السؤال

الملخص:رجل مصاب بالوسواس القهري، أمُّ صديق له كانت مصابة بفيروس كورونا لمدة، ولما طلب الدعاء لها على برنامج السناب، خطر في باله أن تلك المرأة مريضة منذ مدة ولم تمت، فأذهب ما وجد في نفسه بالدعاء لها وقول: ما شاء الله، فماتت بعدها بساعات، ويسأل: هل هو السبب في موتها؟ التفاصيل:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.في البداية أنا رجل دائمًا أقول: ما شاء الله تبارك الله على أي شيء، علمًا بأن عيني ليست حارة، ودائمًا أتمنى للناس الخير، عندي وسواس قهري شديد، حتى إنني تأتيني أفكار من مثل: إلى الآن لم أمُتْ، وعلى سبيل المثال كان ثمة شخص في السناب أمه مريضة كرونا، ويطلب منا أن ندعوَ لأمه، وأنا والله أدعو لها باستمرار، واليوم خطر لي أن أمه مريضة منذ مدة ولم تمُتْ، فقلت: ما شاء الله تبارك الله، ودعوت لها بالشفاء، ثم إنها ماتت بعد سويعات، أنا في بلاء عظيم، أخشى أن أكون أصبتها بالعين، مع أنني دائمًا أقول: ما شاء الله تبارك الله، ولا يقع مكروه لأي إنسان، فلا أدري هل صادف موتها وقدرها كلامي أو أنه لما وضع السنابات كانت أمه في حالة حرجة وماتت، وكلامي لا دخل له بالأمر، أو أنا من أصابها بعينه؟ فهل ما فعلت من قول: ما شاء الله تبارك الله، والدعاء لها بالشفاء يُذهب العين؟ علمًا بأنني لم أتعمد إيذاء أي إنسان أو حيوان، وابتُليتُ اليوم بهذا الابتلاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أرجو الإجابة وجزاكم الله خيرًا.


الجواب

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.ثانيًا: لا شيء عليك ما دمت فعلت ما عليك شرعًا، وهو قولك: (ما شاء الله، تبارك الله)، وإنما اللوم إذا فرطت في ما أمرك الله به، فالعين حق ولها علامات، وهي ليست منافية للقدر، بل هي من قدر الله سبحانه؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((العين حق ولو كان شيء سابقَ القدر لسبقتْهُ العين))؛ [رواه مسلم].فالعين المعجبة، وهي التي تتجاوز الإعجاب بالشيء حتى تؤثر فيه؛ فتفسده بإذن الله، وهذه علاجها أن يقول الشخص عند رؤية ما يعجبه: (ما شاء الله تبارك الله)، فإنه لن يضره، قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه، فليدعُ له بالبركة، فإن العين حق))؛ [رواه الحاكم وصححه الألباني].ثالثًا: لا تلتفت لهذه الوساوس وتجاهلها، وأقْبِلْ على ربك وأحسن الطاعة، وعلى فرض أنه أُصيب بالعين من قِبلك، فهذا بغير عمدٍ، ولا قصد الضرر والإيذاء، فهوِّن عليك، وأنصحك بمطالعة استشارتنا:هل أنا حاسدة؟هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.