الفرق بين الصفة الكاشفة والمقيدة:
الصفة الكاشفة عكس الصفة المقيدة.
فالصفة الكاشفة هي: الصفة أو القيد التي ذكرت لبيان الحال لا لمزيد فائدة.
وقيل هي الصفة التي تكون لتمييز الشيء من بين الماهيات المختلفة.
والصفة الكاشفة لا يخرج مفهومها عن الحكم.
كما في حديث صفوان بن أمية (بل عارية مضمونة):
فهل كل عارية مضمونة فهي صفة كاشفة.
أم يوجد عارية غير مضمونة فهي صفة مقيدة.
وإذا تعارض القولان هل الصفة مقيدة أو كاشفة؟ فالأصل أنها مقيدة
قال الشيخ ابن عثيمين الشرح الممتع (10/ 118) عن حديث "بل عارية مضمونة":
(كلمة «مضمونة» من قال: إن العارية مضمونة بكل حال، قال: إن «مضمونة» صفة كاشفة ليست مقيدة، والصفة الكاشفة لا يخرج مفهومها عن الحكم، فكأنه قال: عارية، وكل عارية مضمونة، والذين قالوا: لا تضمن إلا بشرط، قالوا: إن الصفة «مضمونة» مقيِّدة وليست كاشفة، وإذا تعارض القولان هل الصفة مقيدة أو كاشفة؟ فالأصل أنها مقيدة؛ لأن الكاشفة لو حذفت لاستقام الكلام بدونها، والمقيدة لا يتم الكلام إلا بها، والأصل أن المذكور واجب الذكر، وعليه فتكون الصفة هنا مقيدة وهو الصحيح، فتكون دالة على أن العارية تضمن إن شرط ضمانها وإلا فلا).
وفي دراسات أصولية في القرآن الكريم للدكتور محمد إبراهيم الحفناوي (ص: 22)
ثم الوصف إن كان مبينا ماهية الشيء بأن يكون وصفا لازما مختصا به يسمى صفة كاشفة وإن كان وصفا مفارقا يسمى صفة مخصصة، والأول إنما يكون لتمييز الشيء من بين الماهيات المختلفة والثانى لتمييز الشيء من بين الماهيات المتفقة.
مثال الأول: قولنا: الجسم الطويل العريض العميق يحتاج إلى فراغ يشغله، ولا يخفى أن الوصف بهذه الأشياء كاشف عن ماهية الجسم، فإنه الجوهر القابل للأبعاد الثلاثة، والوصف بالمنزل من هذا القبيل فإنه كاشف لماهية القرآن.
ومثال الثانى: زيد التاجر عندنا فإنه يحتمل التاجر وغيره فلما وصف به رفع الاحتمال.
وقال الدكتور أحمد الخليل في شرح الزاد: (وليست صفة كاشفة والصفة الكاشفة هي الصفة أو القيد التي ذكرت لبيان الحال لا لمزيد فائدة فالحنابلة يقولون: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بل عارية مضمونة) يعني: كأنه قال بل عارية والعارية من شأنها أن تضمن)