صهيب بن سنان رضي الله عنه
محمد بن موسى الشريف



-أبو يحيى النمري. من النمر بن قاسط. ويعرف بالرومي؛ لأنه أقام في الروم مدة.
- وهو من أهل الجزيرة، وأصله من اليمن، سبي من قرية نينوى، من أعمال الموصل، وقد كان أبوه أو عمه، عاملاً لكسرى على أيلة، وكانت منازلهم على دجلة عند الموصل، وقيل على الفرات، فأغارت على بلادهم الروم فأسرته وهو صغير، فأقام عندهم حيناً، ثم اشترته بنو كلب فحملوه إلى مكة، فاشتراه عبد الله بن جدعان القرشي التيمي، فأعتقه وأقام بمكة.
- كان أحمر شديد الحمرة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أقرن الحاجبين، كثير الشعر، وكان لسانه فيه عجمة شديدة.
- فلما بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آمن به، وكان ممن أسلم قديماً هو وعمار في يوم واحد بعد بضعة وثلاثين رجلاً.
- وكان من المستضعفين الذين يعذبون في الله - عز وجل -.
- كان من كبار السابقين البدريين، وكان فاضلاً وافر الحرمة.
- ولما طعن عمر –رضي الله عنه- استنابه على الصلاة بالمسلمين إلى أن يتفق أهل الشورى على إمام، وكان هو الذي يصلي بالناس حتى تعين عثمان –رضي الله عنه-، وهو الذي ولي الصلاة على عمر –رضي الله عنه-، وكان له صاحباً.
- وكان موصوفاً بالكرم والسماحة، - رضي الله عنه -.
- وكان ممن اعتزل الفتنة، وأقبل على شأنه.
- وعن الحسن: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صهيب سابق الروم))، وجاء هذا بإسناد جيد من حديث أبي أمامة وجاء من حديث أنس، وأم هانئ –رضي الله عنهم- جميعاً.
- هاجر بعد هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - بأيام. عن أبي عثمان: "أن صهيباً حين أراد الهجرة، قال له أهل مكة: أتيتنا صعلوكاً حقيراً فتغير حالك! قال: أرأيتم إن تركت مالي، أمخلون أنتم سبيلي؟ قالوا: نعم. فخلع لهم ماله. فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ربح صهيب! ربح صهيب))".
- أنزل الله في قصة هجرته هذه (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف رحيم).
- عن صهيب قال: "قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قباء، وقد رمدت في الطريق وجعت، وبين يديه رطب، فوقعت فيه. فقال عمر: يا رسول الله: ألا ترى صهيباً يأكل الرطب وهو أرمد؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لي ذلك. قلت: إنما آكل على شق عيني الصحيحة. فتبسم".
- شهدا بدراً وأحداً وما بعدهما.
- عن عائذ بن عمرو: "أن سلمان، وصهيباً، وبلالاً، كانوا قعوداً، فمر بهم أبو سفيان –رضي الله عنهم- جميعاً، فقالوا: "ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها بعد. فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدها؟ قال: فأخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال: ((يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم، لقد أغضبت ربك)). فرجع إليهم، فقال: أي إخواننا، لعلكم غضبتم؟ قالوا: لا يا أبا بكر، يغفر الله لك".
- مات صهيب بالمدينة سنة ثمان وثلاثين عن سبعين سنة.
(نزهة الفضلاء 1/100، والبداية والنهاية 7/318)