بسم الله الرحمن الرحيم

هذه إمرأة تكتب القصص تجادل ربها وتجادل تاريخ الأمة ومستقرها ومستودعها
تجادل الدين وسنة سيد المرسلين .
ثم تنظر يمنة ويسرة في قصصها فتسألها ماذا تريدين .
ننتظر جواباً على سؤال .
يخيم الصمت على المكان وهي تحتسي كوباً من الشاي ولا جواب .
فعاجلتها قلتِ يوماً في عمل من أعمالك
ألم تكتب مرة بأن كل روائي يشبه أكاذيبه .
فماذا تريدين .
قالت أريدك وأمثالك أن يحيوّ بلا لسان ولا آذان .
قلت وإن حصل .
قالت نرتاح منكم .
قلت وهل نحن الذين دخلنا داركم واقتصرنا على حجرة فيها فعشنا فيها أذلة صاغرين .
أم أنتم الذين سلبتم الدار وحل العار والدمار بالدار وأهله .
قالت شئ كان لكم وما كان ينبغي أن يكون لكم .
قلت لهذا أنت لا تؤمنين بأقدار الله وحِكمه وأحكامه .
قالت كل شئ تريدون أن ترجعوه للدين . فُراراً من العقل والمنطق والسين .
قلت أو ليس لكل دار صاحبها وبانيها ومبدعها وقائم عليها يصونها ويرعاها .
قالت بلا .
قلت ألست بدار .
قالت هذه فلسفة .
قلت أنتم الذين اخترعتم الفلسفة وكتبتم عنها
وجعلتم أصول لها وفصول ومعاقد ومعابد .
ثم أراكِ في فرة بعيدة عن عبرة تلقين قصر الفلسفة في دواة .
قالت الحديث معك مبخلة مجبنة .
قلت فأين البخل والجبن في المسألة . يسير رؤيتها مُعبد طرقها مَصون حَرمها .
قالت أريد أن أتوقف عن الحديث معك .
ولكن قل لي . ألستم تحرمون محادثة النساء وسماع أصواتهن والجلوس معهن .
قلت فلسفة تارة وفقه تارة .
حقلان بينهما تتردين وفي كل واحد منهما تختارين في أي وقت فيه تفكرين .
قالت أجب عن السؤال .
قلت سؤالك تعرفين حاله وجوابه .
قالت لا أعرف جوابه ولا حاله .
قلت بلا . إنك تعلمين لو أن رجلاً عابداً تقياً
وقفت أمامه إمرأة عارية غاية في الحسن والجمال وفي يديها بندقية
لما حرم النظر إليها لأنها مسألة حياة أو موت . تريد قتله .
قالت وهل أردت قتلك .
قلت ألا تودين ألا يكون لي لسان ولا أذن . أليس هذا قتلاً له ومواتاً .
قالت سألتني ماذا تريدين . وأسألك ماذا تريد .
قلت أريد أن ترحلي عن الدار .
قالت لن يحدث .
قلت أنت تعلمين أنه سيحدث .
قالت إذاً ما حاجتنا لهذا الحديث .
قلت حاجتي أن تديني بدين الإسلام وتكتبي لله وعن الله .
قالت وإن فعلت ماذا سيكون مصيري .
قلت كوني كمؤمن آل فرعون .
قالت أجننت .
قلت لهذا كنت تتكلمين عن البخل والجبن .
صمتت فقالت أريد أن أرحل عنك . ولا أريد أن أرى وجهك بعد اليوم .
قلت ولكن وجه الله نؤمن به فأين أنت من وجهه سبحانه . يراك كل حين .
قالت أنا في الأصل مسلمة .
قلت تحاربين الدين وتنتصرين للعُرى والعِدى وبأفكارك تهيمين
لتهيمني على سنة سيد المرسلين ثم تقولي أنك في الأصل مسلمة .
قالت إذاً أنت تكفرني .
قلت لم أكفر أحداً من قبل . والتكفير للعلماء وليس لنا .
قالت إذا أرحل عنك .
قلت ترحلين أو لا ترحلين فإنك يوماً إلى الله راحلة .

،،،،،،،،،،