حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنَ الْأَنْصَارِ «أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُشِيرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْ يَجْعَلُهُ نَقِيبًا لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، وَكَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ أَحَدَ النُّقَبَاءِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ».
حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنَ الْأَنْصَارِ «أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُشِيرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْ يَجْعَلُهُ نَقِيبًا لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، وَكَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ أَحَدَ النُّقَبَاءِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ».
بارك الله فيكم
وفيكم....... أصل الخبر عند الفسوي في المعرفة والتاريخ, وليس فيه هذه الزيادة, وقد أخرجه من طريقه البيهقي في دلائل النبوة(453|2), وفيه هذه الزيادة....وسنده ضعيفٌ لأجل جهالة هذا الشيخ الذي من الأنصار, والذي حدّث عنه الإمام مالك, ومالكٌ لم يسمع من أحدٍ من الصحابة, ومثل هذا يحتاج لتوقيفٍ نصاً أو حكماً, لأنه إخبارٌ عن غيبٍ.....وعليه: فأصل كون الصحابي الجليل أُسيد بن حضير نقيباً في بيعة العقبة الثانية ثابتٌ إن شاء الله, ولكن كون جبريل عليه السلام هو من أشار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في إختياره: سنده ضعيفٌ, لكونه مرسلٌ أو معضلٌ مع الجهالة التي فيه....والله تعالى أعلم
قال ابن أبي عاصم في "الاحاد والمثاني" (1822): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ السَّكَنِ السُّلَمِيُّ، ثنا طَلْحَةُ بْنُ خِرَاشٍ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: " فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ أَنِ اخْتَرْ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَغْضَبَنَّ رَجُلٌ أَخَذْتُ غَيْرَهُ؛ فَإِنَّمَا يُشِيرُ إِلَيْهِمْ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَجُلًا رَجُلًا» فَأَخَذَ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ: الْبَرَاءَ بْنَ مَعْرُورٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ وَمِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ: عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ. وَمِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ وَسَعْدَ بْنَ الرَّبِيعِ وَمِنْ بَنِي سَاعِدَةَ: سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ. وَالْمُنْذِرَ بْنَ عَمْرٍو وَمِنْ بَنِي النَّجَّارِ: أَبَا أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ. وَمِنْ بَنِي زُرَيْقٍ: رَافِعَ بْنَ مَالِكٍ. وَفِي الْأَوْسِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ: أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ. وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ: سَعْدَ بْنَ خَيْثَمَةَ.
وأحمد بن محمد بن موسى بن داود بن عبد الرحمن العطار المكي ، قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (73/2): ((كتب عنه أبي بمكة في المذاكرة)).
ويعقوب بن محمد الزهري ، قال ابن حجر: ((صدوق كثير الوهم و الرواية عن الضعفاء)).
وموسى بن إبراهيم ، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ((كَانَ مِمَّن يخطىء)) ، وقال الذهبي في "الكاشف": ((وُثق)) ، وقال في "تاريخ الإسلام": ((صدوق مُقِلّ)) ، وقال ابن حجر في "التقريب": ((صدوق يخطئ)) ، بينما قال في "نتائج الأفكار": ((لم أقف في موسى على تجريح ولا تعديل، إلا أن ابن حبان ذكره في الثقات وقال: "يخطئ"، وهذا عجيب منه لأن موسى مقل، فإذا كان يخطئ مع قلة روايته فكيف يوثق ويصحح حديثه!)).
وأخرج البيهقي في "دلائل النبوة" (453/2) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (76/9) عن يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ قَالَ: «كَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ أَحَدَ النُّقَبَاءِ وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ نَقِيبًا وَكَانُوا سَبْعِينَ رَجُلًا» قَالَ مَالِكٌ: فَحَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُشِيرُ لَهُ إِلَى مَنْ يَجْعَلُهُ نَقِيبًا قَالَ مَالِكٌ: كُنْتُ أَعْجَبُ كَيْفَ جَاءَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلَانِ، وَمِنْ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ حَتَّى حَدَّثَنِي هَذَا الشَّيْخُ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُشِيرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْبَيْعَةِ، يَوْمَ الْعَقَبَةِ.
وإسناده ضعيف لجهالة الشيخ.
وأخرج الطبراني في "المعجم الكبير" (13386) عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النُّقَبَاءَ قَالَ: «لَا يَجِدَنَّ امْرُؤٌ فِي نَفْسِهِ شَيْئًا إِنَّمَا آخُذُ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ»
وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري ، قال أحمد وابن معين: ((ليس بشىء)) ، وقال أبو حاتم وأبو زرعة والنسائي: ((متروك الحديث)) ، وقال البخاري: ((ليس ممن يُروى عنه)).
وقال ابن سعد في "الطبقات" (221/1): ((أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ، قَالُوا: لَمَّا حَضَرَ الْحَجُّ مَشَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الَّذِينَ أَسْلَمُوا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ يَتَوَاعَدُونَ الْمَسِيرَ إِلَى الْحَجِّ........فَق َالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ مُوسَى أَخَذَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا فَلَا يَجِدَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ فِي نَفْسِهِ أَنْ يُؤْخَذَ غَيْرُهُ، فَإِنَّمَا يَخْتَارُ لِي جِبْرِيلُ»))
وقال السهيلي في "الروض الأنف" (124/4): ((وَرُوِيَ عَنْ الزّهْرِيّ أَنّهُ قَالَ: قَالَ النّبِيّ عَلَيْهِ السّلَامُ لِلْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ حِين قَدِمَ عَلَيْهِمْ النّقَبَاءُ: لَا يَغْضَبَنّ أَحَدُكُمْ فَإِنّي أَفْعَلُ مَا أُومَر، وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السّلَامُ إلَى جَنْبِهِ يُشِيرُ إلَيْهِمْ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ)).
والله أعلم.