يستحب تكرار الاستخارة بشرط أن لا ينشرح قلبك إلى شيء وإلا فلا يسن.
والقول بالاستحباب إذا لم ينشرح الصدر لأحد الأمرين هو قول الجمهور:
فهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية أما الحنابلة فلم ينقل عنهم شيء لكن الحنابلة المعاصرون على الجواز: كالشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ العباد والشيخ الفوزان والشيخ الجبرين والشيخ الراجحي.
وأجازها الحافظ العراقي والشوكاني والصنعاني والمناوي وشراح الحديث كالمباركفوري وشراح المشكاة.
وأجازتها الشبكة الإسلامية
والشيخ الحمادي في كشف الستارة عن صلاة الإستخارة
والشيخ عقيل بن سالم الشهري في صلاة الاستخارة - مسائل فقهية وفوائد تربوية
والشيخ سند البيضاني في صلاة الاستخارة أحكام مهمة جدا لإتقانها
ود. حسام الدين عفانة
والشيخ عبد الرحمن السحيم.
لكن الشيخ الألباني قال يجوز بشرط غفلتك في الصلاة الأولى وإلا فبدعة.
ونقل عنه عدنان عرعور الجواز بشرط عدم الاطمئنان للصلاة الأولى.


وأدلة هذا الفريق:
1 - لأثر ابن الزبير لما خطب الناس في بناء الكعبة وقال إني مستخير ربي ثلاثا ولم ينكر عليه أحد ولم يخالفه صحابي.
2 - أن صلاة الاستخارة دعاء لله، وقد وردت الأحاديث بمشروعية تكرار الدعاء ثلاثًا.
3 - وللإلحاح في الدعاء.
4 - ولأن صلاة الاستخارة وما يتبعها من دعاء، إنما شرعت طلباً للخيرة منه سبحانه، فإذا لم يحصل للمستخير انشراح وطمأنينة فيما استخار الله فيه، كرر ذلك حتى يحصل له الانشراح والطمأنينة
5 - ولحديث: يَا أَنَسُ إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ اُنْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى قَلْبِكَ فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ.
قلت: لكنه حديث لا يصح.
6 - ولما رواه عبد الرزاق في مصنفه: أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن؛ فاستشار أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك؛ فأشاروا عليه أن يكتبها؛ فطفق يستخير الله فيها شهرًا، ثم أصبح يومًا وقد عزم الله له فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن وإني ذكرت قومًا كانوا قبلكم كتبوا كتبًا فأكبوا عليها، وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبدًا.
قلت: لكنه أثر لا يصح.


بينما منعها:
الشيخ فركوس في فتاواه. لكن أجاز تكرار الدعاء في نفس الصلاة.
ومنعها الشيخ المختار الشنقيطي في شرح زاد المستقنع.


وأدلة هذا الفريق:
1 - أن الذي ورد في السنة هو تحديدها بركعتين، كما هو نص الحديث، وعليه فلا يجوز تكرارها. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
2 - أن المؤمن مطلوب منه أن يؤدي صلاة الاستخارة ولا ينتظر شيئًا آخر، وإنما يمضي لفعله، وما يقدره الله بعد ذلك فهو خيرته لعبده، فلا حاجة لتكراره الاستخارة.


قلت: والراجح هو قول الجمهور بجواز ذلك بل استحبابه لأثر ابن الزبير رضي الله عنه ولا يعلم له مخالف من الصحابة ولم يعترض عليه أحد حال خطبته وهو أمر يشتهر فكأنه إجماع سكوتي.


وفيما يلي نقول عما سبق:
الموسوعة الفقهية الكويتية (3/ 246)
تَكْرَارُ الاِسْتِخَارَةِ :
20 - قَال الْحَنَفِيَّةُ، وَالْمَالِكِيَّ ةُ، وَالشَّافِعِيَّ ةُ: يَنْبَغِي أَنْ يُكَرِّرَ الْمُسْتَخِيرُ الاِسْتِخَارَةَ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ سَبْعَ مَرَّاتٍ؛ لِمَا رَوَى ابْنُ السُّنِّيِّ عَنْ أَنَسٍ. قَال: قَال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَنَسُ إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ اُنْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى قَلْبِكَ فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ. (5)
وَيُؤْخَذُ مِنْ أَقْوَال الْفُقَهَاءِ أَنَّ تَكْرَارَ الاِسْتِخَارَةِ يَكُونُ عِنْدَ عَدَمِ ظُهُورِ شَيْءٍ لِلْمُسْتَخِيرِ ، فَإِذَا ظَهَرَ
__________
(1) .....................
(5) حديث " يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات. . . . " أخرجه ابن السني ص 161 ط دائرة المعارف العثمانية. وقال ابن حجر: " إسناده واه جدا " 1 / 450 فيض القدير ط المكتبة التجارية.


لَهُ مَا يَنْشَرِحُ بِهِ صَدْرُهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مَا يَدْعُو إِلَى التَّكْرَارِ. وَصَرَّحَ الشَّافِعِيَّةُ بِأَنَّهُ إِذَا لَمْ يَظْهَرْ لَهُ شَيْءٌ بَعْدَ السَّابِعَةِ اسْتَخَارَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ (1) . أَمَّا الْحَنَابِلَةُ فَلَمْ نَجِدْ لَهُمْ رَأْيًا فِي تَكْرَارِ الاِسْتِخَارَةِ فِي كُتُبِهِمُ الَّتِي تَحْتَ أَيْدِينَا رَغْمَ كَثْرَتِهَا (2) .
__________
(1) المغني 1 / 763، وكشاف القناع 1 / 408، وابن عابدين 1 / 643، والطحطاوي على مراقي الفلاح ص 218، والخرشي 1 / 38، والفتوحات الربانية 3 / 356
(2) المغني 1 / 763، وكشاف القناع 1 / 408




عمدة القاري شرح صحيح البخاري (7/ 225)
فَإِن قلت: هَل يسْتَحبّ تكْرَار الاستخارة فِي الْأَمر الْوَاحِد إِذا لم يظْهر لَهُ وَجه الصَّوَاب فِي الْفِعْل أَو التّرْك مَا لم ينشرح صَدره لما يفعل؟ قلت: بلَى يسْتَحبّ تكْرَار الصَّلَاة وَالدُّعَاء لذَلِك، وَقد ورد فِي حَدِيث تكْرَار الاستخارة سبعا فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة لِابْنِ السّني من رِوَايَة إِبْرَاهِيم ابْن الْبَراء، قَالَ: (حَدثنِي أبي عَن جده، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا أنس إِذا هَمَمْت بِأَمْر فاستخر رَبك فِيهِ سبع مَرَّات ثمَّ انْظُر إِلَى الَّذِي يسْبق إِلَى قَلْبك، فَإِن الْخَيْر فِيهِ) . قَالَ النَّوَوِيّ: فِي (الْأَذْكَار) : إِسْنَاده غَرِيب، وَفِيه من لَا أعرفهم، قَالَ شَيخنَا زين الدّين: كلهم معروفون، وَلَكِن بَعضهم مَعْرُوف بالضعف الشَّديد وَهُوَ إِبْرَاهِيم بن الْبَراء، والبراء هُوَ ابْن النَّضر ابْن أنس بن مَالك، وَقد ذكره فِي (الضُّعَفَاء) الْعقيلِيّ وَابْن حبَان وَابْن عدي والأزدي. قَالَ الْعقيلِيّ: يحدث عَن الثِّقَات بِالْبَوَاطِيل. وَقَالَ ابْن حبَان: شيخ كَانَ يَدُور بِالشَّام يحدث عَن الثِّقَات بالموضوعات: لَا يجوز ذكره إلاَّ على مثل الْقدح فِيهِ. وَقَالَ ابْن عدي: ضَعِيف جدا، حدث بِالْبَوَاطِيل، فعلى هَذَا فَالْحَدِيث سَاقِط لَا حجَّة فِيهِ، نعم، قد يسْتَدلّ للتكرار بِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا


نيل الأوطار (3/ 89)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
•---------------------------------•
[نيل الأوطار]
............ وَهَلْ يُسْتَحَبُّ تَكْرَارُ الصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ قَالَ الْعِرَاقِيُّ: الظَّاهِرُ الِاسْتِحْبَابُ . وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثِ تَكْرَارِ الِاسْتِخَارَةِ سَبْعًا، رَوَاهُ ابْنُ السُّنِّيِّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ «إذَا هَمَمْت بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ اُنْظُرْ إلَى الَّذِي يَسْبِقُ إلَى قَلْبِك فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ» . قَالَ النَّوَوِيُّ فِي الْأَذْكَارِ: إسْنَادُهُ غَرِيبٌ فِيهِ مَنْ لَا أَعْرِفهُمْ قَالَ الْعِرَاقِيُّ: كُلُّهُمْ مَعْرُوفُونَ وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ مَعْرُوفٌ بِالضَّعْفِ الشَّدِيدِ وَهُوَ إبْرَاهِيمُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، وَقَدْ ذَكَرَهُ فِي الضُّعَفَاءِ الْعُقَيْلِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَابْنُ عَدِيٍّ وَالْأَزْدِيُّ. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: يُحَدِّثُ عَنْ الثِّقَاتِ بِالْبَوَاطِيلِ ، وَكَذَا قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: شَيْخٌ كَانَ يَدُورُ بِالشَّامِ يُحَدِّثُ عَنْ الثِّقَاتِ بِالْمَوْضُوعَا تِ، لَا يَجُوزُ ذِكْرُهُ إلَّا عَلَى سَبِيلِ الْقَدْحِ فِيهِ، وَقَدْ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَوْصِلِيِّ فَقَالَ: حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ حِبَّانَ بْنِ النَّجَّارِ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَنَسٍ فَكَأَنَّهُ دَلَّسَهُ وَسَمَّاهُ النَّجَّارَ لِكَوْنِهِ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ. قَالَ الْعِرَاقِيُّ: فَالْحَدِيثُ عَلَى هَذَا سَاقِطٌ لَا حُجَّةَ فِيهِ
نَعَمْ قَدْ يُسْتَدَلُّ لِلتَّكْرَارِ " بِأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إذَا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا " لِلْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، وَهَذَا وَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ بِهِ تَكْرَارَ الدُّعَاءِ فِي الْوَقْتِ الْوَاحِدِ، فَالدُّعَاءُ الَّذِي تُسَنَّ الصَّلَاة لَهُ تُكَرَّرُ الصَّلَاةُ لَهُ كَالِاسْتِسْقَا ءِ.


تحفة الأحوذي (2/ 484)
وَهَلْ يُسْتَحَبُّ تَكْرَارُ الصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ وفي الْأَمْرِ الْوَاحِدِ إِذَا لَمْ يَظْهَرْ لَهُ وَجْهُ الصَّوَابِ فِي الْفِعْلِ أَوِ التَّرْكِ مِمَّا لَمْ يَنْشَرِحْ لَهُ صَدْرُهُ قَالَ الْعِرَاقِيُّ الظَّاهِرُ الِاسْتِحْبَابُ وَقَدْ وَرَدَ تَكْرَارُ الِاسْتِخَارَةِ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ بن السُّنِّيِّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ انْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى قَلْبِكَ فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ لَكِنَّ الْحَدِيثَ سَاقِطٌ لَا حُجَّةَ فِيهِ


مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح لعبيد الله الرحماني المباركفوري (4/ 364)
وهذا لأنه ليس في الحديث أن الله ينشئ في قلب المستخير بعد الاستخارة انشراحاً لجانب أو ميلاً إليه. كما أنه ليس فيه ذكر أن يرى المستخير رؤيا أو يسمع صوتاً من هاتف أو يلقى في روعه شيء، بل ربما لا يجد المستخير في نفسه انشراحاً بعد تكرار الاستخارة وهذا يقوي أن الأمر ليس موقوفاً على الانشراح.


تفريغ سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني - الإصدار 3 (426/ 9)
سائل آخر: إذا إنسان أراد أن يستخير الله في أمر من الأمور فهل يجوز له تكرار الاستخارة؟
الشيخ: يجوز له إذا كانت استخارته غير مشروعة و يكفي أن تكون غير مشروعة إنّه يكون يعني هو عم يستخير ربّه بلفظه و ليس بقلبه وهو يدري بنفسه هذا هذه الغيبوبة فحينئذ يضطرّ إلى أن يعيد أمّا إذا كان لم يشعر من نفسه شيئا من ذلك فيكون قد ابتدع.


الدرر البازية على زاد المعاد للشيخ ابن باز (ص: 65)
[ قال الشيخ ابن باز : هذا هو السنة في الأمر الذي يهم به فيشكل عليه أيقدم عليه أو لا يقدم من سفر أو زواج أو تجارة وما سواها من الأمور التي تشتبه عليه وله تكرار الاستخارة حتى ينشرح صدره ويتبين له الصواب]


فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (11/ 73)
34 - حكم تكرار صلاة الاستخارة
س: هل تشرع صلاة الاستخارة مكررة أم تكفي مرة واحدة (1)
ج: تشرع مكررة حتى يطمئن قلبه، وينشرح صدره لما يريد، ويستشير إخوانه الثقات المعروفين الذين يعتقد منهم الخير وأنهم يحبون له الخير، يستشيرهم بعد الصلاة، يصلي ركعتين يستخير ربه بما جاء في حديث جابر رضي الله عنه، والحديث معروف موجود في رياض الصالحين وغيره، ثم يستشير بعد الدعاء، فإن انشرح صدره وإلا أعاد الصلاة وأعاد الاستشارة، وهكذا مرتين، ثلاثا، أربعا، أكثر، حتى يحصل الطمأنينة والانشراح في الزواج، أو في شراء بيت، أو في سفر إلى بلد، أو في إقامة شركة، أو ما أشبه ذلك من الأمور التي تشتبه عليه، فيستخير الله فيها، ويستشير إخوانه الطيبين، ثم يعمل ما يطمئن إليه قلبه، وينشرح له صدره بعد الاستخارة وبعد الاستشارة.


شرح سنن أبي داود للعباد (183/ 22، بترقيم الشاملة آليا)
ويشرع أن تكرر الاستخارة إذا استخار ولم يتبين له شيء، وإن استخار وتبين له وترجح له أحد الأمرين فيقدم أو يحجم، ولا أعرف عدداً ينتهى إليه.


فتاوى في صلاة الاستخارة للشيخ ابن جبرين (ص: 8)
« تكرار صلاة الاستخارة » :
س16: إذا استخار الإنسان ولم يجد في نفسه ترجحا لأحد الأمرين فهل يكرر الصلاة أو الدعاء؟
ج 16: يجوز له أن يكرر الصلاة والدعاء بعدها، سواء صلاها في كل يوم أو في كل أسبوع أو في كل شهر، ثم إذا لم يجد تأثرا بعد الصلاة الثانية صلاها ثالثة ورابعة ونحو ذلك، وعليه بعد ذلك أن يستشير من يثق به في ذلك الأمر الذي توقف فيه، فلعل ذلك يفيده ويعمل برأي من أشار إليه من الناصحين له بأحد الأمرين.




شرح صحيح ابن حبان - الراجحي (8/ 20، بترقيم الشاملة آليا)
حكم تكرار الاستخارة
السؤال
هل يجوز تكرار الاستخارة؟ وما الدليل على ذلك؟ الشيخ: الدليل الأحاديث التي فيها الاستخارة؛ فإن مقتضاها أن الإنسان إذا لم يتبين له يستخير مرة أخرى وثانية.


الفتاوى العامة (للشيخ عبد الرحمن السحيم) (1/ 268)
312- الاستخارة.
(...السؤال...) اريد الاستفسار عن الاستخارة
بأنني قمت بعمل استخارة لمدة ثلاثة ايام متتاليه وكانت نفسيتي مرتاحة ولكن في اليوم الثالث بدأ الاحساس بالخوف بأن يرفض طلبي فما التفسير
بمعنى الخوف ممكن يكون جواب الاستخارة بالرفض ام لا
الجواب لا يُشرع تكرار الاستخارة في الأمر الواحد ،فإذا كنت استخرت ووجدت ارتياحا فتوكّلي على الله وافعلي ما ارتاحت له نفسك ، فإن كان خيرا فسوف يُيسِّره الله لك ، وإلاَّ صُرِفْت عنه .


فتاوى الشبكة الإسلامية (11/ 9272، بترقيم الشاملة آليا)
أقوال أهل العلم في تكرار الاستخارة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا إنسان نويت خطبة فتاة أحببتها في الجامعه وعرفتها على أهلي وتعرفت على أخواتها وسافرت لأكمل دراستي في الخارج، وأنا هنا قالت لي إن أباها رآنا وأنه لن يقبلني كشخص لابنته وبعدها كلمت والدي وقال لي عندما نتقدم إن شاء الله تنحل هذه المشكلة، ونويت الخطبة وصليت صلاة الاستخارة وحلمت برائحة دخان في غرفتي ولكن لم أكترث للأمر ورجعت إلى بلدي لأتم ذلك ولكن حدثت مشاكل حيث إن صديقاتها أثرن عليها وأصبحت لا تريدني لأننا وقعنا في مشاكل كبيرة قبل سفري وظناً منها أنني لن أرجع إليها وأنني سوف أهتم بمستقبلي ولن أكترث بها، علماً بأن والدتها توفيت منذ 7 سنوات، وأنها تريد إنسانا مثل إخوتها يعوضها حنان أمها التي فقدته، وعلمت أنها كذبت علي حتى لا أرجع وأخطبها ولكن عندما رجعت اكتشفت كذبها قبل أن أتقدم وشعرت أنها لجأت للناس الخطأ وأنها بكت وقالت لي إنها خسرت أهلي وخسرتني ولم تتوقع أن أعود من أجل خطبتها ووعدتها أن أرجع وأخطبها في شهر 9 حتى تأخذ وقتها في التفكير وأنا أيضاً، علماً بأنني أحترمها وأعزها، سؤالي: هل صلاة الاستخارة الأولى كافية بأن لا أتقدم مرة أخرى أو أعيد الصلاة، وهل الزواج قسمة ونصيب، وأيضاً هل يجوز أن أطمئن عليها من خلال الهاتف حتى لا تفكر أني نسيتها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من تكرار صلاة الاستخارة إذا لم يظهر لك الإقدام على خطبة هذه الفتاة أو عكسه ولم ينشرح به صدرك، قال في الموسوعة الفقهية الكويتية تحت عنوان (تكرار الاستخارة) : قال الحنفية والمالكية والشافعية: ينبغي أن يكرر المستخير الاستخارة بالصلاة والدعاء سبع مرات، لما روى ابن السني عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس؛ إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه. ويؤخذ من أقوال الفقهاء أن تكرار الاستخارة يكون عند عدم ظهور شيء للمستخير، فإذا ظهر له ما ينشرح به صدره لم يكن هناك ما يدعو إلى التكرار، وصرح الشافعية بأنه إذا لم يظهر له شيء بعد السابعة استخار أكثر من ذلك، أما الحنابلة فلم نجد لهم رأيا في تكرار الاستخارة في كتبهم التي تحت أيدينا رغم كثرتها. انتهى.
والزواج لا شك أنه قسمة ونصيب، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 12638.


فتاوى الشبكة الإسلامية (11/ 9245، بترقيم الشاملة آليا)
وتفعلين ما انشرح له صدرك بعد الاستخارة؛ وإلا فكرريها سبع مرات، ففي الموسوعة الفقهية الكويتية: قال الحنفية والمالكية والشافعية: ينبغي أن يكرر المستخير الاستخارة بالصلاة والدعاء سبع مرات، لما روى ابن السني عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس؛ إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه. ويؤخذ من أقوال الفقهاء أن تكرار الاستخارة يكون عند عدم ظهور شيء للمستخير، فإذا ظهر له ما ينشرح به صدره لم يكن هناك ما يدعو إلى التكرار، وصرح الشافعية بأنه إذا لم يظهر له شيء بعد السابعة استخار أكثر من ذلك، أما الحنابلة فلم نجد لهم رأيا في تكرار الاستخارة في كتبهم التي تحت أيدينا رغم كثرتها.انتهى.
وإذا كررت الاستخارة ولم يظهر لك شيء فإنك تفعلين أحد الأمرين، ويكون الخير فيما فعلته ان شاء الله لأنك قد بذلت جهدك ووسعك.


فتاوى د حسام عفانة (6/ 202، بترقيم الشاملة آليا)
رابعاً: يصح بل يستحب تكرار الاستخارة كما ذهب إليه جمهور الفقهاء لكون ذلك نوعاً من الإلحاح الذي يحبه الله سبحانه وتعالى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا دعا ثلاثاً، وإذا سأل، سأل ثلاثاً) رواه مسلم، ولأن صلاة الاستخارة وما يتبعها من دعاء، إنما شرعت طلباً للخيرة منه سبحانه، فإذا لم يحصل للمستخير انشراح وطمأنينة فيما استخار الله فيه، كرر ذلك حتى يحصل له الانشراح والطمأنينة، وقد صرح الشافعية بذلك ولم يحصروها بعدد.] الشبكة الإسلامية.


موقع الإسلام سؤال وجواب (5/ 2160، بترقيم الشاملة آليا)
..............
وقد أحدث الناس في صلاة الاستخارة كثيراً من البدع.
فمن ذلك: تكرار قراءة سور معينة في صلاة الاستخارة - كما ورد في السؤال -، وكذا تكرار صلاة الاستخارة نفسها لمدة سبعة أيام، فهذه أنواع من التحديد والتخصيص فيها تشريع زائد على الدين، واستدراك على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.


قلت: ومراد الفتوى أنه يكرر وإن انشرح صدره لأحد الأمرين وكذلك تخصيص الاستخارة بسبع مرات لا دليل عليه.


فتاوى موقع الألوكة (119/ 1)
العنوان: الاستخارة مرتين لأمر واحد
رقم الفتوى: 1896
المفتي: د. حميد سيف
-----------------------------------------
السؤال:
هل يجوز أن أصلي صلاة الاستخارة مرتين لأمر واحد عموماً، مع مراعاة أن في الحالة التي أسال عنها كان الوقت بين المرتين طويلاً، ربما عدة شهور أو اقترب من العام ؟
ولفضيلتكم فائق التقدير والاحترام والشكر
-----------------------------------------
الجواب:




قال العيني: ((....... فإن قُلْتَ: هل يُستحب تكرار الاستخارة في الأمر الواحد إذا لم يظهر له وجهُ الصواب في الفعل أو الترك ولم ينشرح صدره لما يفعل؟ قلتُ: نعم يُستحب تكرار الصلاة والدعاء لذلك...)).اهـ من [عمدة القاري ج7/ص224- 225].
ويُستدل لتكرار صلاة الاستخارة والدعاء الوارد بعدها بما رواه مسلم بسنده عن ابن مَسْعُودٍ قال: بَيْنَمَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ ... إلى أن قال: وكان إذا دَعَا، دَعَا ثَلاثاً، وإذا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاثاً...[صحيح مسلم، برقم 1794].
ففي هذا الحديث: استحباب تكرار الدعاء ثلاثاً؛ لأن كَثِيراً ما وَقَعَ في كَلامِ رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - التكرار ثلاثًا...[شرح النووي على صحيح مسلم12/152، فتح الباري 8/74].


كشف الستارة عن صلاة الإستخارة بقلم : أبي عمرو عبدالله بن محمد الحمادي (ص: 21)
المسألة الرابعة عشرة: ما حكم تكرار صلاة الاستخارة؟
قد يستخير المسلم ربه في أمر ما، ثم يشعر أن الأمور لم تنجل جيداً، ولم تتضح له الصورة ولا وجه الخير فيما عزم عليه، فيحتاج إلى تكرار وإعادة الاستخارة مرة أخرى فهل يشرع له ذلك؟
قال بدر الدين العيني - رحمه الله -: ( فإن قلت: هل يستحب تكرار الاستخارة في الأمر الواحد إذا لم يظهر له وجه الصواب في الفعل أو الترك ما لم ينشرح صدره لما يفعل. قلت: بلى، يستحب تكرار الصلاة والدعاء لذلك) (54).
وقال علي القاري - رحمه الله -: ( ويمضي بعد الاستخارة لما ينشرح له صدره انشراحاً خالياً عن هوى النفس، فإن لم ينشرح لشيء فالذي يظهر أن يكرر الصلاة حتى يظهر له الخير) (55).
وقال الشوكاني (56) - رحمه الله -: ( وهل يستحب تكرار الصلاة والدعاء؟ قال العراقي: الظاهر يستحب) (57).


إذن من أهل العلم من قال إنه يستحب فضلاً عن الجواز، مما يؤكد جواز تكرار الاستخارة. وبجوز التكرار - أيضاً - أي: تكرار صلاة الاستخارة أفتى سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى وسماحة الشيخ المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني (58)، وقيد التكرار بقيد من لم تطمئن نفسه لصلاته الأولى).
والدليل على جواز تكرار الاستخارة ما يلي:
أولاً: أن النبي ( كان إذا دعا دعا ثلاثاً، والاستخارة دعاء بصورة مخصوصة فهي صلاة ثم دعاء، بمعنى أنها إلى الدعاء أقرب.
ثانياً: ما أخرجه مسلم في صحيحه، في قصة غزو أهل الشام الكعبة واحتراقها في زمن معاوية، وأراد عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أن ينقض بناءها قبل إصلاحها ثم يبنيها على قواعد إبراهيم عليه السلام فقال ابن الزبير: (يا أيها الناس أشيروا علي في الكعبة: أنقضها ثم ابني بناءها، أو أصلح ما وهي منها؟) قال ابن عباس: فإني قد فرق لي رأي فيها، أي أن تصلح ما وهي منها، وتدع بيتاً أسلم الناس عليه، وأحجاراً أسلم الناس عليها، وبعث عليها النبي (. قال ابن الزبير: ( لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يجده (59) فكيف بيت ربكم؟ إني مستخير ربي ثلاثاً ثم عازم على أمري ...) (60).
والشاهد من الأثر والقصة قول الزبير: (إني مستخير ربي ثلاثاً) فهو دليل على جواز تكرار صلاة الاستخارة لأنه قول وفعل صحابي، فهو حجة إذا لم يعارض بل الأدلة العامة في مشروعية تكرار الدعاء والإلحاح فيه تؤيد هذا العمل.
ثالثاً: ( إن صلاة الاستخارة أشبه ما تكون بصلاة الاستسقاء من حيث إنها صلاة حاجة، وتشابهاً من حيث ارتباط الصلاة بالدعاء، وهذا النوع من الصلاة أشبه ما يكون دعاء بصورة مخصوصة، فإذا انضم إلى هذا المعنى اللغوي للصلاة - وهو الدعاء وكان الإكثار من الدعاء مطلوباً - فلا نرى مانعاً من تكرارها.....
ومهما قيل فهي دعاء، والدعاء يستحب تكراره، والإلحاح فيه، سواء كان مخصوصاً أو غير مخصوص) (61).
وأما حديث أنس رضي الله عنه الذي فيه تكرار الاستخارة سبع مرات فلا يصح ولا يجوز الاحتجاج به على أنها تكرر سبع مرات (62).


صلاة الاستخارة مسائل فقهية وفوائد تربوية لعقيل بن سالم الشهري (ص: 26)
هل يشرع تكرار صلاة الاستخارة؟
اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: أنه لا يشرع تكرار صلاة الاستخارة، واستدلوا بما يلي:
1 - أن الذي ورد في السنة هو تحديدها بركعتين، كما هو نص الحديث، وعليه فلا يجوز تكرارها.
2 - أن المؤمن مطلوب منه أن يؤدي صلاة الاستخارة ولا ينتظر شيئًا آخر، وإنما يمضي لفعله، وما يقدره الله بعد ذلك فهو خيرته لعبده، فلا حاجة لتكراره الاستخارة.
القول الثاني: لا بأس بتكرار الاستخارة، واستدلوا بما يلي:
1 - بما رواه مسلم عن ابن الزبير قوله في قصة هدم الكعبة: «إني مستخير ربي ثلاثًا» (1) وهو فعل صحابي وفي محفل من الصحابة ولم يعارض.
2 - ما رواه عبد الرزاق في مصنفه: أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن؛ فاستشار أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك؛ فأشاروا عليه أن يكتبها؛ فطفق يستخير الله فيها شهرًا، ثم أصبح يومًا وقد عزم الله له فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن وإني ذكرت قومًا كانوا قبلكم كتبوا كتبًا فأكبوا عليها، وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبدًا (2).
3 - روى ابن السني عن أنس مرفوعًا: «إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه» (3).
4 - أن صلاة الاستخارة دعاء لله، وقد وردت الأحاديث بمشروعية تكرار الدعاء ثلاثًا.
والراجح - والله أعلم -:
أن المسلم لا يخلو من حالتين:
الأولى: أن يتبين له شيء فيما يستخير ربه فيه، فهنا لا يشرع تكرارها.
الثانية: ألا يتبين له شيء، ولم ترتفع حيرته؛ فهنا يشرع له تكرارها لعموم الأدلة، ولفعل الصحابة - رضي الله عنه -، أما ما رواه ابن السني فلا يحتج به.
_________
(1) رواه مسلم (1333).
(2) المصنف 11/ 257.
(3) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (551)، ولكنه لا يصح، قال الحافظ في الفتح (18/ 171): ولو صح لكان المعتمد لكن إسناده واه جدًا.


صلاة الاستخارة أحكام مهمة جدا لإتقانها لسند بن علي بن أحمد البيضاني (ص 15)
15) الأصل عدم تكرار الاستخارة في الموضوع الواحد إلا في حالات معينة وقد تم التفصيل في ذلك - راجع السلسلة الثالثة -.


أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 (14/ 113)
[أبو محمد الحضرمي]•---------------------------------•[01 - 05 - 07, 05:32 م]ـ
..................
فتوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): الصلاة
السؤال: بارك الله فيكم هل صلاة الاستخارة لها عدد محدد أم أن الإنسان يستخير حتى يعزم على الشيء فمثلا الاستخارة في الزواج أظل أستخير في كل وقت إلى أن يتم عقد الزواج وجهونا بهذا السؤال؟
الجواب
أجاب فضيلة الشيخ: صلاة الاستخارة لا تشرع كل وقت إنما تشرع إذا هم الإنسان بالأمر وتردد فيه فإنه يصلي ركعتين ويدعو بدعاء الاستخارة وعلى هذا فلا نقول للشاب من حين أن تشتهي النكاح صل كل يوم الاستخارة أو كل ساعة فإن هذا أمر لا يشرع بل وبدعة لكن إذا هم الإنسان بالنكاح وأراد أن يخطب امرأة وتردد في الأمر فإنه يصلي ركعتين ويستخير الله سبحانه وتعالى فإن بدا له أمر فهذا المطلوب وإن لم يبد له أمرا وبقي متحيرا أعاد الاستخارة مرة أخرى حتى يأذن الله له بالإقدام وإذا قدم بعد الاستخارة فإن هذا يكون من خيرة الله له.
فتوى الشيخ ابن عثيمين:
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): الصلاة
السؤال: جزاكم الله خيرا السائل الذي رمز بهذا الرمز أب ج يقول في هذا السؤال هل ضيق الصدر وانشراحه عقب صلاة الاستخارة ليس له علاقة بالإقدام على الأمر أو عدم الإقدام عليه؟
الجواب
الشيخ: نعم إذا استخار الإنسان ربه في شيء وانشرح صدره له فهذا دليل علي انه هو الذي اختاره الله تعالي وإما إذا بقي مترددا فإنه يعيد الاستخارة مرة ثانية وثالثة فإن تبين له وإلا استشار غيره ثم ليمضي فيما هو عليه ويكون ما قدره الله له هو الخير إن شاء الله.
فتوى للشيخ عبدالله بن جبرين:
رقم الفتوى (12128)
موضوع الفتوى تكرار الاستخارة
السؤال س: إذا استخار الإنسان ولم يجد في نفسه ترجحًا لأحد الأمرين فهل يكرر الصلاة أو الدعاء؟
الاجابة يجوز له أن يكرر الصلاة والدعاء بعدها سواء صلاة في كل يوم أو في كل أسبوع أو في كل شهر ثم إذا لم يجد تأثرًا بعد الصلاة الثانية صلاها ثالثة ورابعة ونحو ذلك وعليه بعد ذلك أن يستشير من يثق به في ذلك الأمر الذي توقف فيه فلعل ذلك يفيده ويعمل برأي من أشار إليه من الناصحين له بأحد الأمرين.
فتوى الشيخ الفوزان:
سئل معالي الشيخ صالح الفوزان: يقول في سؤاله الثاني الإنسان عندما يريد الاستخارة هل لا بد أن تكون سبع مرات؟
فأجاب: لا أعلم أن الاستخارة تكون أكثر من ركعتين، يصلي ركعتين كما جاء في الحديث من غير الفريضة ثم يدعو بعدها بالدعاء الوارد في الاستخارة، فإذا لم يتبين له شيء ولم يترجح له أحد الأمرين فيكرر الاستخارة إلى أن يتبين له الرجحان بين الفعل أو الترك؟
فتوى الشيخ عبدالعزيز الراجحي:
س: فضيلة الشيخ السائل يقول: ما هي صلاة الاستخارة بمعنى هل يصلي الاستخارة ... أو يبقى عديم الاختيار ... والقدر، بارك الله فيكم؟
الاستخارة سنة، سنة سَنَّها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند حصول أمر لا يتبين للإنسان فيه وجه الصواب ووجه المصلحة، لا يتبين فيه الإنسان وجه المصلحة، فهو يستخير الله -عز وجل- كما جاء في الحديث الصحيح أنه يصلي ركعتين بنية الاستخارة في غير وقت النهي، فإذا سلم دعا بهذا الدعاء: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -ويسميه بعينه، زواج أو مشاركة في تجارة أو غيرها- اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي، وعاقبة أمري وعاجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به هذه الاستخارة في الأمور التي فيها -يعني- لم يتبين فيها وجه المصلحة، أما الأمور الواضحة ليس فيها استخارة، مثل صلاة الجماعة، ما يستخير فيها هل نصلي جماعة وللا لا نصلي! هذا أمر واجب، كذلك ما يستخير الإنسان هل يزكي وللا ما يزكي؟ هذا ما فيه استخارة، أو هل يحج أو ما يحج؟ إلا إذا كان الطريق بعيد ويخشى من الطريق يستخير هل يحج هذا العام، لكن الأمور المشكلة مثل يتزوج امرأة، يناسب قبيلة، يستخير حتى يتبين له، مثلا يريد أن يشارك إنسان في تجارة، يستخير، هكذا.
ويكرر الاستخارة، إذا لم يتبين له شيء يكرر الاستخارة، ويستشير أيضا، كان أهل الجاهلية يستقسمون بالأزلام، فإذا أراد أحدهم، كذلك إذا أراد السفر يستخير كان أهل الجاهلية إذا أراد أحدهم سفرا أو زواجا استقسم بالأزلام، كان عندهم ثلاث أشياء قداح يجيلونها، مكتوب على أحدها "افعل"، ومكتوب على الثاني "لا تفعل"، والثالث ... فإذا أراد أن يسافر أو يتزوج جال الأقداح، فإن خرج الذي يقول "افعل" مضى، وإن خرج الذي يقول "لا تفعل" ترك، وإن خرج الثالث ... أجالها حتى يخرج أحد الأمرين.
فأبدل الله للمسلمين لما جاء الإسلام حرم الاستقسام بالأزلام، وأبدلهم بالاستخارة والقرعة والاستشارة، القرعة في الأشياء المتماثلة أو المتقاربة فيها القرعة، وهي السهم، اشترى جماعة -مثلا- أكوام من الفاكهة أو غيرها متساوية، ولا يعلمون، وهي متساوية، يجعلون قرعة سهم، يجعل هذا السهم لفلان، وهذا لفلان، وهذا لفلان، يعطونها، يعطون شخص آخر ما رآهم، ويوضع هذا على هذا، وعلى هذا، وكل واحد يأخذ ما اتفق عليه، هذه القرعة.
وكذلك الاستشارة، يستشير أهل الخبرة، وكذلك أيضا الاستخارة يكررها، ويمضي لما انشرح صدره، ما انشرح إليه صدره، بعد ذلك إذا انشرح صدره لأحد الأمرين مضى إليه، وهو في هذا لا يخالف القدر، فلا بد أن يوافق القدر، الله -تعالى- ييسره لما قدره اعملوا فكل ميسر لما خلق له فالاستخارة ما تنافي القدر، مشيئة الاستخارة هذا بمشيئة الله كما قال -عز وجل-: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وقال سبحانه: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا.
فالشيء الذي ينشرح إليه صدرك، وتميل إليه، وتريد فعله، ثم تفعله، هذا هو الذي قدره الله، نعلم ذلك إذا وقع، فالاستخارة ما تخالف القدر، الشيء الذي ينشرح صدرك إليه وتفعله أو تتركه هذا هو الذي قدره الله، فأنت في هذا ميسر لما قدره الله وداخل في قوله -عز وجل-: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وفي قوله -عليه الصلاة والسلام-: اعملوا فكل ميسر لما خلق له.
فتوى أخرى للشيخ الراجحي:
رقم الفتوى: 1524
موضوع الفتوى: صلاة الاستخارة
تاريخ الإضافة: 7/ 7 / 1424 هـ - 3/ 9 / 2003 م
السؤال: وإذا لم ينشرح صدري لشيء؟
الإجابة: مثلما سبق، ذكرنا أنه يكرر الاستخارة ويستشير.





شرح زاد المستقنع للشنقيطي (55/ 20، بترقيم الشاملة آليا)
حكم تكرار صلاة الاستخارة
السؤال
هل يشرع تكرار صلاة الاستخارة إذا لم يحصل انشراح الصدر من أول مرة؟
الجواب
لا يشرع هذا فمن الحدث والبدعة تكرار صلاة الاستخارة، أو سؤال غير أن يصليها، أو ادعاء أنه يرى في النوم ما يسر وما يزعج، فكل هذا من البدع، فإن صلاة الاستخارة إنزال للأمر بباب الله جل وعلا الذي تنزل به الأمور، وبه تتيسر الأمور، ويستفتح المغلق، ويزال الهم والغم، فلذلك إذا صليت هاتين الركعتين فحسبك، وخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وإياك والحدث، ولا تلقَ الله عز وجل وقد زدت في دين الله ما ليس منه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فليركع ركعتين من غير الفريضة)، فلا تزد على هذا الحد الذي حده رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليكون لك في ذلك الخير والفلاح والصلاح والنجاح.
أما تكرار الاستخارة وتعلق القلب برؤيا ونحوها فكل ذلك مما لا أصل له، فإن أصابك الهم فأكثر من ذكر الله عز وجل حتى يأتيك الفرج من الله، فإنك إن صليت هاتين الركعتين فقد قضي الأمر وفرغ من الأمر، فإن وجدت هماً وعيق بينك وبين الأمر بهذا الهم فاعلم أنه صرفٌ من الله صرفك الله به عن هذا الأمر بالهم، وإن حصل انشراح ولو بعد حين فهو خيرة الله عز وجل، فيكون ما سبق من الهم نفث من الشيطان نفثه في قلبك فعوضك الله به تيسير الأمر، وقد يسلط الله على المستخير هماً بمجرد انتهائه من الاستخارة، فيبقى اليوم واليومين والأسبوع والشهر والشهرين والثلاثة ثم يجد الانشراح؛ لحكمةٍ من الله، فهو يعلم أنه لو فعل هذا الأمر خلال هذه الأيام فإنه لا يكون له خير، ولذلك أَنْزِل الأمر بالله عز وجل، ولا تنتظر شيئاً غير أن يأتيك الفرج بإذن الله عز وجل، أما أن ينتظر الإنسان رؤيا في المنام، أو يأمر غيره أن يصلي له، ويكثر الاستخارة ويقول: ما تبين لي شيء فكل هذا من حدث الناس، وهو غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى المسلم الاتباع ونبذ الابتداع.
والله تعالى أعلم.


فتاوى الشيخ محمد علي فركوس1)
الفتوى رقم: 41
الصنف: فتاوى الصلاة
تكرار صلاة الاستخارة
السؤال: هل يشرع تكرار الاستخارة ؟ وهل هو من قبيل الإلحاح في الدعاء ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فلا تكرير لصلاة الاستخارة وهي مشروعة بلا خلاف، فإذا استخار مضى بعدها إلى ما ينشرح له صدره، وإن كرر الدعاء في نفس صلاة الاستخارة فجائز لما أخرج مسلم في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم "كان إذا دعا كرره ثلاثا"(1).
والله أعلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
---
1- أخرجه مسلم كتاب الجهاد والسير (4750)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.