخرجه أبو الحسن الأزدي في "من حديث مالك بن أنس/ مخطوط" (72) من طريق أبي أيوب سليمان بن صلاية الملطي ثنا الحسين بن علي النخعي ثنا ثوبان بن إبراهيم ثنا مالك به.

وسليمان بن صلاية ، قال الذهبي: ((متهم)).
والحسين بن علي النخعي ، قال الذهبي: ((عُمَر وتغيَر، لا يُعتمد عليه)).
وثوبان بن إبراهيم ، قال الدارقطني: ((رَوَى عَنْ مَالِكٍ أَحَادِيْثَ فِيْهَا نَظَرٌ، وَكَانَ وَاعِظاً)) ، وقال الذهبي: ((وَقَلَّ مَا رَوَى مِنَ الحَدِيْثِ، وَلاَ كَانَ يُتْقِنُه)).

وتابع مالك ، خالد بن جميل ، ذكره ابن الملقن في "البدر المنير" (183/5) ، وعزّاه لابْن طَاهِر فِي «تَخْرِيج أَحَادِيث الشهَاب» ، ونقل عنه قوله: ((من قبل خَالِد فِيهِ ، وَفِيهِمْ جَهَالَة، وَسَعِيد بن الْمسيب لم يلق عمر، وَلَا تصح رِوَايَته عَنهُ)).

[حديث جابر بن عبد الله ، وابن عباس]
أخرج الطبراني (2676) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (73/4) ، وأبو موسى المديني في "اللطائف" (828) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (295/1) عن عبد المنعم بن إدريس بن سنان، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس ، فذكر حديثاً طويلاً ، جاء فيه «يَا فَاطِمَةُ، أَتَدْرِينَ مَنْ بِالْبَابِ؟ هَذَا *هَادِمُ *اللَّذَّاتِ، ومُفَرِّقُ الْجَمَاعَاتِ، هَذَا مُرَمِّلُ الْأَزْوَاجِ، ومُوتِمُ الْأَوْلَادِ، هَذَا مُخَرِّبُ الدُّورِ، وَعَامِرُ الْقُبُورِ، هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ادْخُلْ رَحِمَكَ اللهُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ»
قال ابن الجوزي: ((هَذَا حَدِيث مَوْضُوع محَال كافأ الله من وَضعه وقبح من يشين الشَّرِيعَة بِمثل هَذَا التَّخْلِيط الْبَارِد وَالْكَلَام الَّذِي لَا يَلِيق بالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا بالصحابة، وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الْمُنعم بن إِدْرِيس)).
وعبد المنعم بن إدريس ، قال أحمد: ((يكذب على وهب بن منبه)) ، وقال ابن المديني: ((ليس بثقة ، أخذ كتبا فرواها)) ، وقال ابن معين: ((الكذاب الخبيث)) ، وقال عمرو بن علي الفلاس: ((متروك الحديث، أخذ كتب أبيه فحدث بها عن أبيه، ولم يكن سمع من أبيه شيئا)) ، وقال البخاري: ((ذاهب الحديث)) ، وقال أبو زرعة: ((واهي الحديث. ولد بعد موت أبيه، وحدث عن أبيه)) ، وقال النسائي: ((ليس بثقة)).

[مرسل زيد بن أسلم]
أخرج نعيم بن حماد في "زوائده على الزهد لابن المبارك" (37/2) ، والبغوي في "ِشرح السنة" (1447) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ، الْمَوْتِ»
وعبد الرحمن بن زيد ، اتفقوا على ضعفه.

[مرسل عطاء الخراساني]
قال ابن رجب في "ذم قسوة القلب" (ص266) ، ونحوه في"لطائف المعارف" (ص99): ((ورُوي مُرسلاً عن عطاء الخراساني قال: "مر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بمجلس قد استعلاه الضحك فَقَالَ: شُوبوا مجلسكم بذكر *مكدّر *اللذات. قالوا: وما *مُكدر *اللذات يا رسول الله؟ قال: الموت"))
وعزّاه العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (ص1828) إلى ابن أبي الدنيا في "ذكر الموت" ، وهو كتاب مفقود.
وعطاء ، قال ابن معين: ((لا أعلمه لقي أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)) ، فعلى هذا يكون معضلاً ، والله أعلم.

[كلام علي بن أبي طالب]
أخرج أبو نعيم في "الحلية" (77/1) عن أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا أَبُو صَفْوَانَ الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَوَانَةَ، عَنِ ابْنِ حَرْثٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ عَلِيًّا، شَيَّعَ جَنَازَةً ، فَلَمَّا وُضِعَتْ فِي لَحْدِهَا عَجَّ أَهْلُهَا وَبَكَوْا، فَقَالَ: مَا تَبْكُونَ؟ أَمَا وَاللهِ لَوْ عَايَنُوا مَا عَايَنَ مَيِّتُهُمْ لَأَذْهَلَتْهُم ْ مُعَايَنَتُهُمْ عَنْ مَيِّتِهِمْ، وَإِنَّ لَهُ فِيهِمْ لَعَوْدَةٌ ثُمَّ عَوْدَةٌ، حَتَّى لَا يُبْقِي مِنْهُمْ أَحَدًا ". ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: " أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ الَّذِي ضَرَبَ لَكُمُ الْأَمْثَالَ، وَوَقَّتَ لَكُمُ الْآجَالَ، وَجَعَلَ لَكُمْ أَسْمَاعًا تَعِي مَا عَنَاهَا، وَأَبْصَارًا لِتَجْلُوَ عَنْ غِشَاهَا، وَأَفْئِدَةً تَفْهَمُ مَا دَهَاهَا فِي تَرْكِيبِ صُوَرِهَا وَمَا أَعْمَرَهَا، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثًا، وَلَمْ يَضْرِبْ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا، بَلْ أَكْرَمَكُمْ بِالنِّعَمِ السَّوَابِغِ، وَأَرْفَدَكُمْ بِأَوْفَرِ الرَّوَافِدِ، وَأَحَاطَ بِكُمُ الْإِحْصَاءَ، وَأَرْصَدَ لَكُمُ الْجَزَاءَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَجِدُّوا فِي الطَّلَبِ، وَبَادِرُوا بِالْعَمَلِ مُقَطِّعَ النَّهَمَاتِ، وَهَادِمَ اللَّذَّاتِ..."
وابن حرث لم أجده.

[كلام عمر بن عبد العزيز]
أخرج الآجري في "أخبار عمر بن عبد العزيز" (ص55-57) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (357/45) ، وقوام السنة في "سير السلف" (854/3) عن سهل بن عِيسَى الْمروزِي قَالَ حَدثنِي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن الْحَارِث الْمروزِي قَالَ حَدثنَا سهل بن يحيى بن مُحَمَّد الْمروزِي قَالَ أَخْبرنِي أبي عَن عبد العزيز سُلَيْمَان بن عمر بن عبد العزيز قَالَ: فذكر خطبة لعمر بن عبد العزيز ، جاء فيها: ((أوصيكم بتقوى الله، فان تقوى الله خلف من كل شيء، وليس من تقوى الله خلف، وأكثروا من ذكر الموت فإنه هادم اللذات، وأحسنوا الاستعداد له قبل نزوله...))
وإسناده مظلم مسلسل بالمجاهيل.

والله أعلم.