هل صح عن شعبة أنه وصف زيد بن علي بسيد الهاشميين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فرأيت بعض الباحثين ينسب لشعبة بن الحجاج أنه وصف زيد بن علي بسيد الهاشميين

وهذا كذب على شعبة إنما ورد ذلك في سند خبر باطل

قال الخطيب البغدادي في تاريخه (2349) -[8: 109] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي حَفْصِ بْنِ بِشْرَانَ حَدَّثَكُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْمَيْمُونِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو بِسْطَامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَيِّدَ الْهَاشِمِيِّين َ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِالْمَدِينَةِ فِي الرَّوْضَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سُدُّوا الأَبْوَابَ كُلَّهَا إِلا بَابَ عَلِيٍّ "

وهذا منكر تفرد به العلوي ولا يعرف بجرح أو تعديل وكذا محمد بن مهدي الميموني ، وشعبة كثير الأصحاب جداً لا يكاد صدوق يستطيع التفرد عنه فضلاً عن مجهول بمثل هذا السند وهذا المتن فهذه أمارة نكارة

وقال ابن أبي حاتم في العلل 2709- وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ عَبْدَكٍ الْقَزْوِينِيُّ ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ حَسَّانٍ الْبَصْرِيِّ ، نَزِيلِ مَكَّةَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ إِلَيَّ : لا يُحِبُّكَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ ، وَلا يُبْغِضُكَ إِلاَّ مُنَافِقٌ.
فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ الأَعْمَشُ.
عَنْ عَدِيٍّ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ عَلِيٍّ.
وَقَدْ رَوَى عَنِ الأَعْمَشِ الْخَلْقُ ، وَالْحَدِيثُ مَعْرُوفٌ بِالأَعْمَشِ ، وَمِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ غَلَطٌ ، وَلَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَ شُعْبَةَ كَانَ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ.

ويقال هنا من باب أولى لو كان الحديث المذكور محفوظاً عن شعبة لكان أول ما يسأل عنه شعبة هذا الحديث وإذا كان أبو حاتم غلط حسان وهو صدوق فلنا أن نغلط الميموني المجهول من باب أولى

ومما يدل على غلط هذه الرواية أن البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان لما ترجموا لزيد بن علي ما ذكروا رواية شعبة عنه

ومن الغرائب ما جاء في ترجمة زيد بن علي من التاريخ للذهبي حيث قال في ترجمته : «وكان ذا علم، وجلالة، وصلاح، هفا وخرج، فاستشهد». "تاريخ الإسلام" (8/105) حوادث سنة (122)
وقال: «وكان أحد العلماء الصلحاء، بدت منه هفوة فاستشهد، فكانت سبباً لرفع درجته في آخرته»

أقول : فإذا كان خروجه هفوة كيف يجزم له بالشهادة ؟

وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق (19/473) : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن هبة الله أنا محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا ابن إدريس عن القاسم بن معن قال خرج أبو حصين وفي نسخة أخرى أبو كثير وهو يضرب بغلة وهو يقول الحمد لله الذي سار بي تحت رايات الهدى قال ونا يعقوب نا عثمان بن أبي شيبة نا جرير عن مغيرة قال كان سلمة بن كهيل من أشد الناس قولا لزيد بن علي ينهاه عن الخروج

وهذا إسناد قوي لسلمة بن كهيل

ثم إن أمر الآخرة ورفع الدرجات أمر غيبي لا يعلم إلا بدليل ولو فرضنا أنه من أهل الجنة قطعاً وسيدخلها بغير حساب ولا عذاب فما يدرينا ما الذي سيعلي درجته مما سيخفضها

وقال ابن أبي الدنيا في المنامات 298 - ثني محمد بن إدريس ، نا عبد الله بن أبي بكر بن الفضل العتكي ، نا جرير بن حازم ، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام مسندا إلى جذع زيد بن علي وهو يقول : هكذا تفعلون بولدي

وهذا سند صحيح لجرير بن حازم من ثقات الحديث ، وقد صلب هشام زيداً بعد قتله وما ينبغي أن يفعل بهاشمي
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه/ عبدالله الخليفي