كيفية قضاء الصلوات الفائتة


السؤال
الملخص:
شاب فاتته صلوات بعض الأيام، وهو يسأل: كيف يقضي ما فاته من الصلوات؟ وبأي صلاة يبدأ؟
التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فاتتني صلوات يومين في السنة الماضية، وصلوات يومين في الشهر الماضي، واليوم لم أصلِّ الصبح والظهر بسبب مشاكل حصلت لي، سؤالي: كيف أقضي هذه الصلوات؟
وبأيِّ صلاة أبدأ؟
أفتوني مأجورين.

الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
ثانيًا: لم تذكر سبب تركك للصلاة هذه الأيام، إذا كان لعذر أو لغير عذر؟
فإذا كان لعذر شرعي كنَوْمٍ أو نسيان أو إكراه لحبسٍ ونحوه، مع حرصك على صلاتها، فعليك أن تقضيها، وما دمت تعلم عددَ الصلوات فتُصليها مرتبة، فتصلي صلاة اليوم الأول: الفجر، ثم الظهر، ثم العصر، ثم المغرب، ثم العشاء، وهكذا اليوم الثاني على حسب قدرتك حتى تقضي ما عليك؛ لما رواه مسلم (681) في قصة نوم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن صلاة الفجر ((فَجَعَلَ الصحابة بَعْضُهم يَهْمِسُ إِلَى بَعْض: مَا كَفَّارَةُ مَا صَنَعْنَا بِتَفْرِيطِنَا فِي صَلاتِنَا؟ فقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلاةِ الأُخْرَى، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَنْتَبِهُ لَهَا)).
قال الحطاب المالكي:"قال في مواهب الجليل: قال الشيخ زروق في شرح الرسالة: قوله - يعني صاحب الرسالة - ومَن عليه صلوات كثيرة صلَّاها في كل وقت من ليل أو نهار، وعند طلوع الشمس وعند غروبها، وكيفما تيسر له؛ يعني: من القلة والكثرة ما لم يخرج لحدِّ التفريط، ولا حدَّ في ذلك، بل يجتهد بقدر استطاعته؛ قال ابن رشد -والكلام للحطاب -مع التكسُّب لعياله ونحوه، لا كما قال ابن العربي عن أبي محمد صالح: إن قضى في كل يوم يومين لم يكن مفرطًا، ويذكر خمسًا، فأما مع كل صلاة كما تقول العامة فعل لا يساوي بصلة، ومَن لم يَقدِر إلا على ذلك، فلا يَدَعْهُ؛ لأن بعض الشر أهونُ من بعض"؛ [مواهب الجليل: (2/ 210)].
أما إذا كان تركك لغير عذر شرعي وإنما كان كسلًا، فهذا جُرم عظيم، بل ذهب الحنابلة لكفر تارك الصلاة وخالفهم الجمهور، وقد اختلف العلماء في حكم القضاء لمن ترك الصلاة متعمدًا؛ فأكثر العلماء على أنه يقضيها وتصح منه مع الإثم؛ كما ذكر ابن عثيمين في الشرح الممتع (2/ 89)، والذي رجحه ابن تيمية أنها لا تصح، بل ولا يشرع له قضاؤها؛ قال في الاختيارات: (ص: 34): "وتارك الصلاة عمدًا لا يشرع له قضاؤها، ولا تصح منه، بل يكثر من التطوع، وهو قول طائفة من السلف".
وممن رجح هذا القول ابن عثيمين في الموضع السابق، واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد))؛ [متفق عليه] .
وعلى قول ابن تيمية يجب عليك التوبة والندم والعزم على عدم العودة لترك الصلاة، والتفريط في أدائها في وقتها، وكثرة الاستغفار والإكثار من النوافل، والله أعلم.
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.