تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: ترتيب الصحابة في الفضل كترتيبهم في الخلافة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي ترتيب الصحابة في الفضل كترتيبهم في الخلافة

    قال الشيخ صالح ال الشيخ
    معتقد أهل السنة و الجماعة في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
    فهم يعتقدون أن خير هذه الأمة بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم - هم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    ، كما جاء ذلك في غير ما حديث أن النبي عليه الصلاة والسلام
    قال «خير هذه الأمة قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» وهذا عام لكل الصحابة، فكل صحابي يثبت هذا الفضل،
    فجنس الصحابة أفضل من جنس من بعدهم،
    والصحابة متفاوتون في الفضل،
    فأفضل الصحابة وأعلاهم مقاما أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -،
    ويليه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -،
    ثم عثمان بن عفان - رضي الله عنه -،
    ثم علي - رضي الله عنه -،
    وهؤلاء هم الخلفاء الأربعة الراشدون،
    فترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة؛
    ترتيبهم في الفضل عند أهل السنة كترتيبهم في الخلافة،
    وكان هناك خلاف في القرن الأول هل يقدم علي على عثمان في الفضل أم لا يقدم؟
    مع إقرار الجميع أن عثمان أولى بالخلافة من علي،
    لكن هل علي أفضل أم عثمان؟ فكان من أهل الكوفة من أهل السنة من يقول إن عليا أفضل، وبعضهم وهم الجمهور والعامة يقولون إن عثمان أفضل،
    وهذا هو الذي استقرت عليه عقائد أهل السنة والجماعة من الأخذ بقول عامة علمائهم،
    بل الأخذ بقول علي وقول الصحابة؛ من أن ترتيب الصحابة في الفضل كترتيبهم في الخلافة،
    فعثمان مقدم على علي - رضي الله عنه -.
    وأولئك كانوا يسمّون في الزمن الأول الشيعة؛
    فمن فضّل عليّا على عثمان نُسِب إلى التشيّع، وهو غير الرفض الموجود بعد ذلك الذي من علاماته سب الشيخين ولعنهما والتبري من عثمان ومعاوية رضي الله عن جميع الصحابة والذين يقولون إنه لم يصح إيمان إلا نفر من الصحابة فقد ارتد الأكثرون إلا طائفة.



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ترتيب الصحابة في الفضل كترتيبهم في الخلافة

    قال الشيخ:صالح الفوزان .
    المَتْنُ:
    (وَرَوَى أبو الدَّرْدَاءِ عَن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلا غَرَبَتْ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِين َ عَلَى أَفْضَلَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ)).
    الشَّرْحُ:
    وَهذهِ شَهَادَةٌ مِن الرسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلا غَرَبَتْ بَعْدَ النَّبِيِّينَ عَلَى أَفْضَلَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ)).

    المَتْنُ: (وَهوَ أَحَقُّ خَلْقِ اللهِ بالخلافةِ بعدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).

    الشَّرْحُ: هوَ أحقُّ خَلْقِ اللهِ بالخلافةِ:

    أَوَّلاً: لأنَّهُ أفضلُ الصحابةِ على الإِطلاقِ.

    وثانياً: لأنَّ الرسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يَخْتَارُهُ للصلاةِ بالمسلمينَ لَمَّا مَرِضَ عَلَيْهِ الصلاةُ وَالسلامُ، قَالَ: ((مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ)).
    فَاخْتِيَارُ الرسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهُ بالإِمامةِ في الصلاةِ وَالوقوفِ في مِحْرَابِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هذا دليلٌ على أَنَّهُ الأَحَقُّ بالخلافةِ، وَهذهِ إِشارةٌ منهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى استخلافِهِ مِنْ بعدِهِ؛
    وَلهذا قَالَ الصحابةُ لَمَّا أَرَادُوا بَيْعَتَهُ: أَيَرْضَاكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِدِينِنَا وَلا نَرْضَاكَ لِدُنْيَانَا. فَقَدَّمُوهُ في الخلافةِ.

    المَتْنُ: (وَهوَ أَحَقُّ خَلْقِ اللهِ بالخلافةِ بعدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).

    الشَّرْحُ: وَهذا بإِجْمَاعِ المسلمينَ.

    المَتْنُ: (لِفِضْلِهِ وَسَابِقَتِهِ، وَتَقْدِيمِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهُ في الصلاةِ على جميعِ الصحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهُمْ).

    الشَّرْحُ: وَكَانُوا مَوْجُودِينَ بما فِيهم أبو بكرٍ وَعثمانُ وَعليٌّ وَأَفَاضِلُ الصحابةِ، وَمعَ هذا نَصَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على تقديمِ أبي بَكْرٍ، وَلَمَّا رُوجِعَ في ذلكَ أَصَرَّ على أنْ يُقَدِّمَ أبا بكرٍ في الصلاةِ.

    المَتْنُ: (و إِجْمَاعِ الصحابةِ على تَقْدِيمِهِ وَمُبَايَعَتِهِ ).

    الشَّرْحُ: إِجماعِ الصحابةِ في يومِ السَّقِيفَةِ بعدَ وَفاةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بَيْعَتِهِ وَاستخلافِهِ بعدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فإِنَّهُم بَايَعُوهُ بالإِجماعِ، بما فيهِم المُهَاجِرُونَ وَالأنصارُ رَضِيَ اللهُ عنهم.

    المَتْنُ:
    (وَإِجماعِ الصحابةِ على تَقْدِيمِهِ وَمُبَايَعَتِهِ ، وَلمْ يَكُن اللهُ لِيَجْمَعَهُمْ على ضَلالَةٍ).

    الشَّرْحُ: قولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَجْتَمِعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلالَةٍ)). حَصَلَ اختلافٌ في الأوَّلِ، ثمَّ تَرَاجَعُوا فيما بَيْنَهُمْ، ثمَّ انْحَسَمَ الخلافُ، وَأَجْمَعُوا على بَيْعَةِ أبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنهُ.

    المَتْنُ: (ثمَّ مِنْ بَعْدِهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ).

    الشَّرْحُ: ثمَّ مِنْ بَعْدِهِ عُمَرُ، وَذلكَ بالعهدِ الذي عَهِدَ بهِ أبو بكرٍ.لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرٍ الوفاةُ عَهِدَ إِلى عُمَرَ بالخلافةِ،
    وَإِذا عَهِدَ وَلِيُّ الأمرِ مِنْ بعدِهِ إِلى مَنْ يَخْلُفُهُ تَعَيَّنَ ذلكَ، كما عَهِدَ أبو بكرٍ إِلى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنهُ.

    المَتْنُ: (ثمَّ مِنْ بَعْدِهِ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ لِفَضْلِهِ وَعَهْدِ أَبِي بَكْرٍ إِليهِ).

    الشَّرْحُ: لِفَضْلِهِ المعروفِ، وَسَابِقَتِهِ في الإِسلامِ، وَقُوَّتِهِ وَصَرَامَتِهِ، وَأنَّهُ لا يَخْشَى في اللهِ لَوْمَةَ لائمٍ، وَلتقديمِ الصحابةِ لهُ، وَعَمَلاً بعهدِ أبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

    المَتْنُ: (ثمَّ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ لتقديمِ أهلِ الشُّورَى لهُ).

    الشَّرْحُ: الثالثُ مِن الخلفاءِ الراشدِينَ عثمانُ بنُ عفَّانَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنهُ؛ وَذلكَ لإِجماعِ أهلِ الشُّورَى الذينَ عَهِدَ إِليهم. عُمَرُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الوفاةُ؛ لِيَخْتَارُوا خليفةً للمسلمينَ.

    وَأهلُ الشُّورَى سِتَّةٌ ؛ هم: عُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ، وَطلحةُ، وَالزبيرُ، وَسعدُ بنُ أبي وَقَّاصٍ.هؤلاءِ أَجْمَعُوا على اختيارِ عثمانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَبَايَعَهُ المسلمونَ.

    المَتْنُ: (ثمَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ لِفَضْلِهِ وَإِجماعِ أهلِ عصرِهِ عَلَيْهِ).

    الشَّرْحُ: وَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَهِيداً مَظْلُوماً، اجْتَمَعَ المسلمونَ على بَيْعَةِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ لأنَّهُ أفضلُ الصحابةِ بعدَ الثلاثةِ الذينَ سَبَقُوهُ،
    وَكانَ حَقِيقاً وَخَلِيقاً بالخلافةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَلكنْ حَصَلَت الفِتَنُ في وَقْتِهِ؛ لِحُدُوثِ الشِّقَاقِ وَانْدِسَاسِ أصحابِ الأهواءِ وَالأعداءِ في صفوفِ المسلمينَ، فَحَصَلَ في وَقتِهِ مِن الحروبِ وَالشِّقَاقِ الشيءُ الكثيرُ.

    لكنْ لا شَكَّ في خِلافَتِهِ، وَأنَّهُ خليفةُ المسلمينَ بعدَ أصحابِهِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنهم.وَما حَصَلَ في وَقْتِهِ هذا لا يَقْدَحُ في خلافتِهِ، هذا أمرٌ خارجٌ عَنْ إِرادتِهِ، وَحَاوَلَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنْ يَقْضِيَ على هذهِ الفِتَنِ،
    وَجَاهَدَ وَقَاتَلَ الخَوَارِجَ، وَحَاوَلَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَبَذَلَ وُسْعَهُ، لَكِنْ لمْ يَتِمَّ الأمرُ على المطلوبِ.

    المَتْنُ:
    (وَهؤلاءِ الخلفاءُ الراشدونَ المَهْدِيُّونَ).

    الشَّرْحُ: الذينَ قَاتَلُوهُ مِن الصحابةِ لم يُنَازِعُوا في خلافتِهِ، الذينَ قَاتَلُوا في الجَمَلِ وَفي صِفِّينَ معَ مُعَاوِيَةَ لم يُنَازِعُوا في أَنَّهُ هوَ الخليفةُ،
    وَلكنَّهُم يُرِيدُونَ القصاصَ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ، هذا الذي يُرِيدُونَ، يُرِيدُونَ القصاصَ مِنْ قَتَلَةِ عثمانَ، وَلم يُقَاتِلُوا عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ لأنَّهُم لا يَرَوْنَ أَنَّهُ خليفةٌ، وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ القصاصَ مِنْ قَتَلَةِ عثمانَ.

    المَتْنُ: (وَهؤلاءِ الخلفاءُ الراشدونَ المَهْدِيُّونَ الذينَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهِم: ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ)) .

    الشَّرْحُ: هؤلاءِ هُم المَقْصُودُونَ بهذا الحديثِ: ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي)).
    وَالخلفاءُ الراشدونَ هم هؤلاء الأربعةُ: أبو بَكْرٍ، ثمَّ عمرُ، ثمَّ عثمانُ، ثمَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عنهم. سَمَّاهُم بالخلفاءِ، وَسَمَّاهُمْ بالراشِدِينَ، وَأَمَرَ بالعملِ بِسُنَّتِهِمْ معَ سُنَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

    المَتْنُ: (وَقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْخِلافَةُ مِنْ بَعْدِي ثَلاثُونَ سَنَةً)). فكانَ آخِرُهَا خِلافةَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ).

    الشَّرْحُ: أَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّ الخلافةَ بعدَهُ ثلاثونَ سَنَةً، وَقدْ تَحَقَّقَ هذا في خِلافَةِ الخلفاءِ الأربعةِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنهم، فَكَانَتْ ثلاثينَ سَنَةً،
    ثمَّ مِنْ بَعْدِ ذلكَ صَارَ الأمرُ مُلْكاً، وَجَاءَ المُلُوكُ مِن المسلمينَ بعدَ الخلفاءِ الراشدينَ، وَأَعْدَلُهُمْ وَأَفْضَلُهُمْ وَخَيْرُهُمْ مُعَاوِيَةُ بنُ أبي سفيانَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنهُ.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ترتيب الصحابة في الفضل كترتيبهم في الخلافة

    قال الشيخ ابن عثيمين
    ولأبي دَاوُدَ: ( كُنَّا نقولُ - ورَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ حَيٌّ -: أفْضَلُ أُمَّةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بعدَهُ: أبو بَكْرٍ، ثمَّ عُمَرُ، ثمَّ عُثْمَانُ)، زَادَ الطَّبَرَانِيُّ في رِوَايَةٍ: (فيَسْمَعُ ذلكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فلا يُنْكِرُهُ)، هذا، ولَم أَجِد اللفْظَ الذي ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ بزيادَةِ: عَلِيِّ بنِ أبي طَالِبٍ(3).
    وأَحَقُّهم بالخِلافَةِ بعدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ
    أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ؛ لأنَّهُ أَفْضَلُهُم وأَسْبَقُهُم إلى الإسلامِ، ولأنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ قَدَّمَهُ في الصلاةِ، ولأنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللهُ عنهم أَجْمَعُوا على تَقْدِيمِهِ ومُبَايَعَتِهِ، ولا يَجْمَعُهُم اللهُ على ضَلاَلَةٍ.
    ثمَّ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنهُ؛ لأنَّهُ أَفْضَلُ الصحابَةِ بعدَ أبي بَكْرٍ، ولأنَّ أبَا بَكْرٍ عَهِدَ بالخِلافَةِ إِلَيْهِ.
    ثمَّ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عنهُ؛ لِفَضْلِهِ وَتَقْدِيمِ أَهْلِ الشُّورى لَهُ،

    ثُمَّ
    عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عنهُ؛ لِفَضْلِهِ وإجماعِ أَهْلِ عَصْرِهِ عليهِ.
    وهؤلاءِ الأرْبَعَةُ هم الخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ المَهْدِيُّونَ الذينَ قالَ فيهم النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ)).
    وقالَ: ((الْخِلاَفَةُ بَعْدِي ثَلاَثُونَ سَنَةً))، رَوَاهُ أحمدُ، وأبو دَاودَ، والتِّرْمِذِيُّ.
    قَالَ الألبانِيُّ: وإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.
    فَكَانَ آخِرَها خِلافَةُ عَلِيٍّ.
    هكذا قالَ المُؤَلِّفُ، وكأَنَّهُ جَعَلَ خِلاَفَةَ
    الْحَسَنِ تَابِعَةً لأبيهِ، أَو لَمْ يَعْتَبِرْها؛ حيثُ إنَّهُ رَضِيَ اللهُ عنهُ تَنَازَلَ عنها.
    فخِلافَةُ
    أبي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ سنتانِ وثلاثةُ أَشْهُرٍ وتِسْعُ لَيالٍ، مِنْ 13 ربيعٍ الأوَّلِ سَنَةَ 11هـ إلى 22 جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ 13هـ.
    وخِلافَةُ
    عُمَرَ رَضَيَ اللهُ عنهُ عَشْرُ سَنَواتٍ وسِتَّةُ أَشْهُرٍ وثَلاثةُ أيَّامٍ، مِنْ 23 جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ 13هـ إلى 26 ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ 23هـ.
    وخِلافَةُ
    عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عنهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً إلاَّ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا، مِنْ 1 مُحَرَّمٍ سَنَةَ 24هـ إلى 18 ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ 35هـ.
    وخِلافَةُ
    عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ أَرْبَعُ سَنَوَاتٍ وتِسْعَةُ أَشْهُرٍ، مِنْ 19 ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ 35هـ إلى 19 رَمَضَانَ سَنَةَ 40هـ.
    فمَجْمُوعُ خِلافَةِ هؤلاءِ الأرْبَعَةِ: تِسْعٌ وعِشْرُونَ سَنَةً، وسِتَّةُ أَشْهُرٍِ، وأَرْبَعَةُ أَيَّامٍ.

    ثمَّ بُويعَ
    الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهما يَوْمَ مَاتَ أبوهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، وفي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ 41هـ سَلَّمَ الأمْرَ إلى مُعَاوِيَةَ، وبذلكَ ظَهَرَتْ آيَةُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في قولِهِ: ((الْخِلاَفَةُ بَعْدِي ثَلاَثُونَ سَنَةً))، وقولِهِ في الْحَسَنِ: ((إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ))، رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
    فالحَسَنُ سِبْطُ(4) رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ورَيْحَانَتُهُ، وهوَ أميرُ المؤمنينَ ابنُ أميرِ المؤمنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طَالِبٍ، وُلِدَ في 15 رَمَضَانَ سَنَةَ 3هـ، ومَاتَ في المدينةِ، ودُفِنَ في البَقِيعِ في ربيعٍ الأوَّلِ سَنَةَ 50هـ.
    والحُسَيْنُ سِبْطُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ورَيْحَانَتُهُ، وهوَ ابنُ عَلِيِّ بنِ أبي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، وُلِدَ في شَعْبَانَ سَنَةَ 4هـ، وَقُتِلَ في كَرْبِلاءَ في 10 مُحَرَّمٍ سَنَةَ 61

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ترتيب الصحابة في الفضل كترتيبهم في الخلافة

    قال الشيخ ابن جبرين
    وهؤلاءِ هم الخُلفاءُ الرَّاشِدونَ الأربعةُ، وقدْ وَرَدَ تَحْديدُ مُدَّتِهم في حديثِ سَفِينةَ في قولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْخِلاَفَةُ فِي أُمَّتِي ثَلاَثُونَ سَنَةً، ثُمَّ مُلْكٌ بَعْدَ ذَلِكَ)).
    والأدلَّةُ على تَرْتِيبِهم هذهِ الآثارُ
    ، مثلَ حديثِ ابنِ عُمَرَ يَقولُ: ( كُنَّا نقولُ والنَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ: أَبُو بَكْرٍ، ثمَّ عُمَرُ، ثمَّ عُثْمانُ - يَعْنِي في الفَضْلِ- فَيَبْلُغُ ذلكَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا يُنْكِرُهُ))، يَعْنِي: نُرَتِّبُهم نَقولُ: أَبو بَكْرٍ أَفْضَلُ، ويَلِيهِ عُمَرُ، ويَلِيهِ عُثْمانُ، ولا يُنْكِرُ ذلكَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    والآثارُ عنْ
    عَلِيٍّ فيها أنَّهُ خَطَبَ على المِنْبَرِ في الكُوفةِ فَقَالَ: (أَفْضَلُ هذهِ الأمَّةِ بعدَ نبيِّها أَبُو بَكْرٍ، ثمَّ عُمَرُ، ولوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُ الثَّالثَ)، قالُوا: إنَّهُ يُرِيدُ نفسَهُ، أوْ يُرِيدُ عُثْمانَ، اللهُ أَعْلَمُ. ولكنْ مَشْهورٌ عنهُ فيما يُشْبِهُ المُتَواتِرَ، ومَرْوِيٌّ عنهُ مِنْ نَحْوِ عِشرينَ طَرِيقًا، أنَّهُ صَرَّحَ بأنَّ أَفْضَلَ الأمَّةِ أبو بَكْرٍ، ثمَّ عُمَرُ.
    فأينَ الرَّافِضةُ مِنْ هذا؟ لا شكَّ أنَّهم لوْ كانوا ذَوِي عُقولٍ لَقَبِلُوا ما قالَهُ
    عَلِيٌّ؛ الَّذي هوَ عندَهم الإمامُ، وهوَ الخَليفةُ المُعْتَبَرُ بزَعْمِهم، ومعَ ذلكَ تَأْتِيهم كَلِماتُهُ الصَّحيحةُ الصَّادقةُ الثَّابتةُ فلا يَقْبَلُونَها، ويَقْبَلُونَ الأكاذيبَ الَّتي يَبْتَدِعُها بعضُ غُلاتِهِم ويُصَدِّقُونَها ، فأينَ هؤلاءِ وأينَ عُقولُهم؟!
    لا شكَّ أنَّا إذا تَأَمَّلْنا ما جاءَ عنهُ، وما جاءَ عن الصَّحابةِ، وما جاءَ في هذهِ الأحاديثِ الَّتي فيها فَضائلُ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم ومِيزَتُهم وما حَباهُم اللهُ، وما لهم مِن الفضائلِ؛ نَجِدُ أنَّها كُلَّها تُبْطِلُ غُلُوَّ هؤلاءِ الرَّافضةِ في أهلِ البيتِ كما يَقُولونَ، وسَبَّهم وتَنَقُّصَهُمْ لخلفاءِ الرَّسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذينَ زَكَّاهُم وشَهِدَ بِفضلِهم.


    وهذهِ الأحاديثُ أيضًا مِنها ما هوَ مَرْفوعٌ، كما سَمِعْنا في حديثِ
    أَبِي الدَرْداءِ؛ فهوَ صَرِيحٌ في فَضْلِ الشَّيخَيْنِ؛ أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ، وفيهِ أنَّ الشَّمسَ لمْ تَغْرُبْ على مثلِ هذَيْنِ الشَّيخَيْنِ؛ أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنْهُما.
    لا شكَّ أنَّ فَضائلَهم كثيرةٌ، والمسلمُ عندَما يَسْمَعُ هذهِ الفضائلَ يَعْرِفُ أنَّ لهم مِن الفضلِ ما يَحْمِلُهم على أنْ يَكونوا أُسْوَةً وقُدْوةً، وأنَّهم تُصَدَّقُ أقوالُهم ويُقْتَدَى بهم؛ لأنَّا نُزَكِّيهم ونَشْهَدُ بأنَّهم حَمَلةُ العِلْمِ، وحَمَلةُ الشَّرِيعةِ، والسَّابِقونَ مِنْ هذهِ الأمَّةِ، فلا يَجوزُ أن نَسْمَعَ لِمَنْ يَطْعَنُ فيهم أوْ يَنْتَقِصُهم، ولا أنْ نَرُدَّ شيئًا مِنْ أقوالِهم إلاَّ الأقوالَ الَّتي يَجْتَهِدُونَ فيها، ويَكونونَ مُخْطِئِينَ مُخالِفِينَ لِنصٍّ صَرِيحٍ لم يَبْلُغْهم، فنَعْتَذِرُ عنهم ونَقْبَلُ الحقَّ ممَّنْ جاءَ بهِ.
    تَقَدَّمَ ذِكْرُ تَرْتيبِ الخُلفاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.

    أوَّلاً:
    تَرْتِيبُهم في الفضلِ.
    وثانيًا:
    تَرْتِيبُهم في الخِلافةِ.
    والصَّحيحُ أنَّ تَرْتِيبَهم في الفضلِ وتَرْتِيبَهم في الخِلافةِ على حدٍّ سَواءٍ.
    فالخِلافةُ بعدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَِبِي بَكْرٍ، وأَفْضَلُ الأمَّةِ بعدَ نبيِّها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبو بَكْرٍ، فَصَار أَبُو بَكْرٍ هوَ الأَفْضَلَ وهوَ الخَليفةَ.
    وأَفْضَلُ الأمَّةِ بعدَ أَبِي بَكْرٍ عُمَرُ؛ فقدْ حَازَ الفَضْلَ بعدَ أَبِي بَكْرٍ. الفضلُ بمَعْنَى: الرُّتْبَةِ والمِيزَةِ والفضيلةِ والشَّرَفِ والأَجْرِ على قَدْرِ عَمَلِهِ، ولوْ كانَ هناكَ مَنْ أَسْلَمَ قَبْلَهُ؛ فإنَّ عُثْمانَ أَسْلَمَ قبلَ عُمَرَ، وكذلكَ عَلِيٌّ أَسْلَمَ قبلَ عُمَرَ، والزُّبَيْرُ وسَعْدٌ وغيرُهم أَسْلَمَ قبلَهُ، ولكنَّ إسلامَهُ كانَ فَتْحًا ونَصْرًا، وخِلافَتَهُ كانَت عِزًّا لِلإسلامِ وتَمْكِينًا لهُ.
    والأحاديثُ الَّتي وَرَدَتْ في فَضْلِهِ لم تَرِدْ في غيرِهِ؛ مِنها قولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا إلاَّ سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ))، يَعْنِي: أنَّ الشَّيطانَ يَهْرُبُ مِنهُ.
    وفضائلُهُ أيضًا كثيرةٌ.
    فأَفْضَلُ الأُمَّةِ بعدَ أَبِي بَكْرٍ عُمَرُ، وهوَ أَحَقُّ النَّاسِ بالخِلافةِ بعدَ أبي بَكْرٍ، أو الخِلافةُ الصَّحيحةُ بعدَ أبي بَكْرٍ خِلافةُ عُمَرَ.
    واقْتَنَعَ بهِ المُسْلِمونَ وبايَعُوهُ، وتَمَّت البَيْعةُ، ولمْ يَشُذَّ أحدٌ عنْ طاعتِهِ، أوْ يُنْكِرْ عليهِ، أوْ يَخْرُجْ عنْ طاعتِهِ، وسِيرتُهُ تَدُلُّ على أَهْلِيَّتِهِ وصَلاحِهِ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
    ثمَّ الخَليفةُ بعدَ عُمَرَ عُثْمانُ كما هوَ الواقِعُ؛ وذلكَ لأنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُ جَعَلَهُ مِنْ أهلِ الشُّورَى.
    وأهلُ الشُّورَى اتَّفَقُوا على تَقْدِيمِهِ، وتَمَّت البَيْعةُ لهُ، وبَايَعَهُ عَلِيٌّ، وبايَعَهُ عبدُ الرَّحمنِ، وسَعْدٌ، والزُّبَيْرُ، وسائِرُ الصَّحابةِ وسائرُ المسلِمِينَ، وتَمَّت الخِلافةُ لهُ.
    إذًا فالخليفةُ بعدَ عُمَرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
    وهل الأَفْضَلُ بعدَ عُمَرَ عُثْمانُ أوْ عَلِيٌّ؟ فيهِ خِلافٌ بينَ العُلماءِ.
    وسببُ الخِلافِ أنَّ هناكَ مَنْ فَضَّلَ عُثْمانَ على عَلِيٍّ، واسْتَدَلَّ بحديثِ ابنِ عُمَرَ الَّذي يَقولُ فيهِ: ( كنَّا نَقولُ والنَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمانُ، فيَبْلُغُ ذلكَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلا يُنْكِرُهُ )، وجاءَ الحديثُ أنَّهُ يَلِي عُمَرَ في الأَفْضَلِيَّةِ .
    ومنهم مَنْ فَضَّلَ عَلِيًّا عَلَى عُثْمانَ، واسْتَدَلَّ بما رُوِيَ عنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ أنَّهُ قالَ: (أَفْضَلُ هذهِ الأمَّةِ بعدَ نبيِّها، أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ولوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُ الثَّالثَ)، قالوا: يَعْنِي نَفْسَهُ.
    وسَأَلَهُ مَرَّةً ابنُهُ الحَسَنُ وقالَ: (يا أَبَتِ، مَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ بعدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أبو بَكْرٍ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: عُمَرُ، قالَ: فَخَشِيتُ أنْ يَقولَ: عُثْمانُ، فقُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ؟ فقالَ: ما أَبُوكَ إلاَّ رَجُلٌ مِن المسلِمِينَ)، قالَ ذلكَ على وَجْهِ التَّوَاضُعِ مِنهُ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
    فلا شَكَّ في فَضْلِ الشَّيْخَيْنِ، ثُمَّ اخْتُلِفَ في الثَّالثِ؛ فمِنهم مَنْ ثَلَّثَ بعَلِيٍّ، ومِنهم مَنْ ثَلَّثَ بِعُثْمانَ.
    وأمَّا في الخِلافةِ فإنَّهم مُرَتَّبُونَ: أبو بَكْرٍ الخَليفةُ، ثُمَّ يَلِيهِ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمانُ، ثُمَّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عنهم جميعًا.
    وأمَّا حديثُ سَفِينةَ، فقدْ ذَكَرْنا أنَّهُ يُشِيرُ فيهِ إلى أنَّ الخِلافةَ ثلاثونَ سنةً، ولكنْ إذا عَرَفْنا أنَّ خِلافةَ أَبِي بَكْرٍ سَنَتَانِ ونِصْفٌ، وخِلافةَ عُمَرَ عَشْرُ سَنَوَاتٍ، وخِلافةَ عُثْمانَ اثنتا عَشْرَةَ سَنَةً، فهذهِ خمسٌ وعشرونَ إلاَّ أَشْهُرًا، وخلافةَ عَلِيٍّ خمسُ سنواتٍ، فيَبْقَى مِنها نحوُ نِصْفِ سنةٍ يُكْمِلُها خِلافةُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَتَكونُ ثلاثينَ سَنَةً، ويَنْطَبِقُ عليها الحديثُ: ((الْخِلاَفَةُ ثَلاَثُونَ سَنَةً، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا …)).
    في هذهِ الفِقْرَةِ مِن الْمَتْنِ تَزْكِيَةٌ لِهؤلاءِ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم، ورَدٌّ بَلِيغٌ على مَنْ طَعَنَ فيهم أوْ ضَلَّلَهم، كما ذَكَرْنا عن الرَّافِضةِ.

    وقدْ ذَكَرَ شارِحُ(الطَّحاوِيَّةِ)
    أنَّ الرَّافِضةَ يَكْرَهُونَ اسمَ العَشَرَةِ ولا يُحِبُّونَهُ؛ وذلكَ لأنَّ هؤلاءِ العَشَرَةَ عندَهم كُفَّارٌ أوْ ضُلاَّلٌ، باسْتِثْناءِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ؛ فلأجلِ ذلكَ لا يُحِبُّونَ لَفْظَ العَشَرَةِ، ممَّا يَدُلُّ على أنَّهم كَفَّرُوا جُلَّ الصَّحابةِ وما اسْتَثْنَوْا مِنهم إلاَّ أَفْرادًا قَلِيلِينَ.
    ولكنْ رَدَّ عليهم شارِحُ (الطَّحاوِيَّةِ) مُبَيِّنًا تَناقُضَهم؛ فذَكَرَ أنَّهم لا يُكَفِّرُونَ العَشَرَةَ، إنَّما يُكَفِّرُون تِسْعةً مِنهم، فَهُمْ لا يَكْرَهُونَ لَفْظَ التِّسْعَةِ، وإنَّما يَكْرَهونَ لفظَ العَشَرَةِ، ومعَ ذلكَ يُخْرِجُونَ عَلِيًّا مِنْ هؤلاءِ العَشَرَةِ، فلا يَبْقَى عندَهم إلاَّ التِّسعةُ الباقُونَ.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •