يوم عرفة ، وما أدراك ما يوم عرفة !


أحمد قوشتي عبد الرحيم


- هو اليوم الذي أكمل الله لنا فيه الدين ، وأتم علينا النعمة ، وفيه نزل قوله تعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} ووالله إن نعمة الإسلام والقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم لهي خير النعم وأجلها ، وهي خير مما يجمع الناس من متاع الدنيا الفاني ، وزخرفها الزائل عما قليل .
- وهو اليوم المشهود الذي أقسم الله تعالى به ، فقال سبحانه { وشاهد ومشهود }
- وهو اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق من ظهر آدم ، وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلا ، وقال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172].
- وهو اليوم الذي يكفر صيامه ذنوب سنتين : سنة ماضية وسنة مستقبلة ، حيث قال صلى الله عليه وسلم " «صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده» "
- وهو من أعظم أيام السنة كلها ، ففيه تعتق الرقاب ، وتحط الأوزار ، وتغفر الذنوب ، ويدنو الرب العلي الأعلى من عباده ، ويباهي بهم ، كما في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟» "

- ولهذا كله كان أفضل الدعاء ، وخير الدعاء : دعاء يوم عرفة ، كما قال صلى الله عليه وسلم «خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير»
ورحم الله عبدا استقبل هذا اليوم بالجد والاجتهاد ، وحسن الظن بربه ، وقصد مولاه بحوائجه كلها ، مؤملا كشف الكربات ، ومغفرة السيئات ، وقضاء الحاجات ، وعتق الرقاب ، والفوز بالجنة والنجاة من النار .