جمهور العلماء قديما وحديثا أن ألعاب الحواة وخفة اليد إنما هي شعوذة وليست سحرا إلا مجازا.
لكن جمهور من قال إنه ليس سحرا حرمه من باب سد الذرائع والغش وخداع الناس وأكل أموالهم بالباطل وإرهابهم أو تشكيكهم وفتنتهم.
والبعض قال: غير مذموم.
والقليل من اعتبره من باب السحر الأصلي كالشيخ السعد والبريك وظاهر قول بعض المالكية وظاهر قول عبد الرحمن السحيم.
قلت: فالجمهور قالوا: (ما اعتمد على خفة اليد ليس كفرا لكنه حرام) ومن هؤلاء من يلي:
1 - نقلته الشبكة الإسلامية عن العلماء عامة وأن العلماء متتابعون على تحريمها ثم نقلوا أقوال المذاهب الأربعة.
2 - نقله الألوسي عن البعض وعن النووي.
3 - بعض المالكية كما في الفتاوى الحديثية للهيتمي.
4 - ظاهر قول تاج الدين السبكي
5 - يفهم من كلام سليمان آل ال شيخ حيث قال في تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد (ص: 327): وأما سحر الأدوية والتدخين ونحوه فليس بسحر، وإن سمي سحرًا فعلى سبيل المجاز كتسمية القول البليغ والنميمة سحرًا، ولكنه يكون حرامًا لمضرته يعزر من يفعله تعزيرًا بليغًا.
6 - ظاهر قول الإمام الشنقيطي حيث قال في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (4/ 50): . وَإِنْ كَانَ السِّحْرُ لَا يَقْتَضِي الْكُفْرَ كَالِاسْتِعَانَ ةِ بِخَوَاصِّ بَعْضِ الْأَشْيَاءِ مِنْ دِهَانَاتٍ وَغَيْرِهَا فَهُوَ حَرَامٌ حُرْمَةً شَدِيدَةً وَلَكِنَّهُ لَا يَبْلُغُ بِصَاحِبِهِ الْكُفْرَ. هَذَا هُوَ التَّحْقِيقُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ الَّتِي اخْتَلَفَ فِيهَا الْعُلَمَاءُ
7 - الألباني
8 - ظاهر قول العثيمين لأنه جعله من السحر لكنه يفصل في كتبه في حكم السحر على حسب أقسامه فيجعل ما كان اعتمادا على الشياطين كفرا وما كان عن طريق الأدوية ونحوها ليس كفرا.
9 - ابن جبرين
10 - البراك
11 - ناصر العقل لكن احتمل أنه لا يصل أحيانا إلى التحريم.
12 - يوسف الغفيص ونقل الإجماع أنه ليس كفرا
13 - عبد الرحيم السلمي
14 - فتاوى الشبكة
15 - محمد حسن عبد الغفار
16 - خلدون الحقوي صاحب التوضيح الرشيد على التوحيد
17 - وعبد الله بن عواد المعتق.
18 - وعبد الله الطيار.
19 - وعبد الله الحويل في التوحيد الميسر
20 - في نواقض الإيمان القولية: إضافة إلى توسع بعض العلماء في إطلاق السحر على كثير من الأحوال استناداً للمعنى اللغوي، فبعضهم يطلق السحر على النميمة، والكلام البليغ، وكذا الحركات القائمة على خفة اليد ومهارة الأداء
21 - وعبد الرحمن دمشقية يجعله من السحر من باب الدجل والشعوذة لكن لم يصرح بأنه كفر.
22 - لعله رأي الجريسي حيث قال في الحذر من السحر (ص: 99): والشعوذة هي أكثر ما يفعله من يسمّون سحرة في عصرنا في السيرك وغيره، إلا أن بعضهم قد يتفق مع شيطانه أن يعاونه في التخييل في قدرة الرائين لا في حقيقة المرئي، فإن كان كذلك فهو - بلا ريب - نوع من سحر الأعين، والله أعلم
23 - سالم بن محمد القرني
وهناك من قال: (ما كان بخفة اليد ليس كفرا) لكنه لم يظهر قوله في التحريم أو عدم التحريم ومن هؤلاء من يلي:
1 - ظاهر كلام ابن تيمية فقد فرق بين السحر وخفة اليد. حيث قال: خوارق الكهان والسحرة ليست من خوارق العادات وإنما من العجائب الغريبة
وأما إخبار الكهان ببعض الأمور الغائبة؛ لإخبار الشياطين لهم بذلك، وسحر السحرة؛ بحيث يموت الإنسان من السحر، أو يمرض، ويُمنع من النكاح، ونحو ذلك مما هو بإعانة الشياطين: فهذا أمرٌ موجودٌ في العالم، كثيرٌ، معتادٌ، يعرفه الناس، ليس هذا من خرق العادة، بل هو من العجائب الغريبة التي يختص بها بعض الناس؛ كما يختصّ قوم بخفة اليد، والشعبذة؛ وقومٌ بالسباحة الغريبة، حتى يضطجع أحدهم على الماء؛ وكما يختص قومٌ بالقيافة، حتى يُباينوا بها غيرهم
2 - وابن القيم لم يجعل خفة اليد والصناعات سحرا أصلا وقال سحر سحرة فرعون لو بالزئبق لم يكن سحرا أصلا. فقال في بدائع الفوائد (2/ 228): وأما ما يقوله المنكرون من أنهم فعلوا في الحبال والعصي ما أوجب حركتها ومشيها مثل الزئبق وغيره حتى سعت فهذا باطل من وجوه كثيرة فإنه لو كان كذلك لم يكن هذا خيالا بل حركة حقيقية ولم يكن ذلك سحرا لأعين الناس ولا يسمى ذلك سحرا بل صناعة من الصناعات المشتركة
3 - الحافظ ابن حجر العسقلاني.
4 - كل من قال: لا يكفر الأدوية وهم الجمهور فالخلاف خلاف تنوع لا تضاد في نواقض الإيمان العملية.
5 - صديق حسن خان
6 - عمر الأشقر
7 - السايس
8 - محمد جميل زينو ونقله عن أبي شهبة
وهناك من قال: ما كان بخفة اليد فليس كفرا وليس حراما وقد يحرم في حالة إرهاب الناس أو الإضرار بهم أو إدخال الفتنة أو الشك في قلوبهم أو الكذب عليهم وخداعهم والتمويه عليهم وأكل أموال الناس بالباطل ونحو ذلك) ومن هؤلاء من يلي:
1 - ابن أبي زيد المالكي
2 - الطيبي في شرح المشكاة
3 - علي القاري في مرقاة المفاتيح
4 - البيضاوي
5 - نقله محمد نعيم ياسين في موسوعة الجمهور عن البعض.
6 - نقله الألوسي عن البعض
7 - جمال الدين الفتني
8 - وصاحب دستور العلماء
9 - وصاحب كشاف اصطلاحات الظنون.
10 - ناصر العقل في بعض قوله حيث قال: قد يصل إلى التحريم أحيانا.
والقليل جدا من: (خفة اليد هو سحر وهو كفر) وممن قال بذلك من يلي:
1 - هو ظاهر كلام بعض المالكية كما في الفتاوى الحديثية للهيتمي وفتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك لمحمد بن أحمد بن محمد عليش.
2 - وظاهر قول البريكان حيث قال: ويدخل في مسمى السحر ما يفعله بعض الناس مما يسمى خفة يد، والتنويم المغناطيسي، وما يسمى بتحضير الأرواح، وغيرها من أفعال الشعوذة والدجالين. وإذا كان السحر محرماً والساحر على الراجح كافراً فإن إتيانهم، وطلب عمل السحر أيضاً محرم
3 - عبد الله السعد
4 - سعد البريك
5 - ظاهر قول عبد الرحمن السحيم حيث قال: وهذا هو الذي يُسمى المشعوذ. قال في القاموس المحيط: الشعوذة خِفّة في اليد، وأخذ كالسحر، يرى الشيء بغير ما عليه أصله في رأي العين. اهـ. وهو في الحقيقة نوع من السِّحر، فإن من السِّحر سحر التخييل، وهو أن يُخيِّل للرائي أن يرى شيئا، وهو بِخِلافِه، وهذا سحر سحرة فرعون!
قلت: ولعلهم لا يكفرون هؤلاء إلا بتفصيل وإنما أطلقوا الفتوى من باب الزجر.
قلت: والراجح الذي لا يجوز خلافه أنه ليس كفرا وكذلك هو محرم إذا اقترن به إرهاب الناس أو الإضرار بهم أو إدخال الفتنة أو الشك في قلوبهم أو الكذب عليهم وخداعهم والتمويه عليهم وأكل أموال الناس بالباطل ونحو ذلك أو كان ذريعة للفساد أو للمحرم فحينئذ يحرم باتفاق لكنه إذا خلا من كل ذلك ومن الكذب والخداع بأن يوضح لهم أنه ليس سحرا وأنه من باب خفة اليد وليس استعانة بشياطين وأنه ليس له قدرة خارقة تحول طبائع الأشياء بحيث لا يخدع أحد ولا يموه على أحد فهذا قد يكون مكروها تنزيها وقد يباح والله تعالى أعلى وأعلم وبعض من حرم هذا الصنف قد يكون حرمها سدا للذريعة القوية إلى المحرم حسب واقع الناس لا أنه محرم لذاته.
وفيما يلي نقول عما سبق:
النبوات لابن تيمية (2/ 826)
خوارق الكهان والسحرة ليست من خوارق العادات وإنما من العجائب الغريبة
وأما إخبار الكهان ببعض الأمور الغائبة؛ لإخبار الشياطين لهم بذلك، وسحر السحرة؛ بحيث يموت الإنسان من السحر، أو [يمرض] 3، [ويُمنع] 4 من النكاح، ونحو ذلك مما هو بإعانة الشياطين: فهذا أمرٌ موجودٌ في العالم، كثيرٌ، معتادٌ، يعرفه الناس، ليس هذا من خرق العادة، بل هو من العجائب الغريبة التي يختص بها بعض الناس؛ كما يختصّ قوم بخفة اليد، [والشعبذة] 5؛ وقومٌ بالسباحة الغريبة، حتى يضطجع أحدهم على الماء6؛ وكما يختص قومٌ بالقيافة7، حتى يُباينوا بها غيرهم
الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي (ص: 87)
وَفِي الْمُوازِية من كتب الْمَالِكِيَّة، الَّذِي يقطع يَد الرجل أَو يُدخل السكين فِي جَوف نَفسه، إِن كَانَ سحرًا قتل وَإِلَّا عُوقِبَ. وَسُئِلَ ابْن أبي زيد من أئمتهم عَن نَحْو مَا فِي السُّؤَال فَقَالَ: إنْ لم يكن فِي أفعالهم تِلْكَ كُفْر فَلَا شَيْء عَلَيْهِم وَإِنَّمَا هُوَ خفَّة يَد، وَتعقبه المرزاني فَقَالَ: هَذَا خلاف مَا اخْتَارَهُ شَيخنَا الإِمَام، أَنهم سحرة وَأَن الْوُقُوف عَلَيْهِم لَا يجوز، وَهُوَ يشبه ظَاهر الرِّوَايَة لِابْنِ عبد الْبر، روى ابْن نَافِع فِي المبسوطة فِي امْرَأَة أقرَّتْ أَنَّهَا عَقَدتْ زَوجهَا عَن نَفسهَا أَو غَيرهَا، أَنَّهَا تنكل وَلَا تقتل، قَالَ وَلَو سحر نَفسه لم يقتل بذلك.
قَالَ شَيخنَا الإِمَام: وَالْأَظْهَر أَن فعل الْمَرْأَة سحر؛ وَإِن كَانَ فعل ينشأ عَنهُ حَادث فِي أَمر مُنْفَصِل عَن مَحل الْفِعْل فَإِنَّهُ سحر
فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك (2/ 349)
وَفِي الْمَوَّازِيَّة ِ الَّذِي يَقْلَعُ أُذُنَ الرَّجُلِ أَوْ يُدْخِلُ السِّكِّينَ فِي جَوْفِ نَفْسِهِ إنْ كَانَ سِحْرًا قُتِلَ وَإِنْ كَانَ خِلَافَهُ عُوقِبَ.
وَسُئِلَ ابْنُ أَبِي زَيْدٍ عَنْ الَّذِينَ يَجْلِسُونَ فِي الطُّرُقَاتِ وَلَهُمْ مَلَاعِبُ يُرُونَ النَّاسَ أَنَّهُمْ يَقْطَعُونَ رَأْسَ الْإِنْسَانِ ثُمَّ يَدْعُونَهُ فَيَجِيئُهُمْ حَيًّا وَيَجْعَلُونَ مِنْ الثِّيَابِ دَرَاهِمَ وَدَنَانِيرَ وَيَقْطَعُونَ السِّلْسِلَةَ هَلْ تَرَاهُمْ بِهَذَا الْفِعْلِ سَحَرَةً فَقَالَ إنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ كُفْرٌ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِمْ وَإِنَّمَا هِيَ خِفَّةُ يَدٍ وَمَلَاعِبُ.
قُلْت هَذَا خِلَافُ مَا اخْتَارَهُ شَيْخُنَا الْإِمَامُ فِي أَصْحَابِ الْحِلَقِ الَّذِينَ يَجْلِسُونَ بِبَابِ الْمَنَارَةِ وَغَيْرِهِ أَنَّهُمْ سَحَرَةٌ وَأَنَّ الْوُقُوفَ عَلَيْهِمْ لَا يَجُوزُ وَهُوَ يُشْبِهُ ظَاهِرَ الرِّوَايَاتِ انْتَهَى كَلَامُ الْبُرْزُلِيِّ بِتَصَرُّفٍ وَمُلَخَّصُهُ أَنَّ مُخْتَارَهُ وَابْنُ عَرَفَةَ أَنَّ خِدْمَةَ الرُّوحَانِيِّي نَ سِحْرٌ وَأَنَّ فِعْلَ عَقْدِ الزَّوْجِ عَنْ زَوْجَتِهِ وَنَحْوِهِ سِحْرٌ وَأَنَّ فِعْلَ الْحُوَاةِ وَنَحْوِهِمْ كَذَلِكَ وَأَنَّ السَّاحِرَ إنْ كَانَ يَظْهَرُ سِحْرُهُ يُسْتَتَابُ فَإِنْ لَمْ يَتُبْ يُقْتَلُ وَإِنْ كَانَ يُخْفِيهِ يُقْتَلُ بِلَا اسْتِتَابَةٍ وَلَا قَبْرَ لَهُ وَعِبَارَةُ الْخَرَشِيِّ فِي شَرْحِ قَوْلِ الْمُصَنِّفِ وَسِحْرُ هَذَا جَامِعٌ لِلَّفْظِ الَّذِي يَقْتَضِيهِ وَالْفِعْلُ الَّذِي يَتَضَمَّنُهُ وَالْمَشْهُورُ أَنَّ تَعَلُّمَ السِّحْرِ كُفْرٌ
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (6/ 2321)
وَأَمَّا مَا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ كَمَا يَفْعَلُهُ أَصْحَابُ الْحِيَلِ بِمَعُونَةِ الْآلَاتِ وَالْأَدْوِيَةِ أَوْ يُرِيهِ صَاحِبُ خِفَّةِ الْيَدِ فَغَيْرُ حَرَامٍ وَتَسْمِيَتُهُ سِحْرًا عَلَى التَّجَوُّزِ لِمَا فِيهِ مِنَ الدِّقَّةِ لِأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ لِمَا خَفِيَ سَبَبُهُ وَقَال
شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (8/ 2508)
وأما ما يتعجب منه كما يفعله أصحاب الحيل بمعونة الآلات والأدوية، أو يريه صاحب خفة اليد فغير حرام. وتسميته سحراً علي التجوز؛ لما فيه من الدقة، لأنه في الأصل مما خفي سببه.
معيد النعم ومبيد النقم (ص: 93)
وأحقَّها باسم السحر ما كان بالخواص التي يحدث عندها فعل حقيقي؛ كمرض، ومحبة، وبغض، وتفريق بين زوجين. ودون هذه المرتبة أن يكون تخييلًا لا حقيقة له. وهو سحر أيضًا؛ إلَّا أنه دون الأول. وذلك علم السيمياء. وأمَّا الشعبذة فخيالات مبْنية على خفّة اليد، والأخذ بالبصر؛ فهي دون السيمياء. وأمَّا استخدام الجانّ فلا يسمَّى سحرًا بالحقيقة وأمَّا تجرد النفوس فليس من السحر الحقيقي في شيء، بل ربَّما تجرَّدت لخير، وربَّما تجردت لشر
مجمع بحار الأنوار (3/ 45)
وأما ما يتعجب منه كما يفعله أصحاب الحيل بمعرفة الأدوية أو يريه صاحب خفة اليد فغير حرام، وتسميته سحرًا تجوز
الكليات (ص: 510)
وإطلاقه على مَا يَفْعَله صَاحب الْحِيَل بمعونة الْآلَات والأدوية وَمَا يتْرك صَاحب خفَّة الْيَد بِاعْتِبَار مَا فِيهِ صرف الشَّيْء عَن جِهَته حَقِيقَة لغوية
دستور العلماء = جامع العلوم في اصطلاحات الفنون (2/ 120)
وَأما مَا يتعجب مِنْهُ كَمَا يَفْعَله أَصْحَاب الْخَيل بمعونة الْآلَات والأدوية أَو يرِيه صَاحب خفَّة الْيَد فَغير مَذْمُوم وتسميته سحرًا على التَّجَوُّز أَو لما فِيهِ من الدقة لِأَنَّهُ فِي الأَصْل لما خَفِي سَببه انْتهى
كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم (1/ 936)
وأما ما يتعجب منه كما يفعله أصحاب الحيل بمعونة الآلات والأدوية أو يريه صاحب خفة اليد فغير مذموم، وتسميته سحرا على التجوّز، أو لما فيه من الدّقّة لأنّ السّحر في الأصل موضوع لما خفي سببه انتهى.
أبجد العلوم لصديق خان (ص: 425)
والشعبذة: وقد يقال: الشعوذة معرب شعبادة وهي اسم رجل ينسب إليه هذا العلم.
وهو: علم مبني على خفة اليد بأن يرى الناس الأمر المكرر واحدا والواحد مكرر بسرعة التحريك ويرى الجماد حيا ويخفي المحسوس عن أعين الناس بلا أخذ من عندهم باليد إلى غير ذلك من الأحوال التي تعارفها الناس بالآنية دون اللمية وهذا ليس من السحر في شيء لكن لشبهه به في رأي العين جعلناه من فروعه انتهى.
الموسوعة الفقهية الكويتية (24/ 259)
فَمِنْ ذَلِكَ مَا قَال الْبَيْضَاوِيُّ : الْمُرَادُ بِالسِّحْرِ مَا يُسْتَعَانُ فِي تَحْصِيلِهِ بِالتَّقَرُّبِ إِلَى الشَّيْطَانِ مِمَّا لاَ يَسْتَقِل بِهِ الإِْنْسَانُ، وَذَلِكَ لاَ يَحْصُل إِلاَّ لِمَنْ يُنَاسِبُهُ فِي الشَّرَارَةِ وَخُبْثِ النَّفْسِ.
قَال: وَأَمَّا مَا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ كَمَا يَفْعَلُهُ أَصْحَابُ الْحِيَل وَالآْلاَتِ وَالأَْدْوِيَةِ ، أَوْ يُرِيهِ صَاحِبُ خِفَّةِ الْيَدِ فَغَيْرُ مَذْمُومٍ، وَتَسْمِيَتُهُ سِحْرًا هُوَ عَلَى سَبِيل التَّجَوُّزِ لِمَا فِيهِ مِنَ الدِّقَّةِ؛ لأَِنَّ السِّحْرَ فِي الأَْصْل لِمَا خَفِيَ سَبَبُهُ (1). اهـ.
الموسوعة الفقهية الكويتية (24/ 263)
وَفَرَّقَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ بَيْنَ مَا كَانَ مِنَ السِّحْرِ تَمْوِيهًا وَحِيلَةً، وَبَيْنَ غَيْرِهِ، فَقَالُوا: إِنَّ الأَوَّل مُبَاحٌ؛ أَيْ لأَنَّهُ نَوْعٌ مِنَ اللَّهْوِ فَيُبَاحُ مَا لَمْ يُتَوَصَّل بِهِ إِلَى مُحَرَّمٍ كَالإضْرَارِ بِالنَّاسِ وَإِرْهَابِهِمْ . قَال الْبَيْضَاوِيُّ : أَمَّا مَا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ كَمَا يَفْعَلُهُ أَصْحَابُ الْحِيَل بِمَعُونَةِ الآْلاَتِ وَالأَدْوِيَةِ، أَوْ يُرِيهِ صَاحِبُ خِفَّةِ الْيَدِ فَغَيْرُ مَذْمُومٍ، وَتَسْمِيَتُهُ سِحْرًا عَلَى التَّجَوُّزِ، أَوْ لِمَا فِيهِ مِنَ الدِّقَّةِ (1).
(1) روضة الطالبين 9/ 346، ومطالب أولي النهى 6/ 303، 304، وكشاف اصطلاحات الفنون 3/ 648، وتفسير البيضاوي 1/ 175 القاهرة المكتبة التجارية عند الآية 51 من سورة البقرة.
تفسير الألوسي = روح المعاني (1/ 337)
وأما ما يتعجب منه- كما يفعله
أصحاب الحيل بمعونة الآلات المركبة على النسبة الهندسية تارة، وعلى صيرورة الخلاء ملاء أخرى، وبمعونة الأدوية كالنارنجيات أو يريه صاحب خفة اليد- فتسميته سحرا على التجوز وهو مذموم أيضا عند البعض، وصرح النووي في الروضة بحرمته
موسوعة مسائل الجمهور في الفقه الإسلامي (2/ 850)
(1) السحر حرام تعلمه وتعليمه بإجماع العلماء إن كان مما له حقيقة يتوصل به إلى الإيذاء الإضرار. فإن اعتقد أن السحر أو الساحر يؤثر بنفسه لا بمشيئة الله وقدرته كفر بإجماع المسلمين. انظر مغ جـ 10 (ص 114) شرح جـ 14 (ص: 176) وأما ما كان من قبيل الأخيلة وخفة اليد فلا شيء فيه إلا أن يوهم خلاف ذلك مما يدخل الفتنة والشك في قلوب الناس، وانظر القرطبي جـ 1 (ص 43) وما بعدها، وانظر بداية جـ 2 (ص 554).
موسوعة الألباني في العقيدة (3/ 1120)
[423] باب حكم ما يسمى بخفة اليد وهل هو من السحر؟
سؤال: ما هو حكم الحيل، التي تسمى خفة اليد، ويقوم بها بعض الناس ...
مثلاً أن يخرج المال من جيبك دون أن تشعر، ثم يخرجه من وراء أذنه بطريقة [معينة]، فهل هذا من السحر؟ وبالتالي هل يكفر صاحبه؟ ...
الشيخ: لا هذا ليس من السحر، لكنه من الدجل، الذي يَنهى عنه الشارع الحكيم. نعم.
"الهدى والنور" (439/ 08: 30: 00)
تفريغ سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني - الإصدار 3 (257/ 6)
الشيخ: على كل حال كل شيء خلاف يعني هو السحر ما هو؟ السحر نوعان سحر رشاقة وخفة يد وليس لها علاقة بشياطين الجن؛ والقسم الثاني له علاقة بشياطين الجن أي نعم؛ فالخفة والرشاقة كمان سحر لأن تشغيل الناس بأشياء غير طبيعية وتوهيمهم أن هذا علم وكفى وثم يأتي زمن حيسمون لك بالعلم اللدني ...
السائل: سحر سحرة فرعون هل كان سحرا بتسخير الشياطين أم كان سحرا من النوع الآخر الذي هو الحيل والتدليس؟
الشيخ: الظاهر هو الأول سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم، تخييل أي نعم.
السائل: تحرك العصي وما شابه ذلك يكون بنوع من السحر.
الشيخ: خيال.
السائل: إعمال القواعد العلمية.
الشيخ: آه الخفيفة اللي قلناها.
السائل: الخفية يلي أغلب الناس ما بيعرفوها.
الشيخ: أي نعم.
تفريغ سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني - الإصدار 3 (439/ 10)
يقول السائل: ماهو حكم الحيل التى تسمى خفة اليد ويقوم بها بعض الناس؟
الشيخ: أيه؟ تسمى اية؟ حيل!
السائل: كمثلا أن يخرج المال من جيبك دون أن تشعر، ثم يخرجه من وراء أذنه بطريقه فهل هذا من السحر؟ وبالتالى هل يكفر صاحبه أم ماذا؟
الشيخ: هذا ليس من السحر، لكنه من الدجل الذى ينهى عنه الشارع الحكيم.
نعم
لقاء الباب المفتوح (29/ 10، بترقيم الشاملة آليا)
من أنواع السحر المحرم
السؤال
فضيلة الشيخ: في بلادنا ما يسمى بالحواة جمع حاوٍ، وهو رجل يقوم بأعمال سحرية للتسلية في المدارس وفي أماكن النزهة، فيأخذ ورقة بيضاء ويدخلها في جيبه ويخرجها عملة ورقية من فئة الألف أو الخمسمائة، أو يدخل منديلاً في فيه ويخرجه عشرات المناديل معقودة ببعضها وبها أسلاك أو أمواس وما أشبه ذلك.
فهل هذا من السحر المحرم؟
الجواب
نعم.
هذا من السحر المحرم لا شك، وقد قال الله تعالى في شأن سحرة آل فرعون لما ألقوا حبالهم وعصيهم أن موسى عليه الصلاة والسلام {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [طه:66] خُيِّل له أنها حيات ملأت الأرض وأنها تسعى نحوه فخاف، فأمره الله أن يلقي عصاه {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} [الشعراء:45].
وهذا يكون سحراً للعيون، وإلا فلا تأثير له في خلق الله عز وجل، فهذه المناديل التي أدخلها ليست إلا منديلاً واحداً، والورقة التي أدخلها وأخرجها نقوداً ليست إلا الورقة الأولى، لكنه سحر أعين الناس.
أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3 (61/ 241)
هل ألعاب الخفة من السحر المحرم؟ وهل يكفر صاحبه؟
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية] •---------------------------------• [18 - 01 - 10, 03:58 م]ـ
(64)
سؤال: نحن من سكان دولة كندا. جلسنا هناك لأجل ارتباطنا بالدراسة. وسؤالنا يا شيخ حول ما يفعله إخواننا المسلمون في أيام العيد وهو أنهم من فرحهم بالعيد يستدعون شخصًا يقولون أنه مهرج يُفَرِّح الأطفال. حيث يقوم ببعض الأعمال السحرية. دون الاستعانة بالجن كما يقولون وإنما هي نتيجة خفة اليد ومعرفة خواص وبعض أسرار الكيمياء. مثل أن يأتي بكرة ثم يحركه بيده فتصبح كرتين ثم يحركهما بيده مرةً أخرى فتكون أربع كور. أو أن يقبض يده ثم يأتي بمنديل ويدخله بين أصابعه حتى يختفي في يده ثم بعد ذلك يفتح يده فلا يرى الناس المنديل ... ؟
نرجو منكم يا شيخ إفادتنا حول ما يقول به هذا المهرج وهل يجوز حضورنا مع أطفالنا للتفرج عليه. علمًا بأنه ليس مسلمًا.
الجواب: نرى أن هذه الأعمال من الشعوذة المحرمة في الظاهر ولكنها لا تعطى حكم السحر لما ذكر في الأوراق المرفقة من أعمال هؤلاء المشعوذين الذين يخيلون على أعين الناس ما ليس بحقيقة، فهذا لا ينبغي أن يعد من السحر الذي يكفر فاعله لأنه يستعين بالجن أو الشياطين، وإنما هو نتيجة خفة اليد والتلبيس والتخييل على أعين الحاضرين ومعرفة خواص وبعض أسرار الكيمياء كالصور التي ذكرت في السؤال، وقد ذكر ابن كثير نقلاً عن الرازي في تفسيره الكبير لقول الله تعالى: ?واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان? أمثلة من الشعوذة التي يفعلها بعض الناس ويتوهم الذين يُشاهدونها أنها خارجة عن قدرة البشر فيظنونها من السحر وإنما هي من التخييل وسلوك الحيل التي يموهون بها على أعين الناس كما فعل ذلك سحرة فرعون، قال الله تعالى: ?فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى? فهكذا هذه الأعمال المذكورة هي من التخيلات ولكن إذا تربى الأطفال عليها اعتقدوا في هؤلاء المشعوذين أنهم يقدرون على تغيير الحقائق وعلى إحياء الموتى، وهذا الاعتقاد يوقع في الكفر أو مقدماته.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
5/ 7/1421 هـ
جواب في الإيمان ونواقضه للبراك (ص: 25)
وأما السِّحرُ الرِّياضِيُّ؛ وهو: ما يَرجع إلى خِفَّةِ اليد وسرعة الحركة،
والسِّحرُ التَّمْوِيهيُّ؛ وهو: ما يكون بتموِيه بعض الموادِ بما يُظْهِرُها على غير حقيقتها= فهذانِ النوعان مِنَ الغِشِّ والخِداع، وليسا من السِّحر الذي هو كفرٌ
التعليق على شرح السنة للبربهاري - ناصر العقل (19/ 14، بترقيم الشاملة آليا)
حكم الألعاب السحرية
السؤال
هل يعد فعل أمور غريبة أمام الناس إما لكونها تعتمد على الحيلة وخفة اليد، وإما لاستخدام مواد كيميائية فيها تمويه وليس فيه استخدام شياطين من المحذور الشرعي، وما حكم الذهاب إلى من يفعله؟
الجواب
أي شيء يوقع الناس في شيء من الخدعة، أو يوقع في أنفسهم شيئاً من الاعتقادات الباطلة أو التوهمات فلا ينبغي سلوكه، ولذلك كان السلف ينكرون ويزجرون الكيميائيين الذين يستعملون أعمالاً علمية، مع أن أهل العلم الراسخين يعرفون أن هذا علم كيميائي، لكن كان يختلط هذا بالقمار ويختلط بالدجل والشعوذة، فكان السلف ينهون عنه أشد النهي؛ لأنه لا ينبغي لأحد أن يستعمل ما عنده من علم أو تجربة أو تمرينات في خداع الناس ولفت أنظارهم إليه أو التمويه عليهم، فهو نوع من أنواع الدجل؛ لكنه ليس كالدجل بفعل الشياطين والجن، إنما يدخل في المشتبهات، بل أحياناً يصل إلى حد التحريم إذا ترتب عليه أكل أموال الناس بالباطل أو ترتب عليه التمويه على الناس.
ذخيرة العقبى في شرح المجتبى للإتيوبي (32/ 43)
(المسألة الخامسة): في حكم السحر:
قال في " الفتح": ما حاصله: استُدِلَّ بقوله تعالى: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} الآية [البقرة: 102]- على أنَّ السِّحر كُفر، ومُتعلِّمه كافِر، وهُو واضِح في بعض أنواعه التِي قدَّمتها، وهُو التعبد لِلشياطِين، أوْ لِلكواكِب، وأمّا النَّوْع الآخر الذِي هُو من باب الشَّعودة، فلا يكفر بِهِ من تعلَّمهُ أصْلًا.
قال النَّووِيّ: عمل السحر حرام، وهُو من الكبائِر بِالإجماعِ، وقد عدَّهُ النَّبِيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - من السبع الموبقات، ومِنهُ ما يكُون كُفرًا، ومِنهُ ما لا يكُون كُفرا، بك معصِية كبِيرة، فإن كان فيهِ قوْل، أً وْ فِعل يقتضِي الكُفر، فهُو كُفر، وإلا فلا.
وأما تعلُّمه، وتعليمه فحرام، فإن كان فِيهِ ما يقتضِي الكُفر كفر، واستُتِيب مِنهُ، ولا يُقتل، فإِن تاب قُبِلت توْبته، وإن لم يكُن فِيهِ ما يقتضِي الكُفر عُزر. وعق مالِك: السَّاحِر كافِر، يُقتل بِالسَّحرِ، ولا يستتاب، بك يتحتَّم قتله، كالزندِيقِ. قال عِياض: وبِقوْلِ مالِك قال أحمد، وجماعة من الصَّحابة، والتَّابِعِين.
وقد أجاز بعض العُلماء، تعلم السِّحر لأحدِ أمرينِ: إما لِتميِيزِ ما فِيهِ كُفر من غيره، وإمَّا لإزالتِهِ علّق وقع فِيهِ:
فأمَّا الأول: فلا محذُور فِيهِ، إِلا من جِهة الاعتِقاد، فإِذا سلِم الاعتِقاد، فمعرِفة الشيء بِمُجرَّدِهِ، لا تستلزِم منعًا، كمن يعرِف كيفِية عِبادة أهل الأوْثان لِلأوْثانِ؛ لِأنَّ
كيفِية ما يعملهُ السَّاحِر، إِنما هِي حِكاية قوْل، أوْ فِعل، بِخِلافِ تعاطِيه، والعمل بِهِ. وأمَّا الثانِي: فإِن كان لا يتِمّ كما زعم بعضهم، إِلاَّ بِنوْع من أنواع الكُفر، أوْ الفِسق، فلا يحِل أصلا، وإلا جاز؛ لِلمعنى المذكور. وهذا فصلُ الخطاب في هذِهِ المسألة.
شرح الطحاوية - يوسف الغفيص (5/ 8، بترقيم الشاملة آليا)
فصار بعض الفقهاء يقولون: لا بد من معرفة صفة السحر، فإن كان مرتبطاً بالجن فهو كفر، لأنه يكون خضوعاً، وإن كان نوع حركة كخفة اليد مثلاً أو وضع بعض المواد على بعض فيتحول إلى مادة أخرى أو نحو ذلك، فهذا لا يعدونه كفراً وهو كذلك، لأنه ليس سحراً، وإن كان ينهى عنه سداً للذريعة وزجراً لهؤلاء حتى لا يفتتن الناس.
وهذا التفصيل ليس مختصاً ببعض فقهاء الشافعية، بل بالإجماع أن مثل هذا لا يسمى كفراً، وكأن الغلط هو في تسميته سحراً.
شرح كتاب التوحيد - عبد الرحيم السلمي (4/ 9، بترقيم الشاملة آليا)
وهو أنواع وليس نوعاً واحداً، ولهذا كان من الخطأ أن نحكم على السحر كله بحكم واحد، ولهذا اختلف كلام أهل العلم في حكم الساحر، فبعضهم كفره، وبعضهم لم يكفره، والحقيقة أن الخلاف بينهم خلاف تنوع وليس خلاف تضاد، فالسحر في الجملة ينقسم إلى قسمين: سحر يكون بمعاونة الشياطين بعد الاستغاثة بهم، وسحر يكن بأدوية وخفة في اليد ودراية وصنعة، ومواد يستخدمها الساحر، بحيث إنه يغير أشكال الأشياء، ويخيل إلى الناس.
فأما النوع الأول فهو السحر الذي يكون باستخدام الشياطين، مثل العقد
وأما النوع الثاني من أنواع السحر فهو الأدوية التي تستخدم لتغيير بعض الأشكال وخفة اليد والمخادعة ونحو ذلك مما يتدرب عليه كثير من الناس، وهذا ليس من الشرك، بل هو من كبائر الذنوب.
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد (ص: 215)
- المَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ) مَا سَبَبُ عَطْفِ السِّحْرِ عَلَى الشِّرْكِ فِي الحَدِيْثِ؛ رُغْمَ أَنَّ السِّحْرَ هُوَ مِنَ الشِّرْكِ؟
الجَوَابُ هُوَ مِنْ وَجْهَيْنِ:
1) أَنَّ السِّحْرَ نَوْعٌ مِنَ الشِّرْكِ، فَهُوَ مِنْ بَابِ عَطْفِ الخَاصِّ عَلَى العَامِّ؛ لِلدَّلَالَةِ عَلَى خُطُوْرَتِهِ.
2) أَنَّ السِّحْرَ لَيْسَ مُطَابِقًا تَمَامًا لِلشِّرْكِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ مِنْهُ مَا هُوَ لَيْسَ بِشِرْكٍ؛ كَمَا هُوَ فِي اسْتِخْدَامِ العَقَاقِيْرِ وَالتَّدْخِيْنِ وَخِفَّةِ اليَدِ.
فتاوى الشبكة الإسلامية (1/ 4689، بترقيم الشاملة آليا)
الشعبذة ... تعريفها .. ممارستها وتعليمها وأخذ الأجرة عليها
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم.
السيد صلاح الدين مقدم ألعاب بهلوانية في المؤسسات التربوية للأطفال من سن 6 إلى 12 وفي بداية تقديم الألعاب نذكرالأطفال بقول الله تعالى -أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم- لا يفلح الساحر حيث أتى- صدق الله العظيم، وبحديث الرسول صلى الله عليه وسلم - "ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر" وفي نهاية الحصة نكشف للتلاميذ لعبة أو لعبتين لتذكيرهم أنها خفة يدين فضيلة المفتي ما رأيك في هذه القضية بشأن المهنة والمال المجني من ورائها - حلال أم حرام والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي أسميته ألعاباً بهلوانية يعرف في الشرع واللغة بالشعبذة، كما في المصباح المنير،: الشعبذة هي: لعب يري الإنسان منه ما ليس له حقيقة كالسحر، والشعبذة هي: إظهار الأمور العجيبة بواسطة ترتيب آلات هندسية وخِفة اليد والاستعانة بخواص الأدوية والأحجار. شرح البهجة.
وقد تتابعت أقوال العلماء على تحريم هذه المهنة وما يترتب عليها، يقول ابن الهمام من الحنفية: ولا تقبل شهادة أهل الشعبذة، وهو الذي يسمى في ديارنا دكاكاً؛ لأنه إما ساحر أو كذاب، أعني: الذي يأكل منها ويتخذها مكسبة، فأما من علمها ولم يعملها فلا. فتح القدير، كتاب الشهادات.
ويقول زكريا الأنصاري من الشافعية: وتحرم الكهانة والتنجيم والضرب بالرمل والحصى والشعير والشعبذة وحلوانها، أي المذكورات، أي إعطاءً أو أخذاً لعوضٍ عنها، بالنص الصحيح في حلوان الكاهن، والباقي في معناه. أسنى المطالب شرح روض الطالب، حكم السحر.
ويقول منصور البهوتي من الحنابلة: ويُعزر من يدخل النار ونحوه ممن يعمل الشعبذة ونحوها. باب التعزير.
وجاء في فتاوى الرملي: أن الشعبذة مشترك مع السحر في التحريم، وأن كثيراً من العلماء أدرجوها فيه. فتاوى الرملي.
وفي المجموع للنووي: ولا يجوز بيع كتب الكفر، وهكذا كتب التنجيم والشعبذة والفلسفة، وغيرها من العلوم الباطلة المحرمة، فبيعها باطل؛ لأنه ليس منها منفعة مباحة. كتاب البيوع، بيع المصحف وشراؤه.
فيظهر بعد سرد أقوال العلماء أن ممارسة هذه المهنة وتعليمها وأخذ الأجر عليها وإعطاءه حرام.
والله أعلم.
فتاوى الشبكة الإسلامية (1/ 4717، بترقيم الشاملة آليا)
الفرق بين الساحر ولاعب السيرك
[السُّؤَالُ]
ـ[أود معرفة الفرق بين الساحر ولاعب السيرك الذي يقوم بحركات وأعمال مذهلة كإخراج عصفور أو أرنب أو غيرها من الأمور التي تعتمد على الخفة والسرعة؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
الألعاب البلهوانية ليست من السحر الذي يكفر صاحبه، ولكنها لا تخلو من بعض المحاذير الشرعية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السحر يطلق في اللغة على كل ما لطف ودق مأخذه، ومنه الحديث: إن من البيان لسحراً. ويطلق على الخدعة، ومنه قوله تعالى: قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ {الشعراء:153}: أي المخدوعين كذا في الموسوعة الفقهية.
وأما في الاصطلاح الشرعي فقد عرفه أهل العلم بعدة تعريفات فمنها: أنه عقد ورقي وكلام يتكلم به أو يعمل به الساحر شيئاً يؤثر في عقل المسحور أو بدنه، وعرفه البيضاوي فقال: المراد بالسحر ما يستعان في تحصيله بالتقرب إلى الشيطان مما لا يستقل به الإنسان .... اهـ
وأما ما يتعجب منه كما يفعله أصحاب الحيل بمعونة الآلات والأدوية أو يريه صاحب خفة اليد فغير سحر وإن كان مذموما من جهة شبهه بالسحر أو ما قد يترتب عليه، وبناء على هذا فإن كانت هذه الألعاب حركات تحصل بها عجائب تذهل المشاهدين دون استعانة بالجان في التأثير على عقول الناس فإنها لا تعتبر من السحر بمعناه الشرعي وإن لم تسلم مما يجعلها مذمومة كما تقدم.
وأما إخراج الحيوانات فإن كان أخفاها بحيث لم يرها المشاهدون فهو محتال، وإن كان يتعامل مع الجان في إحضارها فهو ساحر أو مشعوذ ويحرم إتيانه ومشاهدته. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 51837.
شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - محمد حسن عبد الغفار (44/ 3، بترقيم الشاملة آليا)
القسم الثاني: السحر التخييلي: وهو ليس سحراً حقيقياً، وإنما هو خفة يد، أو خفة حركة، فهو يسحر الأعين، لا يقلب الحقائق، وهذا كما قص الله علينا في سحرة فرعون، فإنهم كانوا لا يقلبون الحقائق، يعني: أن الحبال لم تقلب حيات حقيقة، بل كانت محشوة بزئبق، وكانت تتحرك أمام الناس، ولذلك قال الله تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوه ُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} [الأعراف:116]، فهذا النوع أيضاً من المنهي عنه؛ لأن فيه تزييف وتزوير وغش، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من غشنا فليس منا)، فهو أيضاً من الكبائر.
شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - محمد حسن عبد الغفار (56/ 4، بترقيم الشاملة آليا)
ومثل هذا ما يفعله الآن بعض السحرة الذي بخفة يده يضحك على الناس، فيخرج الدرهم من يد أحدهم أو يلعب بالبيضة يخرجها من أذن الرجل أو من جيب الرجل، فكل هذه من أنواع السحر التخييلي، وهذا لا يصل إلى الكفر كما سنبين.
مسائل خالف فيها رسول الله أهل الجاهلية لمحمد حسن عبد الغفار (5/ 1، بترقيم الشاملة آليا)
مسائل خالف فيها رسول الله أهل الجاهلية - السحر [1]
السحر من الأمور الثابتة بالشرع والعرف، وهو إما سحر حقيقي يكون باستخدام الشيطان، وهذا له حقيقة وتأثير على الصحيح الراجح، وهذا النوع كفر، وإما أن يكون شعبذة ودجلاً وخدعاً للناس بخفة اليد، وهذا النوع لا يكون كفراً على الراجح من أقوال العلماء إلا إذا استحله فاعله، ولم ينكر السحر إلا شرذمة ممن لم يسلِّم لا للعقل ولا للنقل.
مسائل خالف فيها رسول الله أهل الجاهلية (5/ 7، بترقيم الشاملة آليا)
وأما النوع الثاني فلا يتعلق بالشياطين، وإنما يتعلق بخفة اليد وسحر الأعين، كما قال الله تعالى حكاية عن موسى أنه قال لهم: {قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوه ُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} [الأعراف:116] يعني: سحراً عظيماً من التخييل الذي أصبح حقيقة في أعين الناس.
والنوع الثاني مشهور جداً في عصرنا هذا، وهو ما يسمى بعالم السرك، والرعاع والهمج يضيعون أوقاتهم أمام هؤلاء السفهاء ويقفون في ساحة السرك في سهرة نادٍ خاص بهؤلاء السحرة، فيأتون فيه بخفة اليد وخفة الأفعال، ويضحكون على عقول الناس، ويستخفون بأعينهم.
مسائل خالف فيها رسول الله أهل الجاهلية (5/ 8، بترقيم الشاملة آليا)
إذاً: فالسحر حكمه الكفر.
لكن هل هو كفر أكبر أم كفر أصغر؟ نرجع إلى التأصيل الذي أصلناه في أن السحر نوعان: سحر يُستخدم فيه الشياطين، وسحر يستخدم فيه خفة اليد، فالسحر الذي يستخدم فيه الشياطين كفر أكبر مخرج من الملة؛ لأن الشيطان لا يمكن أن يمتع ابن آدم في أن يخرق له العادات إلا إذا قدم له القرابين
إذاً: فهذا النوع كفر أكبر مخرج من الملة بإجماع الأئمة الأربعة: أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة.
وأما النوع الثاني: وهو نوع التخييل وسحر الأعين؛ فهذا كفر دون كفر وليس بكفر أكبر على قول الشافعي.
وأما الأئمة الثلاثة أحمد ومالك وأبي حنيفة فقد قالوا: بأنه يكفر كفراً مخرجاً من الملة؛ لأن الآيات أثبتت عموم كفر الساحر، فإن الله كفر من يخيل ويسحر العين.
قال الله عن سحرة فرعون: {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوه ُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} [الأعراف:116]، ومع ذلك كفرهم الله سبحانه وتعالى.
وقال الله جل وعلا لموسى: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه:69]، وهذه واقعة عين، فهو يتكلم عنهم ثم عن كفرهم بالله سبحانه وتعالى، ثم إيمانهم بعد ذلك، فقالوا: وهذا على العموم.
وأما الشافعية فيقولون: إذا كان السحر الذي يستخدمه الساحر سحر تخييل وسحر أعين وليس فيه استخدام للشيطان فإنه ليس بكفر، ولا يكفر صاحبه؛ لأنه لم يأت بكفر إلا أن يكون قد استحل، فإن استحل فهو كافر، وهذا أمر متفق عليه.
وأجابوا عن هذه الآية التي كفر الله فيها سحرة فرعون مع أنهم سحروا أعين الناس، بأن هؤلاء السحرة أصالة كانوا يكفرون بالله، ويؤمنون بربوبية فرعون: {وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} [الشعراء:44] فكفرهم أصلي، لكن المسلم إذا استخدم سحر الأعين لا يكفر بذلك كفراً يخرجه من الملة، والصحيح الراجح التفريق الذي فرقه الشافعي خلافاً للأئمة الثلاثة وهو أن السحر نوعان: سحر يستخدم صاحبه الشياطين، فهذا كفر يخرج من الملة.
وأما الآخر الذي يستخدم فيه خفة اليد أو سحر الأعين فهذا لا يكفر، ويكون على شفير هلكة، وهو كفر دون كفر؛ لأنه ذريعة إلى الكفر الأكبر.
الموسوعة العقدية - الدرر السنية (3/ 107، بترقيم الشاملة آليا)
والصحيح الراجح من أقوال أهل العلم عندي: أن الساحر كافر بالله كما قال تعالى: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ [البقرة: 102]، ولولا أن تعلمه واستعماله كفر لما وجها له هذا التحذير.
ويدخل في مسمى السحر ما يفعله بعض الناس مما يسمى خفة يد، والتنويم المغناطيسي، وما يسمى بتحضير الأرواح، وغيرها من أفعال الشعوذة والدجالين.
وإذا كان السحر محرماً والساحر على الراجح كافراً فإن إتيانهم، وطلب عمل السحر أيضاً محرم، ومن يقصد الساحر كافر كفراً أصغر هو أعظم من كبائر الذنوب، لظاهر قوله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم شيئا من السحر قليلاً كان أو كثيراً كان آخر عهده من الله)) رواه عبد الرزاق، عن صفوان بن سليم، وهو مرسل (1).
والسحر من الشرك لأنه لا يحصل إلا بالاستعانة بالشياطين، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئاً وكل إليه)) رواه النسائي وحسنه ابن مفلح (2). المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لإبراهيم بن محمد البريكان- ص: 141
_________
وسبب ذلك الاختلاف: كثرة أنواع السحر، واختلاف صوره .. حتى جعله الفخر الرازي ثمانية أقسام (7)، وبعضهم جعله أكثر من ذلك (8).
إضافة إلى توسع بعض العلماء في إطلاق السحر على كثير من الأحوال استناداً للمعنى اللغوي، فبعضهم يطلق السحر على النميمة، والكلام البليغ، وكذا الحركات القائمة على خفة اليد ومهارة الأداء.
وقال الحافظ ابن حجر: - " وقد استدل بهذه الآية: - {وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ} على أن السحر كفر ومتعلمه كافر، وهو واضح في بعض أنواعه ... كالتعبد للشياطين، أو للكواكب، وأما النوع الآخر الذي هو من باب الشعوذة فلا يكفر به من تعلمه أصلاً.

والأصل في السحر أنه كفر وشرك، وقد يكون منه ما هو دون الكفر.
والسحر في هذا الباب على قسمين:
القسم الأول: شرك، وهو الذي يكون بواسطة الشياطين، فيُتقرب إليهم ببذل القرابين والعبادة لهم من دون الله.
القسم الثاني: ظلم وعدوان، وهو ما يكون بواسطة العقاقير والأدوية لأذية الخلق وصدهم عما يريدون.
* وأما السحر الرياضي الذي يرجع إلى سرعة الحركة وقوّة الجسد وخفّة اليد والسحر بالتمويه، وهو ما يكون بقلب الحقائق وإظهارها على غير حقيقتها، فهذان من التدليس والخداع والغش، وإنما أدخل هذه الأنواع المذكورة في السحر للطافة مداركها وخفائها؛ لأن السحر في اللغة عبارة عما لطف وخفى سببه ولهذا جاء في الحديث: "إن من البيان لسحراً".
* وحكم الساحر يظهر مما سبق من تقسيم على الصحيح
شرح نواقض الإسلام - السعد (ص: 74)
2 - النوع الثاني: هو السحر الخيالي كما قال تعالى: (يخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى)، فيخيل للإنسان أن هذا الشيء هو على اختلاف ما هو عليه، فخُيل لموسى عليه السلام والناس الذين كانوا معه بأن هذه العصي أصبحت حيات، وهي ليست بحيات وإنما هي عصي، أو أن الشخص مثلا يزعم أنه يأتي بشيء من لا شيء، فيأتي بحمامة أو بدجاجة أو ببيضة ... أو ما شابه ذلك، وهذا النوع قد اختلف أهل العلم فيه ... اختلف أهل العلم في تكفير من وقع منه، وجه الخلاف فيما بينهم أن هذا النوع من أنواع السحر إن كان فيه استعانة بالشياطين فلا شك في كفر من فعله، وأما إن كان فيما يسمى بـ: خفة يد، أو يستعمل بعض خواص الأشياء ... بعض الخواص الكيميائية لبعض الأشياء، فيزعم أنه يغير الأشياء، فهذا النوع قد اختلف أهل العلم في تكفير من فعله هل يكون كافرا أم لا، ذهب جمهور أهل العلم إلى الحكم بكفره، وذهب الإمام الشافعي إلى أنه لا يكفر، والنصوص الشرعية في الحقيقة جاءت عامة ولم تفرق ما بين هذا وهذا، ما فرقت بين هذا وهذا، وإنما حكمت بحكم عام: بأن مرتكب السحر أنه كافر بالله العظيم، فهذا النوع النصوص جاءت في حقه عامة في تكفير الساحر، ولم تفرق النصوص ما بين سحر وآخر، والله عز وجل قد ذكر في كتابه السحر الخيالي، لكنه سبحانه وتعالى لم يفرق في حكم الساحر، فالقول في أنه كافر قول قوي وقول له وجاهته.
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم (2/ 496، بترقيم الشاملة آليا)
يقدم ألعاباً سحرية
المجيب د. سالم بن محمد القرني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
العقائد والمذاهب الفكرية/ نواقض الإيمان/السحر والرقى والتمائم والطيرة
التاريخ 27/ 2/1425هـ
السؤال
أقدم عروضاً للألعاب السحرية بطريقة مختلفة عن السحرة الآخرين، حيث لا أدعي القدرة الخارقة، وعند ختام كل عرض أنبه المتفرجين بأن الألعاب السحرية أو ألعاب الخفة في الحقيقة ما هي إلا خفة يد وذكاء، وتلاعب بالكلمات، حيث أقوم بشرح تفاصيل لعبتين أو ثلاث؛ لكي لا أوهمهم بأن الساحر ما هو إلا بشر عادي، وأحرص دائما على عدم قول ما يمكن نسبته إلى الشرك، وأن السحر حرام، الحقيقي الذي يرتبط باستعمال الجن والتفريق بين المرء وزوجه، فهل ما أقوم به يخالف الشرع؟ وما هي الملاحظات التي يمكن أن تسدوها لي بهذا الصدد؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
صحيح أن حقيقة السحر ذات قسمين: الأول سحر التخييل والخداع المعتمد على التمويه والكذب والخداع، وقيام الساحر بأعمال عجيبة غريبة تعتمد على خفة في اليد وسرعة الحركة، أو استخدام الحيل الطبيعية مثل استخدام العقاقير والأعشاب، وبعض الأدوية التي تجعل للإنسان المقدرة على عمل بعض الأمور التي يرى أنها من الخوارق، مثل: الدخول في النار مع عدم الاحتراق، ونحو ذلك مما يشغل الأعين ويضيع الوقت أو يؤدي إلى مفاسد أو أخذ أموال الناس بغير حق.
وأما النوع الثاني من السحر فهو ما أشرت إليه في سؤالك بالسحر الحقيقي المعتمد على الاستعانة والاعتماد على الأرواح الأرضية وهم الجن ...
والنوع الثاني: تعلم حرمته وآثاره السيئة كما ظهر من سؤالك، وأما النوع الأول فأنت سألت عنه حتى تدفع الريبة فـ "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"كما في الحديث الذي رواه الترمذي (2518) والنسائي (5711) عن الحسن بن علي - رضي الله عنهما-، و"الإثم ما حاك في صدرك"رواه مسلم (2553) من حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه -، ويكفي أن فيه تمويه وخداع وكذب، والتمويه على الناس حرام والمخادعة حرام، والكذب حرام، وإن أوضحت ذلك كله للناس.
فأنا أنصحك بأن تبتعد عن هذا العمل وتتجه إلى عمل أفضل تكسب به خير الدنيا والآخرة. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
إرشاد المحرمات والمنكرات - فتاوى السحيم (ص: 178)
166 - ماحكم الاسلام في الالعاب السحرية
( ... السؤال ... ) -
هل يجوز إحظار " ساحر صاحب ألعاب خفة اليد " من دولة أجنبية ليُقدم عروضا في دولة اسلامية؟؟ وما حكم الاسلام في هذه الالعاب " خفة اليد "؟؟
الجواب:-
لا يجوز إحضار ساحر ولا مشاهدته؛ لأنه يخدع الناس، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: المكر والخديعة والخيانة في النار. رواه الحاكم وغيره.
وهذا هو الذي يُسمى المشعوذ. قال في القاموس المحيط: الشعوذة خِفّة في اليد، وأخذ كالسحر، يرى الشيء بغير ما عليه أصله في رأي العين. اهـ.
وهو في الحقيقة نوع من السِّحر، فإن من السِّحر سحر التخييل، وهو أن يُخيِّل للرائي أن يرى شيئا، وهو بِخِلافِه، وهذا سحر سحرة فرعون!
فقد قال الله عن موسى عليه الصلاة والسلام: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى) فإذا كان القوي الأمين أوجس في نفسه خيفة مما خُيِّل إليه أنه يسعى فكيف غيره؟!
فلا يجوز التعامل مع هؤلاء ولا جلبهم لديار المسلمين ولا بث برامج عنهم ولا متابعة تلك البرامج التي تُروّج لهم.والله تعالى أعلم.
مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع (2/ 439)
الفرق بين المعجزة والمخترعات:
إن المعجزة ليست معروفة السبب من الخلق، بخلاف المخترعات فهي معروفة السبب ولا تدخل في نطاق المعجزات ولا تقاربها، إذ هي مبنية على تجارب ونظريات داخلة تحت طاقة الإِنسان وعمله وقدرته وهي جارية على السنن الكونية المعروفة، وليست خارجة عنها، وما سمعنا بمخترع يدعي النبوة. "انظر كتاب الإسراء والمعراج للشيخ محمد أبو شهبة ص 11"
الفرق بين المعجزة والسحر:
إن المعجزة غير معروفة السبب العادي لنا، بخلاف السحر، فهو وإن خفي في الظاهر على كثير من الناس مما يعلمه بعضهم، وله قواعد وأسباب يتوصل بها إليه، وكثير مما نظن أنه سحر لا يعدو أن يكون خيالًا وخفة يد، وشعوذة، فكن على بيّنة من ذلك، ولا يشكل عليك الأمر فيلتبس الباطل بالحق المبين، فشتان ما بين صنع الله رب العالمين، وأعمال الدجالين المشعوذين.
"المصدر نفسه السابق".

حقيقة السحر وحكمه في الكتاب والسنة لعواد بن عبد الله المعتق (ص: 147)
ثم بعد أن فصّل الرازي في تلك المقدمات قال: إذا عرفت هذه المقدمات سهل عند ذلك تصور كيفية هذا النوع من السحر، وذلك أن المشعبذ الحاذق يظهر عمل شيء يشغل أذهان الناظرين به ويأخذ عيونهم إليه حتى إذا استغرقهم الشغل بذلك الشيء والتحديق نحوه عمل شيئا آخر بسرعة شديدة فيبقى ذلك العمل خفياً لتفاوت الشيئين.
أحدهما: اشتغالهم بالأمر الأول والثاني: سرعة الإتيان بهذا العمل الثاني وحينئذ يظهر لهم شيء آخر غيرما انتظروه فيتعجبون منه جداً ولو أنه سكت ولم يتكلم بما يصرف الخواطر إلى ضد ما يريد أن يعمله، ولم تتحرك النفوس والأوهام إلى غير ما يريد إخراجه لفطن الناظرون لكل ما يفعله1.
وهذا النوع - كما نرى - تخييل لا حقيقة له وهو محرم، لما يتضمنه من الكذب والخداع وقد قال البعض2 بأن سحر سحرة فرعون من هذا النوع والأظهر والله أعلم أنه ليس من هذا النوع ذلك أن سحرة فرعون لم يكن منهم حركات سوى
__________
1 تفسير الرازي ج3 ص211.
2 تفسير ابن كثير ج1 ص146.
إلقاء الحبال والعصي ثم تراءى للناس أنها متحركة فكان سحرهم بفعل آخر أثر على الأعين، وهو من نوع الاستخدامات1.
الثاني: الاستعانة بخواص الأدوية والأطعمة والملابس ونحوها. وهو ضرب من الاحتيال يقوم به بعض من يدعي السحر.
فمن ذلك أن يدعي القدرة على فعل أمور خارقة، فيستخدم خواص بعض المواد التي خلقها الله مما عرف خاصيته ولم يعلمه بقية الناس.
ومن أمثلة ذلك دخول بعض هؤلاء النار بعد أن يدهنوا جلودهم بمواد لها خاصية مقاومة النار، أو يلبس ثياب لا تحرقها النار، فيظن الرائي الجاهل أنه فعل أمراً خارقاً، ولو علم بما فعل لزال العجب، كذلك من هذا النوع أن يجعل في طعام من يريد إيذاءه بعض الأدوية أو الأطعمة المبلدة المزيلة للعقل أو الدخن المسكرة، فإذا تناولها الضحية تبلد عقله وقلت فطنته فيتصرف تصرفاً غيرسليم فيقول الناس إنه مسحور، وقد يستعين بهذه الأدوية ونحوها في مسك الحيات، ثم يزعم أمام جهلة الناس أنها أحوال له2.
الثالث: السعي بالنميمة وإغراء بعض الناس ببعض من وجوه لطيفة خفية وهذا شائع بين الناس3 وخصوصاً ضعاف الإيمان منهم.
قال أبو الخطاب في عيون المسائل: "ومن السحر السعي بالنميمة والإفساد بين الناس"4
حقيقة السحر وحكمه في الكتاب والسنة (ص: 146)
القسم الثاني: ماسحر في اللغة. وهو"السحر المجازي" ومداره على قوة البيان وخفة اليد، والحيل والاكتشافات التي سبق بها الساحر عصره وإنما أدخل هذا القسم في فن السحر للطافة مأخذه، ذلك أن السحر في اللغة عبارة عما خفي ولطف سببه4. وهو أنواع منها:
الأول: الأخذ بالأبصار والشعبذة، وهذا النوع مبني على مقدمات. أحدها: أن أغلاط البصر كثيرة ومن أمثلة ذلك أن راكب السفينة إذا نظر إلى الشط رأى السفينة واقفة والشط متحركاً ومثلها السيارة ونحوها. وذلك دليل على أن الساكن يرى متحركاً والمتحرك يرى ساكناً.
ثانيها: أن القوة الباصرة إنما تقف على المحسوسات وقوفاً تاماً إذا أدركت المحسوسات في زمان له مقدار ما، أما إذا أدركت المحسوس في زمان قصير جداً ثم أدركت بعده محسوساً آخر وهكذا فانه يختلط البعض بالبعض.
وثالثها: أن النفس إذاكانت مشغولة بشيء فربما حضر عند الحس شيء آخر ولا يشعر الحس به ألبتة. مثاله: أن الإنسان عند دخوله على السلطان قديلقاه إنسان آخر ويتكلم معه فلا يعرفه ولا يفهم كلامه، إذ إن قلبه مشغول بشيء آخر. ثم بعد أن فصّل الرازي في تلك المقدمات قال: إذا عرفت هذه المقدمات سهل عند ذلك تصور كيفية هذا النوع من السحر، وذلك أن المشعبذ الحاذق يظهر عمل شيء يشغل أذهان الناظرين به ويأخذ عيونهم إليه حتى إذا استغرقهم الشغل بذلك الشيء والتحديق نحوه عمل شيئا آخر بسرعة شديدة فيبقى ذلك العمل خفياً لتفاوت الشيئين.
أحدهما: اشتغالهم بالأمر الأول والثاني: سرعة الإتيان بهذا العمل الثاني وحينئذ يظهر لهم شيء آخر غيرما انتظروه فيتعجبون منه جداً ولو أنه سكت ولم يتكلم بما يصرف الخواطر إلى ضد ما يريد أن يعمله، ولم تتحرك النفوس والأوهام إلى غير ما يريد إخراجه لفطن الناظرون لكل ما يفعله1.
وهذا النوع - كما نرى - تخييل لا حقيقة له وهو محرم، لما يتضمنه من الكذب والخداع وقد قال البعض2 بأن سحر سحرة فرعون من هذا النوع والأظهر والله أعلم أنه ليس من هذا النوع ذلك أن سحرة فرعون لم يكن منهم حركات سوى
إلقاء الحبال والعصي ثم تراءى للناس أنها متحركة فكان سحرهم بفعل آخر أثر على الأعين، وهو من نوع الاستخدامات1.
الثاني: الاستعانة بخواص الأدوية والأطعمة والملابس ونحوها. وهو ضرب من الاحتيال يقوم به بعض من يدعي السحر.
فمن ذلك أن يدعي القدرة على فعل أمور خارقة، فيستخدم خواص بعض المواد التي خلقها الله مما عرف خاصيته ولم يعلمه بقية الناس.
ومن أمثلة ذلك دخول بعض هؤلاء النار بعد أن يدهنوا جلودهم بمواد لها خاصية مقاومة النار، أو يلبس ثياب لا تحرقها النار، فيظن الرائي الجاهل أنه فعل أمراً خارقاً، ولو علم بما فعل لزال العجب، كذلك من هذا النوع أن يجعل في طعام من يريد إيذاءه بعض الأدوية أو الأطعمة المبلدة المزيلة للعقل أو الدخن المسكرة، فإذا تناولها الضحية تبلد عقله وقلت فطنته فيتصرف تصرفاً غيرسليم فيقول الناس إنه مسحور، وقد يستعين بهذه الأدوية ونحوها في مسك الحيات، ثم يزعم أمام جهلة الناس أنها أحوال له2.
الثالث: السعي بالنميمة وإغراء بعض الناس ببعض من وجوه لطيفة خفية وهذا شائع بين الناس3 وخصوصاً ضعاف الإيمان منهم.
قال أبو الخطاب في عيون المسائل: "ومن السحر السعي بالنميمة والإفساد بين الناس"4
الحذر من السحر لخالد الجريسي (ص: 85)
[فالسحر لا يظهر إلا على كافر أو فاسق، فهو توصل بمحظور إلى محظور. ويخرج باشتراط مزاولة قول أو فعل محرم: ما يفعله أصحاب الحِيَل بمعونة الآلات والأدوية أو ما يُريه صاحب خفة اليد، فإن ذلك - وإن سمي سحرًا - فإنه على المجاز لا على الحقيقة، لما فيه من مشابهة السحر في الدقة، لأن السحر في الأصل موضوع لما خفي سببه] (1).
(1) انظر: موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، للعلاّمة التهانوي. (1/ 935) السحر.
الحذر من السحر (ص: 99)
11 - الشعوذة، أو الشعبذة: [وهي معرب شعباذة، وهو اسم رجل ينسب إليه هذا العلم، وهو علم مبني على خفة اليد، بأن يُري الناسَ الأمر المكرر واحدًا لسرعة تحريكه، والواحد مكررًا، ويري الجماد حيًا، ويخفي المحسوس عن أعين الناس، بلا أخذٍ من عندهم باليد، إلى غير ذلك من الأحوال، وهذا - كما يظهر - ليس من السحر في شيء، وإنما هو من قبيل تعلّم الأسباب اليقينية الموصلة إلى ذلك، وأن كل من اطّلع عليها قدر على مثلها، وإن كان لعدّه من السحر نوع سبيل] (1)
والشعوذة هي أكثر ما يفعله من يسمّون سحرة في عصرنا في السيرك وغيره، إلا أن بعضهم قد يتفق مع شيطانه أن يعاونه في التخييل في قدرة الرائين لا في حقيقة المرئي، فإن كان كذلك فهو - بلا ريب - نوع من سحر الأعين، والله أعلم.
(1) انظر: موسوعة مصطلحات مفتاح السعادة ومصباح السيادة، لطاش كبرى زاده. (علم الشعبدة والتخيلات)، ص 499.
الحذر من السحر (ص: 127)
وعلى ذلك كله نجد أن تقسيم العلاّمة ابن خلدون رحمه الله السحر إلى تلك المراتب الثلاثة التي سبق ذكرها، يمكن إدراج جميع أنواع السحر فيها بما يمايز بينها، ويزيل اللبس عن مفهوم السحر، فيكون السحر المؤثر بهمة الساحر وتصفية نفسه مع قوله رقى ضارة أو نفث في عقد، أو تصوير المسحور، هو من مرتبه السحر الحقيقي بغير مُعين، وكذلك سحر الطلسمات والتنجيم بمخاطبة الكواكب واستنزال روحانيتها المزعومة، والعزائم المسخرة على خواص حقائق بعض الموجودات، وكذلك سحر الهيمياء بآثار الخصائص السماوية - بزعمهم - والكهانة بأنواعها، كل ذلك سحر على الحقيقة لكن بمعين، وتكون الشعوذة وما
شاكلها من تخييل، كالسيمياء، والنيرنجيات، وسحر الأغتام، وسحر الأدوية والتدخينات، كل ذلك وإن عمل عمل السحر في التخييل وإيقاع الضر إلا أنه لا يسمى سحرًا حقيقة، بل مجازًا، ومن باب أولى في ذلك أن يكون سحر الاستمالة والبيان والعِضَهِ تخييلاً لا حقيقة، والله أعلم.
كيف تتخلص من السحر تأليف عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار (ص: 13)
سؤال: كثيراً مانسمع عما يقوم به المشعوذون من أعمال يشاهدها أبناء المسلمين إما عن طريق التلفاز أو المشاهدة عياناً في بعض البلدان الأخرى وذلك بقيام المشعوذ بعمل أعمال خفية فتصرف الأبصار إليها كإماتة طير وإحيائه أو إخراج الطائر من البيضة على يديه وهكذا فما حكم مشاهدة هذه الأشياء وهل هي من السحر؟.
نقول نعم هذه الأشياء ضرب من ضروب السحر ويسمى سحر التخييل وهو قسم من أقسام السحر الذي هو يشبه سحر سحرة فرعون الذي قال الله فيه: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى {66} (طه).
وقال فيه أيضا: {قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوه ُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ {116} (الأعراف).
وهذه الأشياء التي يقوم بها المشعوذون في هذا النوع من السحر لاحقيقة لها بل هي خداع وتخيلات يقوم بفعلها المشعوذ لكي يصرف أبصار الناس عما يتعاطاه بخفة يده.
أما كونها سحراً لأن الله سبحانه وتعالى سماها بذلك فقال في سحرة فرعون: {وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ {116} (الأعراف).
لكن هنا ماحكم رؤية هذه الأعمال؟.
لاشك أنه لا يجوز ويحرم على الإنسان رؤيتها وينبغي عليه أن يحذر أبناءه من مشاهدة هذه الأشياء.
ودليل ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {68} (الأنعام).
وقوله تعالى للمؤمنين: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ
آيَاتِ اللهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً {140} (النساء).
فرؤية المنكر مع عدم القدرة على الإنكار نهينا عن الجلوس مع من يقوم به لأن الجلوس معه يوحي بالرضى به.
والسحر منكر عظيم ينبغي البعد عن أماكنه وعن من يقوم به.
وكذلك في هذه الألعاب شركيات وكفريات كما هو معلوم فالمشعوذ الذي يقوم بعمل هذه الأشياء يدعي صفة الربوبية وهي القدرة على الإحياء بعد الإماتة ومن ادعى ذلك كفر لأن هذا من خصائص ربوبية الرب سبحانه وتعالى.
فالمهم هنا أننا نقول بأنه لايجوز رؤية الألعاب التي يقوم بها المشعوذون وتشتمل على سحر التخييل المتضمن لأشياء كفرية أو شركية أومحرمة سواء كان من خلال أجهزة الإعلام أوغيرها.
التفسير الوسيط - مجمع البحوث (1/ 156)
وأما الشعوذة وما يجرى مجراها، مما فيه إظهار أمور عجيبة باستعمال آلات هندسية أو خفة يد، أو الاستعانة بخواص الأدوية والأحجار، فإنها ليست من السحر، وإطلاق السحر عليها من قبيل التجوز، أو لما فيها من الدقة كما ذكره الآلوسي.
تفسير آيات الأحكام للسايس (ص: 31)
هو قول الرازي والمعتزلة- فلا يصح القول بإطلاق الكفر على الساحر، لأنّ من يستعمل من ضروبه السعي بالنميمة لا يكفر بذلك. وقد فطنوا لذلك فلم يكفّروا من السحرة إلا من يعظّم الكواكب، ويسند الحوادث إليها، أو يزعم أنه يقدر على الخوارق للعادة، فيكفر لأنه يدعي أنه يقدر على مثل ما يكون للأنبياء من معجزات، وفي ذلك طعن في معجزاتهم. وسدّ لباب دلالة المعجزة على نبوتهم. أما من يستعمل في ضروبه الإفساد بالنميمة، أو خفّة اليد، دون ادعاء ما ذكر، فلا يكون بذلك كافرا. والآية محمولة على سحر أهل بابل، وهو كان تعظيما للكواكب كما تقدم.
وإذا كان السحر كفرا. كان المسلم إذا عمل السحر مرتدا بذلك، فيحكم عليه بالقتل،
لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «من بدّل دينه فاقتلوه» «1»
دروس الشيخ سعد البريك (103/ 10، بترقيم الشاملة آليا)
يقول الدكتور عمر سليمان الأشقر، وله كتاب قيم جميل عالم السحر والشعوذة، يقول: السحر أنواع: فمنه ما هو حقيقي، ومنه ما هو تخيلي، ومنه ما هو مجازي وهو الذي يعتمد على خفة اليد والألعاب، لكن حتى هذا السحر الذي يظنون أنه يعتمد على خفة اليد لا يخلو من السحر التخيلي، وأنتم تلاحظون أن ساحراً من السحرة يقف أمام الجماهير ثم ينحني راكعاً لهم، وفي الحقيقة يركع للشياطين قبل ذلك ثم يحيونه بالتصفيق وبالصفير والمكاء والتصدية ثم لا يلبث ويأتي بمنديل ويحركه أمامه ثم يدخله في القبعة، ويخرج ثلاثين أرنباً وأربع حمامات وخمسة قطط، وعد من الغرائب والعجائب من هؤلاء الذين يسحرون الناس وهم في الحقيقة سحرة لا شك في أفعالهم.
ويظن ظان أو يقول قائل: إن هذا ضرب من خفة اليد أو شيء من ألعاب السرك ونحو ذلك؟ الحقيقة هي الحقيقة؛ أنه سحر يخيل لهذا الرائي أنه رأى مثل هذه الأمور.
التوحيد الميسر لعبد الله بن أحمد الحويل
أقسام السحر: قسمان: 1 - شرك أكبر: وهو الذي يكون بواسطة الجن والشياطين يعبدهم ويتقرب إليهم ويسجد لهم ليسلطهم على المسحور.
2 - فسق وعدوان: وهو الذي يكون بواسطة الأدوية والعقاقير ونحوها
ومن ذلك أيضا خفة اليد والتلاعب على الأعين.
إن كان سحره من القسم الثاني: لا يكفر ولكنه يعد فاسقا عاصيا ويقتل من باب دفع الصائل إذا رأى الإمام (ولي الأمر) ذلك.
عالم السحر والشعوذة للدكتور عمر سليمان الأشقر
ونحن لا ننازع الجصاص والرازي في جواز إطلاق اسم السحر على كل ما خفي سببه ولكننا ننازعهما في أن ذلك هو اصطلاح الشارع وقد أقر الجصاص بأن اسم السحر أطلق على البيان في حديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من البيان لسحرا» مجازا لا حقيقة.
وكان الأحرى به أن يجعل دخول النميمة وما يفعله أصحاب الحيل بمعونة الآلات المركبة على النسب الهندسية والاستعانة بالأدوية للتوصل إلى المراد وخفة اليد في السحر من باب التجوز ووليست من السحر الحقيقي الذي حكم الله بكفر فاعله.
يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: (وأما سحر الأدوية والتدخين ونحوه فليس بسحر، وإن سمي سحرًا فعلى سبيل المجاز كتسمية القول البليغ والنميمة سحرًا، ولكنه يكون حرامًا لمضرته يعزر من يفعله تعزيرًا بليغًا).
وهناك أمر آخر له أثر بين في توجيه العلماء في تعريف السحر وجهة معينة وهو اعتقاد بعضهم أن السحر لا حقيقة له واعتقاد البعض الآخر بأن له حقيقة.
عالم السحر والشعوذة للدكتور عمر سليمان الأشقر
النوع الثالث: وهو السحر المجازي:
المطلب الأول: الفرق بين هذا النوع وسحر التخييل:
هذا النوع يقوم على حيل علمية ومعرفة خواص المخلوقات كما يقوم على خفة اليد والكذب على ضعاف العقول ونحو ذلك وقد يظن أن هذا النوع تابع للنوع الذي قبله وهو سحر التخييلات وهذا غير صحيح فالساحر الذي يستخدم حبلا على شكل أفعى يتحرك بواسطة آلة تحركه أو الذي يحول وجهه من البياض إلى السواد بواسطة دهان يدهن به وجهه أو الذي يدخل يده في النار فلا تحرقها لأنه دهنها يدهن به وجهه أو الذي يدخل يده في النار فلا تحرقها لأنه دهنها بدهان مقاوم للنار وحرارتها فعله هذا ليس من باب التخييل وإنما التخييل كما بيناه من قبل التأثير في القوة المتخيلة عند المسحور أو سحر بصره حتى ترى الأمور على خلاف ما هي عليه.
ولم أر من تنبه إلى هذا الفرق بين هذين النوعين إلا ابن القيم رحمه الله تعالى فإنه يرى أن سحر التخييل يتحقق لتغيير حصل في المرئي أو لتغيير حصل في الرائي.
فالذين شاهدوا سحرة فرعون إما أن يكون السحر الذي أصاب عيونهم لتغيير حصل في الحبال والعصى مثل أن تكون السحرة استغاثت بأرواح حركتها وهي الشياطين فظنوا أنها تحركت بأنفسها وإما أن يكون التغيير حدث في الرائي حتى رأى الحبال والعصى تتحرك وهي ساكنة في أنفسها.
يقول ابن القيم: (ولا ريب أن الساحر يفعل هذا وهذا فتارة يتصرف في نفس الرأي وإحساسه حتى يرى الشيء بخلاف ما هو به وتارة يتصرف في المرئي باستعانته بالأرواح الشيطانية حتى يتصرف فيها).
ويرفض ابن القيم رفضا قاطعا أن سحر سحرة فرعون كان بحيلة ابتدعوها كأن يكونوا وضعوا في تلك الحبال والعصي ما أوجب حركتها كأن يضعوا في جوفها الزئبق فإن من خاصيته أن يحرك الشيء الذي وضع فيه إذا وضع ذلك الشيء على مكان حار.
يقول ابن القيم: (هذا [الذي قاله هؤلاء] باطل من وجوه كثيرة فإنه لو كان كذلك لم يكن هذا خيالا بل حركة حقيقية ولم يكن ذلك سحرا لأعين الناس ولا يسمى ذلك سحرا بل صناعة من الصناعات المشتركة وقد قال تعالى: {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} ولو كانت تحركت بنوع حيلة كما يقوله المنكرون: لم يكن هذا من السحر في شيء ومثل هذا لا يخفى وأيضا لو كان ذلك بحيلة كما قال هؤلاء لكان طريق إبطالها إخراج ما فيها من الزئبق وبيان ذلك المحال ولم يحتج إلى إلقاء العصا لابتلاعها وأيضا فمثل هذه الحيلة لا يحتاج فيها إلى الاستعانة بالسحرة بل يكفي فيها حذاق الصناع ولا يحتاج في ذلك إلى تعظيم فرعون للسحرة وخضوعه لهم ووعدهم بالتقريب والجزاء وأيضا فإنه لا يقال في ذلك إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فإن الصناعات يشترك الناس في تعلمها وتعليمها وبالجملة فبطلان هذا أظهر من أن يتكلف رده).
العقيدة الصحيحة شرط للنجاة (ص: 146) [وغالبا هذه الرسالة للدمشقية]
ويدخل في مسمى السحر ما يفعله بعض الناس اليوم مما يسمى (خفة يد) أو (تحضير الأرواح) وغيرها من أفعال الشعوذة والدجل.