المباهلة بين المؤمنين لا رحمة فيها ولا علم ولا يقين ،،،

الحمد لله القائل في محكم كتابه
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
(164) آل عمران .
القائل سبحانه
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء .
وبعد
قبل قليل قرأت موضوعاً قد رفعه أحد الأخوة ويا ليته لم يرفعه
وأحد المشاركين يقول
تالله انها لاحدى الكبر
باهلتك سابقاً وأعيد المباهلة
اللهم اجعل لعنتك علي أو على من خالفني
فأنا أقول انه يوجد من لم تبلغه دعوة رسلك
ومن خالفني يقول أن دعوتك بلغت جميع أهل الأرض . انتهى

أقول كنت أظن في حين من الدهر أن المباهلة تقع بين مؤمن وكافر .
ولم أكن أتصور أن تقع بين المؤمنين
لورودها في آل عمران وقصة وفد نجران . هكذا كنت أتصورها .
ثم دخلت على أحد المنتديات الإسلامية من قديم الزمان بأقدم من هذا الموضوع
الذي قرأت فيه المقالة الآنفة الذكر
فإذا الأصوات قد علت وحدة النقاش قد اشتدت ورجل يطلب المباهلة من رجل آخر .
وأرى دك الكلمات وثقل العبارات بينهما .
وأسآل نفسها وقتها عن ماذا يتحدثون هؤلاء .
فما هو هذا العلم الذي يحملوه وثقله وإخلاصهم لله وحقه وجهلهم وتبعته ورحمتهم بالناس ومبلغه .
أدركت وقتها جهل الناس بالمباهلة وفقهها وقلبها وضيق صدورهم وتصورهم لعذاب الله وسخطه .
والآن وبعد هذه السنين أرى مباهلة أخرى .
فأرى سببها ومن يطلبها وأتعجب من خروجها ومخرجها .
وأسأل وما درجة هذا العلم الذي فيه هذا الجدال .
وكم سيزيد من إيمان مؤمن إذا آمن به وكم سينقص من إيمانه إن لم يؤمن به .
و بعد انتهاء نقاشات وفي نصف نقاشات ترى وقد انطفأت جذوة النار في أفئدتهم
يصطلون بها في زمهرير شتاء الجهل ثم رحلوا وهجروا وكأنهم أعمدة السماء وأركان الأرض
لا تقوم السماء والأرض إلا بهم .
التواضع دين لا يؤتاه إلا عابد تقي عرف قيمة هذه الحياة كما وصفها رسول الله
لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء . انتهى .
أتباهل أيها المؤمن أخ لك مؤمن على جناح بعوضة .
فيقول الأمر أكبر من هذا بكثير .
قلت وأين الكثرة والجهل ظاهر في تحرير العبارات وصورة الايرادات والشواهد والإشارات .
أيستحق هذا مباهلة .
مباهلة تعني لعن وسخط ونار ودمار .
مباهلة تعني كبر وجحود عند طرف وبيان وحجة وصدق ورحمة وتواضع في الطرف الآخر .
فعلى أي شئ تقوم مباهلة بين أخوة طلبة علم وليسوا بعلماء ولا مشايخ وعلمهم ورقات .
وكيف ينسى إمرء مؤمن قوله تعالى
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) الحجرات .
المباهلة شرع فليتق الله من يطلب المباهلة بين الإخوة فأمرها عظيم وعاقبتها وخيمة .
وليتهم المؤمن نفسة في جهله وقلة علمه وأنه ليس لديه القدرة على اقناع خصمه
لا أن يشهر سيف المباهلة ليضرب بها عنقه .
ألم نقرأ يوماً قوله تعالى
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ .
والأنبياء تتفاوت منازلها عند الله بالرحمة .
والرحمة منشأها العلم والإيمان والعدل والإحسان .
نناقش الناس ونحاورهم ونسخط ونستاء ونهجر
ولكن لا نجعلها تصل إلى المباهله والرحيل عن المنتدى بل نجعلها تصل إلى الدعاء للخصم
وللمشاركين في النقاش .
والمناقش له أولاد وزوجة ودمارهم تبع لدماره بعد المباهلة فهل هذا سيسعد قلوبنا
بأن نرى زوجه وأولاده عالة على الناس .
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .
ألم يقل رسول الله هذا .
وأين قول رسول الله منا
الدعاء هو العبادة .
نكثر من الدعاء عند المناقشة وذكر الله في سطورنا وفي قلوبنا فلعل الله بهذا
يصلح مسار النقاش ومحصلته .
وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ
وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
(75) الزمر .

الحمد لله رب العالمين ،،،