يقول الإمام محمد ابن إسحاق بن خزيمة رحمه الله :
" فنحن نؤمن بخبر الله جل وعلا : أن خالقنا مستو على عرشه ؛ لا نبدل كلام الله ، ولا نقول قولا غير الذى قيل لنا ؛ كما قالت المعطلة الجهمية : إنه استولى على عرشه ، لا استوى ؛ فبدلوا قولا غير الذى قيل لهم ، كفِعْل اليهود : لما أمروا أن يقولوا : حِطَّة ، فقالوا : حنطة ؛ مخالفين لأمر الله جل وعلا ، كذلك الجهمية" انتهى من "التوحيد" (1/233)
قال الامام ابن القيم فى نونيته
يا مسلمين بحق ربكم اسمعوا قولي وعوه وعي ذي عرفان
ثم احكموا من بعد من هذا الذي أولى بهذا الشبه بالبرهان
امر اليهود بأن يقولوا حطة فأبوا وقالوا حطة لهوان
وكذلك الجهمي قيل له استوى فأبى وزاد الحرف للنقصان
قال استوى استولى وذا من جهله لغة وعقلا ما هما سيان
عشرون وجها تبطل التأويل باستولى فلا تخرج عن القرآن
قد أفردت بمصنف هو عندنا تصنيف حبر عالم رباني
ولقد ذكرنا أربعين طريقة قد أبطلت هذا بحسن بيان
هي في الصواعق إن ترد تحقيقها لا تختفي إلا على العميان
نون اليهود ولام جهمي هما في وحي رب العرش زائدتان
وكذلك الجهمي هما ويهود قد وصفوه بالنقصان
فهما اذا في نفيهم لصفاته العليا كما بينته أخوان
قال الشيخ محمد الصالح بن العثيمين في
القول المفيد على كتاب التوحيد
( باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانًا تعبد من دون الله ....
ومنها: تحريف كلام الله عن مواضعه لفظًا ومعنى؛ كاليهود حين قيل لهم: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: من الآية58]، فدخلوا على قفاهم، وقالوا: حنطة ولم يقولوا حطة،
ووجد في هذه الأمة من فعل كذلك؛ فحرف لفظ الاستواء إلى الاستيلاء،
قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طـه:5]،
وقالوا هم: الرحمن على العرش استولى.
قال ابن القيم:
“ما أشبه لام الجهمية المعطلة التي زادوها في استوى، وقالوا: استولى,
بنون اليهود التي زادوها في حطة فقالوا حنطة
إن اللام في استولى مزيدة زادها أهل التحريف كما زاد اليهود النون في (حطة) فقالوا: (حنطة).
نون اليهود ولام جهمي همـا ** في وحي رب العرش زائدان
أمر اليهود بأن يقولوا حطـة ** فأبوا وقالوا حنطة لهــوان
وكذلك الجهمي قيل له استوى ** فأبى وزاد الحرف للنقصـان )