السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير ، أرجو أن تصلكم رسالتي وأنتم في أتم صحة وأسعد حال.

هذه قصيدة للشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي ، كنت بحاجة لشرحها وتحليلها ، وهذا ما ذكره الشاعر :

رسالة إلى أم سفيان الثوري:
كنت قرأت قصة لأم سفيان الثوري رحمه الله وأم سفيان امرأة ذات رسالة
مات أبوه وسفيان صغير فلما بلغ عمره دون التاسعة أو العاشرة كانت أمه تغزل بمغزلها ، فغزلت ذات يوم وباعت ما غزلته بعشرة دراهم ثم دعت إليها ابنها سفيان وقالت :
يا سفيان هذه عشرة دراهم ، اذهب اطلب بها الحديث في المسجد ، ثم انظر يا بني إن وجدت أثراً لما تعلمته على عقلك وقلبك وعملك فتعال أعطك عشرة دراهم أخرى حتى تطلب بها العلم وإن لم تجد أثراً لذلك**فاترك العلم يا بني فإنه يأبى إلا أن يكون لمخلص.
أنا في اعتقادي أن أم سفيان الثوري هنا أكبر من مديرة جامعة ، لأنها تريد لابنها تنشئة علمية خاصة ؛ ولهذا كانت النتيجة مباشرة
بعد عدد من السنوات ، رأينا سفيان الثوري إمام المسلمين في علم الحديث فقلت :

عَـلِّمِـيـهِ الْحَدِيثَ كَـيْ يَتَسَامَـى*****و امْنَحِيهِ الْإحْسَـاسَ وَ الْإِلْـهَـامَـ ا
وانْـثُـرِي فِي طَرِيقِهِ الْوَرْدَ ، هُزِّي*****بِـيَـ َيـْكِ الْكَـرِيمَـتَـ يْـنِ الْغَـمَامَـا
رَفْـرِفِـي فَـوْقَــهُ حَمَـامَـةَ أَمْــنٍ******تَمْ ـنَـحُ الْأَمْـنَ قَـلْـبَــهُ وَالسَّـلَامَـا
وَامْـسَـحِي وَجْـهَهُ بِـرَاحَةِ حُـبٍّ******تَجْعَ ـلُ الْـوَجْـهَ مُشْرِقــًا بَـسَّامَـا
أَنْتِ أَرْضَعْتِهِ الْحَـنَـانَ صَـغِـيـرًا***** فَاجْعَلِي حُبَّكِ الْكَبِـيـرَ الْفِـطَامَـا
أُمَّ سُـفْـيَـانَ يَـا حَـلِيفَـةَ صَـبْــرٍ*******جَ عَـلَ الْـيُتــْمَ هِـمَّـةً وَاحْتِرَامَـا
مِـغْـزِلُ الْـعَـزْمِ فِي يَدَيْـكِ أَرَانَـا*******كَ يْـفَ تَـرْعَـى الْـمَغَازِلُ الْأَيْتَامَـا
مِغْـزَلٌ يَنْـسِـجُ الرُّجُـولَـةَ ثَـوْبـًا********بِ ــيَــدِ الْأُمِّ كَـيّ تَصُـونَ الْغُلَامَـا
اغْـزِلِي الثَّـوْبَ ثُمَّ بِـيعِيهِ حَتَّـى******* تَرْفَعِي لِابْنِكِ الْحَبِيبِ الْمَقَامَــا
امْنَـحِـيـهِ الْمَـالَ الْحَـلَالَ فَإِنِّـي*******لَ أَرَى مِـثْـلَـهُ يُـسِـيـغُ الْحَرَامَــا
وَابْعَـثِي المِغْزَلَ الْجَمِيـلَ إِلَيْنَـا***** كَـيْ نُـدَاوِي بِـنَـسْجِـهِ الْأَسْقَامَـا
كَيْ تَرَى الْأُمَّهَاتُ فِيهِ شُمُوخــًا*******ص ـارَ رَمْـزاً بِــهِ وَصَـارَ وِسَــامَــا

ابْعَثِي الْمِغْـزَلَ الْجَمِيلَ خِطَابـَا***** لِــنِـسَـاءٍ أَكْثَرْنَ فِينَـا الْخِصَامَـا
شَـرَّقُـوا غَــرَّبُــوا بـِـهِـنَّ غُــدُوّاً********و َرَوَاحــًا تَــزَحْـلُقــً ا وَارْتِـطَـامَـ ـا
لَمَّعُـوهُـنَّ فِي الْمَحَافِـلِ حَتَّـى****** أَصْبَحَ الْعُرْيُ عِنْدَهُنَّ احْتِشَامًا
قَـدَّمُـوهُـنّ َ لِـلـظِّـمَــاء ِ شَــرَابـًا******* َلِجَوْعَى النُّفُوسِ مِنْهُمْ طَعَامَا
أَكَلُوهُـنَّ فِـي صِبَاهُــنَّ لـَحْـمـًا****** وَرَمَـوْهُـنَّ حين شِـبـْـنَ عِـظَامَـا

ابْعَثِي الْمِغْزَلَ الْجَمِيلَ وِسَامـًا** **لِـنَـسَـاءٍ لَا يَـرْتَـضِـيـنَ انْـهِـزَامـًا
قَدْ عَمَرْنَ الْبُيُوتَ حُبَّاً وَعَطْفَـًا** *وَحَنَـانــًا وَرَحْـمَـةً وَابْـتِــسَـام ــًا
وَبَـنَـيْـنَ الْأَجْـيَـالَ قَلْبـًا وَرُوحـًا****** *وَعُــقُــولاً تُــحَـارِبُ الْأَوْهَـــامَ ـا

أَوَلَـمْ تَغْـزِلِي لِـسُـفْـيَـانَ ثَـوْبًـا وَتُـزِيـحِـي عَـنْ قَــلْــبِــهِ الْآلَامَـا
مِـغْـزَلٌ يَـصْـنَـعُ الرِّجَالَ جَدِيرٌ بِـمَــدِيِـــح ٍ يُـــعَـــطِّــ ـرُ الْأَيَّــــامَ
*** *
أُمَّ سُفْـيَانَ وَجْهُ طِفْلِكِ أَمْسَـى*** *قَـمَـراً لَا يُـطِــيـقُ إِلَّا الـتَّـمَـامَــ ا
أَنْـتِ أَرْضَـعْـتِهِ مَعَ الْحُبِّ نُـوراً****** مِنْ يَـقِينٍ فَمَا يَـخَـافُ الظَّـلَامَـا
أَنْتِ أَرْكَضْتِ خَيْلَهُ دُونَ خَوْفٍ** *بَـعْـدَ أَنْ أَمْـسَكْتِ يَدَاهُ الزِّمَامَـا
أَنْـتِ أَرْشَـدْتِـهِ إِلَى الْكَنْزِ حَتَّـى****** صَـارَ كَـنْـزاً وَحَــقَّــقَ الْأَحْــلَامَـ ا
أُمَّ سُفْـيَـانَ يَـا كَـرِيمَـةَ نَـفْـسٍ*******مَل أَتْ صَفْحَةَ الْحَـيَــاةِ الْـتِـزَامَـا
حَدَّثَـتْنَا الْأَمْجَادُ عَنْـكِ فَقَالَـتْ* * *هَـكَـذَا يَـصْـنَعُ الْكَرِيـمُ الْكِرَامَـا
هَكَذَا صَاغَتْ الْأُمُـومَـةُ طِـفْـلاً**** *فَـغَــدَا سَـيِّــداً وَصَــارَ إِمَـامَـــا

عبدالرحمن العشماوي

عبدالرحمن العشماوي

رابط القصيدة مكتوبة :
https://www.facebook.com/16049909097...4986364404920/

رابط القصيدة ملقية:

https://www.google.com/url?sa=t&rct=...mzOxro0ICwxvUT