هل أعددتِ ابنتك كي تكون زوجة مميزة؟

المحرر المحلي


كثير من الأمهات لا يعرفن أن عليهن واجبًا مهمًا تجاه بناتهن المقبلات على الزواج، هذا الواجب لا يتمثل في توفير ما ينبغي من الأثاث والأجهزة المتفق عليه مع الزوج ونحوه فحسب، لكن هذا الواجب يتعدى إلى أمور أكثر أهمية، وأشد خطرًا في حال نسيانها، وعدم تعليمها للبنت، وتلك الأمور تتمثل في توصية البنت بحسن التعامل مع الزوج، وكيفية تجنب المشكلات الزوجية، وواجبات الزوج على زوجته، وحقوق الزوجة على زوجها، ونحو ذلك، ومما ينبغي للأم أن تُعلمه لابنتها، وهي مُقْدِمَة على الزواج ما يلي:

(1) طاعة الزوج وتقديره

ينبغي أن تتعلم الفتاة المقبلة على الزواج أن طاعة الزوج -في غير معصية الله- واجبة، وأن عليها أن تكون مع زوجها هينة لينة، لا تجادله في كل كبيرة وصغيرة، ولا تعانده ولا تعصي أمره، فإن الرجل هو القائد في الحياة الزوجية، وقد اقتضت حكمة الله هذا الأمر، والقائد الذي لا يُطاع أمره يهتز ملكه وينهار، والحياة الزوجية لا يمكن أن تسير بطريقة طبيعية والزوجة تعاند زوجها في كل كبيرة وصغيرة، ولا تطيعه في كل أمر، ولا تعني طاعة الزوج تسلطه على زوجته، أو تعنّته معها.

(2) حفظ أسرار الزوج

من الأمور التي يجب أن تنبه الأم عليها ابنتها المقدمة على الزواج ضرورة حفظ أسرار زوجها وأسرار بيتها، وعدم إفشاء سر زوجها لأي شخص، فضلاً عن حفظ أسرار الفراش، فإن هذا ألزم وأوجب؛ فإن إفشاء سر الزوج، أيًّا كان هذا السر، يسبب الكثير من المشكلات، وقد يتسبب في خراب البيوت.

(3) حسن تدبير المنزل

لا شك أن مهمة الزوجة تشمل حسن تدبير المنزل، والقيام بأعبائه حق القيام، ورعاية الأولاد، وينبغي أن تتعلم الفتاة قبل الزواج مهام تدبير البيت، من إعداد للطعام، ونحو ذلك من الأمور اللازمة والضرورية، وخدمة الزوج والقيام بشؤونه، يقول أنس -رضي الله عنه-: «كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا زفُّوا امراةً إلى زوجها يأمورنها بخدمة الزوج، ورعاية حق، وتربية أولاده..».

(4) حفظ الزوج في غيابه

المرأة الصالحة هي من تحفظ زوجها في غيابه عن البيت، فتحفظ نفسها من أن يتعرض لها أحد بكلمة، ولا بنظرة، وذلك بأن تلتزم الأدب الإسلامي الرفيع، ولا تُدخل البيت أحدًا لا يرضى الزوج دخوله، ولا تذهب إلى مكان من غير إذنه، وتحفظ ماله من الضياع، ولا تسرف فيه.

(5) الود والرّحمة والحنان

الزّوجة الصالحة تكون ودودةً لزوجها، ومُخلصةً في حبّها له، تسعى لرضاه وتفعل كلّ ما يقرّبها من قلبه، وهذه المرأة تكون سبباً في سعادة زوجها وراحته النّفسية، ورحمتها لا تقتصر على زوجها، بل تكون رحيمة بأبنائها، وبأهل زوجها حانيةً عليهم، ترعى شؤوونهم بحبّ، وقد امتدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساء قريش لاتّصافهن بهذه الصّفة، فقال: «خَيْرُ نِساءٍ رَكِبْنَ الإبِلَ صالِحُ نِساءِ قُرَيْشٍ، أحْناهُ علَى ولَدٍ في صِغَرِهِ، وأَرْعاهُ علَى زَوْجٍ في ذاتِ يَدِهِ».

الحِلْم والأناة

وهذه خصال يُحبّها الله -تعالى- في كلّ مسلم، ولو اتّصفت بهما المرأة فكانت حليمة، صبورة، ومتأنّية، فإنّ ذلك ينمّ على شدّة خُلُقها وطيب معدنها، فيطيب العيش معها، وتَخَلّي المرأة عن مثل هذه الأخلاق كفيلٌ بهدم عشّ الزّوجيّة، فالزّواج عِشرة دائمة، والعيش مع المرأة ذات العقل المتّزن يكون عيْشاً هنيئاً.

اتخاذ القرارات

إنّ عملية اتخاذ القرارات فرديا ليست الوسيلة الأمثل؛ حيث إنّ عملية نقاش المشكلات والمخاوف بين الزوجين ثمّ العمل للتوّصل إلى مجموعة من الحلول للوصول في النهاية إلى حلّ متفق عليه من قبل الزوجين سويًّا هو الخيار الأمثل لاتخاذ القرار بين الزوجين؛ حيث إنّ الحياة الزوجية مليئة بالأمور التي تتطلب التوصّل إلى القرارات وتتكرر هذه العملية طوال الحياة الزوجية لذلك فالتوصّل إلى طرائق صناعة القرار التعاونية من أهم عناصر العلاقة الزوجية الناجحة



تأثير الأجهزة الذكية على أبنائنا




إذا كنت سعيدة بالذكاء الذي يظهره أبناؤك بالتعامل مع الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي وهم لم يتجاوزوا عامهم الثاني بعد، أو بابنك المراهق الذي يتعامل بعبقرية مع تلك الأجهزة، فهي سعادة في غير محلها؛ لأن الإحصاءات وبحوث الإدمان على الهاتف الذكي أثبتت أن تأثير الأجهزة الذكية على نشأة الطفل أخطر مما نتخيل، وبالتالي فإن مخاطر إدمان تلك الأجهزة تستوجب الحيطة والحذر من قِبل الآباء والأمهات؛ لما لها تأثير سلبي على صحتهم النفسية والبدنية والعقلية، ومن أهم هذه الأضرار:

1- بطء التطور الاجتماعي والعاطفي لدى الطفل، وتراجع المهارات الاجتماعية لدى المراهق.

2- تأخر النطق لدى الأطفال أحد أسبابه الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية في الطفولة.

3- اضطرابات النوم.

4- السمنة؛ بسبب قضاء أوقات طويلة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية دون حركة أو أي مجهود بدني.

5- يؤثر إدمان الألعاب الإلكترونية والهواتف الذكية سلبا على قوة الذاكرة والقدرة على التركيز.

6- إحداث فجوة بين أفراد الأسرة وضعف العلاقات والروابط الأسرية بينهم.

7- زيادة العدوانية والعنف لدى الأطفال.

8- تعرض الأطفال والشباب للمواقع غير الأخلاقية.

9- تعرضهم لمشكلات صحية متعددة، ومنها: مشكلات في النظر، مثل جفاف العين والإجهاد وضعف النظر.

10- الكسل والخمول والهذيان الذهني.

11- ضعف تطور الأطفال والمراهقين من الناحية الاجتماعية والعاطفية والذهنية والنفسية.

12- تأخر دخول المراهق إلى عالم الكبار وعدم إحساسه بتحمل المسؤولية.

13- العزلة الشديدة عن الأصدقاء والعائلة، وعدم الشعور بالراحة إلا مع الجهاز الإلكتروني.

الشفَاء بِنت عبدالله أول معلمة في الإسلام

الشفاء هي ليلى بنت عبد الله العدوية القرشية: صحابية من المهاجرات الأُول، وقد لقبت بالشفاء؛ إذ إنها كانت ترقي المرضى قبل الإسلام بمكة، فغلب عليها هذا اللقب ولم تعد تعرف إلا به.

معرفتها بالقراءة والكتابة

كانت الشفاء بنت عبدالله العدوية من القلائل الذين عرفوا القراءة والكتابة في الجاهلية، وكانت تجيد الرقية منذ الجاهلية، وأقطعها النبي - صلى الله عليه وسلم - دارا بالمدينة، فنزلتها مع ابنها سليمان، وكانت تكتب بالعربية، في الوقت الذي كانت الكتابة في العرب قليلة، وأصبحت تلك الدار مركزا علميًا للنساء، وكان من بين المتعلمات حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- (زوجة النبي) - صلى الله عليه وسلم-, وعلى الرغم من العلم الذى أجادته الشفاء العدوية قبل الإسلام, إلا أنها لم تحاول الإفادة منه، إلا بعد أن عرفت حكم الشرع فيه، فلما أجازها النبي - صلى الله عليه وسلم - خدمت به الناس, وعلمت نساء المسلمين القراءة والكتابة، وبذلك تعد أول معلمة في الإسلام.

زواجها

تزوجت الشفاء -رضي الله عنها- من أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر القرشي العدوي، وولدت له سليمان بن أبي حثمة، بعد ذلك تزوجت من أخيه مرزوق بن حذيفة، وولدت له أبا حكيم بن مرزوق، ولها ابنة تزوجت من القائد الإسلامي شراحبيل ابن حسنة.

إسلامها

أسلمت الشفاء قبل الهجرة، فهي من المهاجرات الأول، وبايعت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانت من أعقل النساء وأفضلهن، وكانت من المهاجرات الأوائل، وبايعت النبي - صلى الله عليه وسلم-، وقد هاجرت هي وزوجها إلى أرض الحبشة.

كانت الشفاء ترقي في الجاهلية، ولما هاجرت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- وكانت قد بايعته بمكة قبل أن يخرج، قالَتْ الشفاء: «دَخَلَ عَلَيّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا عِنْدَ حَفْصَةَ فقال لِي: ألاَ تُعَلّمِينَ هَذِهِ -يعني حفصة- رُقْيَةَ النّمْلَةِ كَمَا عَلّمْتِيها الْكِتَابَةَ»
(رواه أحمد وأبو داود وغيرهما، وصححه الألباني). وقد رخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الرقية من الحمى والعين والنملة، والنَّمْلَة: قُروح تخرج في الجنبين، وقيل: هو داء معروف، وسُمِّى نملةً، لأن صاحِبَه يُحس فى مكانه كأنَّ نملة تَدِبُّ عليه وَتعضُّه. ويصفها أطباء العصر الحديث بأنها مرض جلدي يشبه نوعا من أنواع الأكزيما.


وفاتها


تُوفيت الشفاء -رضي الله عنها- صاحبة الرقية، ومعلمة الكتابة، والطبيبة في زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سنة عشرين من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن خدمت هذه الأمة، ورقت مرضاها، وعلمت نساءها، فجزاها الله عن أمتنا خير الجزاء.