تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: كشف تلبيس الشيعة وابليس فى قتل خالد ابن الوليد لمالك ابن نويرة ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي كشف تلبيس الشيعة وابليس فى قتل خالد ابن الوليد لمالك ابن نويرة ؟

    السؤال
    أسأل عن مادة قرأتها في موقع للشيعة وقد ذكر فيه : أن خالدا رأى امرأة مالك - وكانت فائقة الجمال - فقال مالك بعد ذلك لامرأته : قتلتني . يعني : سأقتل من أجلك ، وقال الزمخشري وابن الأثير وأبو الفدا والزبيدي : إن مالك بن نويرة رضي الله عنه قال لامرأته يوم قتله خالد بن وليد : أقتلتني ؟ أسأل عن مدى صحة هذه الرواية .
    الجواب
    الحمد لله.
    أولا :
    الصحابي الجليل خالد بن الوليد سيف الله المسلول على المشركين ، وقائد المجاهدين ، القرشي المخزومي المكي ، أسلم سنة سبع للهجرة بعد فتح خيبر وقيل قبلها ، وتوفي سنة 21هـ ، وله من الفضائل الشيء الكثير ، ومن أهم ما جاء في فضائله :
    1- عن أنس رضي الله عنه :
    أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال :
    ( أَخَذَ الرَّايَةَ زَيدٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ جَعفَرٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ ابنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ ) وَعَينَاهُ تَذرِفَانِ ( حَتَّى أَخَذَ الرَّايَةَ سَيفٌ مِن سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيهِم )
    رواه البخاري (4262)
    2- وعَنْ عَمْرِو بن الْعَاصِ رضي الله عنه قَالَ :
    ( مَا عَدَلَ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِخَالِدِ بن الْوَلِيدِ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ مُنْذُ أَسْلَمْنَا ) رواه الحاكم في "المستدرك" (3/515) وأبو يعلى في "المسند" (13/274) وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/350) : ورجاله ثقات .
    ثانيا :
    قد تعرض هذا الصحابي الجليل لحملات من الطعن والتشويه قام عليها بعض المستشرقين الذين يتلقفون كل رواية من غير بحث ولا تدقيق ، وقام عليها طوائف من الشيعة حقدا وغيظا من هذا الصحابي الذي أبلى بلاء حسنا في قتال الكفار ، وحماية الدولة المسلمة في عهود الخلافة الراشدة.

    ومن بعض تلك الطعون القصة المشهورة في قتل مالك بن نويرة وتزوج خالد من امرأته ليلي بنت سنان .
    ومالك بن نويرة يكنى أبا حنظلة ، كان شاعرا فارسا من فرسان بني يربوع ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمله على صدقات قومه .

    وقد اتفقت الروايات التاريخية على قدر مشترك ، فيه أن مالك بن نويرة قتله بعض جند خالد بن الوليد ، وأن خالدا تزوج بعد ذلك زوجته ليلى بنت سنان .
    وأما سبب قتل مالك بن نويرة وذكر بعض ملابسات ذلك الحادث فقد تفاوتت الروايات في بيانه ، إلا أن معظم قدامى المؤرخين الذين سجلوا تلك الحادثة ، مثل الواقدي وابن إسحاق ووُثَيمة وسيف بن عمر وابن سعد وخليفة بن خياط وغيرهم ، ذكروا امتناع مالك بن نويرة من أداء الزكاة وحبسه إبل الصدقة ، ومنعه قومه من أدائها ، مما حمل خالدا على قتله ، من غير التفات إلى ما يُظهره من إسلام وصلاة .
    قال ابن سلام في "طبقات فحول الشعراء" (172) :
    " والمجمع عليه أن خالدا حاوره ورادَّه ، وأن مالكا سمح بالصلاة والتوى بالزكاة " انتهى .
    وقال الواقدي في كتاب "الردة" (107-108) :
    " ثم قدَّم خالدٌ مالكَ بن نويرة ليضرب عنقه ، فقال مالك : أتقتلني وأنا مسلم أصلي للقبلة ؟! فقال له خالد : لو كنتَ مسلما لما منعت الزكاة ، ولا أمرت قومك بمنعها ." انتهى .
    كما تواتر على ذكر ذلك من بعدهم من المؤرخين كالطبري وابن الأثير وابن كثير والذهبي وغيرهم .

    وتتحدث بعض الروايات عن علاقة بين مالك بن نويرة وسجاح التي ادعت النبوة ، وتشير أيضا إلى سوء خطابٍ صدر من مالك بن نويرة ، يفهم منه الردة عن دين الإسلام ، كما ذكر ذلك ابن كثير في "البداية والنهاية" (6/322) فقال :
    " ويقال : بل استدعى خالد مالك بن نويرة ، فأنَّبَه على ما صدر منه من متابعة سجاح ، وعلى منعه الزكاة ، وقال : ألم تعلم أنها قرينة الصلاة ؟ فقال مالك : إن صاحبكم كان يزعم ذلك . فقال : أهو صاحبنا وليس بصاحبك ؟! يا ضرار اضرب عنقه ، فضربت عنقه ." انتهى .

    إذن فلماذا أنكر بعض الصحابة على خالد بن الوليد قتل مالك بن نويرة ، كما فعل عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وأبو قتادة الأنصاري ؟
    يمكن تلمس سبب ذلك من بعض الروايات ، حيث يبدو أن مالك بن نويرة كان غامضا في بداية موقفه من الزكاة ، فلم يصرح بإنكاره وجوبها ، كما لم يقم بأدائها ، فاشتبه أمره على هؤلاء الصحابة ، إلا أن خالد بن الوليد أخذه بالتهمة فقتله ، ولما كان مالك بن نويرة يظهر الإسلام والصلاة كان الواجب على خالد أن يتحرى ويتأنى في أمره ، وينظر في حقيقة ما يؤول إليه رأي مالك بن نويرة في الزكاة ، فأنكر عليه من أنكر من الصحابة رضوان الله عليهم .
    جاء في البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله (6/322) :
    " فبث خالد السرايا في البطاح يدعون الناس ، فاستقبله أمراء بني تميم بالسمع والطاعة ، وبذلوا الزكوات ، إلا ما كان من مالك بن نويرة ، فكأنه متحير في أمره ، متنح عن الناس ، فجاءته السرايا فأسروه وأسروا معه أصحابه ، واختلفت السرية فيهم ، فشهد أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري أنهم أقاموا الصلاة ، وقال آخرون إنهم لم يؤذنوا ولا صلوا ." انتهى .
    ولما كان مالك بن نويرة من وجهاء قومه وأشرافهم ، واشتبه موقفه في بداية الأمر ، شكا أخوه متمم بن نويرة ما كان من خالد إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فعاد ذلك بالعتاب على خالد ، وتخطئته في إسراعه إلى قتل مالك بن نويرة ، قبل رفع أمره إلى أبي بكر الصديق وكبار الصحابة رضوان الله عليهم .
    روى خليفة بن خياط (1/17) قال :
    " حدثنا علي بن محمد عن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن أبيه قال : قدم أبو قتادة على أبي بكر فأخبره بمقتل مالك وأصحابه ، فجزع من ذلك جزعا شديدا ، فكتب أبو بكر إلى خالد فقدم عليه . فقال أبو بكر : هل يزيد خالد على أن يكون تأول فأخطأ ؟ ورد أبو بكر خالدا ، وودى مالك بن نويرة ، ورد السبي والمال ." انتهى .
    وقال ابن حجر في "الإصابة" (5/755) :
    " فقدم أخوه متمم بن نويرة على أبي بكر ، فأنشده مرثية أخيه ، وناشده في دمه وفي سبيهم ، فرد أبو بكر السبي . وذكر الزبير بن بكار أن أبا بكر أمر خالدا أن يفارق امرأة مالك المذكورة ، وأغلظ عمر لخالد في أمر مالك ، وأما أبو بكر فعذره ." انتهى .

    هذا غاية ما يمكن أن يقال في شأن قتل خالد بن الوليد مالك بن نويرة ، أنه إما أن يكون أصاب فقتله لمنعه الزكاة وإنكاره وجوبها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، أو إنه أخطأ فتسرع في قتله وقد كان الأوجب أن يتحرى ويتثبت ، وعلى كلا الحالين ليس في ذلك مطعن في خالد رضي الله عنه .
    يقول ابن تيمية رحمه الله في "منهاج السنة " ( 5/518) :
    " مالك بن نويرة لا يعرف أنه كان معصوم الدم ، ولم يثبت ذلك عندنا ، ثم يقال : غاية ما يقال في قصة مالك بن نويرة : إنه كان معصوم الدم ، وإن خالداً قتله بتأويل ، وهذا لا يبيح قتل خالد ، كما أن أسامة بن زيد لما قتل الرجل الذي قال : لا إله إلا الله . وقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أسامة أقتلته بعد أن قال : لا إله إلا الله ؟ يا أسامة أقتلته بعد أن قال : لا إله إلا الله ؟ يا أسامة أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ؟ " فأنكر عليه قتله ، ولم يوجب قوداً ولا دية ولا كفارة.
    وقدر روى محمد بن جرير الطبري وغيره عن ابن عباس وقتادة أن هذه الآية : قوله تعالى :
    ( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً ) نزلت في شأن مرداس ، رجل من غطفان ، بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى قومه ، عليهم غالب الليثي ، ففر أصحابه ولم يفر . قال : إني مؤمن ، فصبحته الخيل ، فسلم عليهم ، فقتلوه وأخذوا غنمه ، فأنزل الله هذه الآية ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برد أمواله إلى أهله وبديته إليهم ، ونهى المؤمنين عن مثل ذلك .
    وكذلك خالد بن الوليد قد قتل بني جذيمة متأولاً ، ورفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال : " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ". ومع هذا فلم يقتله النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان متأولاً؛ فإذا كان النبي لم يقتله مع قتله غير واحد من المسلمين من بني جذيمة للتأويل ، فلأن لا يقتله أبو بكر لقتله مالك بن نويرة بطريق الأولى والأحرى ." انتهى .

    أما اتهام خالد بن الوليد رضي الله عنه بأنه قتل مالك بن نويرة من أجل أن يتزوج امرأته لهواه السابق بها ، فيبدو أنها تهمة مبكرة رماه بها مالك نفسه وبعض أتباعه بها ، وليس لهم عليها دليل ظاهر ، إنما يبدو أنه أطلقها ليغطي بها السبب الحقيقي الذي قتل لأجله وهو منع الزكاة ، يدل على ذلك : الحوار الذي نقله الواقدي بين خالد ومالك .
    قال الواقدي في "كتاب الردة" (107-108) :
    " فالتفت مالك بن نويرة إلى امرأته ، فنظر إليها ثم قال : يا خالد بهذا تقتلني .
    فقال خالد : بل لله أقتلك ، برجوعك عن دين الإسلام ، وجفلك – يعني منعك - لإبل الصدقة ، وأمرك لقومك بحبس ما يجب عليهم من زكاة أموالهم . قال : ثم قدمه خالد فضرب عنقه صبرا .
    فيقال إن خالد بن الوليد تزوج بامرأة مالك ودخل بها ، وعلى ذلك أجمع أهل العلم ." انتهى .
    يقول الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (5/755) :
    " وروى ثابت بن قاسم في "الدلائل" أن خالدا رأى امرأة مالك - وكانت فائقة في الجمال - فقال مالك بعد ذلك لامرأته : قتلتِني ! يعني : سأقتل من أجلك .
    وهذا قاله ظنا ، فوافق أنه قتل ، ولم يكن قتله من أجل المرأة كما ظن ." انتهى .
    ويقول ابن حجر الهيتمي في "الصواعق المحرقة" (1/91) :
    " الحق عدم قتل خالد ؛ لأن مالكا ارتد ورد على قومه صدقاتهم لما بلغه وفاة رسول الله ، كما فعل أهل الردة ، وقد اعترف أخو مالك لعمر بذلك .
    وتزوُّجُه امرأتَه : لعله لانقضاء عدتها بالوضع عقب موته ، أو يحتمل أنها كانت محبوسة عنده بعد انقضاء عدتها عن الأزواج على عادة الجاهلية ، وعلى كل حال فخالد أتقى لله من أن يظن به مثل هذه الرذالة التي لا تصدر من أدنى المؤمنين ، فكيف بسيف الله المسلول على أعدائه ، فالحق ما فعله أبو بكر ، لا ما اعترض به عليه عمر رضي الله تعالى عنهما ، ويؤيد ذلك أن عمر لما أفضت إليه الخلافة لم يتعرض لخالد ، ولم يعاتبه ، ولا تنقصه بكلمة في هذا الأمر قط ، فعلم أنه ظهر له أحقية ما فعله أبو بكر ، فرجع عن اعتراضه ، وإلا لم يتركه عند استقلاله بالأمر ؛ لأنه كان أتقى لله من أن يداهن في دين الله أحدا " انتهى .

    ويقول كتابه "أبو بكر الصديق" (219) :
    " وخلاصة القصة أن هناك من اتهم خالدا بأنه تزوج أم تميم فور وقوعها في يده ، لعدم صبره على جمالها ، ولهواه السابق فيها ، وبذلك يكون زواجه منها - حاش لله - سفاحا ، فهذا قول مستحدث لا يعتد به ، إذ خلت المصادر القديمة من الإشارة إليه ، بل هي على خلافه في نصوصها الصريحة ، يذكر الماوردي في "الأحكام السلطانية" (47) أن الذي جعل خالدا يقدم على قتل مالك هو منعه للصدقة التي استحل بها دمه ، وبذلك فسد عقد المناكحة بينه وبين أم تميم ، وحكم نساء المرتدين إذا لحقن بدار الحرب أن يسبين ولا يقتلن ، كما يشير إلى ذلك السرخسي في المبسوط (10/111) ، فلما صارت أم تميم في السبي اصطفاها خالد لنفسه ، فلما حلت بنى بها كما "البداية والنهاية" .

    ويعلق الشيخ أحمد شاكر على هذه المسألة بقوله : إن خالدا أخذها هي وابنها ملك يمين بوصفها سبية ، إذ إن السبية لا عدة عليها ، وإنما يحرم حرمة قطعية أن يقربها مالكها إن كانت حاملا قبل أن تضع حملها ، وإن كانت غير حامل حتى تحيض حيضة واحدة ، ثم دخل بها وهو عمل مشروع جائز لا مغمز فيه ولا مطعن ، إلا أن أعداءه والمخالفين عليه رأوا في هذا العمل فرصتهم ، فانتهزوها وذهبوا يزعمون أن مالك بن نويرة مسلم ، وأن خالدا قتله من أجل امرأته وأما ما ذكره من تزوجه بامرأته ليلة قتله ، فهذا مما لم يعرف ثبوته . ولو ثبت لكان هناك تأويل يمنع الرجم . والفقهاء مختلفون في عدة الوفاة : هل تجب للكافر ؟ على قولين . وكذلك تنازعوا : هل يجب على الذمية عدة وفاة ؟ على قولين مشهورين للمسلمين ، بخلاف عدة الطلاق ، فإن تلك سببها الوطء ، فلا بد من براءة الرحم . وأما عدة الوفاة فتجب بمجرد العقد ، فإذا مات قبل الدخول بها فهل تعتد من الكافر أم لا ؟ فيه نزاع . وكذلك إن كان دخل بها ،وقد حاضت بعد الدخول حيضة .
    هذا إذا كان الكافر أصلياً . وأما المرتد إذا قتل ، أو مات على ردته ، ففي مذهب الشافعي وأحمد وأبي يوسف ومحمد ليس عليها عدة وفاة بل عدة فرقة بائنة ، لأن النكاح بطل بردة الزوج ، وهذه الفرقة ليست طلاقاً عند الشافعي وأحمد ، وهي طلاق عند مالك وأبي حنيفة ، ولهذا لم يوجبوا عليها عدة وفاة ، بل عدة فرقة بائنة ، فإن كان لم يدخل بها فلا عدة عليها ، كما ليس عليها عدة من الطلاق .
    ومعلوم أن خالدا قتل مالك بن نويرة لأنه رآه مرتداً ، فإذا كان لم يدخل بامرأته فلا عدة عليها عند عامة العلماء ، وإن كان قد دخل بها فإنه يجب عليها استبراء بحيضة ، لا بعدة كاملة ، في أحد قوليهم ، وفي الآخر : بثلاث حيض ، وإن كان كافراً أصلياً فليس على امرأته عدة وفاة في أحد قوليهم . وإذا كان الواجب استبراء بحيضة فقد تكون حاضت . ومن الفقهاء من يجعل بعض الحيضة استبراء ، فإذا كانت في آخر الحيض جعل ذلك استبراء لدلالته على براءة الرحم .
    وبالجملة فنحن لم نعلم أن القضية وقعت على وجه لا يسوغ فيها الاجتهاد ، والطعن بمثل ذلك من قول من يتكلم بلا علم ، وهذا مما حرمه الله ورسوله ) " انتهى .
    المصدر: الإسلام سؤال وجواب

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: كشف تلبيس الشيعة وابليس فى قتل خالد ابن الوليد لمالك ابن نويرة ؟

    بيان كذب قصة ( هذه التي قتلتني ) في امرأة مالك بن نويرة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
    أما بعد :

    فمن القصص المكذوبة التي يشين بها الكلاب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

    هذه القصة :" وروي أن مالكا كان فارسا شجاعا مطاعا في قومه وفيه خيلاء، كان يقال له: الجفول. قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسلم فولاه صدقة قومه، ثم ارتد، فلما نازله خالد قال: أنا آتي بالصلاة دون الزكاة. فقال: أما علمت أن الصلاة والزكاة معا؟ لا تقبل واحدة دون الأخرى! فقال: قد كان صاحبك يقول ذلك. قال خالد: وما تراه لك صاحبا! والله لقد هممت أن أضرب عنقك، ثم تحاورا طويلا فصمم على قتله: فكلمه أبو قتادة الأنصاري وابن عمر، فكره كلامهما، وقال لضرار بن الأزور: اضرب عنقه، فالتفت مالك إلى زوجته وقال: هذه التي قتلتني، وكانت في غاية الجمال، قال خالد: بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام فقال: أنا على الإسلام.
    فقال: اضرب عنقه، فضرب عنقه، وجعل رأسه أحد أثافي قدر طبخ فيها طعام، ثم تزوج خالد بالمرأة، فقال أبو زهير السعدي من أبيات:
    قضى خالد بغيا عليه لعرسه ... وكان له فيها هوى قبل ذلكا"

    وهذه القصة ذكرها الذهبي في السير وتاريخ الإسلام دون أدنى تعليق يبين كذبها وقد اقتدى في ذكرها بشيخه الطعان في الصحابة والذي اتهم بالرفض ابن خلكان مع أن ابن خلكان تبرأ وأحال العهدة على الراوي

    قال المعلق على سير أعلام النبلاء :" كذب ومين: أخرجه ابن جرير الطبري في "تاريخ الأمم والملوك" "3/ 279" بإسناد مظلم من طريق سيف بن عمر، عن خزيمة بن شجرة، عن عثمان بن سويد الرياحي، عن سويد الرياحي.
    قلت: وهذا إسناد مظلم، رجاله هم بين كذاب دجال ومتهم. فهذه الحكاية عن خالد من الافتراءات إذ لا يعقل أن يرتكبها صغار الصحابة فكيف بصحابي كبير مثل خالد بن الوليد، سيف الله المسلول، فلقد كان صلى الله عليه وسلم يوصي الجيش ألا يقتلوا شيخا أو امرأة أو طفلا أو يحرقوا شجرة، فكيف يقتله -وهو مسلم- ليتزوج امرأته، بل ويوقد في رأسه النار ليطبخ عليها هذا وأيم الله إفك مبين. ولا يعني إيراد الذهبي وغيره من المؤرخين لهذه النصوص غير الصحيحة أنهم يقرونها فإنهم يعتمدون على ذكر الإسناد لتبرأ ذمتهم، ويتركون للقارئ هذه الأسانيد ليميزها، فيعرف الصحيح والزغل الدخيل"

    أقول : اعتذاره للذهبي لا يجدي إذ كيف توضع رواية كهذه بدون إسناد في كتاب تاريخي وقد شغف العوام بالتواريخ ، لقد اجتهد الذهبي وغيره في إخفاء ما قال أهل الحديث في إمام أهل الرأي وهذا أولى بالكتم لو كان صحيحاً فكيف والحال هذه

    وقال ابن حجر في الإصابة :" وروى ثابت بن قاسم في الدلائل أن خالدا رأى امرأة مالك وكانت فائقة في الجمال فقال مالك بعد ذلك لامرأته قتلتني يعني سأقتل من أجلك وهذا قاله ظنا فوافق انه قتل ولم يكن قتله من أجل المرأة كما ظن"

    ولا حاجة إلى توجيه الرواية فلا إسناد لها ولا يستبعد أن تكون من وضع الوضاعين

    ثم أردف الذهبي هذه القصة بقصة أخرى :" وذكر ابن الأثير في "كامله"2 وفي "معرفة الصحابة"3، قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب، وظهرت سجاح وادعت النبوة صالحها مالك، ولم تظهر منه ردة، وأقام بالبطاح، فلما فرغ خالد من أسد وغطفان سار إلى مالك وبث سرايا، فأتى بمالك. فذكر الحديث وفيه: فلما قدم خالد قال عمر: يا عدو الله قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته، لأرجمنك وفيه أن أبا قتادة شهد أنهم أذنوا وصلوا"

    فعلق محقق السير بقوله :" كذب ومين: هذه القصة باطلة بل من أفحش الكذب، إذ كيف يعقل أن يقتل سيف الله المسلول مسلما ليتزوج امرأته بل، ويوقد برأسه النار ليطبخ عليها؟!! سبحانك هذا بهتان عظيم وإفك مبين لا يصدقه إلا الجهلة الطغام"

    ثم أورد الذهبي رواية ثالثة :" وقال الموقري، عن الزهري قال: وبعث خالد إلى مالك بن نويرة سرية فيهم أبو قتادة، فساروا يومهم سراعاً حتى انتهوا إلى محلة الحي، فخرج مالك في رهطه فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المسلمون فزعم أبو قتادة أنه قال:وأنا عبد الله المسلم قال: فضع السلاح، فوضعه في اثني عشر رجلاً، فلما وضعوا السلاح ربطهم أمير تلك السرية وانطلق بهم أسارى، وسار معهم السبي حتى أتوا بهم خالداً، فحدث أبو قتادة خالداً أن لهم أماناً وأنهم قد ادعوا إسلاماً، وخالف أبا قتادة جماعة السرية فأخبروا خالداً أنه لم يكن لهم أمان، وإنما سيروا قسراً، فأمر بهم خالد فقتلوا وقبض سببهم، فركب أبو قتادة فرسه وسار قبل أبي بكر. فلما قدم عليه قال: تعلم أنه كان لمالك بن نويرة عهد وأنه ادعى إسلاماً، وإني نهيت خالداً فترك قولي وأخذ بشهادات الأعراب الذين يريدون الغنائم، فقام عمر فقال: يا أبا بكر إن في سيف خالد رهقاً، وإن هذا لم يكن حقاً فإن حقاً عليك أن تقيده، فسكت أبو بكر"

    فعلق محقق السير :" الوليد بن بن محمد الموقري، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه.
    وقال ابن خزيمة: لا أحتج به؛ وكذبه يحيى بن معين وله مناكير وبلايا ذكر بعضها الذهبي في "الميزان".

    وكل ما يذكر في لقاء عمر بن الخطاب لمتمم بن نويرة من أكاذيب الواقدي سردها ابن سعد في الطبقات والله المستعان

    وغاية ما في الأمر بعض مراسيل الزهري وهي من أوهى المراسيل ولا ذكر فيها للمرأة وإنما فيها اختلاف الصحابة في الحال التي مات عليها مالك ، وما ذكره خليفة بن خياط من ودي الصديق لمالك فليس بشيء وخليفة تكلم فيه الأئمة

    قال الحاكم: قلت للدارقطني خليفة بن خياط؟ قال ما أعرفه، وإنما أراد ابن خياط، فقال: قد جرحوه. (311) .

    وقد جرحه أبو حاتم وأبو زرعة

    والرواية من طريق ابن أبي ذئب عن الزهري وهو ضعيف الرواية وإنما يحفظ الخبر عن الزهري مرسلاً بدون ذكر الودي بل بسياق آخر تماماً

    فليربع على أنفسهم الطاعنون في خير الخلق بعد الأنبياء ، ورغماً عن أنوفكم قد أزال الله بخالد بن الوليد الردة وأحسب أنه لرحم بينكم وبين أهل الردة تبغضون هذا الرجل

    قال ابن سعد في الطبقات 5848- قَالَ : أَخْبَرَنا عبد الله بن الزبير الحميدي قَالَ : حَدَّثَنا سفيان بن عيينة قَالَ : حَدَّثَنا إسماعيل بن أبي خالد قَالَ : سمعت قيس بن أبي حازم يقول : لما مات خالد بن الوليد قَالَ عمر رحمه الله : يرحم الله أبا سليمان ، لقد كنا نظن به أمورا ما كانت.

    وهذا إسناد صحيح

    وقال ابن أبي شيبة في المصنف 11460- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، قَالَ لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ اجْتَمَعَنْ نِسْوَةُ بَنِي الْمُغِيرَةِ يَبْكِينَ عَلَيْهِ فَقِيلَ لِعُمَرَ أَرْسِلْ إلَيْهِنَّ فَانْهَهُنَّ لاَ يَبْلُغُك عَنْهُنَّ شَيْءٌ تَكْرَهُهُ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : وَمَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يُهْرِقْنَ مِنْ دُمُوعِهِنَّ عَلَى أَبِي سُلَيْمَانَ مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ ، أَوْ لَقْلَقَةٌ.

    وهذا صحيح أيضاً
    هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    كتبه / عبدالله الخليفي


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: كشف تلبيس الشيعة وابليس فى قتل خالد ابن الوليد لمالك ابن نويرة ؟

    بماذا يرد على رافضي يقول: خالد بن الوليد قتل مالك بن نويرة وتزوج امرأة مالك بن نويرة ؟

    فضيلة الشيخ : عبد الرحمن السحيم

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    بماذا يرد على الشيعي الذي يقول:
    اقتباس
    كنز العمال للمتقي الهندي : خالد بن الوليد يقتل مسلما بعد ان اخبره ان لم يرتد وشهد ابوقتادة ان لم يرتد فيصر خالد على قتل مالك والزنا بزوجته!! وعمر يطلب من أبوبكر قتل خالد على جريمته وأبو بكر يقول: تأول فأخطأ!!
    الصحابي خالد بن الوليد يقتل الصحابي مالك بن النويرة ويتزوج امراة مالك في نفس الليلة !!!! يلهذا الدين ويالهؤلاء الصحابة ويالهذه الاحكام التي قالها ((((الخليفة ابي بكر))) التي هي اعجب من قتل خالد لمالك ...
    هل تعلمين من هو مالك ابن النويرة ... مالك هو من قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (((اذا اراد احدكم ان ينظر لرجل من اهل الجنة فلينظر إلى مالك ))).... رحم الله مالك . وسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا...

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أولا : لا يُقال " شيعي " وإنما يُقال رافضي !
    ورحم الله فقهاء الأمة إذا كانوا يقولون من رمى غيره بألفاظ نابية أنه يُعزّر ، وعدّوا من تلك الألفاظ قول ( يا رافضي ) !
    وما ذلك إلاَّ لِخُبْثَ الروافض !
    وقال ابن مُفلح في " الفروع " : وَيُعَزَّرُ فِي : يَا كَافِرُ ، يَا فَاجِرُ ، يَا حِمَارُ ، يَا تَيْسُ ، يَا ثَوْرُ ، يَا رَافِضِيُّ !
    وفي " تكلمة المجموع " : ومن الألفاظ الموجبة للتعزير قوله لغيره : يا فاسق ، يا كافر ، يا فاجر ، يا شقي ، يا كلب ، يا حمار ، يا تيس ، يا رافضي ! يا خبيث ، يا كذاب .
    ورَحِم الله أئمة أهل السنة إذ كانوا يَرون أن أقوال الرافضة توجِب الْحَدَث !
    قال طلحة بن مصرف : لولا أني على وضوء لأخبرتك ببعض ما تقول الشيعة ! رواه الإمام اللالكائي .
    ورحم الله ابن القيم إذ قال عن الرافضة :
    وتأمل حكمته تعالى في مَسْخِ من مُسِخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم ، فإنها لما مُسِخَتْ قلوبهم وصارتْ على قلوب تلك الحيوانات وطباعها اقتضت الحكمة البالغة أن جُعلت صورهم على صورها لتتم المناسبة ويكمل الشَّبَه ، وهذا غاية الحكمة. واعْتَبِر هذا بمن مُسخوا قردة وخنازير كيف غَلبتْ عليهم صفات هذه الحيونات وأخلاقها وأعمالها . ثم إن كنت من المتوسِّمِين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشباههم ونظرائهم ! كيف تراها بادية عليها ، وإن كانت مستورة بصورة الإنسانية فاقرأ نسخة القردة من صُوَر أهل المكر والخديعة والفسق الذين لا عقول لهم ، بل هم أخفّ الناس عقولا وأعظمهم مكرا وخِداعا وفسقا ، فإن لم تقرا نسخة القردة من وجوهم فلست من المتوسمين ! واقرأ نسخة الخنازير من صور أشبهاهم ولا سيما أعداء خيار خلق الله بعد الرُّسُل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنّ هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب ! وهي تَظهر وتَخفى بحسب خِنْزِيرية القلب وخُبْثه ، فإن الخنـزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا ، ومن خاصيته أنه يَدَع الطيبات فلا يأكلها ويقوم الإنسان عن رجيعه فيُبادِر إليه ! فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده مُنَطِبقًا عليهم ، فإنهم عَمدوا إلى أطيب خلق الله وأطهرهم فعادوهم وتبرؤوا منهم ، ثم والَوا كُلّ عَدو لهم من النصارى واليهود والمشركين ، فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين والكفار ، وصرّحوا بأنهم خير منهم ! فأيّ شَبَه ومُناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير ؟ فإن لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين . اهـ .
    وقد قرر أئمتنا أن الصحابة رضي الله عنهم كلهم عُدول ، ولا ينتقص أحدًا منهم إلاّ زِنديق .
    وهذا ما دلّ عليه صريح القرآن في قوله تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْع أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) .
    قال الإمام مالك : من أصبح وفي قلبه غيظٌ على أصحاب محمد عليه السلام فقد أصابته الآية .
    وعن جعفر بن محمد ابن علي عن أبيه عن جده علي بن الحسين رضي الله عنه، أنه جاءه رجل فقال له : يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما تقول في عثمان ؟ فقال له : يا أخي أنت من قوم قال الله فيهم : (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ ) الآية ؟
    قال : لا ! قال : فو الله لئن لم تكن من أهل الآية ، فأنت من قوم قال الله فيهم : (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ) الآية ؟
    قال : لا . قال : فو الله لئن لم تكن من أهل الآية الثالثة لتخرجن من الإسلام ، وهي قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ) الآية .
    قال الإمام البيهقي في " الاعتقاد " : فأثنى عليهم ربهم وأحسن الثناء عليهم ، ورَفَع ذِكْرهم في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم ، ثم وعدهم المغفرة والأجر العظيم فقال : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) ، وأخبر في آية أخرى برضاه عنهم ورضاهم عنه ، فقال : (وَالسَّابِقُون الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) ، ثم بَشَّرَهم بِمَا أعَدّ لهم ، فقال : (وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّات تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ، وأمَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعفو عنهم والاستغفار لهم ، فقال : (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) ، وأمَره بِمُشَاوَرَتِهم تطييبا لقلوبهم وتَنْبِيهًا لِمَن بعده من الحكام على المشاورة في الأحكام ، فقال : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) ، ونَدَب من جاء بعدهم إلى الاستغفار لهم وأن لا يجعل في قلوبهم غِلاًّ للذين آمنوا ، فقال : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) .
    ثانيا : من أراد أن يستدل على قوله فليأتِ بِصحّة ما يدّعيه ويزعمه .
    وأين هي الأسانيد الثابتة الدالة على أن خالدا رضي الله عنه فعل ذلك كله ؟
    أيعلم هذا الرافضي فيمن يتكلّم ؟
    إنه يطعن في خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي " سيف الله المسلول " !
    أتدري فيمن تطعن ؟
    في أقوام حطّوا رِحالهم في الجنة !
    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن أبي بكر رضي الله عنه : إن أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت مُتخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلاّ سُدّ إلاّ باب أبي بكر . رواه البخاري ومسلم .
    وأبو بكر قد بشّره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة .
    وقال عليه الصلاة والسلام في شأن خالد بن الوليد رضي الله عنه : وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا ، قَدْ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتُدَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . رواه البخاري ومسلم .
    وشَهِد عليّ رضي الله عنه بِفضل أبي بكر رضي الله عنه ، إذ لا يعرف لأهل الفضل فضلهم إلاّ أهل الفضل !
    قال محمد بن الحنفية قلت لأبي ( علي بن أبي طالب ) : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان . قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري .
    أما القصة المذكورة فقد ذَكرها سيف بن عمر في " الفتوحات " وسيف ليس عمدة في الرواية .
    ولذلك لَمَّا أورد ابن الجوزي حديث موضوعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي إسناده " سيف بن عمر " ، قال ابن الجوزي : وفيه مجهولون وضعفاء ، وأقبحهم حالاً سيف !
    وقال ابن حبان : يروى الموضوعات عن الأثبات .
    وكذلك الهيثمي لَمَّا أورد حديثا وفي إسناده " سيف بن عمر " قال : وفيه سيف بن عمر التميمي ، وهو ضعيف .
    وكذلك الذهبي لََّما ذَكَر ضَعْف أبي مِخنف ، قال : وهو مِن بَابَةِ سَيف بن عمر التميمي صاحب " الردة " !
    ومعلوم أن كِتاب " كَنْز العمال " كِتاب جَمَع فيه مؤلّفه من غير اشتراط صِحّة ، بل ولا أسانيد ، كهذه القصة التي نقلها الرافضي منه !
    ثم لو افترضنا صِحّة ذلك كله ، فأين هي حسنات خالد بن الوليد رضي الله عنه ؟
    وأين هي أيضا حسنات أبي بكر رضي الله عنه ؟
    أغَمِطَها الرافضي كلها في جـرّة قَلَم ؟!
    أبَلَغَه أن الله سَخِط على أصحاب نبيِّه صلى الله عليه وسلم بعد أن رضي عنهم ؟!
    ولو افترضنا صِحّة ذلك لَكان لِخالد رضي الله عنه عُذره ، فهو آنذاك في حروب أهل الرِّدَّة ، وقد بعثه أبو بكر رضي الله عنه على حروب الْمُرْتَدِّين .
    وقد اعتذر خالد رضي الله عنه بِما كان يقوله مالك بن نويرة .
    وكان خالد رضي الله عنه يقول : إنما أمَر بِقَتل مالك لأنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ما أخال صاحبكم إلاَّ قال كذا وكذا ! فقال له : أوَ مَا تَعُدّه لك صاحبا ؟
    ومن هنا فقد اختلف المؤرِّخون حول مقتل مالك بن نويرة ، هل قُتِل على الإسلام أو قُتِل مُرتدًّا ؟
    وعلى كُلّ حال فالقوم أفضَوا إلى ما قدّموا ، وليس لدينا أسانيد ثابتة تدلّ على صِحّة القصة ، ولو ثبتت القصة لم يكن لأحد أن يطعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه .
    كما أن القصة لم تتضمّن صراحة ذِكْر زواج خالد رضي الله عنه بها ليلة مقتل مالك بن نويرة .
    ومع ذلك فلو ثبت ذلك لكان خالد رضي الله عنه معذورا ، وذلك أن خالدا رضي الله عنه لم يقتل مالكا إلاّ لاعتقاده أنه ارتد عن الإسلام ، فكان حلال الدم والمال ، هذا من جهة .
    ومن جهة ثانية فقد اخْتُلِف في استبراء السبايا حال سبيِهِنّ ، فقد قال بعض أهل العلم : السَّبِيَّةُ الَّتِي لَهَا زَوْجٌ بِأَرْضِهَا يَسْبِيهَا الْمُسْلِمُونَ فَتُبَاعُ فِي الْمَغَانِمِ فَتُشْتَرَى وَلَهَا زَوْج قَالَوا : فَهِيَ حَلال .
    ففي المدونة على مذهب الإمام مالك : قَالَ ابْنُ وَهْب : وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ : أَصَبْنَا سَبْيًا يَوْمَ أَوْطَاس وَلَهُنَّ أَزْوَاجٌ فَكَرِهْنَا أَنْ نَقَعَ عَلَيْهِنَّ فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ( وَالْمُحْصَنَات ُ مِنْ النِّسَاءِ إلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) فَاسْتَحْلَلْنَ اهُنَّ .
    وهذا رواه النسائي في الكبرى .
    وهذا الخلاف موجود حتى في " الفقه الشيعي " !
    وعُذر ثالث أنه قد تكون حائضا فطهرت من ليلتها ، فعلى هذا رأى خالد رضي الله عنه جواز استرقاقها ، ومن ثم الاستمتاع بها .
    وفي " دعائم الإسلام " (فقه شيعي) : عن جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال : من اشترى جارية و هي حائض فله أن يطأها إذا طهرت . اهـ .
    ولو افترضنا صِحّة القصة جدلاً .. أليست الرِّدَّة أعظم من القتل ؟
    ومع ذلك فلو ارتد مُسْلِم ثم قَتَل ثم تاب لم يكن لِيُقْتَل ! بل تُقْبَل توبته .
    ومِن عَجَب أن يطعن الرافضة في مثل أبي بكر وفي مثل خالد مع ما سبق لهم من الحسنى ، ثم نجدهم يرفعون من شأن من لم تُعرف له قَدَم في الإسلام أصلا ! كأبي لؤلؤة المجوسي ! فهو مجوسي كافر ، ومع ذلك أقاموا له الأضرحة في " إيران " ! والرافضة تُسمِّيه " بابا شجاع الدِّين " ! وما ذلك إلاّ لِكونه هو الذي قَتَل عمر رضي الله عن عُمر ..
    فهذه من متناقضات الرافضة ، وما أكثرها !!
    ورَحِم الله أئمة آل البيت إذ لو كان أحد منهم حيا لَضَرَب عُنُق هذا الرافضي !
    قال الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم لِرَجُل مِن الرافضة : إنّ قَتْلَك قُرْبة إلى الله ! فقال : إنك تَمْزَح ، فقال : والله ما هو مِنِّي بِمِزَاح .
    وكان بحضرته رَجل ذَكَر عائشة بِذِكْر قبيح من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ! فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا ! فقال : معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله عز وجل : (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) ، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي خبيث ؛ فهو كافر ، فاضربوا عنقه . قال القاضي عتبة بن عبد الله الهمداني : فَضَرَبُوا عُنقه وأنا حاضر . رواه اللالكائي .
    وعن أبي جعفر بن الفضل الطبري أن محمد بن زيد أخَا الحسن بن زيد قَدِم عليه من العراق رجلٌ يَنوح بين يديه ، فَذَكَر عائشة بِسُوء ، فقام إليه بعمود وضرب به دماغه ! فقتله ، فقيل له : هذا من شيعتنا وممن يتولانا ، فقال : هذا سَمَّى جَدِّي قِرْنان ، اسْتَحَقّ عليه القتل ، فَقَتَلْتُه . رواه اللالكائي .
    ومِن عَجَب أن يتكلّم " الرافضة " في هذه المسائل ، وهم أكثر الناس خوضا وتخوّضا في " الجنس " !
    فقد تمتّع أحد ملالي الرافضة بامرأة ! ثم تمتّع بابنتها بعد ستة عشر عاما !
    وهذا يعني أنه تمتّع بامرأة فَحَمَلت منه ، ثم تمتّع بابنته من المتعة !
    ومن عجب أن يتكلّم الرافضة أيضا في مسائل الفقه ، وهم يعتقدون أن فضلات الأئمة طاهرة يُتبرّك ويُتمسّح بها !
    هذا هو الفقه الرافضي !
    روى الكليني في " الكافي " (الجزء الأول – ص 388 ) عَنْ أَبِي جَعْفَر ( عليه السلام ) قَالَ : لِلإِمَامِ عَشْرُ عَلامَات يُولَدُ مُطَهَّراً مَخْتُوناً ، وَ إِذَا وَقَعَ عَلَى الأَرْضِ وَقَعَ عَلَى رَاحَتِهِ رَافِعاً صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَي ْنِ ، وَ لا يُجْنِبُ ، وَ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَ لا يَنَامُ قَلْبُهُ ، وَ لا يَتَثَاءَبُ وَ لا يَتَمَطَّى ، وَ يَرَى مِنْ خَلْفِهِ كَمَا يَرَى مِنْ أَمَامِهِ ، وَ نَجْوُهُ كَرَائِحَةِ الْمِسْكِ .
    النجو : الغائط !!!
    و" الكافي " أصح الكُتُب عند الرافضة !
    * تنبيه :
    مِن أعجب ما رأيت في هذا القول استدلال الرافضي بقول عمر رضي الله عنه !
    وعمر من ألدّ أعداء الرافضة ، وهم يلعنون أبي بكر وعمر ( رضي الله عنهما )
    فليس حُـبًّا في عُمر بِقَدْر ما هو التشفِّي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم !
    وكذلك الترحّم على مالك بن نويرة ، ليس حُـبًّا في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، بل من أجل الطعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم .
    والله تعالى أعلم .
    وهنا :
    كيف نردّ على مَن يقدح في الصحابة رضي الله عنهم ؟
    شبكة مشكاة الإسلامية - الفتاوى - كيف نردّ على مَن يقدح في الصحابة رضي الله عنهم ؟
    هل صحيح أنَّ معاوية رضي الله عنه قتل عائشة رضي الله عنها بمؤامرة ومكيدة ؟
    يستشهد الروافض بأحاديث من كُتب السنة في ذمّ معاوية رضي الله عنه ، فكيف يُرد عليهم ؟
    ما صحة موضوع (أخطاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الثلاثة) ؟
    ما صحة موضوع (أخطاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الثلاثة) ؟ - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
    الرافضة يطعنون في عمر لأنه غاب عنه أحاديث الاستئذان والتيمم
    الرافضة يطعنون في عمر لأنه غاب عنه أحاديث الاستئذان والتيمم - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
    مذهب آل البيت بين السنة والرافضة ، وهل يأخذ أهل السنة بمذهب آل البيت ؟
    مذهب آل البيت بين السنة والرافضة ، وهل يأخذ أهل السنة بمذهب آل البيت ؟ - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
    شخص يتنقص معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .. كيف يُرد عليه ؟
    شخص يتنقص معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .. كيف يُرد عليه ؟ - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
    خُطبة جُمعة عن .. (مكانةِ الصحابةِ)
    خُطبة جمعة عن .. (مكانة الصحابة) - منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: كشف تلبيس الشيعة وابليس فى قتل خالد ابن الوليد لمالك ابن نويرة ؟


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: كشف تلبيس الشيعة وابليس فى قتل خالد ابن الوليد لمالك ابن نويرة ؟

    قصة خالد بن الوليد ومالك بن نويرة
    https://www.fnoor.com/main/articles....8#.YRTbTojXKM8

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: كشف تلبيس الشيعة وابليس فى قتل خالد ابن الوليد لمالك ابن نويرة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    فهذه الحكاية عن خالد من الافتراءات
    إذ لا يعقل أن يرتكبها صغار الصحابة
    فكيف بصحابي كبير مثل خالد بن الوليد، سيف الله المسلول،
    فلقد كان صلى الله عليه وسلم يوصي الجيش ألا يقتلوا شيخا أو امرأة أو طفلا أو يحرقوا شجرة،
    فكيف يقتله -وهو مسلم- ليتزوج امرأته، بل ويوقد في رأسه النار ليطبخ عليها
    هذا وأيم الله إفك مبين.
    نعم بارك الله فيك

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: كشف تلبيس الشيعة وابليس فى قتل خالد ابن الوليد لمالك ابن نويرة ؟

    جزاكم الله خيرا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: كشف تلبيس الشيعة وابليس فى قتل خالد ابن الوليد لمالك ابن نويرة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة

    هل تعلمين من هو مالك ابن النويرة ... مالك هو من قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (((اذا اراد احدكم ان ينظر لرجل من اهل الجنة فلينظر إلى مالك ))).... رحم الله مالك . وسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا...

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    غاية ما يمكن أن يقال في شأن قتل خالد بن الوليد مالك بن نويرة ، أنه إما أن يكون أصاب فقتله لمنعه الزكاة وإنكاره وجوبها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، أو إنه أخطأ فتسرع في قتله وقد كان الأوجب أن يتحرى ويتثبت ، وعلى كلا الحالين ليس في ذلك مطعن في خالد رضي الله عنه .
    ****
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية:
    ثم يقال: غاية ما يقال: في قصة مالك بن نويرة: إنه كان معصوم الدم، وإن خالدًا قتله بتأويل، وهذا لا يبيح قتل خالد ... ومعلوم أن خالدًا قتل مالك بن نويرة; لأنه رآه مرتدًا ... وبالجملة: فنحن لم نعلم أن القضية وقعت على وجه لا يسوغ فيها الاجتهاد, والطعن بمثل ذلك من قول من يتكلم بلا علم، وهذا مما حرمه الله ورسوله. اهـ
    ***
    قال ابن حجر الهيتمي: على أن الحق عدم قتل خالد؛ لأن مالكًا ارتد ورد على قومه صدقاتهم لما بلغه وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم, كما فعل أهل الردة, وقد اعترف أخو مالك لعمر بذلك, وتزوجه امرأته لعله لانقضاء عدتها بالوضع عقب موته, أو يحتمل أنها كانت محبوسة عنده بعد انقضاء عدتها عن الأزواج على عادة الجاهلية, وعلى كل حال فخالد أتقى لله من أن يظن به مثل هذه الرذالة التي لا تصدر من أدنى المؤمنين, فكيف بسيف الله المسلول على أعدائه؟ فالحق ما فعله أبو بكر, لا ما اعترض به عليه عمر - رضي الله تعالى عنهما - ويؤيد ذلك أن عمر لما أفضت إليه الخلافة لم يتعرض لخالد, ولم يعاتبه, ولا تنقصه بكلمة في هذا الأمر قط, فعلم أنه ظهر له حقية ما فعله أبو بكر, فرجع عن اعتراضه, وإلا لم يتركه عند استقلاله بالأمر؛ لأنه كان أتقى لله من أن يداهن في دين الله أحدًا. اهـ
    : اختلفت الآراء في مقتل مالك بن نويرة اختلافًا كثيرًا: أقتل مظلومًا أم مستحقًا؛ أي أكافرًا قتل أم مسلمًا؟
    واخترت من بين من بحث هذا الموضوع ما ذهب إليه الدكتور علي العتوم؛ لأنه حقق المسألة تحقيقًا علميًا متميزًا، واهتم بأحداث الردة اهتمامًا لم أجده -على حسب اطلاعي- عند أحد من الباحثين المعاصرين، وخرج بنتيجة أوافقه عليها: أن الذي أردى مالكًا كبره وتردده؛ فقد بقي للجاهلية في نفسه نصيب, وإلا لما ماطل هذه المماطلة في التبعية للقائم بأمر الإسلام بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفي تأدية حق بيت مال المسلمين المتمثل بالزكاة, وفي تصوري أن الرجل كان يحرص على زعامته ويناكف - في الوقت نفسه - بعض أقربائه من زعماء بني تميم الذين وضعوا عصا الطاعة للدولة الإسلامية، وأدوا ما عليهم لها من واجبات، وقد كانت أفعاله وأقواله على السواء تؤيد هذا التصور، فارتداده ووقوفه بجانب سجاح وتفريقه إبل الصدقة على قومه، بل ومنعهم من أدائها لأبي بكر وعدم إصاخته لنصائح أقربائه المسلمين في تمرده، كل ذلك يدينه ويجعل منه رجلًا أقرب إلى الكفر منه إلى الإسلام, ولو لم يكن مما يحتج به على مالك إلا منعه للزكاة لكفى ذلك مسوغًا لإدانته، وهذا المنع مؤكد عند الأقدمين؛ فقد جاء في طبقات فحول الشعراء لابن سلام قوله: والمجمع عليه: أن خالدًا حاوره ورادَّه، وأن مالكًا سمح بالصلاة والتوى بالزكاة ... فهناك من اتهم خالدًا بأنه تزوج أم تميم فور وقوعها في يده لعدم صبره على جمالها, ولهواه السابق فيها، وبذلك يكون زواجه منها - حاشا لله - سفاحًا، فهذا القول مستحدث لا يعتد به؛ إذ خلت المصادر القديمة من الإشارة إليه، بل هي على خلافه في نصوصها الصريحة، يذكر الماوردي أن الذي جعل خالد يقوم على قتل مالك هو منعه للصدقة التي استحل بها دمه، وبذلك فسد عقد المناكحة بينه وبين أم تميم، وحكم نساء المرتدين إذا لحقن بدار الحرب أن يسبين ولا يقتلن، كما يشير إلى ذلك الإمام السرخسي, فلما صارت أم تميم في السبي اصطفاها خالد لنفسه، فلما حلت بنى بها .اهـ المصدر الاسلام سؤال وجواب

    **
    النووي - صحيح مسلم بشرح النووي - كتاب الإيمان
    باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله
    الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 203 )

    [ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
    - .... وقد كان في ضمن هؤلاء المانعين للزكاة من كان يسمح بالزكاة ولا يمنعها الا أن رؤساءهم صدوهم عن ذلك الرأي وقبضوا على أيديهم ، في ذلك كبني يربوع فانهم قد جمعوا صدقاتهم وأرادوا أن يبعثوا بها إلى أبي بكر (ر) فمنعهم مالك بن نويرة من ذلك وفرقها فيهم ، وفي أمر هؤلاء عرض الخلاف ووقعت الشبهة لعمر (ر) فراجع أبا بكر (ر) وناظره واحتج عليه بقول النبي أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله الا الله فمن ، قال : لا إله الا الله فقد عصم نفسه وماله ، وكان هذا من عمر (ر) تعلقا بظاهر الكلام قبل أن ينظر في آخره ويتأمل شرائطه ، فقال له أبو بكر (ر) : إن الزكاة حق المال يريد أن القضية قد تضمنت عصمة دم ومال معلقة بايفاء شرائطها والحكم المعلق بشرطين لا يحصل بأحدهما والآخر معدوم ، ثم قايسه بالصلاة ورد الزكاة اليها ، وكان في ذلك من قوله دليل على أن قتال الممتنع من الصلاة كان أجماعا من الصحابة ....

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: كشف تلبيس الشيعة وابليس فى قتل خالد ابن الوليد لمالك ابن نويرة ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة

    هل تعلمين من هو مالك ابن النويرة ... مالك هو من قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (((اذا اراد احدكم ان ينظر لرجل من اهل الجنة فلينظر إلى مالك )))....
    هل ورد هذا الحديث فى مالك ابن نويرة-أم - مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما .
    قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/31) :
    " وفي الباب حديث مرسل أخرجه سعيد بن منصور (2/221) من طريق عمر بن السائب
    أنه بلغه أن مالكا والد أبي سعيد الخدري لما جرح النبي صلى الله عليه وسلم مص جرحه حتى أنقاه ولاح أبيض ، فقيل له : مُجَّهُ . فقال : لا والله لا أمُجُّهُ أبدا . ثم أدبر فقاتل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا . فاستشهد " انتهى .

    *********
    وكذلك عن أبي هريرة : أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة . قال : " تعبد الله لا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة - يعني المكتوبة - وتؤتي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان " . قال : والذي بعثك بالحق لا أزيد على هذا . فلما أدبر قال : " من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا . رواه البخاري)

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: كشف تلبيس الشيعة وابليس فى قتل خالد ابن الوليد لمالك ابن نويرة ؟

    (اذا اراد احدكم ان ينظر لرجل من اهل الجنة فلينظر إلى مالك)
    بشر واضعه بنار جهنم
    ورب الكعبة ما قال رسول الله هذا . . إلا اذا كانوا يقصدون "فلينظر إلى خالد بن الوليد" فالمعنى محتمل

    مالك بن نويرة الجيفة الذي أسلم كرها وارتد اختياراً. ..... اتبع رسول الله كرها واتبع مسيلمة الكذاب اختيارا (على فرض صحة تلك الروايات الواهية سنداً)
    وحزه سيف الله المسلول على الكفار المعجل برقاهم الى نار جهنم . .
    .
    ولو صح أنه قتل ذلك المرتد واصطفى من السبايا زوجته فهو لم يأت حراما فقد اصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بعد أن قتلت سيوف الحق أباها . .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: كشف تلبيس الشيعة وابليس فى قتل خالد ابن الوليد لمالك ابن نويرة ؟

    إذن فلماذا أنكر بعض الصحابة على خالد بن الوليد قتل مالك بن نويرة ، كما فعل عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وأبو قتادة الأنصاري ؟
    ممكن أخي مصدر هذا الكذب؟
    المعلوم أنه انكر عليه ما فعله بعد الفتح وعلى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قتل من قال "صبأنا صبأنا" ممن خانهم اللسان وكانوا يقصدون "أسلمنا" ومع ذلك استمر قائداً من قيادة جيوش رسول الله . .
    . .
    وفي الحديث الشيف الصحيح .. حديث قرقرة الدجاجة . . االكلمة من الحق يخلطون بها 100 كذبة . . وهذا تلاحظه حتى في الرواة . . من خلال تشابه هذه القصص . . شُبَِه عليهم . . ثم يزيدون عليها ليشغلون ليالي سمرهم ..
    . .
    وأبو بكر وخالد وعمر في حروب الردة شأنم أعظم من متابة مثل الأعرابي الجيفة ابن نويرة
    . .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •