النجاشي الذي بعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم كتابا غير النجاشي الذي صلى عليه كما قال ابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم ومن وافق ابن القيم.
وقاله أنس رضي الله عنه -وليس قتادة- في مسلم فقال: (وكل جبار يدعوه) ولم يكن جبارا.
وقال أنس رضي الله عنه: وليس بالنجاشي الذي صلى عليه.
وكانت المراسلات فترة الهدنة والنجاشي أسلم قديما وجعل عمرا يسلم بعد الحديبية.
والنجاشي علمٌ على ملك الحبشة ولعله في ناحية من نواحي الحبشة أو كلاهما أسلم أو بعث كتابا لهذا ثم كتابا لهذا.
وقيل ما في مسلم شاذ ووهم وهذا الكلام فيه تخطئة لما في صحيح مسلم دون دليل.
كذلك فإن الله تعالى يعلم أن النجاشي أسلم قديما فلماذا يجعل نبيه يرسل إليه ليسلم والنبي أعلمه الله تعالى أنه مسلم وصلى عليه وكان قد أسلم قديما وبعد الحديبية دعا عمرو بن العاص إلى الإسلام فكيف يرسل إليه النبي.


وفيما يلي نقول عما سبق:
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية (1/ 335)
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَالنَّجَاشِيِّ وَإِلَى كُلِّ جَبَّارٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ - وَلَيْسَ بِالنَّجَاشِيِّ الَّذِي نَعَاهُ لِأَصْحَابِهِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى الْمُصَلَّى، فَصَفَّ وَصَلَّى عَلَيْهِ -» بَلِ النَّجَاشِيُّ آخَرُ تَمَلَّكَ بَعْدَهُ.


زاد المعاد في هدي خير العباد (1/ 116)
وَلَيْسَ كَمَا قَالَ هَؤُلَاءِ، فَإِنَّ أَصْحَمَةَ النَّجَاشِيَّ الَّذِي صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ هُوَ الَّذِي كَتَبَ إِلَيْهِ، هَذَا الثَّانِي لَا يُعْرَفُ إِسْلَامُهُ بِخِلَافِ الْأَوَّلِ فَإِنَّهُ مَاتَ مُسْلِمًا


زاد المعاد في هدي خير العباد (1/ 117)
كِسْرَى، وَإِلَى قيصر، وَإِلَى النَّجَاشِيِّ، وَإِلَى كُلِّ جَبَّارٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى»، وَلَيْسَ بِالنَّجَاشِيِّ الَّذِي صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ: إِنَّ هَذَا النَّجَاشِيَّ الَّذِي بَعَثَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ لَمْ يُسْلِمْ، وَالْأَوَّلُ هُوَ اخْتِيَارُ ابن سعد وَغَيْرِهِ، وَالظَّاهِرُ قَوْلُ ابْنِ حَزْمٍ.


زاد المعاد في هدي خير العباد (3/ 603)
قُلْتُ: وَهَذَا وَهْمٌ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - وَقَدْ خَلَطَ رَاوِيهِ وَلَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَ النَّجَاشِيِّ الَّذِي صَلَّى عَلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي آمَنَ بِهِ وَأَكْرَمَ أَصْحَابَهُ وَبَيْنَ النَّجَاشِيِّ الَّذِي كَتَبَ إِلَيْهِ يَدْعُوهُ، فَهُمَا اثْنَانِ وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ مُبَيَّنًا فِي " صَحِيحِ مسلم " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَلَيْسَ بِالَّذِي صَلَّى عَلَيْهِ.


موقع الإسلام سؤال وجواب (9/ 182، بترقيم الشاملة آليا)
قال الحافظ في الفتح: وكتب إِلَى النَّجَاشِيّ فأسلم، ولما مات صلى عليه، ثم كتب إِلَى النَّجَاشِيّ الذي تملك بعده وبعث إليه عَمْرو بْن أُمَيَّة. فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام وإلى عبادة الله وحد


إكمال المعلم بفوائد مسلم (6/ 125)
يريد أن يقول: إن النجاشى الذى صلى عليه النبى ليس بجبار، بل ثبت إسلامه، وصلاة النبى عليه - كما سبق فى مسلم


مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (5/ 371)
وأجاب أهل السير عن حديث أنس بأنه وهم من بعض الرواة، أو أنه عبر ببعض ملوك الحبشة عن الملك الكبير، أو يحمل على أنه لما توفي قام مقامه آخر فكتب إليه أي في سنة تسع، وهذا هو الراجح. وحاصله أنه - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى النجاشي الذي صلى عليه وإلى النجاشي الذي تولى بعده على يد عمرو بن أمية أو غيره، فيكون هذه الكتابة متأخرة عن الكتابة لأصحمة الرجل الصالح الذي آمن به - صلى الله عليه وسلم -، وأكرم أصحابه، وصلى هو عليه، فلا مخالفة بين رواية أهل السير ورواية مسلم، فتأمل


السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية (2/ 458)
وقد ثبت في صحيح مسلم إرسال كتاب النبي إلى النجاشي، وبين الإمام مسلم أنه ليس بالنجاشي الذي أسلم (2). ولم يثبت نص الكتاب فقد أورده ابن إسحق بدون إسناد (3).


بهجة المحافل وبغية الأماثل (1/ 344)
وما في صحيح مسلم من طريق يوسف بن حماد وليس بالنجاشى الذى صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم فرواية شاذة تخالفها روايات الجمهور


سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (11/ 345)
كتب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى كسرى وإلى قيصر وإلى النجاشي وليس بالنجاشي الذي صلى عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- وليس هو أصحمة الذي أسلم على يد جعفر، وأكرم أصحابه كما سبق في حديث أنس.
واختلف في إسلام هذا فاختار ابن سعد وغيره أنّه أسلم وخالفهم ابن حزم، قال ابن القيم: قال أبو محمد بن حزم: أن هذا النجاشي الذي بعث إليه رسول الله- صلى الله عليه وسلّم- عمرو بن أميّة لم يسلم، والأول اختيار ابن سعد وغيره، والظاهر قول ابن حزم.


السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون (3/ 349)
ويردّ بأنه يجوز أن يكون صلى الله عليه وسلم كتب للنجاشي الذي صلى عليه وللنجاشي الذي تولى بعده على يد عمرو بن أمية فلا مخالفة.
ومن ثم قال في النور: والظاهر أن هذه الكتابة متأخرة عن الكتابة لأصحمة الرجل الصالح الذي آمن به صلى الله عليه وسلم وأكرم أصحابه هذا كلامه.
وفيه أن رد الجواب على النبي صلى الله عليه وسلم بالكتاب المذكور ورده على عمرو بن أمية بقوله أشهد بالله النبي الذي ينتظره أهل الكتاب إلى آخره إنما يناسب الأوّل الذي هو الرجل الصالح ويكون جواب الثاني لم يعلم، وقد تقدم عن ابن حزم أنه لم يسلم.
وقال بعضهم: إنه الظاهر، وحينئذ يكون الراوي خلط فوهم أن المكتوب إليه ثانيا هو المكتوب إليه أوّلا كما أشار إليه في الهدى، والله أعلم.


شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (5/ 26)
قال الزهري: كانت كتبه -صلى الله عليه وسلم- واحدة، يعني: نسخة واحدة، وكلها فيها هذه الآية، وهي مدنية بلا خلاف. انتهى. ومراد الزهري: كتبه إلى أهل الكتاب، وهم النجاشيان، وهرقل، والمقوقس، وإلّا فكتاب كسرى وغيره ليس فيه الآية، كما يتلى عليك "فكان كافرًا لم يعرف إسلامه ولا اسمه"؛ لأن النجاشي اسم لكل من ملك الحبشة، وأما قوله في الكتاب: الأصحم، فقال ابن كثير: لعله مقحم من الراوي بحسب ما فهمه، "وقد خلط بعضهم ولم يميز بينهما"، فظنهما واحدًا، "وفي صحيح مسلم" ما يرد عليه، ويصرّح بأنهما اثنان؛ فإنه أخرج "عن قتادة" بن دعامة عن أنس "أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كتب إلى كسرى، وإلى قيصر، وإلى النجاشي، وإلى كل جبار" عنيد، كما هو رواية مسلم، "يدعوهم إلى الله، وليس النجاشي الذي صلى عليه"، فصرَّح أنس بأنه غيره، كما هو الواقع عند مسلم لا قتادة، كما أوهمه المصنف، وقد كتب لكلٍّ منهما، كما بيّنَه البيهقي عن ابن إسحاق.