رفق المرأة في بيتها


الفرقان



الرفق هو الخير كله، كما في حديث جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من يحرم الرفق يحرم الخير كُله» رواه مسلم، والرفق خلق عظيم، وما وُجِدَ في شيء إلا حسنه وزينه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه» (رواه مسلم)، ورفق المرأة في بيتها من أهم أنواع الرفق، مع الزوج والأولاد خصوصا، فعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق» صحيح الجامع، وعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عائشة ارْفُقِي، فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً دلَّهم على باب الرِّفق»، ومن أشكال الرفق التي يجب على المسلمة أن تتحلى بها في بيتها ما يلي:

الرفق بالزوج

من أنواع رفق المرأة بزوجها أن تعمل على طاعته وتمتثل أمره، إلّا ما كان في معصية الله -تعالى-، ومن رفقها به أن تُقيم مع زوجها في المسكن الذي أمنها فيه على نفسها ومالها، ولا تخرج منه بغير إذنه، وعليها أن تكون محسنة لأهله رفيقة بهم، ومن أهم أنواع الرفق بالزوج ألا ترهقه بكثرة الطلبات والمصاريف المادية سواء عند الزواج أم بعده، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة»، رواه أحمد والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم، كما أن من أنواع الرفق بالزوج التخفيف عنه ما يكابده من مشاق الحياة، وأن تكون له ناصحة أمينة، وأن تشاركه في مسؤولية البيت.

الرفق بالأولاد

محبَّة الأولاد قضية فطرية جبلت القلوب عليها، وهي الباعث على تلك المشاعر الرَّقيقة، والعواطف الجيّاشة من الأبوين تجاههم، وتتمثَّل هذه المحبة بتقديم الحماية والرعاية لهم، والرَّحمة والرَّأفة والرفق بهم، والشفقة والعطف عليهم، ولها في تربية النشء وتكوينه أفضل النتائج وأعظم الآثار، وقد حفلت كتب السُّنَّة بالأحاديث الكثيرة التي تحث على الرفق بالأولاد والعناية بهم في شتى المجالات وفي كل المراحل، ومن ذلك:

توفير الحنان للطِّفل بالضَّمِّ والتقبيل

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن بن علي وعنده الأَقْرع بن حابِس التميمي جالسا، فقال الأَقْرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا! فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: «من لا يرحم لا يرحم» رواه البخاري ومسلم.

الرفق في توجيههم

ومن الرفق بالأولاد الرفق واللين في توجيههم، فقد يستجيب الطفل ويفعل ما أمرته به تحت وطأة الخوف والترهيب، وبذلك سيتعود ألا يفعل شيئًا إلا والعصا على ظهره، ومتى ارتفعت أو غابت، انقلب على وجهه، ونحن لا نريد مثل هذه النماذج، نحن نريد من يتربى على القيم والأخلاق، ويتمثل بها، سواء كان في حضرتنا، أم في غيبتنا، وهذا لا يتأتَّى إلا بالرفق واللين والحب، والفرق لا يعني التساهل معهم فيما إذا فعلوا شيئًا مما حرَّمه الله -تعالى- بدعوى أنهم صغار لا يَعون ولا يدركون، أو بزعم أنهم لا يُفرقون بين الحلال والحرام، ولا بين ما هو صحيح أو خطأ من الأقوال والأفعال.



فتاوى نسائية

- سُل الشيخ عبد الله بن حميد -رحمه الله-: ما المعنى الحقيقي لكلمة ( الحجاب ) في الإسلام؟

- فأجاب -رحمه الله-: الحجاب في الإسلام بيَّنه القرآن وهو: أن المرأة المسلمة ينبغي أن تكون عفيفة، وأن تكون ذات مروءة، وأن تكون بعيدة عن مواطن الشبه، بعيدة عن اختلاطها بالرجال الأجانب، هذا هو معنى الحجاب فضلا عن ستر وجهها ويديها عن الرجال الأجانب؛ لأن محاسنها وجمالها في وجهها، والحجاب وسيلة، والغاية من تلك الوسيلة هو محافظة المرأة على نفسها والبقاء على مروءتها وعفافها وإبعادها عن مواطن الشبه، وألا تفتتن بغيرها وألا يفتتن غيرها بها، فإن محاسنها وجمالها كله في وجهها، والله أعلم.






تحقيق السعادة الزوجية


قال الله -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}( الروم:21)، المودة والرحمة من أسباب تحقق السعادة الزوجية في بيوتنا، وتستطيع كل زوجة -مهما كانت إمكاناتها المادية أو المعنوية- أن تمنح حياتها الزوجية تلك السعادة، وذلك من خلال نظرة منصفة لزوجها، فالزوج -مهما كان- هو بشر، تنطبق عليه كل الصفات البشرية، وأهمها النقص والملل من الروتين وحب التغيير.

وعندما نحكم على زوج أنه ذو خلق فاضل، فهذا لا يعني أنه كامل الأوصاف، ولكنه تغلب عليه الصفات الفاضلة عن غيرها من الصفات الأخرى، والعكس صحيح ولكن في النهاية لا يمكن أن تخلو شخصية أي إنسان من جانب فاضل يميزها نتفق أو نختلف في حجمه، ولكن التباين يظل في مساحتها مقابل الأخلاق التي يتبناها عموما، ولكيفية التعامل مع الزوج حتى نحقق هذه السعادة إليك هذه الوصايا:

1- ألا تضع الزوجة أخطاء الزوج تحت الميكروسكوب، وإلا فإن المسافة بينهما ستزداد.

2- عدم التركيز على القضايا التي يكون فيها الرفض هو الرد المتوقع.

3- البعد عن سوء الظن.

4- كشف المشاعر الداخلية للزوجة في جو من الصراحة والصدق الممزوجين بالاحترام.

5- حل المشكلات في بدايتها يعطي الفرصة لحلها بسرعة قبل حدوث تراكمات في نفس كل منكما.

6- تقبلي كل ما لا تستطيعين تغييره بالود والرحمة.

7- التغافل ثم التغافل ثم التغافل! قال الإمام أحمد بن حنبل: «تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل».

8- الاستعانة بالله في كل الأمور من قبل ومن بعد.

9- الدعاء في السجود والأوقات الفاضلة للزوج والأولاد.

الصحابية أروى بنت كريز توأمة عبد الله بن عبد المطلب والد الرسول -صلى الله عليه وسلم

هي أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة العبشمية القرشية الكنانية، أمها أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية القرشية الكنانية، عمة النبي - صلى الله عليه وسلم -. ويقال: إنها توأمة عبد الله بن عبدالمطلب والد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، تزوجها عفان بن أبي العاص بن أمية، فولدت له عثمان بن عفان، وآمنة، ثم تزوجها عقبة بن أبي معيط، فولدت له الوليد وعمارة وخالد وأم كلثوم وأم حكيم وهند.

إسلامها

منذ أن ظهر الدين الإسلامي وأسلم ابنها عثمان لم تُنكر ذلك عليه عندما اشتكى عقبة بن أبي معيط عثمان لأمه وهي غير مسلمة، قال له: من ينصر محمدا دوننا؟ فأموالنا وأنفسنا فداء له، وبهذا الايثار العظيم حرصت أروى على الإسلام، وحرص ابنها عثمان على إسلامها.

حياتها

هاجرت أروى بنت كريز إلى المدينة بعد ابنتها أم كلثوم بنت عقبة، وبايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكانت من أعظم وأجلّ الصحابيات، فيكفيها فخرا أنها أم عثمان بن عفان صاحب الهجرتين، والمصلي إلى القبلتين، وذو النورين. وقد عاشت وشهدت أحداث العهد المكي والمدني إلى أن اشتعل الرأس شيبا.


وفاتها

لم تزل بالمدينة حتى ماتت في خلافة ابنها عثمان بن عفان، وتوفيت وعمرها تسعون سنة، ودفنها ابنها بالبقيع.