تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الفرق بين انواع التوحيد الثلاثة والعلاقة بينهما

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الفرق بين انواع التوحيد الثلاثة والعلاقة بينهما

    إن الإيمان بالله جلّ وعلا يتضمّن إيماناً بأنواع التوحيد الثلاثة، وهي
    : توحيد الربوبيّة، والمقصود به: الإقرارُ بأنَّ ربنا تبارك وتعالى واحدٌ في أفعاله، لا يشاركه فيها أحد ، كالخلق والرّزق والإحياء والإماتة، وتدبير الأمور والتصرّف في الكون، وغيرها من الأفعال الإلهيّة.

    والثاني: توحيد الألوهيَّة، والمقصود به: توحيد الله بأفعال العباد، أي: إفراده بالعبادات، كالدعاء والتضرّع، والخوف والرَّجاء، والاستعانة والاستغاثة، والذبح والنذر، إلى غير ذلك من العبادات التي لا يجوز صرف شيءٍ منها لأحد من الخلق، مهما كانت منزلته أو مكانته.

    والثالث: توحيد الأسماء والصفات، وحدّه وتعريفه كما يذكر علماء العقيدة: إثبات كلِّ ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له نبيّه -صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصفات، على الوجه اللائق به سبحانه

    قال الشيخ فركوس
    لا يكمل لأحد توحيدُه إلاَّ باجتماعِ أنواعِ التوحيدِ الثلاثةِ وهي:
    توحيدُ الربوبيةِ،
    والأسماءِ والصفاتِ،
    والألوهيةِ،
    فلا ينفعُ توحيدُ الربوبيةِ بدونِ توحيدِ الألوهيةِ،
    ولا يقومُ توحيدُ الألوهيةِ بدونِ توحيدِ الربوبيةِ،
    ولاَ يَسْتَقيمُ تَوحيدُ الله في رُبُوبيتِهِ وأُلُوهِيَتِهِ بِدُونِ توحيدِه في أسمائِه وصفاتِه ،
    فهذِه الثلاثةُ متلازِمَةٌ يُكَمِّلُ بعضُهَا بعضًا،
    ولا يَسَعُ الاستِغْناءُ بِبعضِها عن البعْضِ الآخرِ،
    فالعلاقَةُ الرابطةُ بينَ هذِه الأقسامِ هي علاقةُ تلازُمٍ وتضمُّنٍ وشُمُولٍ.
    وتوحيدُ الربوبيةِ يستلْزِمُ توحيدَ الألوهيةِ، ومَعْنى ذلكَ أنَّ تَوحيدَ الألوهيةِ خَارجٌ عَن مَدلُولِ توحيدِ الربوبيةِ، فلا يتحَقَّقُ توحيدُ الربوبيةِ إلاَّ بتوحيدِ الألوهيةِ، أي: أنَّ تَوحيدَ الربُوبيةِ لا يُدْخِل مَنْ آمن بِه في الإسْلاَمِ، بِخلافِ تَوْحِيدِ الألُوهِيةِ فَإنَّه يَتَضمَّنُ تَوْحيدَ الربوبيةِ أي: أنَّ توحيدَ الربوبيةِ جزْءٌ مِن معنى توحيدِ الألُوهيةِ فالإيمانُ بتوحيدِ الألُوهيةِ يُدْخِلُ في الإسلامِ.
    فيتقَرَّرُ عِنْدئذٍ أنَّ توْحيدَ الربُوبيةِ عِلْمِيٌّ اعْتِقَادِيٌّ، وتَوحِيدُ الألُوهيةِ عَمَلِيٌّ طَلَبِيٌّ، والعمليُّ متضَمِّنٌ للعِلْمِيِّ؛ ذلك لأنَّ متعلّقاتِ الربوبيةِ الأمورُ الكونيةُ، كالخلقِ والرِّزقِ، والتدبيرِ والإحياءِ، والإمَاتَةِ وغيرِ ذلكِ، بينَمَا مُتعلّقَاتُ تَوحِيدِ الألُوهِيةِ الأوامِرُ والنواهِي، فإذَا عَلِم العَبْدُ أنَّ الله ربُّهُ لا شَرِيكَ لَه في خَلْقِه وأسمائِه وصفاتِه ترتَّبَ عنه أن يعمَلَ عَلى طاعتِه وامتثالِ أوامرِه واجتنابِ نواهِيهِ، أي: يعْمَلُ عَلَى عبادتِه ، ومنهُ يُفْهَم أنَّ عبادَةَ اللهِ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ هِي نتيجةٌ لاعترافٍ أَوَّليٍّ بأنَّه لا ربَّ غيرُ الله يُشْرِكهُ في خلْقِهِ وأَمْرِه، أي: تَعلّقُ القَلْبِ ابتداءً بتوحيدِ الربوبيةِ ثمَّ يَرتَقِي بعدهَا إلى توحيدِ الألوهيةِ، ولهذا قال ابنُ القيِّم: (والإلهية التي دعت الرسل أُممَهم إلى توحيد الربِّ بها هي العبادة والتأليه، ومن لوازمها توحيد الربوبية الذي أقرّ به المشركون فاحتجَّ الله عليهم به، فإنَّه يلزم من الإقرار به الإقرار بتوحيد الإلهية) ، ومعنى كلامِ ابن القيِّمِ أنَّ الله تعالى احتَجَّ على المشْرِكينَ بتوحِيدِ الربوبيةِ عَلى توحيدِ الألوهيةِ والعبادةِ ولا العكسُ، ومنْهُ يُفْهمُ - أيضًا - أنَّ توحيدَ الربوبيةِ والأسماءِ والصفاتِ وحدهُ لا يكفِي لإدْخَالِ صاحبِه في الإسلامِ ولا يُنْقِذُه من النَّارِ، ولا يَعْصِمُ مالَه ودَمَهُ إلاَّ بتوحِيدِ الألوهيةِ والعبادةِ.



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الفرق بين انواع التوحيد الثلاثة والعلاقة بينهما

    قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :
    " توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية ويدل عليه ويوجبه ،
    وتوحيد الأسماء والصفات : توحيد الربوبية يستلزمه ; لأن من كان هو الخلاق الرزاق والمالك لكل شيء ,
    فهو المستحق لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلى
    , وهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله , لا شريك له , ولا شبيه له , ولا تدركه الأبصار وهو السميع العليم .
    ومن أتقن أنواع التوحيد الثلاثة , وحفظها واستقام على معناها ,
    علم أن الله هو الواحد حقا , وأنه هو المستحق للعبادة دون جميع خلقه ,
    ومن ضيع واحدا منها أضاع الجميع فهي متلازمة ,
    لا إسلام إلا بها جميعا "
    انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (1 / 38-39) .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الفرق بين انواع التوحيد الثلاثة والعلاقة بينهما

    علاقة التضمن والاستلزام بين أنواع التوحيد:

    اعلم أن توحيد الطلب والقصد يتضمن توحيد المعرفة والإثبات قال - تعالى -:
    [قل هو الله الذي لا اله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم].

    وتوحيد المعرفة والإثبات يستلزم توحيد الطلب والقصد قال - تعالى -: [قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفي ءالله خير أما يشركون أمن خلق السموات والأرض..] الآيات.

    يسمي توحيد المعرفة والإثبات (التوحيد العلمي الخبري).

    وذلك لأنه من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات من جهة المخُبِر المقابل بالتصديق أو التكذيب من جهة المخبَر.

    يسمي توحيد الطلب والقصد (التوحيد الإرادي الطلبي).

    وذلك لأنه من باب الطلب الدائر بين الأمر و النهي من قبل الرب المقابل بالامتثال أو عدمه من قبل العبد.

    *************
    ينقسم التوحيد الى
    :

    الأول: توحيد الربوبية: وهو اعتقاد أن الله واحد في ربوبيتة.
    أو هو: إفراد الله بأفعاله.
    قال شيخ الإسلام:
    (توحيد الربوبية انه لا خالق إلا الله فلا يستقل شيء سواه بإحداث أمر من الأمور). مجموع الفتاوى
    (1 / 331) وهذا التوحيد علمي تصديقي،
    [ومن] أدلته سورة الإخلاص. واعلم أن هذا التوحيد فطرت النفوس على الإقرار به ولم ينكره[أحد]حتى المشركين
    بل كانوا يقرون به ولا ينازعون في ثبوته ويشهد لذلك قوله تعالي:
    [ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله] ونحوها من الآيات.

    وهذا التوحيد لا يكفي في حصول الإسلام بل لابد من أن يأتي مع ذلك بلازمه من توحيد الألوهية.

    فمن اقر بهذا التوحيد وآمن به لم يتعدى بإيمانه هذا إيمان أبي جهل وأبي لهب، وأمثالهم من رؤوس الكفر الذين قاتلهم رسول الله،
    وهذا ما قرره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -
    في أول قاعدة من كتابه القواعد الأربع، [وأدلته في القرآن والسنة كثيرة].
    الثاني: توحيد الأسماء والصفات:
    قال شيخ الإسلام:(الأصل في هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسله نفياً وإثباتاً). الفتاوى (ج 3 / 3).
    وهذا التوحيد لا يكفي أيضاً في حصول الإسلام [لأنه داخل في توحيد الربوبيتة الذي أقر به المشركون ولم يدخلهم في الإسلام]، والكفار مقرون [بتوحيد الربوبية بما فيه الأسماء والصفات، وإن كان بعضهم قد ينكر ذلك أو بعضه تكبراً أو عناداً].

    قال في [تيسير العزيز الحميد]: (لم يعرف عنهم أي المشركين إنكار شئ من هذا التوحيد إلا في اسم الرحمن خاصة، ولو كانوا ينكرونه لردوا على النبي – صلى الله عليه وسلم - ذلك كما ردوا عليه توحيد الألوهية).
    توحيد الربوبية توحيد اعتقادي تصديقي: لأنه يتطلب الإيمان به.

    الثالث -توحيد الألوهية:
    وهو مبني على إخلاص التأله لله - تعالى - الذي هو إفراد الله بالعمل فلا يكون في القلب أحدٌ سواه. وهو توحيد الله بأفعال العباد.

    وهذا التوحيد هو الذي تضمنه قوله - تعالى - [إياك نعبد وإياك نستعين].

    وقوله - تعالى -: [فاعبده وتوكل عليه]. وقُدِّم فعل العبد هنا ليعلم أنه يجب عليه أن يعمل ثم يستعين بالله ويتوكل عليه.

    وهذا التوحيد هو أول دعوة الرسل وآخرها، وهو الذي من أجله كان هذا الوجود، وكانت الجنة والنار، وهو أول واجب على العبد. وهو معنى (لا إله إلا الله) فإن الإله هو المألوه بالمحبة والخشية والإجلال والتعظيم وجميع أنواع العبادة المستحق لذلك. وهو التوحيد الذي حصل الخلاف فيه بين الرسل وأممهم.

    قال شيخ الإسلام: (توحيد الألوهية لله وحده أن تشهد أن لا إله إلا الله،
    أي: لا يعبد إلا إياه، ولا يتوكل إلا عليه ولا يوالى إلا فيه، ولا يعادى إلا فيه، ولا يعمل إلا لأجله).
    وهذا التوحيد هو توحيد العبادة، أي: إفراد العبادة لله وحده.

    علاقة التضمن والاستلزام بين أنواع التوحيد:

    توحيد الربوبية يستلزم [توحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية] بما في ذلك توحيد الأسماء والصفات.
    [تعليقات الشيخ صالح الفوزان]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •