السؤال
♦ الملخص:
سائلة تسأل عن المسلم الذي يأتي المنكرات ويشهدها، ولا يبالي بإتيانها أو مشهدها، لكنه إذا فكَّر فيها يشعُر ببُغضها في قلبه، فتسأل: هل هذا يدخل في حُكم ذَهاب أصل إنكار المنكرات من القلب؟
♦ التفاصيل:
قرأت ما يلي: (إذا لم يُبغض المسلم شيئًا مما حرَّمه الله من المنكرات من الكفر والفسوق والعصيان، فإنه يكون كافرًا في هذه الحال، وإن ذَهاب أصلِ إنكار المنكرات بالقلب كفرٌ)، فهل مَن يفعل المعاصي بلا مبالاة - وأقصد كل المعاصي التي يقترفها ليس بعضها فقط - ولا يقوم ببغض أيٍّ منها، ويتجاهلها، لكنه إذا فكَّر في الأمر يقول في نفسه: إنه يُبغضها شرعًا، ولا يحب أن يعصيَ الله، لكنه لا يفكر مثل هذا التفكير إلا في القليل النادر - هل هو كافر؟ وسؤال آخر: متى يحدث ذَهاب أصل إنكار المنكرات؟ هل هو بقطع نية إنكار المنكرات؛ كأن يقول الشخص: لن أنكر أيَّ منكرٍ ألبتة؛ سواء قام به أو شهِده؟ ماذا إذا كان الشخص يفعل منكرات كثيرة، ويشهد منكرات كثيرة، ولا يفكر في بغضها، ويفعلها بلا مبالاة، ولا ينكر ما يشهده من منكرات بقلبه، لكن - مثلًا - مرة فقط في اليوم يفكر في معصية واحدة قام بها من قبل، ويُبغضها ويبغض عصيانه لله، معصية واحدة فقط، ويفكر في هذا مرة واحدة فقط، ونفس الأمر فيما يشهد من معاصٍ، يفكر في معصية واحدة فقط، وينكرها بقلبه، ويفكر في هذا مرة في اليوم فقط، ويكرر الأمر كل يوم، لكنه في سائر اليوم يكون غيرَ مبالٍ، ولا يبغض شيئًا من منكراته ومنكرات غيره عمدًا، هل هذا الوقت يعتبر ذَهابًا لأصل إنكار المنكرات ويسبِّب كفره؟ ونفس الأمر بالنسبة الكفر: هل مَن لا يستحسنه ولا يعتقده، لكن لا يفكر في بغضه وهو يشهده، ولكنه إذا فكَّر في الأمر، يقول: إنه يبغضه - فهل يعتبر الشخص كافرًا؟ وهل فيما ذكرتُ كفرٌ؟ الجواب بـ"ليس كافرًا" يكفي، أفتونا مأجورين.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
ففي البداية أختنا الكريمة، لا بد من أن تصرِفي عن نفسكِ الوساوس في هذه المسائل وفي غيرها، ما دمتِ موحدة بالله تعالى، مؤمنةً بما جاء في الكتاب والسنة، فأنتِ مسلمة إن شاء الله.
وأما ما ذكرتِهِ من كلام، فلا يُخرج الإنسان عن دائرة الإسلام، وإنما الذي يُخرجه عن دائرة الإسلام هو أن يحل ما حرَّمه الله؛ فيقول مثلًا: الزنا حلال، أو شرب الخمر حلال، ونحو ذلك.
إذًا الضابط هنا: أن يُحِلَّ الإنسان ما حرَّمه الله، وهذا هو المقصود بانتفاء أصلِ إنكار المنكرات، فالذي يحل ما حرم الله هو الذي انتفى عنده إنكار أصل المنكرات، وأما مجرد التهاون بالمعصية، فلا يُخرج الإنسان من الإسلام.
والحمد لله أولًا وآخرًا.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/149353/#ixzz76cBJRbhU