هل أدركت أميمة بنت عبدالمطلب بعثة النبي؟

أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة

السؤال
الملخص:
سائل يسأل عن عمة النبي صلى الله عليه وسلم أميمة بنت عبدالمطلب: هل أدركت بعثته صلى الله عليه وسلم؟
التفاصيل:
السلام عليكم، هل أميمة بنت عبدالمطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم أدركت البعثة النبوية؟

الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
ثانيًا: أميمة بنت عبدالمطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم زوجها جحش بن رئاب الأسديِّ، وهي أمُّ زينب بنت جحش، وأمُّ إخوتها عبدالله، وأبي أحمد الأعمى، وعبيدالله المتنصِّر بأرض الحبشة؛ [ينظر: الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة: (2/ 49)، للبُرِّي].
وقال محب الدين الطبري عند ذكر عمات النبي صلى الله عليه وسلم: "الرَّابِعَة أُمَيْمَة بنت عبدالمطلب كَانَت عِنْد جحش بن رياب، ولدت لَهُ عبدالله قُتل بِأحد شَهِيدًا، وَأَبا أَحْمد الْأَعْمَى الشَّاعِر، واسْمه عبد، وَزَيْنَب زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وحبيبة وَحمْنَة كلهم لَهُم صُحْبَة، وَعبيدالله بن جحش أسلم ثمَّ تنصر، وَمَات بِالْحَبَشَةِ كَافِرًا"؛ [خلاصة سير سيد البشر، ص: 147، 148)].
ثالثًا: اختُلف: هل أدركت أميمة بنت عبدالمطلب البعثة أو لا؟
فقد نفى الذهبي إدراكها للبعثة، وقد ذكر غير واحد من أهل السير إدراكها منهم ابن حجر، وذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم أطعمها أربعين وسقًا من تمر خيبر، ورجح الذهبي أن التي أطعمها النبي صلى الله عليه وسلم أميمة بنت ربيعة ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عبدالمطلب، الهاشمية، وليست أميمة عمته، فقال: "قال ابن سعد: أطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين وسقًا من تمر خيبر.
وقيل: إنها أميمة بنت ربيعة ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحارث بن عبدالمطلب، الهاشمية، أعني التي أسلمت، وأطعمت من تمر خيبر.
والظاهر أن أميمة الكبرى العمة ما هاجرت، ولا أدركت الإسلام، فالله أعلم.
لم يهتم بذكر إسلامها إلا الواقدي، وروى في ذلك قصة، فالله أعلم"؛ [سير أعلام النبلاء: (2/ 274)].
وأما إسلامها، فقد اختُلف فيه أيضًا فمن نفى إدراكها للبعثة فمن باب أولى ينفي إسلامها، فنفاه ابن إسحاق، ولم يذكره غير ابن سعد والواقدي، والصحيح أنها لم تسلم على فرض إدراكها البعثة على الراجح من أقوال المحققين من أهل السير؛ كابن حبان والذهبي وابن حجر، وقد ذكر ابن حبان عمات النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يسلم منهنَّ إلا صفية رضي الله عنها؛ قال ابن حبان: "وَأما عمات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهن سِت بَنَات عَبْدالْمطلب بْن هَاشم لصلبه، أولهنَّ: عَاتِكَة بنت عَبْدالْمطلب، وَأُمَيْمَة بنت عَبْدالْمطلب، وأروى بنت عَبْدالْمطلب، والبيضاء بنت عبدالْمطلب وَهِي أم حَكِيم، وبرة بنت عَبْدالْمطلب، وَصفِيَّة بنت عَبْدالْمطلب.
فَأَما عَاتِكَة بنت عَبْدالْمطلب، فَكَانَت عِنْد أبي أُميَّة بْن الْمُغيرَة المَخْزُومِي.وَأما أُمَيْمَة بنت عَبْدالْمطلب، فَكَانَت عِنْد جحش بْن رِئَاب الْأَسدي.وَأما الْبَيْضَاء بنت عَبْدالْمطلب، فَكَانَت عِنْد كريز بْن ربيعَة بْن حبيب بْن عَبْدشمس.وَأما وبرة بنت عَبْدالْمطلب، فَكَانَت عِنْد عَبْدالْأسد بْن هِلَال المَخْزُومِي.
وَأما صَفِيَّة بنت عَبْدالْمطلب، فَكَانَت عِنْد الْعَوام بْن خويلد بْن أَسد.وَأما أروى بنت عَبْدالْمطلب، فَكَانَت عِنْد عُمَيْر بْن قصي بْن كلاب.
وَلم يسلم من عمات النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا صَفِيَّة وَهِي وَالِدَة الزبير بْن الْعَوام، وَتوفيت صَفِيَّة فِي خلَافَة عمر بْن الْخطاب، فَهَذِهِ جَوَامِع مَا يجب أَن يحفظ من ذكر عمومة رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وعماته"؛ [الثقات: (1/ 35، 36)].
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (2/ 273 - 274): "أميمة بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدة عبدالله، وأم المؤمنين زينب، وعبيدالله، وأبي أحمد عبد، وحمنة، أولاد جحش بن رياب الأسدي، حليف قريش.
أسلمت، وهاجرت.
قال ابن سعد: أطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين وسقًا من تمر خيبر.
وقيل: إنها أميمة بنت ربيعة ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عبدالمطلب، الهاشمية، أعني التي أسلمت، وأطعمت من تمر خيبر.
والظاهر أن أميمة الكبرى العمة ما هاجرت، ولا أدركت الإسلام؛ فالله أعلم.لم يهتم بذكر إسلامها إلا الواقدي، وروى في ذلك قصة؛ فالله أعلم".
وقال ابن حجر في الإصابة: (8/ 33، 34): "أميمة بنت عبدالمطلب بن هاشم:ابن عبدمناف الهاشمية، عمة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.
اختُلف في إسلامها، فنفاه محمد بن إسحاق، ولم يذكرها غير محمد بن سعد، فقال في باب عمومة النبي صلى اللَّه عليه وسلم، من طبقات النساء: أمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن محزوم، وتزوجها في الجاهلية حجير بن رئاب الأسدي حليف حرب بن أمية، فولدت له عبداللَّه، وعبيداللَّه، وأبا أحمد، وزينب، وحمنة، وأطعم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أميمة بنت عبدالمطلب أربعين وسقًا من تمر خيبر.
قلت: فعلى هذا كانت لما تزوج النبي صلى اللَّه عليه وسلم ابنتها زينب موجودة".
وقال الزرقاني في شرحه على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية: (4/ 487 – 493): "وأما عماته عليه الصلاة والسلام بنات عبدالمطلب، فجملتهنَّ ست: عاتكة، وأميمة، والبيضاء وهي أم حكيم، وبرة، وصفية، وأروى، ولم يسلم منهنَّ إلا صفية أم الزبير بلا خلاف.
واختُلف في أروى وعاتكة، فذهب أبو جعفر العُقيلي إلى إسلامهما، وعدهما في الصحابة، وذكر الدارقطني: عاتكة في جملة الإخوة والأخوات، ولم يذكر أروى، وأما ابن إسحاق، فذكر أنه لم يسلم منهنَّ غير صفية.
فأما صفية فأسلمت باتفاق، كما ذكرته، وشهدت الخندق، وقتلت رجلًا من اليهود، وضرب لها عليه الصلاة والسلام بسهم، وأمها هالة بنت وهيب بن عبدمناف بن زهرة، شقيقة حمزة والمقوم وحجل، وكانت في الجاهلية تحت الحارث بن حرب بن أمية بن عبدشمس، ثم هلك فخلف عليها العوام بن خويلد أخو خديجة أم المؤمنين، فولدت له الزبير والسائب وعبدالكعبة، وتوفيت بالمدينة في خلافة عمر رضي الله عنه سنة عشرين، ولها ثلاثة وسبعون سنة، ودُفنت بالبقيع، وأما عاتكة المختلفة في إسلامها، فأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ، فتكون شقيقة عبدالله أبي النبي صلى الله عليه وسلم وأبي طالب والزبير وعبدالكعبة، وهي صاحبة الرؤية في قصة بدر.
وأما أروى المختلف في إسلامها أيضًا، فأمها صفية بنت جندب، فهي شقيقة الحارث بن عبدالمطلب، وكانت تحت عمير بن وهب بن عبدالدارين قصي، فولدت له طليبًا ثم خلفه عليها كلدة بن عبدمناف بن عبدالدار بن قصي، وأسلم طليب وكان سببًا في إسلام أمه، كما ذكره الواقدي.
وأما أم حكيم، فهي شقيقة عبدالله أبي النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما برة فأمها فاطمة أيضًا، وكانت عند أبي رهم بن عبدالعزى العامري، ثم خلف عليها عبدالأسد بن هلال المخزومي، فولدت له أبا سلمة بن عبدالأسد الذي كانت عنده أم سلمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما أميمة فأمها فاطمة أيضًا، وكانت تحت جحش بن رئاب، فولدت له عبدالله وعبيدالله وأبا أحمد.
وزينب وأم حبيبة وحمنة، أولاد جحش بن رئاب".
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.