سماحة الإسلام مع غير المسلمين (1)
الشيخ: صلاح نجيب الدق
إن الإسلام هو دين العدل والتسامح مع غير المسلمين، وقد أوصى الله -تعالى- في كتابه العزيز، وكذلك نبينا - صلى الله عليه وسلم - في سُّنته بالمسالمين لنا مِن غير المسلمين خيراَ.من أجل ذلك أحببت أن أُذَكِّرَ نفسي وإخواني الكرام بسماحة الإسلام مع غير المسلمين في المجتمع المسلم.
معنى أهل الذمة
الذَّمَّةُ: العَهْدُ والأَمانُ والضَّمانُ والحُرْمَةُ والحقُ، وسُمِّيَ أَهل الذِّمَّةِ بذلك لدخولهم في عهْدِ المسلمين وأمانهم. (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير جـ2صـ 168)، روى النسائيُّ عن عَلِيٍّ بنِ أبي طالبٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ،لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ. (حديث صحيح)(صحيح سنن النسائي للألباني جـ 3صـ281)، قال ابنُ الأثير -رحمه الله-: إذا أعْطَى أحدُ الجَيْشِ العَدُوَّ أمَاناً جاز ذلك على جميع المسلمين، وليس لهم أن يُخْفِرُوه ولا أن يَنْقُضوا عليه عَهْده. (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير جـ2صـ 168).
حرية عقيدة غير المسلمين
يقول الله -تعالى- {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(البقرة:2 56)، قال الإمام ابن كثير-رحمه الله-: يَقُولُ -تعالى-: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّين) أَيْ: لَا تُكْرِهُوا أَحَدًا عَلَى الدُّخُولِ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ فَإِنَّهُ بَيِّنٌ وَاضِحٌ جَلِيٌّ دَلَائِلُهُ وَبَرَاهِينُهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يُكْرَهَ أَحَدٌ عَلَى الدُّخُولِ فِيهِ، بَلْ مَنْ هَدَاهُ اللَّهُ لِلْإِسْلَامِ وَشَرَحَ صَدْرَهُ وَنَوَّرَ بَصِيرَتَهُ دَخَلَ فِيهِ عَلَى بَيِّنَةٍ، وَمَنْ أَعْمَى اللَّهُ قَلَبَهُ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ فَإِنَّهُ لَا يُفِيدُهُ الدُّخُولُ فِي الدِّينِ مُكْرَهًا مَقْسُورًا. (تفسير ابن كثير جـ2صـ 444)، قال أَسْلَمُ (مولى عمر): سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِعَجُوزٍ نَصْرَانِيَّةٍ: أَسْلِمِي أَيَّتُهَا الْعَجُوزُ تَسْلَمِي، إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ. قَالَتْ: أَنَا عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ وَالْمَوْتُ إِلَيَّ قَرِيبٌ! فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، وَتَلَا (لَا إِكْراهَ فِي الدِّينِ). (تفسير القرطبي جـ3صـ 278)
عدم ظلم غير المسلمين
قال -سُبحانه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(الم ائدة:8)، قال ابنُ جرير الطبري -رحمه الله-: يَعْنِي بِذَلِكَ -جَلَّ ثَنَاؤُهُ-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ, لِيَكُنْ مِنْ أَخْلَاقِكُمْ وَصِفَاتِكُمُ الْقِيَامُ لِلَّهِ, شُهَدَاءَ بِالْعَدْلِ فِي أَوْلِيَائِكُمْ وَأَعْدَائِكُمْ , وَلَا تَجُورُوا فِي أَحْكَامِكُمْ وَأَفْعَالِكُمْ , فَتُجَاوِزُوا مَا حَدَّدْتُ لَكُمْ فِي أَعْدَائِكُمْ لِعَدَاوَتِهِمْ لَكُمْ, وَلَا تَقْصُرُوا فِيمَا حَدَّدْتُ لَكُمْ مِنْ أَحْكَامِي وَحُدُودِي فِي أَوْلِيَائِكُمْ لِوَلَايَتِهِمْ لَكُم، وَلَكِنِ انْتَهُوا فِي جَمِيعِهِمْ إِلَى حَدِّي, وَاعْمَلُوا فِيهِ بِأَمْرِي. (تفسير ابن جرير الطبري جـ10صـ 95)، وَأَمَّا قَوْلُهُ: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا) فَإِنَّهُ يَقُولُ: وَلَا يَحْمِلَنَّكُمْ عَدَاوَةُ قَوْمٍ عَلَى أَلَا تَعْدِلُوا فِي حُكْمِكُمْ فِيهِمْ وَسِيرَتِكُمْ بَيْنَهُمْ, فَتَجُورُوا عَلَيْهِمْ مِنْ أَجْلِ مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ. (تفسير ابن جرير الطبري جـ10صـ 95)، وأما قوله (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، فقال ابنُ جرير الطبري: يَعْنِي -جَلَّ ثَنَاؤُهُ- بِقَوْلِهِ: اعْدِلُوا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَلِيًّا لَكُمْ كَانَ أَوْ عَدُوًّا, فَاحْمِلُوهُمْ عَلَى مَا أُمِرْتُمْ أَنْ تَحْمِلُوهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَحْكَامِي, وَلَا تَجُورُوا بِأَحَدٍ مِنْهُمْ عَنْهُ. (تفسير ابن جرير الطبري جـ10صـ 96)، وروى أبو داودَ عن صَفْوَان بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ آبَائِهِمْ دِنْيَةً (متصلي النسب) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهَدًا أَوْ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ (خصمه) يَوْمَ الْقِيَامَةِ. (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 2626).
الإحسان إلى غير المسلمين
يقول اللهُ -تعالى-: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الممتحنة:8)، قال ابنُ جرير الطبري: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ جَمِيعِ أَصْنَافِ الْمِلَلِ وَالْأَدْيَانِ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتَصِلُوهُمْ، وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَمَّ بِقَوْلِهِ: الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ جَمِيعَ مَنْ كَانَ ذَلِكَ صِفَتَهُ، فَلَمْ يُخَصِّصْ بِهِ بَعْضًا دُونَ بَعْضٍ. (تفسير ابن جرير الطبري جـ25صـ 611)، وقوله: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُنْصِفِينَ الَّذِينَ يُنْصِفُونَ النَّاسَ، وَيُعْطُونَهُمُ الْحَقَّ وَالْعَدْلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ،فَ يَبَرُّونَ مَنْ بَرَّهُمْ، وَيُحْسِنُونَ إِلَى مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهِمْ. (تفسير ابن جرير الطبري جـ25صـ 612).
قال الإمامُ القرطبي-رحمه الله-: دَخَلَ ذِمِّيٌّ (رجل من غير المسلمين) عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِسْحَاقَ الْقَاضِي فَأَكْرَمَهُ، فَأَخَذَ عَلَيْهِ الْحَاضِرُونَ فِي ذَلِكَ، فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ عَلَيْهِمْ. (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8) (تفسير القرطبي جـ:18 صـ 59:58)
الإحسان إلى الوالدين الكافرين
إن شريعتنا الغرَّاء لا تهمل الإحسان إلى الوالدين ولو كانا كافرين فضلاً عن الوالدين العاصيين. ولقد حثنا القرآن العظيم بأسلوب رائع بليغ على بر الوالدين وإن كانا مشركين, عسى أن تكون هذه المعاملة الطيبة سبباً في هدايتهما، قال الله -عَزَّ وَجَلَّ- {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (لقمان:15)، قال ابن كثير -رحمه الله-: إِنْ حَرَصَا عَلَيْكَ كُلَّ الْحِرْصِ عَلَى أَنْ تُتَابِعَهُمَا عَلَى دِينِهِمَا، فَلَا تَقْبَلْ مِنْهُمَا ذَلِكَ، وَلَا يمنعنَّك ذَلِكَ مِنْ أَنْ تُصَاحِبَهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا، أَيْ: مُحْسِنًا إِلَيْهِمَا. (تفسير القرآن العظيم لابن كثير جـ11 صـ54)، قال الإمام القرطبي -رحمه الله-: الْآيَةُ دَلِيلٌ عَلَى صِلَةِ الْأَبَوَيْنِ الْكَافِرَيْنِ بِمَا أَمْكَنَ مِنَ الْمَالِ إِنْ كَانَا فَقِيرَيْنِ، وَإِلَانَةِ الْقَوْلِ وَالدُّعَاءِ إِلَى الْإِسْلَامِ بِرِفْقٍ. (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي جـ14 صـ66).
وروى الشيخانِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدَهُمْ فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ. (البخاري حديث 2620 / مسلم حديث 1003)، قال ابن حجر العسقلاني: (وَهِيَ رَاغِبَةٌ) أي طَالِبَةً فِي بِرِّ اِبْنَتِهَا لَهَا خَائِفَة مِنْ رَدِّهَا إِيَّاهَا خَائِبَة. (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ5 صـ277).
الإحسان إلى الجيران غير المسلمين
كان جيرانُ ُنبينا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة وما حولها أصحاب ديانات مختلفة، فكان منهم اليهود والنصارى والمشركون, الذين يعبدون الأصنام، وعلى الرغم من ذلك كان يدعوهم إلى الله -تعالى- بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم يُجبرهم على الدخول في الإسلام, ولم يَعْتَد على حُرماتهم وأموالهم، وترك لهم حرية العبادة، مع أن المسلمين كانوا أصحاب الكلمة العليا في المدينة، ولم يسفك دمَ أحدٍ منهم بغير حق، وكذلك فعل أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع جيرانهم من غير المسلمين.
روى البخاريُّ (في الأدب المفرد) عَنْ مُجَاهِدِ بنِ جَبْرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -وَغُلَامُهُ يَسْلُخُ شَاةً- فَقَالَ: يَا غُلَامُ، إِذَا فَرَغْتَ فَابْدَأْ بِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: الْيَهُودِيُّ أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوصِي بِالْجَارِ، حَتَّى خَشِينَا أَوْ رُئِينَا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ. (حديث صحيح) (صحيح الأدب المفرد للألباني حديث 95).
هكذا كانت معاملة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجيرانهم غير المسلمين في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبعد موته في البلاد الجديدة التي فتحوها، فعاش غير المسلمين في دولة الإسلام في أمان شريعة الله -تعالى-، وشهد لهذه المنقبة العظيمة كُلُّ مُؤَرِخٍ مُنصفٍ مِن غير المسلمين.
سهل بن عبد الله التستري
كان لسهل بن عبد الله التستري -رحمه الله- جارٌ ذميٌ، وكان قد انبثق من كنيفه (مرحاضه) إلى بيت سهل ثقب فكان سهل يضع كل يوم الجفنة (الوعاء) تحت ذلك البثق، فيجتمع ما يسقط فيه من كنيف المجوسي ويطرحه بالليل؛ حيث لا يراه أحد، فمكث -رحمه الله- على هذه الحال زماناً طويلاً، إلى أن حضرت سهلاً الوفاة، فاستدعى جاره المجوسي، وقال له: ادخل ذلك البيت وانظر ما فيه، فدخل فرأى ذلك الثقب والقذر يسقط منه في الجفنة. فقال: ما هذا الذي أرى! قال سهل: هذا منذ زمان طويل يسقط من دارك إلى هذا البيت وأنا أتلقاه بالنهار وأُلقيه بالليل، ولولا أنه حضرني أجلي وأنا أخاف ألا تتسع أخلاق غيري لذلك، وإلا لم أخبرك، فافعل ما ترى. فقال المجوسي: أيها الشيخ أنت تعاملني بهذه المعاملة منذ زمان طويل وأنا مقيم على كفري؟ مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ثم مات سهل -رحمه الله. (الكبائر للذهبي صـ252).
حرمة دماء غير المسلمين وأموالهم
روى البخاريُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا». (البخاري حديث 3166)، قال الإمامُ ابنُ حجر العسقلاني: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا» الْمُرَادُ بِالمُعَاهَدِ: هُوَ مَنْ لَهُ عَهْدٌ مَعَ الْمُسْلِمِينَ سَوَاءٌ كَانَ بِعَقْدِ جِزْيَةٍ أَوْ هُدْنَةٍ مِنْ سُلْطَانٍ أَوْ أَمَانٍ مِنْ مُسْلِمٍ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ12 صـ271)، وروى النسائيُّ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدَةً بِغَيْرِ حِلِّهَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ أَنْ يَشُمَّ رِيحَهَا. (حديث صحيح)( صحيح سنن النسائي للألباني جـ 2صـ284)، وروى النَّسَائيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ آمَنَ رَجُلًا عَلَى دَمِهِ، فَقَتَلَهُ، فَأَنَا بَرِيءٌ مِنَ الْقَاتِلِ، وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا» (حديث صحيح)(صحيح الجامع للألباني حديث:6103).