تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 52

الموضوع: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن خالد مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا.

    قال تعالى: {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ }.
    وكذلك قال تعالى:﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
    الكفر في الايتين جعله الله عاما وذكر من اقسامه: اهل الكتاب{ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} والمشركين[والمشركين]، ثم ان لاسم اهل الكتاب وصف وحقيقة يفارق اسم المشركين وحقيقته قبل الرسالة. ولهم اسم وحكم بعد الرسالة وهو الكفر والعذاب {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا}. فجعل الله الرسالة والبينة فارقا بين الاسمين والحكمين.
    الحاصل ان اطلق العلماء اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل قبل الرسالة من باب التوسع ان صح التعبير والا فالشارع خص اسم الكفر بعد الرسالة ويأكد ذلك ان اسم الايمان وهو نقيض الكفر يثبت بعد الرسالة. ولم اقف مع قلة بضاعتي وحيلتي على نص يدل على خلاف ذلك. ولذا سالت عن الادلة الشرعية الدالة على اطلق اسم الكفر قبل الرسالة.
    اما اسم الشرك فلا اشك في ثبوته، فيقال شرك ومشركون قبل الرسالة وبعده ومعلوم ذلك بضرورة الفطرة والعقل والنصوص في ذلك متواترة وكذلك نقيضه اسم حنيف، ولله الحمد.
    نعم أحسنت بارك الله فيك
    ان اطلق العلماء اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل قبل الرسالة من باب التوسع ان صح التعبير والا فالشارع خص اسم الكفر بعد الرسالة
    هل كل من تلبس بالشرك نسميه مشركا بمجرد وقوعه فى الشرك وقبل قيام الحجة ؟
    إقامة الحجة لترتب الأحكام الفقهية على المرتد أو على الكافر، يعني تشهد عليه بالنار، تقاتله، تسبيه، تستحل منه أشياء، هذا فائدة إقامة الحجة، أما مجرد الحكم بالكفر لك أنت؛ ما تعامله وتعامله معاملة الكافر، هذا يكفي ما قام به، من قام به الربا فهو مرابي ولو كان معذورا، ومن قام به الزنى فهو زاني ولو كان معذورا، لكن هل نقيم عليه حد الزنا؟ لا، لابد من ترتب الشروط، فقد يكون هذا الداعي من دعا غير الله أو استغاث بغير الله، هذا نطلق عليه الكفر، الشرك، والشرك أحسن؛ لأنّ الكفر فيه تفصيل فيه كفر ظاهر وباطن، أما الشرك فنطلق عليه الشرك، هو الذي كان يستعمله علماؤنا السابقين؛ يقولون فهو مشرك، فهو مشرك، فهو مشرك، أو هو كافر الكفر الذي يترتب عليه أحكام الدنيا إذا كان أقيمت عليه الحجة، أو الكفر الظاهر إذا لم تُقَم عليه الحجة، هذه المسألة مهمة.
    وقال
    الفرق بين الكفر الظاهر والباطن، وأنّ كفر الظاهر والباطن هو في حق من أقيمت عليه الحجة، وأما كفر الباطن قد يكون المرء في باطنه -قسمناه الكفر الباطن الأول إذا كان كافر ظاهرا وباطنا
    أما الكفر الظاهر عمل عملا كفريا ظاهرا يحمل عليه به بالكفر، لكن قد يكون منافقا فلا تترتب عليه الأحكام؛ يعني لا يقتل ولا؛ لكونه منافقا، قد يكون ما أقيمت عليه الحجة، يعني فيه ضوابط لها
    وقال

    إقامة الحجة لترتب الأحكام الفقهية على المرتد أو على الكافر، يعني تشهد عليه بالنار، تقاتله، تسبيه، تستحل منه أشياء، هذا فائدة إقامة الحجة، أما مجرد الحكم بالكفر لك أنت؛ وتعامله معاملة الكافر، هذا يكفي ما قام به، من قام به الربا فهو مرابي ولو كان معذورا، ومن قام به الزنى فهو زاني ولو كان معذورا، لكن هل نقيم عليه حد الزنا؟ لا، لابد من ترتب الشروط، فقد يكون هذا الداعي من دعا غير الله أو استغاث بغير الله، هذا نطلق عليه الكفر، الشرك، والشرك أحسن؛لأنّ الكفر فيه تفصيل فيه كفر ظاهر وباطن، أما الشرك فنطلق عليه الشرك، هو الذي كان يستعمله علماؤنا السابقين؛ يقولون فهو مشرك، فهو مشرك، فهو مشرك، أو هو كافر الكفر الذي يترتب عليه أحكام الدنيا إذا كان أقيمت عليه الحجة،أو الكفر الظاهر إذا لم تُقَم عليه الحجة، هذه المسألة مهمة.[جلسه خاصة للشيخ]
    وقال

    فإذن فرق بين شرطنا لإقامة الحجة، وبين الامتناع من الحكم بالشرك، من قام به الشرك الأكبر فهو مشرك ترتب عليه آثار ذلك الدنيوية، أنه لا يستغفر له ولا تؤكل ذبيحته ولا يضحى له ونحو ذلك من الأحكام، وأما الحكم عليه بالكفر الظاهر والباطن فهذا موقوف حتى تقام عليه الحجة، فإن لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله جل وعلا. [شرح مسائل الجاهلية الشريط الرابع]
    ********************

    { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }[الإسراء15]هذه في الجزاء ، و هناك من يستدل اليوم ، بعض الذين يغلطون و يخلطون - . يقولون: " و ما كنا معذبين " معناه أنهم مسلمون . هذه مشكلة ! ليس هذا هو مفهوم المخالفة . لأنه قد يكون لا يستوجب العذاب في الآخرة و لكنه في أحكام الدنيا كافر . فمثلا : أهل الفترة الذين كانوا كلهم قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم يصدق عليهم نفي العذاب . لكن لم يقل أحد من أهل الإسلام إنهم مسلمون ، إلا هؤلاء المتأخرون . و أيضا من في حكمهم كل من لم تبلغه الدعوة حتى بعد بعثة النبي صلى الله عليه و سلم ينفى عنهم العذاب . لكن هل معنى هذا أن اليهودي مسلم لأنه لم تبلغه الدعوة ؟ أو النصراني مسلم ؟ أو البوذي مسلم ؟ أو المشرك مسلم ؟ لا . إذن أحكام الدنيا غير أحكام الآخرة .هذه مسألة.



  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    قال تعالى: {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ }.
    هنا اخى الفاضل على ابن خالد يورد المجادلين عن اهل الشرك شبهه عظيمة ويتمسكون بهذه لأنها اخر شبهاتهم فى الجدال
    ويجيب عنها الامام محمد ابن ابراهيم فى شرح كشف الشبهات
    وهي من أعظم شبههم، فأصغ سمعك لجوابها، وهي أنهم يقولون إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله، ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم، وينكرون البعث، ويكذبون القرآن ويجعلونه سحراً. ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ونصدق القرآن، ونؤمن بالبعث، ونصلي ونصوم، فكيف تجعلوننا مثل أولئك؟.(إذا تحققت) مما تقدم (فاعلم أن لهؤلاء شبهة يوردونها على ما ذكرنا) يدلي بها بعض مَن في زمن المؤلف مِن كون ما عليه مشركو زماننا من الشرك كشرك الأولين؛ بل يقولون إنكم ما اقتصرتم على أن جعلتمونا مثلهم بل زدتم –يريد صاحب هذه الشبهة مما اعترض به من الفروق نفي ما قرره المصنف في هذه الترجمة (وهي من أعظم شبههم فأصغ سمعك لجوابها) وقد أجاب عنها المصنف رحمه الله بتسعة أجوبة، كل واحد منها كافٍ شافٍ في ردها لكن كثّ رها لمزيد كشف وإيضاح (وهي أنهم يقولون: إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله) يعني لا ينطقون بالشهادتين (ويكذبون الرسول) ويمتنعون عن طاعته (وينكرون البعث) ولا يصدقون به (ويكذبون القرآن ويجعلونه سحراً) ولا يصلون ولا يصومون (ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ونصدق القرآن، ونؤمن بالبعث، ونصلي ونصوم، فكيف تجعلوننا مثل أولئك؟) فكيف تسوُّون مَن يقر بهذه الأمور العظيمة وبين من يجهلها؛ يعني وأنكم سويتم بين المتفارقين وجمعتم بين المختلفين؛ بل ما اقتصرتم، بل جعلتمونا أعظم جهلاً وضلالاً منهم.
    فعرفت أنهم يعارضون ما قرره المصنف ويقولن لسنا منهم، وأنتم جعلتمونا أعظم منهم، كيف تجعلون من كانت فيه هذه الخصال والفروق كمن ليس فيه منها شيء؟ويأتيك جواب المؤلف لهم وأن هذه الفروق غير مؤثرة بالكتاب والسنة والإجماع؛ بل هذه الفروق مما يتغلظ كفرُهم بها؛ فإن الكافر الأصلي الذي ما أقر بشيء من ذلك أهون كفراً ممن أقر بالحق وجحده، ولذلك المرتد أعظم كفراً ن الكافر الأصلي في أحكامه(فالجواب) عما اعترضوا به من هذه الفروق التي زعموا أنها تؤثر؛ أن الفروق منقسمة إلى قسمين: فرق يؤثر، وفرق لا يؤثر. فإنه إجماع أن هذه الفروق لا تؤثر (أن) مخففة (لا خلاف بين العلماء
    كلهم أن الرجل إذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء أنه كافر لم يدخل في الإسلام) بالإجماع، يعني أنه ليس بمسلم ولا عنده من الإسلام شعرة؛ فإذا كذبه في واحد وصدقه في الألوف من الصلاة والصدقة ونحو ذلك فهو قاضٍ على تلك الألوف، فإذا كان مَن صدقه في شيء وكذبه في شيء فهو كافر فكيف بالتوحيد الذي هو أعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، عمد إلى زبدة الرسالة، وجعل لفاطر الأرض والسماوات شريكاً في العبادة فصرفه له الدعاء الذي هو مخ العبادة وخالصها، إما أن يدعو غيره وحده أو يجعله شريكاً له.
    فإذا كانت تلك الفروق لا تؤثر فكيف بالتوحيد؟ لكن والعياذ بالله طمس على قلوبهم الشركُ، وامتزجت به؛ فإن أهل هذه الشبهة من أهل الجهالات والضلالات؛ فإن صاحب النظر المنصف إذا نظر في أهل هذه الشبه لقِيَهم مفاليس من العلم بالمرة (وكذلك إذا آمن بالقرآن وجحد بعضه) ولو حرف حرف واحد، أنكره وجحده، أو جحد شيئاً مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو كفر ظاهر؛ أي كفرٌ فوق كفرِ تكذيبِ الله ورسوله (كمن أقر بالتوحيد) لفظاً ومعنى (وجحد) فرعاً من فروع الشريعة معلوم أن الرسول جاء به (وجوب الصلاة) الذي يجحد الصلوات الخمس كافر بالإجماع، ولو أنه يفعلها، وجاء بالتوحيد (أو أقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة) ولو كان يؤديها، فهو كافر بإجماع الأمة (أو أقر بهذا كله وجحد الصوم) ولو أنه يفعله، فإنه كافر بإجماع الأمة لتكذيبه الله ورسوله (أو أقر
    بهذا كله وجحد الحج) إلى البيت، وإن كان يحج، فهو كافر بالإجماع لتكذيبه الله ورسوله وردِّه إجماع الأمة.(ولما لم ينقد أناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للحج) إلى البيت (أنزل الله في حقهم: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} ) يعني واجبٌ لله على المستطيع من الناس أن يحج {وَمَنْ كَفَرَ} يعني ترك ذلك {فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} 1 فدل على أن ترك ذلك كفر؛ فمن جحد ذلك فقد كفر؛ فدلَّ على فريضة حج البيت؛ فدل على أن الذي لا يعتقد ذلك كافر وهذا بخلاف العاجز.وكذلك منع الزكاة بخلاً بخلاف الجاحد. فأما ترك الصلاة تهاونا فاختيار أحمد وحكى إسحاق بن راهويه كفرَه بالإجماع.(ومن أقر بهذا كله وجحد البعث) أي جحد بعث هذه الأجسام بعد بلائها وإعادة أرواحها إليها يوم القيامة (كفر بالإجماع) بإجماعأهل العلم (وحل دمه وماله) ولم ينفعه الإقرار بما أقر به كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً} الآية1 فصرح الله تعالى في هذه الآية أنه الكافر حقاً؛ فدل على أنه لا يشترط أن لا يكون كفراً إلا إذا كفر بجميع ذلك كله؛ بل هذا كفر نوعي؛ فإن الكفر كفران: كفر كلي، وكفر نوعي. ولا فرق بينهما؛ من كفر ببعض فكمن كفر بالكل لا فرق.(فإذا كان الله قد صرح في كتابه أن من آمن ببعض وكفر ببعض فهو الكافر حقاً زالت هذه الشبهة، وهذه هي التي ذكرها بعض أهل الأحساء في كتابه الذي أرسله إلينا) وبهذا ظهر واتضح أنه يوجد فروق ولكن لا تؤثر؛ فإن الردة ردتان: ردة مطلقة وهي الرجوع كما جاء به الرسول جملة، والثاني أن يكفر ببعض ما جاء به؛ فإنه إجماعٌ بين أهل العلم أن الذي يرتد عن بعض الدين كافر؛ بل يرون أن الاعتقاد الواحد والكلمة الواحدة قد تُخرِج صاحبها عن جملة الدين.وبهاذ انكشفت الشبهة وعرف أن التفريق بالفروق التي ذكرت من الفروق التي هي غير مؤثرة(ويقال أيضاً) هذا جواب ثانٍ للشبهة السابقة (إن كنت تقر أن من صدق الرسول في كل شيء وجحد وجوب الصلاة فهو كافر حلال الدم والمال بالإجماع، وكذلك إذا أقر بكل شيء إلا البعث، وكذلك لو جحد وجوب صوم رمضان وصدق بذلك كله لا يجحد) الخصم (هذا) لا ينكر ما قرر من وجوب هذه المذكورات ولا يستقيم الإسلام، بل ينتقل الإسلام كله ويزول من أساسه1 (ولا تختلف المذاهب فيه) لا تختلف المذاهب في أن جَحْدَ وجوبِ واحدٍ منها كافٍ في انتكاس العبد وأنه كافر بالإجماع (وقد نطق به القرآن كما قدمنا) أن من آمن ببعض وكفر ببعض فهو الكافر حقاً (فمعلوم أن التوحيد هو أعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعظم) من فريضة (من الصلاة والزكاة والصوم والحج) وتصديقه بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينفعه ولا يجدي عليه(فكيف إذا جحد الإنسان شيئاً من هذه الأمور كفر ولو عمل بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر) ؟! فإذا كان هذا فيمن جحد واحداً من أركان الإسلام فكيف بمن جحد التوحيد الذي هو أساس الملة والدين؟ فإنه أعظم، فلا ينفعه تصديقه بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حيث جحد الأصل، إذا صار حَجْدُ فرعٍ من فروع الدين كفراً فكيف بجحد الأصل وهو التوحيد؟ فلو قدر –وهو لا يكون- أن هذه الفروع كلها من الصلاة وما بعدها مهوب معصية ولا عظيمة لكان جحد التوحيد كفراً برأسه. فكيف وهو الأصل؟ فإن هذا الجهل بمكان1 لا يجحد هذا الخصم أنه يُخرج من الإسلام بمفرده؛ يجعلون من يهدم أساسَ الدين صباحاً ومساءً أنه مسلم لكونه يدعي الإسلام؛ والذي يجحد وجوب الزكاة ولو كان يؤديها كافر بالإجماع! (سبحان الله، ما أعجب هذا الجهل!) فإن جهل هؤلاء من أعجب الجهل، كونُ الواحدِ منهم يقر أن جحد الصلاة كفر بالإجماع أو جحد غيرها من أركان الإسلام كفر وجحد التوحيد ليس بكفر؟! فلو قدِّر أنها لا تكفِّر –وهو لا يقدر- فالتوحيد وحده يكفر؛ والدليل أن الأصل لا يزول بزوال الفرع بخلاف الفرع فإنه يزول بزوال أصله؛ كالحائط والشجرة إذا زال أصله زال فرعه
    فالحاصل أنه لو قدر أن التوحيد بعض المذكورات لكان جحده كفراً، فكيف وهو أساس ذلك كله؟! بل التوحيد قد يكفي وحده في إسلام العبد ودخوله الجنة؛ فإنه إذا تكلم بكلمة التوحيد ثم توفى قبل وجوب شيء من الفروع عليه كفى التوحيد وحده؛ فالتوحيد ليس فقيراً إليها بل هي الفقيرة إليه في صحتها.]
    فلا أعجب ولا أقبح ولا أعظم ممن جهل هذا، فإذا كان مقراً أن من جحد شيئاً من هذه الفروع رسول الله ويؤذنون ويصلون1 فإن قال) المشبه (إنهم يقولون إن مسيلمة نبي) يعني كفَّرهم لقولهم مسيلمة نبي (قلنا) نعم (هذا هو المطلوب) هذا هو مطلوبنا، فهؤلاء ما صدر منهم إلا أنهم قالوا إنه نبي، فجنوا على الرسالة وصار مبطلاً توحيدهم ودينهم (إذا كان من رفع رجلاً إلى رتبة النبي صلى الله عليه وسلم كفر وحل ماله ودمه ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة) ولا الصيام ولا الأذان؛ وأنت تقر بهذا، وهذه جريمةٌ: رفعُ مخلوقٍ إلى رتبة مخلوق (فكيف بمن) جنى على الرسالة فكيف بمن جنى على الألوهية؟ فالذي يعبد مع الله غيره قد جنى، بل لا أعظم من جنايته (رفع شمسان2 أو يوسف

    أو صحابياً أو نبياً في رتبة جبار السماوات والأرض) يعني هذا أولى بالكفر والضلال لأنه صرف للمخلوق من أنواع العبادة ما لا يستحقه إلا الخالق. وهذا من قياس الأولى يعني إذا كان جنس ما احتجوا به كفر فبطريق الأولى هذا. فهذا رد عليهم من نفس ما احتجوا به، وإلا فالأدلة في ذلك معلومة (سبحان الله ما أعظم شأنه كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون) كهذا الطبع على قلب هذا الجاهل كيف يتصور أن من رفع رجلاً إلى رتبة رجل فهو كافر وإذا رفع رجلاً في رتبة جبار السماوات والأرض لا يكفر؟!(ويقال أيضاً) هذا جوابٌ رابع للشبهة السابقة في قوله: إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله ... إلخ. (الذين حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار) وهم من الشيعة الغالية من أصحاب علي، زادوا في محبته وتعدَّو الحد، وذلك بدسيسة ناس من أصحابه منافقين دسُّوها ليفسدوا على الناس دينهم أتباع عبد الله بن سبأ؛ ادعى الإسلام وأراد أن يفتكِ بأهل الإسلام ويُدخلهم في الشرك –تعدَّوا الحد في محبة علي وتعظيمه حتى ادعوا فيه الإلهية (كلهم يدعون الإسلام) ويعلمون أعمال الإسلام (وهم من أصحاب علي رضي الله عنه، وتعلموا العلم من الصحابة، ولكن) ظهرت منهم المقالة الردية (اعتقدوا في علي) الإِعتقاد الباطل؛ اعتقدوا فيه السرِّ- يعني الألوهية (مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وأمثالهما) كعبد القادر والعيدروس؛ كاعتقاد أهل زماننا في غيرهم. فلما رأى ذلك منهم عليٌ رضي الله عنه خَدَّ لهم أخاديد عند باب كِندة، واضرم فيها النيران وقذفهم فيها من أجل مقالتهم فيه، وقال:لما رأيتُ الأمرَ أمراً منكراً ... أجَّجت ناري ودعوتُ قنبراً فهذا الأمر من علي رضي الله عنه وافقه عليه جميع الصحابة، ورأوا أنهم مرتدون وأن قتلهم حق، وابن عباس كغيره في ذلك إلا أنه قال: لو قتلتم بالسيف. وقال: يعذَّب بالنار إلا ربُّ النار. وعلي رضي الله عنه فعلُه مزيدُ اجتهادٍ منه؛ رأى تحريقَهم لغلظ كفرهم كما حرَّق أبو بكر بعض المرتدين.(فكيف أجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم؟ أتظنون أن الصحابة يكفرون المسلمين؟ أتظنون أن الاعتقاد في تاج وأمثاله لا يضر والاعتقاد في علي بن أبي طالب يكفر؟) فحينئذٍ إذا تحققت وعلمت أن هذا صدر
    من علي على وقت الصحابة فيلزم أهل هذه الشبهة أحد ثلاثة أمور:إما أن يقولوا إن الصحابة غلطوا وأخطؤوا وكفَّروا المسلمين، وقتلوا من لا يستحق الكفر والقتل وهم على ضلالة. وهم لا يقولون ذلك لوضوحه في السير والتأريخ. وإن قالوه في الصحابة فهو كافٍ في الرد عليهم؛ لأنهم صاروا من الخوارج الذين يكفِّرون الصحابة ويسبوهم، أو يقولن حاشاهم من تكفير المسلمين ومن قصد ظلمهم أو الاجتماع على غلط.وإما أن يقولوا إن الاعتقاد في تاج وأمثاله والتوسُّل بالصالحين وسؤالهم قضاءَ الحاجات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفان لا يضر والاعتقاد في علي بن أبي طالب يكفَّر، وهم لا يقولون ذلك، فإن قالوا إنه لا يكفر كفى أنه كفر وشرك، وظهر عظيم جهلهم لفضل علي على هؤلاء بما لا نسبة فيه. فلو كان مسامحة في دعوة غير الله أو يكون أسهل لكانت دعوة علي.فحينئذٍ يلزم الأمر الثالث، وهو أن يذعنوا ويسلمون أن مَن تعلَّق على غير الله بأي نوع من أنواع العبادة فهو كافر خارج من الملة مرتد، أغلظُ كفراً ممن ليس معه هذه الأعمال، وأن إقراره بالشهادتين والصلاة والزكاة ونحو ذلك فرق غير مؤثر وغير نافع، فظهر بذلك أنهم ضُلاَّل في تشبيههم وترويجهم؛ فإن الغالية في علي ما اعتقدوا فيه إلا مثل الاعتقاد في تاج وأمثاله من هذه الأصنام. وإن قالوا: ليس من الغلو ففي باب أول الكتاب ما يبين أنه
    من الغلو بعبادة المخلوق مع الله.




  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    (ويقال أيضاً) هذا جواب خامس للشبهة السابقة (بنو عبيد القداح) الذين ادَّعَوا أنهم فاطميون وساعدهم على ذلك من ساعدهم وهم أدعياء ليسوا بفاطميين –أبوهم وقصة تزوّجه المرأة وتأريخهم معروف1 (الذين ملكوا المغرب ومصر في زمان بني العباس) وطالت لهم يَدٌ أيضاً على الحرمين؛ ملوكهم يُسمًّون الحاكميين؛ الحاكم فلان والحاكم فلان (كلهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويدعون الإسلام ويصلون الجمعة والجماعة) وينصبون القضاة والمفتين (فلما أظهروا مخالفة الشريعة في أشياء دون ما نحن فيه) كاستحلال بعض المحرمات مثل تجويزهم الجمع بين الأختين (أجمع العلماء) في وقتهم (على كفرهم وقتالهم) ولا جعلوا الشهادتين والصلاة والزكاة والجمعة والجماعة فرقاً مؤثراً، بل رأوه لاغي
    وذلك أنه وُجِدُ مُكفِّر فلم ينفعهم ما هم فيه (و) أجمعوا في وقتهم على (أن بلادهم بلاد حرب) وأن جهادهم أفضل جهاد.(وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بأيديهم من بلدان المسلمين) وصنف ابن الجوزي كتاباً سمَّاه: النصر على مصر. فكيف بما نحن فيه من التظاهر بدين الإسلام مع نقض أساس الملة بعبادة غير الله؟ولا فرق بين من يكون كفره عناداً أو جهلاً؛ الكفر منه عناد ومنه جهل. وليس من شرط قيام الحجة على الكافر أن يفهمها، بل من أقيمت عليه الحجة مثل ما يفهمها مثله فهو كافر سواء فهمها أو لم يفهمها، ولو كان فهمُها شرطاً لما كان الكفر إلا قسماً واحداً وهو كفر الجحود؛ بل الكفر أنواع، منها الجهل وغيره، المقصود أن العلماء أجمعوا على قتالهم وكفرهم والأمة لا تجتمع على ضلالة.وبذلك عرفت انكشاف هذه الشبهة؛ وهو أن النطق بالشهادتين لا يكفي مع ما انضمَّ إليه من فعل الطاعات إذا وُجِد أحد المكفِّرات.
    (ويقال أيضاً) هذا جواب سادس على الشبهة السابقة (إذا كان
    الأولون لم يكفروا إلا أنهم جمعوا بين الشرك وتكذيب الرسول والقرآن) يعني وتكذيبه (وإنكار البعث وغير ذلك فما معنى الباب الذي ذكر العلماء في كل مذهب) المذاهب الأربعة وغيرها (باب حكم المرتد) وعرَّفوه بتعاريف (وهو المسلم الذي يكفر بعد إسلامه) فهذا المذكور في هذا الباب إجماعٌ منهم أنه يخرج من الملة، ولو معه الشهادتان، لأجل اعتقادٍ واحد أو عمل واحد أو قول واحد يكفي بإجماع أهل العلم لا يختلفون فيه، وأنه ليس المرتد الذي يخرج عن الإسلام بالمرة، بل هو قسم والقسم الآخر هو ما تقدم (ثم ذكروا أنواعاً كثيرة) ومثَّلوا له أمثلة (كل نوع منها يكفر ويحل دم الرجل وماله) وقالوا: من قال كذا أو اعتقد كذا فهو كافر، وأنه لا ينفعه جميع ما عمل به (حتى إنهم ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها مثل كلمة يقولها بلسانه دون قلبه أو كلمة يقولها على وجه المزح واللعب) حتى إن بعض أهل المذاهب يكفرون من صغَّر اسم المسجد أو المصحف.وما ذكروه وعرفوه هو في الجملة: يُوجد أشياء يكون بها الإنسان مرتداً ولو نطق بالشهادتين وصلى، بل ولو أضاف إلى ذلك ترك المحرمات وأتى بمكفِّرٍ هدم جميع ما معه الإسلام؛ فإن وجود المكفرات التي يصير بها الرجل مرتداً كثيرة لا تحصر.والواحد من أسباب الردة كونه يجعل له واحداً من حق رب
    العالمين كافٍ في كفره، وكونه اتخذ إلهاً ولو ليس من كل وجه، بل يكفي كونه جعله يصلح لحق رب العالمين؛ فلهوب من شرط المرتد أن يجمع بين أطراف الردة، أو يجمع الشركيات، أو أن رب العالمين ومعبوده واحد في جميع ما يستحق.وبهذا تنكشف شبهته؛ وهو أنه ولو نطق بالشهادتين وصلى وصام فإنه يصير به مرتداً ويصير أسوأ حالاً ممن لم يكن معه أصل الإسلام عند جميع العلماء.والصحيح من قولي العلماء أن كفار هذه الأزمان مرتدون؛ فكونهم ينطقون بلا إله إلا الله صباحاً ومساءً وينقضونها صباحاً ومساءً، فلا إله إلا الله يدخل بها في الإسلام في الجملة. والقول الثاني أنهم كفار أصليون؛ فإنهم لم يوحِّدوا في يوم من الأيام حتى يُحكَم بإسلامهم.
    (ويقال أيضاً) هذا جواب سابع عن شبهتهم السابقة. والأجوبة السابقة ظاهرة لك في كشف تلك الشبهة (الذين قال الله فيهم:{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ} 1 أما سمعت الله كفَّرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون ويزكون ويحجون ويوحدون) وينطقون بالشهادتين، ويدينون دين المسلمين في الظاهر، فكيف بمن جعل الأنداد مُعاذَه وملاذه وملجأه في الرغبات، كما هو الوقع من القبوريين والعياذ بالله، فلسانه يقول لا إله إلا الله وعمله يقول لا إله إلا فلان (وكذلك الذين قال الله فيهم: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} 2 فهؤلاء الذين صرح الله أنهم كفروا بعد إيمانهم وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قالوا كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المزح) كفروا بسبب كلمة واحدة، وهم يعملون الأعمال الشرعية ويعملون أعمال المسلمين، فصاروا بها كفاراً بعد إيمانهم؛ لمَّا صدر منهم شيء واحد صاروا كفار مرتدين. فبهذا تنكشف شبهة
    المشبِّه بهذه الشبهة.(فتأمل هذه الشبهة وهي قولهم: تكفِّرون من المسلمين أناساً يشهدون أن لا إله إلا الله ويصلون ويصومون، ثم تأمل جوابها) يعني ما ذكره المصنف عليها من الأجوبة (فإنه من أنفع ما في هذه الأوراق) فإنه من أنفع ما ذكره المصنف في هذا المؤلف؛ وذلك لأنها شبهة قد تروج على مَن لا يعرف ولا يفهم فيظن أن ما ذكره المشبه فروقاً مؤثرة؛ وبما ذكره المؤلف رحمه الله يتبين لك أنها فروق غير مؤثرة فإن أهل العلم مجمعون على أن هذه فروق لا تؤثر.(ومن الدليل على ذلك أيضاً) هذا زيادة على الأجوبة السبعة السابقة في كشف شبهته وهي قوله: (تكفرون من المسلمين أناساً يشهدون أن لا إله إلا الله ... إلخ) (ما حكى الله تعالى عن بني إسرائيل مع إسلامهم وعلمهم وصلاحهم) والمراد بعلمهم بالنسبة إلى غيرهم في زمنهم؛ يعني أتباع موسى ويقتبسون من علمه ومما جاء به، ولا ينافي ذلك قوله: {إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} فإنه دالٌ على أن صدورَ ذلك منهم عن جهل أنهم قالوا لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} كأنه أعجب مَن أعجبه منهم واستحسنوه فقال
    موسى مُنكِراً عليهم {إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} 1.(وقول أناس من الصحابة) لما مروا بقوم يعلِّقون أسلحتهم على شجرة ويسمونها بهذا الاسم (اجعل لنا ذات أنواط) 2فأنكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وغلظ هذا الإنكار بأنواع التغليظ (فحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا مثل قول بني إسرائيل {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً} ) الآيات.(ولكن للمشركين) عند كشف شبهتهم السابقة (شبهة يدلون بها عند هذه القصة) يشبِّهون ويمانعون في كون ذلك دليلاً، قالوا:(وهي أنهم يقولون إن بني إسرائيل لم يكفروا بذلك وكذلك الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل لنا ذات أنواط لم يكفروا.
    فلا يصلح احتجاجكم بالقصتين علينا فإنكم احتججتم بقصتين على تكفيرنا وهم لم يكفروا بذلك.(فالجواب أن نقول إن بني إسرائيل لم يفعلوا) فعدمُ كفرهم لا من قصور أن يكون كفراً (وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا) بل استحسنوا شيئاً وطلبوه؛ لو عكفوا على القبور وكذلك لو اتخذوا إلهاً لكفوا؛ هذا لا ينازع فيه أحد ولا ينفع اتباع الرسول والأعمال الأُخَر. فعدم كفرهم ليس من قصور العمل عن أن يصل إلى التكفير. يعني أن وجه أحتجاجنا هو بتقدير الفعل؛ لو صدر لكان كفراً، فكان احتجاجاً في محله ولكنهم لم يفعلوا وإلا لو فعلوه لكان كفراً. فسلم لنا الاحتجاج بالقصتين عليكم.(ولكن هذه القصة) قصة بني إسرائيل وقصة الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم (تفيد أن المسلم بل العالم قد يقع في أنواع من الشرك لا يدري
    عنها) إذا كان السائل في القصة مع نبي وهو موسى وهم أوسع علماً منه، والسائل في القصة الثانية مع نبي وهم أعلم وأقدم فضيلة، استحسنوا ذلك ظناً منهم أن الله يحبه وأنه من العبادات التي يُتقرَّب بها إلى الله، فكيف بمن دونهم؟ (فتفيد التعلم) تعلم أسباب النجاة فإنه لا نجاة إلا بالعلم ومعرفة الضد والشر لغيره؛ يعرف الشرك وأقسامه ووسائله وذرائعه ليسلم من الوقوع فيه كما قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} وقال حذيفة رضي الله عنه: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني".تعلمنا الشرَّ لا للشرِّ لكن لتوقِّيه ... من لا يعرف الشر يقع فيه(والتحرز) يعني اتهام العمل أن يكون داخله شيء من الشرك؛ بل يجعل على باله هل أخلص قبل دخوله فيه، وتفقد النفس ولحظاتك فيمن هي (ومعرفة أن قول الجاهل التوحيد فهمناه أن هذا من أكبر الجهل ومكائد الشيطان) وهذه الكلمة قد صدرت من بعض الطلبة لما كثر التدريس في التوحيد متنه أو كتب نحوه سئموا وأرادوا القراءة في كتب أخرى. وقيل إنه من المرسلين؛ فنقم عليه المصنف في هذا القول؛ يعني أنك ما فهمته حتى الآن؛ فقال الشيخ رحمه الله ذلك لينبههم. ففي هذه القصة الرد عليهم فإن هؤلاء أهل علم وصدر منهم ما صدر. فلا يزهد في التوحيد فإن بالزهد فيه يقع في ضده، وما هلك من هلك ممن يدعي الإسلام إلا بعدم إعطائه
    حقه ومعرفته حق المعرفة وظنوا أنه يكفي الاسم والشهادتان ولم ينظروا ما ينافيه وما ينافي كماله هل هو موجود أو مفقود؟ وهذا كله من عدم التحرز والمعرفة ألفاظ التوحيد لفظة لفظة. من الذي عرف التوحيد كل المعرفة؟ أصله ولله الحمد معروف لكنْ له أقسامٌ وفروع وشعب، وضده الشرك له فروع.ومما يذكر عن المؤلف أنه يوماً قال: يذكر البارحة أنه وُجِد رجل على أمه يجامعها، فاستعظم المحضر ذلك وضجوا منه، رأوا أنه منكر كبير، وهو كبير. ثم قال مرة أخرى إن واحداً أصيب بمرض شديد فقيل له: اذبح "دييك" لفلان –وليّ- فلم يستعظموه. ثم بين لهم أن الأول فاحشة يبقى معها التوحيد والآخر ينافي التوحيد كله، وهذا لم يستعظموه مثل هذا! وهذا هو الواقع من أكثر الناس فإن النفوس تستبشع أشياء أعظم من استبشاعها ما هو أمر التوحيد.(وتفيد أيضاً أن المسلم المجتهد إذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك وتاب من ساعته أنه لا يكفر) فإن من الأشياء ما قد يخفى ويكون مجتهداً وبعد ما يُبيَّن له يرجع كما فعل بنو إسرائيل والذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم.(وتفيد أيضاً أنه لو لم يكفر فإنه يغلظ عليه الكلام تغليظاًَ شديداً كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم) في إنكاره على أولئك في قولهم اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط كما تقدم
    (ولهم شبهة أخرى: يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على أسامة قتل من قال لا إله إلا الله وقال: "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله" وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" وأحاديث أخر في الكف عمن قالها) 1.(ومراد هؤلاء الجهلة) من إيراد هذه الأحاديث والتشبيه بها (أن من قال لا إله إلا الله لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل!) يعني أن النطق بها كافٍ في إسلام العبد. ومرادهم أنكم معشر الموحدين تكفِّرون من يشهد أن لا إله إلا الله ... إلخ. وهذا من عظيم جهلهم وعمايِتهم؛ يرون أن الدين رسومٌ فقط، ما دَرَوا أن لها أرواحاً ومعانيَ؛ لها معاني هي المرادة، الألفاظ قوالبُ جثة والمعاني روح. ويأتيك كشفها ومراد النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأحاديث وأنه لا كما ظنوا وزعموا.
    (فيقال لهؤلاء المشركين الجهال) في الجواب عن ذلك (معلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود) في عدة مواطن (وسباهم) أخذ نساءهم مماليكَ وعبيدَ كالصنيع بسائر الكفار (وهم يقولون لا إله إلا الله) فلا منع قولُ لا إله إلا الله من قتالهم وسبيهم؛ فدل على أن مجرد قول لا إله إلا الله لا يمنع من التكفير، بل يقولها ناس كثير ويكونون كفاراًَ: إما لعدم العلم بها، أو العمل بها، أو وجود ما ينافيها. فلابد مع النطق بها من أشياء أخر؛ أكبرها معرفة معناها والعمل به.

    (وأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويصلون ويدعون الإسلام) ومع ذلك قاتلوهم، وسبوا حريمهم وذراريهم، مع قولهم لا إله إلا الله ... إلخ، لأجل مُكِّفراتٍ أُخَر.
    (وكذلك الذين حرَّقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه) مع صلاتهم وادعائهم الإسلام، وهم من أصحاب علي رضي الله عنه، ولكن وقع منهم الغلوُ في علي وتجاوُز الحد في تعظيمه حتى اعدوا
    فيه الإلهية. فإنه ليس المراد اللفظ بل اللفظُ وإقرارٌ وعملٌ؛ فإن حصل فهو مع لا إله إلا الله وإلا فإنه ما جاء إلا بلفظِها فقط؛ وروحُها وحقيقتها مفقود. فلا إله إلا الله ينقضها أشياء ليست هي من ذاتها؛ مما ينفي لا إله إلا الله مسبةُ الرسول، ورميُ أزواجه بالإفك. كلُ واحدٍ منها ينقض هذه الكلمة العظيمة فكيف بنفيها نفسها من عبادة غير الله وجعل الأوثان قبلة قلب صاحبها؟! بل هذا أسوأ حالاً ممن يمتنع عن النطق بها؛ لأنه يُؤخذ بأنه دخل الإسلام ثم ما يوجد منه يفيد أنه انتكس عما تسمَّى به؛ فيكون مرتداً، والمرتد أعظم حكماً من الكافر الأصلي: منها أن مالَه فيء؛ إلى آخر أحكام المرتدين؛ بخلاف اليهودي والنصراني والمجوسي فإنهم يتوارثون بينهم. هذا من تغليظ كفره لأنه عرف ثم أنكر وأبصر ثم عمي فصار أغلظ ممن لم يقر أصلاً.(وهؤلاء الجهلة) المشركون (مقرون أن من أنكر البعث كفر وقتل ولو قال لا إله إلا الله) ولم تنفعه الشهادتان (و) هم مقرون أيضاً (أن من جحد شيئاً من أركان الإسلام) كوجوب الصلاة أو وجوب الصيام (كفر وقتل ولو قالها، فكيف لا تنفعه إذا جحد شيئاً من الفروع وتنفعه إذا جحد التوحيد الذي هو أصل دين الرسل ورأسه؟!)
    (ولكن أعداء الله ما فهموا معنى الأحاديث) ولا حاموا حولها وعشا على أبصارهم التقليدُ الأعمى والجمود وإحسان الظن بأناس أعرضوا كل الإعراض عن التوحيد، وقلّدوا من ظن أن قول لا إله إلا الله في هذه الأحاديث كافٍ مع الجهل بمدلول لا إله إلا الله. والإنسان إذا أراد أن يطالع في كلام الفقهاء فإنه يجد أن الإنسان إذا أتى بمكفِّرٍ قولي أو اعتقادي فإنه يكفر ولا ينفعه جميع ما تسمَّى به وعمله. والمشركون في هذه الأزمان زعموا أنه لا يكفر إلا من تعلَّق عليها وزعم أنها تستقل بجلب المنافع ودفع المضارّ. وهذا من كبير جهلهم، وهذا بعينه دينُ المشركين الذين ما أُنزِلت جميع الكتب ولا أُرسِلت الرسل إلا لردِّه وإبطاله؛ فإن المشركين الأولين قلَّ منهم من يزعم أن من يلجأ إليه يستقل بجلب المنافع ودفع المضار.(فأما حديث أسامة) يعني وقصته حين قتل الرجل الذي قال
    لا إله إلا الله (فإنه قتل رجلاً ادعى الإسلام بسبب أنه ظن أنه ما ادعاه إلا خوفاً على دمه وماله، والرجل إذا أظهر الإسلام وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك) يعني والحكم الشرعي أنه لا يُقتَل ويجب الكف عنه ما دام في حالةٍ يحتمل أن يكون صادقاً ويحتمل أن يكون كاذباً حتى يتبين منه ما يخالف ذلك (وأنزل الله في ذلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} 1 أي: فتثبَّتوا. فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه والتثبت) وهو التأني والنظر إلى ما يصير إليه آخر الأمر (فإن تبين منه بعد ذلك ما يخالف الإسلام قتل لقوله {فَتَبَيَّنُوا} ولو كان لا يقتل إذا قالها لم يكن للتثبت معنى) وليس المراد أنه يكف عنه مطلقاً. الناطق بالإسلام إن قامت القرائن أنه إنما قال ذلك ليسلم من القتل فإنها تدوم عصمته حتى يتبين منه ما يخالف ذلك، فإن تبين منه ما يخالف ذلك قُتل.(وكذلك الحديث الآخر) "أمرت أن أقاتل الناس" (وأمثاله معناه ما ذكرناه) ما ذكره المصنف (أن من أظهر الإسلام والتوحيد
    وجب الكف عنه) سواء احتمل الحال أنه متعوِّذٌ حقاً أو يحتمل أنه صادق (إلى أن يتبين منه ما يناقض ذلك) فإن تبين منه ما يناقض ذلك فإنه يُقاتَل حتى يدين بدين الإسلام.فصار الذي لا يقول لا إله إلا الله أصلاً يُعتبر قولهُ لا إله إلا الله، وإذا قالها وهو قبل يقولها وهو على ما هو عليه من عبادة غير الله فإنه ما غيَّر شيئاً فكأنه قال: أنا على ما أنا عليه قبل وهو قول لا إله إلا الله، فيقال له: أنت تقاتل قبل وأنت تقول لا إله إلا الله، فهو ما خلع ولبس، بل هو على ما هو عليه، وأهل الكتاب أيضاً حتى لو قالوا لا إله إلا الله فإنهم ما غيَّروا شيئاً.فصار هنا ثلاث صور:الأولى: أن يُعرف أنه حينما نطق بها عمل بها فهذا لا يقتل.الثانية: أن يُشّك في حاله، ولو يُظن أنه متعوِّذ فقط، فهذا أيضاً لا يقتل.الثالثة: أن يقولها ولكن ينقضها، فهذا يقتل لقوله {فَتَبَيَّنُوا} لأنه تبيَّن منه ما يخالف الإسلام، فحلَّ دمهُ ومالهُ. وكذلك إذا كان من قبل يقولها ولا يعمل بها ومتكرِّرٌ منه ذلك فلا لها حكم.(والدليل على هذا) على أن هذا هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ " وقال: "أمرت
    أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" هو الذي قال في الخوارج: "أينما لقيِتُمُوهم فاقتلوهم. لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم قتل عاد"1 مع كونهم من أكثر الناس عبادة وتهليلاً حتى إن الصحابة يحقرون صلاتهم عندهم، وهم تعلموا العلم من الصحابة) فالخوارج يقولون لا إله إلا الله ويزيدون على قول لا إله إلا الله(فلم تنفعهم لا إله إلا الله ولا كثرة العبادة ولا ادعاء الإسلام لما ظهر منهم مخالفة الشريعة) .فتبيَّن أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ " أنه ليس كل من قال لا إله إلا الله لا يكفر ولا يقتل. فقولهم إن من قال لا إله إلا الله لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل، من عظيم جهلهم؛ فكل إنسان ينظر في نصوص الشريعة فإنه موجود كثير ممن يقتل وهو يقول لا إله إلا الله، ومن قال خلاف ذلك فليس من أهل العلم بوجه
    (وكذلك ما ذكرناه من قتال اليهود وقتال الصحابة بني حنيفة) فلو أن مجرد قول لا إله إلا الله يعصم الدم والمال لما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود وقاتل الصحابة بني حنيفة.فليس مراده من "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ " وقوله: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" وأحاديث أخر في الكف عمن قالها كما استدلوا به هنا؛ بل مراده صلى الله عليه وسلم أن من كان قبل على الكفر ثم أسلم فإنه يُكفُّ عنه كفَّ انتظار، ولو أنه يحتمل. فالحكم الشرعي أنه يكف عنه وينتظر؛ إن استقام على الإسلام استمر به وإلا قتل قتلاً أشدَّ من الأول وأسوأ حالاً وأحكاماً من الأصلي كما علم من الكتاب والسنة وإجماع الأمة.(وكذلك أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يغزو بني المصطلق) وأمر بالغزو (لما أخبره رجل أنهم منعوا الزكاة حتى أنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} 1 وكان الرجل كاذباً عليهم. فكل هذا يدل على أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث التي احتجوا بها ما ذكرناه) وكذلك الأمر بقتل الخوارج. فتبين مما تقدم أو قول لا إله إلا الله لا يكفي في عصمة الدم والمال، بل إذا تبين منه ما يناقض الإسلام قُتل، ولو قال لا إله إلا الله.
    س: ما الفرق بين هذه الشبهة والتي قبلها؟.
    ج: أما الأولى فلما ذكر المصنف أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين بأمرين، اعترضوا عليه بهذه الشبهة وهذه الفروق وقالوا: نحن نشهد أن لا إله إلا الله فكيف تجعلوننا مثل أولئك الذين لا يشهدون ... إلخ، بل ما قَصَرتُمونا عليهم، بل زدتمونا بهذين الأمرين.
    فأجابهم المصنف بقوله في جميع الشبه إن من وُجد منه مُكفِّر بأن كان مصدقاً الرسول في شيء ومكذَّبَه في شيء، أو وجد منه مكفر بأن رفع المخلوق في رتبة الخالق، أو وجد منه مكفر بأن غلا في أحدٍ من الصالحين فادعى في الألوهية، أو وجد منه مخالفة الشريعة في أشياء مثل إباحته نكاح الأختين جميعاً، أو وجد منه مكفر بأي نوع كان من أنواع الردة، أو وجد منه مكفر بأن استهزأ بالله وآياته.
    وحاصلُها أن من وجد منه مكفر فهو مثلهم وهو معه هذه الفروق يشهد أن لا إله إلا الله؛ إلى آخر ما ذكر.
    وأما الثانية فهي أنهم يقولون إن من قال لا إله إلا الله فهو مسلم
    حرام الدم والمال بدليل قصة أسامة ... إلخ.فأجابهم المصنف بأن من أظهر الإسلام والتوحيد وجب الكف عنه إلى أن يتبين منه ما يخالف ذلك، فإن تبين منه ما يخالف ذلك قُوتِل، ولو قالها، حتى يعمل بما دلت عليه.(ولهم شبهة أخرى) يعني مشركي هذه الأزمان غير ما تقدم (وهو ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم) وثبت (أن الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم، ثم بنوح، ثم بإبراهيم، ثم بموسى، ثم بعيسى) إذا اشتد وطال بهم الموقف عمدوا إلى الاستغاثة بهؤلاء (فكلهم يعتذرون حتى ينتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيقول: "أنا لها" (قالوا) قال المشبهون بهذا الحديث: (فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شركاً) وهذا من جهلهم، ما عرفوا الفرق بين الاستغاثتين؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم حياتُه معهم في القيامة أكمل، والاستغاثة الشركية التي أنكرناها ها هي ما يأتي بيانه؛ وهي الاستغاثة بالغائب أو الميت أو الحي الحاضر الذي لا يقدر، وأما الجائزة فهي طلب الحي الحاضر، وجنسُ سؤال التي موجودٌ في اليوم الآخر وإن كان قد انقطع العمل، موجود في النصوص أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لمن أُذِن له فيه. ففرقٌ بين ما هو معلوم الجواز وبين ما هو معلوم الحرمة والشرك (فالجواب أن نقول: سبحان من طبع على قلوب أعدائه) فحالَ بينهم وبين معرفة الفرق بين هذه الاستغاثة وهذه الاستغاثة؛ فصاروا لا يبصرون الشمس في رابعة النهار فلم يفرِّقوا بين الشرك والتوحيد فهذه شيء وهذه شيء آخر، وبينهما فرق في الكتاب والسنة وفرق في الحكم والحد (فإن الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا ننكرها) يستغيث إنسان إنسانا في شيء يقدر عليه (كما قال تعالى في قصة موسى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} 1 وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب، وغيرها من الأشياء التي يقدر عليها المخلوق. ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الأولياء) الأموات مطلقاً (أو في غيبتهم) والغائبين مطلقاً. وقوله:(عند قبور الأولياء في غيبتهم) خرجَ مخرجَ الواقع والغالب؛ وإلا فالأصنامُ ونحوها كذلك والحي الحاضر (في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله) كالسؤال
    منه هدايةَ القلوب؛ أو رفع جبل ونحوه، وهذا كله استغاثة شركية وكلها أنكرناها؛ فمن سوَّى بينهما فقد سوى بين المتضادين وسوى بين المختلفين، فهو نظير التفريق بين المتماثلين؛




  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله) يعني لا ينطقون بالشهادتين (ويكذبون الرسول) ويمتنعون عن طاعته (وينكرون البعث) ولا يصدقون به (ويكذبون القرآن ويجعلونه سحراً) ولا يصلون ولا يصومون (ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ونصدق القرآن، ونؤمن بالبعث، ونصلي ونصوم، فكيف تجعلوننا مثل أولئك؟) فكيف تسوُّون مَن يقر بهذه الأمور العظيمة وبين من يجهلها؛ يعني وأنكم سويتم بين المتفارقين وجمعتم بين المختلفين؛ بل ما اقتصرتم، بل جعلتمونا أعظم جهلاً وضلالاً منهم.
    فعرفت أنهم يعارضون ما قرره المصنف ويقولن لسنا منهم، وأنتم جعلتمونا أعظم منهم، كيف تجعلون من كانت فيه هذه الخصال والفروق كمن ليس فيه منها شيء؟ويأتيك جواب المؤلف لهم وأن هذه الفروق غير مؤثرة بالكتاب والسنة والإجماع؛ بل هذه الفروق مما يتغلظ كفرُهم بها؛ فإن الكافر الأصلي الذي ما أقر بشيء من ذلك أهون كفراً ممن أقر بالحق وجحده، ولذلك المرتد أعظم كفراً ن الكافر الأصلي في أحكامه(فالجواب) عما اعترضوا به من هذه الفروق التي زعموا أنها تؤثر؛ أن الفروق منقسمة إلى قسمين: فرق يؤثر، وفرق لا يؤثر. فإنه إجماع أن هذه الفروق لا تؤثر

    نعم

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله)
    من فتاوى هيئة كبار العلماء

    [س3: هل هناك فرق بين المسلمين الذين عندهم نوع من الشرك وبين المشركين الذين لم يعترفوا بالإسلام؟
    ج3: لا فرق بين من يرتكس في بدع شركية تخرج من ينتسب إلى الإسلام منه وبين من لم يدخل في الإسلام مطلقا في تحريم المناكحة ومنع التوارث بينهم وبين المسلمين، ولكن بينهم تفاوتا في درجة الكفر والعقوبة عليه في الدنيا والآخرة حسب درجة طغيانهم،

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    سئل الشيخ عبدالله الجربوع
    السؤال
    : يقول الشيخ أبا بطين رحمه الله تعالى في كلام له: إنه لو جاز عذر عباد القبور بالجهل لكان عذر اليهود و النصارى من باب أولى و لكن شيخنا المرجئة هؤلاء يردون علينا بقولهم:إن هؤلاء، يعني عباد القبور، ينتسبون إلى الإسلام عكس أولئك فهل هذا الفرق متجه شيخنا؟
    الجواب:
    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين، أما بعد،
    فكلام الشيخ سديد و هو حجة قوية و ذلك أن اليهود ينتسبون إلى دين موسى و يؤمنون بموسى و يؤمنون بالتوراة،و إنما كفروا بسبب الشرك و النواقض التي وقعوا فيها،
    و كذلك النصارى ينتسبون إلى عيسى و إلى الإنجيل و إنما كفروا عندما قالوا: إن الله ثالث ثلاثة،
    و كذلك عباد القبور اليوم ينتسبون إلى محمد صلى الله عليه و سلم و إلى القرآن،
    و ما الذي يجعلهم لا يكفرون إذا فعلوا مثل فعل أولئك ؟؟
    الله سبحانه و تعالى ما تغيرت سنته
    ،
    من وقع في الشرك سواء أكان ينتسب إلى عيسى أو إلى موسى أو إلى محمد صلى الله عليه و سلم، إلى الإسلام
    فإنه يخرج من الإسلام، هذا كلام سديد،
    و نقول إنما الكفر يكون بفعل مكفر
    و لم يقل: إن من انتسب إلى الإسلام و قال لا إله إلا الله إنه لا يكفر إذا وقع في الشرك،
    ما غير الله من سنته،
    فكل من انتسب إلى دين سموي إذا وقع في الشرك خرج من ذلك الدين و انتقض إسلامه،
    هذه حجته و هذا دليله،
    هذا دليل سديد كما ترى.

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    سئل الشيخ عبد الله الجربوع - السؤال: : من تلبس بالشرك جهلا يكون مشركا أم يبقى موحدا و جهله مانع من الحاق وصف الشرك به؟ ثم قال بعد هذا: و بيان أن الجهل كالإكراه مانع من وصف المتلبس بالشرك جهلا مشركا.
    و يقول:
    أن الأصل إسلامه و وقوع هذا منه قد يكون جهلا، و أنا أرى أن الجهل مانع فعليه لا أخرجه عن الأصل وهو إسلامه إلى ما هو مشكوك فيه وهو أن يكون مشركا عينا، و بعد أن تبين رجحان أدلة العذر بالجهل من معين إذا تلبس بالشرك (................)
    الجواب
    :
    أقول
    : زعمهم أن العذر بالجهل مطلقا، يعني عدم التكفير مطلقا، فهذا ليس بصحيح بل قد يكفر من وقع في الشرك الصريح الجلي، فإنه يقع عليه الكفر إن كان جاهلا معذورا بجهله يكون حكمه حكم أهل الفترة، يحكم بكفره في أحكام الدنيا و أمره إلى الله في الآخرة (...)
    هذا الأمر الأول، الأمر الثاني زعمه أنه في كل أمر كفري، السجود للصنم، السجود للشمس، القائلون بوحدة الوجود، الذين ينكرون الصانع، الذين اعتقدوا الألوهية و الربوبية في غير الله... كل هذه الكفريات، هو عمم .هذا يقول: إذا كان يقول: لا إله إلا الله، محبا للإسلام، مظهرا له و إن فعل ما فعل إذا كان جاهلا، عنده مسلم، إذن هو يعمم في كل كفر ثم يقول: العذر بالجهل مانع من التكفير كالإكراه، انتبه لهذا الاستدلال (...) يقيس الآن،
    يقيس الجهل على الإكراه،
    هذا قياس،
    و القياس إما أن يكون قياسا صحيحا معتبرا
    أوأن يكون قياسا فاسدا إذا كانت العلة غير مشتركة أو أن يكون قياسا إبليسيا، ما هو القياس الإبليسي؟ أن يقيس مع وجود النص.هل مسألة عدم تكفير المكره فيها نص؟ و هل مسألة تكفير الجاهل فيها نص؟ نقول: نعم، أما المكره فقد ورد فيه قول الله عز و جل «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ» هذا حكم ثبت بالقرآن، و هو يريد أن يقيس الجهل عليه،
    نقول: كيف
    تقيس الجهل عليه ؟؟الجهل وردت فيه نصوص أنهم كفار مع أنهم جهال، مع أنهم يظنزن أنهم على خير، مع أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، يحسبون أنهم على شيء، كيف تقيس ؟؟
    أما قال الله عز و جل في شأن المشركين:
    «قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ»
    أما وصفهم بالجهل ؟؟
    أما قال بعد ذلك:
    «وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا»وصفهم بالجهل و حكم عليهم بجهنم،
    و في آخر سورة الكهف بيان واضح إلى أنهم استحقوا النار
    «وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»
    هذا القول قال فيه ابن جرير الطبري أن فيه الرد على من يقول:
    أنه لا يعذب و يعذر غير المعاند و لا يعذب إلا من علم أنه قد خالف الحجة و خالف الدليل،
    هذا معنى كلامه و هو يرد على الجاحظ ،
    فقال أن هذا باطل مردود بنصوص الكتاب
    و ذكر الأدلة منها: «وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا» هؤلاء أشركوا و يحسبون أنهم يحسنون صنعا و يحسبون أنهم على شيء
    و مع ذلك كفرهم و وعدهم لأنهم جاءتهم البينات فلم يقبلوا عليه
    و أعرضوا عنها و اتبعوا شياطين الإنس و الجن الذين يلبسون عليهم بالشبه فتركوا الأنبياء و دعاة الحق الذين يبينون لهم البينة فبقوا جهالا بسبب إعراضهم.الحاصل،
    أن هذا القول و هو قياس الجهل على الإكراه
    قياس إبليسي،
    لأن الإكراه ورد فيه نص صريح
    و الجهل ورد فيه نص صريح،
    نصوص كثيرة صريحة،
    منها أيضا استدل به شيخ الإسلام ابن تيمية و الشيخ محمد بن عبد الوهاب و الشيخ ابن باز و غيرهم على أنهم جهال مقلدة لم يتبين لهم العلم و أنهم مؤاخذون
    لأنهم قالوا:
    «إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ»
    فهذا يدل على أنهم جهال مقلدون و مع ذلك لعنهم الله و وعدهم بالعذاب
    لأن التقليد لا يعتبر و الجهل الناتج عن التقليد و التعصب للآباء لا يعتبر و يؤاخذ عليه العبد
    ،
    و من ذلك قول الله عز و جل: «كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ»
    وصفهم بأنهم لا يعلمون،
    و مع ذلك بين أنه طبع الله على قلوبهم،و هذه عقوبة، هذه من العقوبات التي عاقبهم الله بها في الدنيا.(...)
    لعلنا نقرأ قول ابن قدامة و هو نص صريح في الرد على الجاحظ الذي قال تماما كما قال هؤلاء
    ،
    أن الجاهل مطلقا معذور، رد عليه ابن قدامة و بين أن هذا القول كفر،

    يقول ابن قدامة رحمه الله (في روضة الناظر):
    «أما الذي ذهب إليه الجاحظ فباطل يقينا و كفر بالله تعالى» انتبه لقوله كفر بالله تعالى،
    سيأتينا في رده بيان قول الجاحظ، «و رد عليه (الله) و على رسوله صلى الله عليه و سلم»،
    انتبه هذا القول الذي قاله الجاحظ و هو العذر عذر الجاهل و المجتهد مطلقا كما يقول هؤلاء: في كل كفر،
    «فإنا نعلم قطعا أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر اليهود و النصارى بالإسلام و اتباعه و ذمهم على إصرارهم و نقاتل جميعهم و نقتل البالغ منهم»،
    اتنبه هذا الذي بيبن حقيقة القول
    «و نعلم أن المعاند العارف مما يقل و إنما الأكثر مقلدة،
    اعتقدوا دين آبائهم تقليدا و لم يعرفوا معجزة الرسول و صدقه و الآيات الدالة في القرآن على هذا كثيرة»،
    يعني الآيات الدالة على أن الواقعين في الكفر، المعرضين عن الرسل و إن كانوا كفارا مقلدة
    هؤلاء كثيرون جدا في أتباع موسى و أتباع عيسى و في أتباع محمد صلى الله عليه و سلم
    ،
    إلا إذا قلنا
    : أن الله غير سنته، فترى الذي يأتي الكفر مقلدا في ملة موسى أو في ملة عيسى أنه لا يعذر
    ثم الذي يأتي بذلك في ملة محمد صلى الله عليه و سلم أنه يعذر،
    إذا كان الله غير سنته هذا شيء آخر،
    أما نحن فنقول: «فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّة اللَّهِ تَبْدِيلًا»، ثم ذكر منها «قوله تعالى: «وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ»»، يعني أن هؤلاء كانوا يعبدون الله عز و جل بالشرك و الكفريات و يظنون أنهم على شيء، يعني أنهم على هدى،
    يحسبون أنهم مهتدون، يحسبون أن أفعالهم هذه من عبادة الأصنام و عبادة الأوثان و عبادة القبور و المقبورين و الكفريات الأخرى
    ، يظنون أنها طاعة و أنها عبادة تماما كما يفعل عباد القبور، يظنون أن الشرك توسل.
    قال ابن قدامة: «و قول الله عز و جل: «وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ» و قول الله عز و جل: «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ ...»» فوصفهم بأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، أي جهالا لم يتبين لهم أنهم على خطأ و مع ذلك قال: «أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ».
    (...) بعض الجهلة من الدكاترة في رده على مثل هذه الآيات
    يقول
    :
    هذه في الكفار الأصليين،
    ليست فيمن يأتي بالكفر في أمة الإسلام،
    هذا القول قاله داود بن جرجيس النقشبندي العراقي،
    فرد عليه إمام أهل السنة الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله
    قال
    : إن الله لم يغير سنته فيمن ركب الكفر،
    والله قيد كفر أولئك بأفعال و أوصاف،
    فمن اتصف بها و فعلها وهي منافية لأصل الإسلام
    فإنه يخرج من الإسلام و يخرج من دين الأنبياء الذي جاء به الأنبياء،
    و إن كان الله غير سنته و
    يزعم ذلك داود فليأتنا بدليل على أن الله غير سنته
    ،
    و استدل أيضا بأن أئمة الإسلام من عهد السلف يستدلون بما ورد في الشرك في الأمم السابقة على ما يقع في هذه الأمة.


    إلا إذا قلنا: أن الله غير سنته، فترى الذي يأتي الكفر مقلدا في ملة موسى أو في ملة عيسى أنه لا يعذر
    ثم الذي يأتي بذلك في ملة محمد صلى الله عليه و سلم
    أنه يعذر،
    قال حذيفة :، إن كانت لكم كل حُلْوة، ولهم كل مُرَّة!! ولتسلُكُنَّ طريقَهم قِدَى الشِّراك

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    لا تعارض
    اذا فهمت القاعدة بأن الاسلام ضده الشرك والايمان ضده الكفر
    قال الحافظ ابن القيم – رحمه الله -: (الإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك، والإيمان بالله ورسوله وأتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا، فليس بمسلم،
    وقال ابن القيم رحمه الله: «في الرد على الإمام ابن عبد البر في إنكار: أحاديث الامتحان لأهل الفترات مستشهدًا بقوله: «ولا يخلو من مات في الفترة من أن يكون كافرًا أو غير كافر ..
    جوابه من وجوه: أحدها أن يقال: هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان فإن الكفر هو: جحود ما جاء به الرسول، فشرط تحققه بلوغ الرسالة؛ والإيمان هو: تصديق الرسول فيما أخبر، وطاعته فيما أمر وهذا أيضًا مشروط ببلوغ الرسالة، ولا يلزم من انتفاء أحدهما وجود الآخر إلا بعد قيام سببه.
    فلما لم يكن هؤلاء في الدنيا كفارًا ولا مؤمنين، كان لهم في الآخرة حكم آخر غير حكم الفريقين.

    *********

    الحمد لله
    وربنا يقول
    هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ . بإيمانهم .
    وربنا سماهم الكافرين والمشركين
    بكفرهم وشركهم .
    وابن القيم رحمه يقول كما نقلتَ
    هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان . انتهى .
    وابن تيمية وجه المسألة من كتاب الله بأنهم كانوا مشركين .
    وهذا هو سؤال أخينا حفظه الله .
    فكيف يمكن توجيه كلام ابن القيم .
    وورقة بن نوفل كيف نوجه عقيدته .
    أنقول أنه لم يكن مؤمناً ولا كافراً .
    ونرى الفرق بينه وبين عصره
    في الاعتقاد ما بين السماء والأرض .

    جزاكم الله خيراً ..
    أرجو أن يكون النقاش مختصراً .
    وفقك الله ،،،



    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف بن سلامة مشاهدة المشاركة
    هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان . انتهى .
    وابن تيمية وجه المسألة من كتاب الله بأنهم كانوا مشركين .
    وهذا هو سؤال أخينا حفظه الله .
    فكيف يمكن توجيه كلام ابن القيم .
    وورقة بن نوفل كيف نوجه عقيدته .
    أنقول أنه لم يكن مؤمناً ولا كافراً .
    ونرى الفرق بينه وبين عصره
    في الاعتقاد ما بين السماء والأرض .




    وورقة بن نوفل كيف نوجه عقيدته .
    التوحيد والحنيفية ثابته قبل الرسالة ورقة بن نوفل هو أحد الأربعة الذين اجتمعوا في يوم احتفال قريش بصنم من أصنامهم وتحدثوا فيما بينهم، واجتمعت كلمتهم على أن قريشاً انحرفت عن دين إبراهيم عليه السلام، وأنه لا معنى لعبادة الأصنام، وانطلقوا يبحثون عن دين إبراهيم الصحيح.
    وهؤلاء هم: ورقه بن نوفل، وعبيد الله بن جحش، وعثمان بن الحويرث، وزيد بن عمرو بن نفيل.
    فأما ورقة فهو قد تنصر وقرأ ما وجد من كتب الأقدمين فاستقر على النصرانية وكان من علمائها.
    وأما عثمان بن الحويرث فتنصر وذهب إلى قيصر فأقام عنده حتى هلك.
    وأما زيد بن نفيل فكان بمكة متمسكاً بالحنيفية دين إبراهيم الصحيح حتى توفي.
    وأما عبيد الله بن جحش فأدرك الإسلام وأسلم وهاجر إلى الحبشة بزوجته -أم المؤمنين فيما بعد- رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها، فارتد هناك وتنصر إلى أن هلك.
    وبعدما أكرم الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة كان ورقة شيخاً كبيراً قد عمي -كما قال الذهبي - فذهبت إليه خديجة فأخبرته بما جرى للنبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء، وكيف جاءه جبريل عليه السلام كما أخبرها الرسول صلى الله عليه وسلم.
    فقال ورقة: قدوس قدوس، والذي نفس ورقة بيده إن كنت أصدقتني يا خديجة، لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى، وإنه لنبي هذه الأمة، فقولي له: فليثبت... فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بقول ورقة.
    وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطوف بالبيت فلقيه ورقة فقال: يا ابن أخي: أخبرني بما رأيت وسمعت، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ورقة: والذي نفس ورقة بيده إنك لنبي هذه الأمة، ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي كان يأتي لموسى ولتكذبنه، ولتؤذينه، ولتخرجنه ولتقانلنه، ولئن أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصراً يعلمه، ثم دنا من رسول الله صلى الله فقبل رأسه.. ثم لم ينشب ورقة أن توفي قبل أن يظهر الإسلام.
    وروى الترمذي عن عائشة قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ورقة فقالت له خديجة: إنه كان صدقك، وإنه مات قبل أن تظهر، فقال: رأيته في المنام وعليه ثياب بيض، ولو كان من أهل النار لرأيت عليه ثياباً غير ذلك.
    وعن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رأيت لورقة جنة أو جنتين.
    وعلى هذا فيكون ورقة رضي الله عنه هو أول من صدق بعد خديجة رضي الله عنها.
    هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان . انتهى .
    هذا كما تقدم - متعلق بالحكم بالكفر الباطن بعد قيام الحجة الرسالية - ومتعلق بأحكام الثواب والعقاب
    وابن تيمية وجه المسألة من كتاب الله بأنهم كانوا مشركين .
    نعم كما تقدم فإن اسم المشرك ثبت قبل الرسالة لانه يشرك بربه ويعدل به

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    و إنما الأكثر مقلدة،
    اعتقدوا دين آبائهم تقليدا و لم يعرفوا معجزة الرسول و صدقه و الآيات الدالة في القرآن على هذا كثيرة»،
    يعني الآيات الدالة على أن الواقعين في الكفر، المعرضين عن الرسل و إن كانوا كفارا مقلدة
    هؤلاء كثيرون جدا في أتباع موسى و أتباع عيسى و في أتباع محمد صلى الله عليه و سلم
    ،
    إلا إذا قلنا
    : أن الله غير سنته، فترى الذي يأتي الكفر مقلدا في ملة موسى أو في ملة عيسى أنه لا يعذر
    ثم الذي يأتي بذلك في ملة محمد صلى الله عليه و سلم أنه يعذر،
    إذا كان الله غير سنته هذا شيء آخر،
    أما نحن فنقول: «فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّة اللَّهِ تَبْدِيلًا»، ..........
    هذه في الكفار الأصليين،
    ليست فيمن يأتي بالكفر في أمة الإسلام،
    هذا القول قاله داود بن جرجيس النقشبندي العراقي،
    فرد عليه إمام أهل السنة الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله
    قال
    : إن الله لم يغير سنته فيمن ركب الكفر،
    والله قيد كفر أولئك بأفعال و أوصاف،
    فمن اتصف بها و فعلها وهي منافية لأصل الإسلام
    فإنه يخرج من الإسلام و يخرج من دين الأنبياء الذي جاء به الأنبياء،
    و إن كان الله غير سنته و
    يزعم ذلك داود فليأتنا بدليل على أن الله غير سنته
    ،
    ذكر الشيخ سليمان بن عبدالله رحمه الله تعالى في شرح كتاب التوحيد
    أن من تكلم بكلمة بكلمة التوحيد وصلى وزكى ولكن خالف ذلك بأفعاله وأقواله من دعاء الصالحين والإستغاثة بهم والذبح لهم أنه شبيه باليهود والنصارى في تكلمهم بكلمة التوحيد ومخالفتها )
    فعلى هذا يلزم من قال بالتعريف للمشركين أن يقول بالتعريف لليهود والنصارى ولا يكفرهم إلا بعد التعريف وهذا ظاهر بالاعتبار جداً
    قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في شرحه لمتن نواقض الإسلام ص79:
    [فالذي يشك في كفر المشركين عموماً سواء كانوا من الوثنيين أو من اليهود والنصارى أو من المنتسبين إلى الإسلام وهم يشركون بالله يجب اعتقاد كفرهم
    فكل من أشرك بالله وعبد معه غيره من الأشجار، والأحجار، والأصنام، والأوثان، والقبور، والأضرحة فإنه مشرك كافر يجب تكفيره حتى ولو كان يدعي الإسلام ويقول: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله،

    لأن الشرك يبطل الشهادتين
    ويناقض الإسلام ويفسد التوحيد،
    فيجب على المسلم أن يكفر المشركين الذين يعبدون غير الله
    سواء كانوا من العرب أو من العجم، سواء كانوا من اليهود أو النصارى أو المتسمين بالإسلام، هذه عقيدة ليس عليها مساومة، فمن لم يكفر المشركين فإنه يكون مرتداً كافراً مثلهم، لأنه تساوى عنده الإيمان والكفر، لا يفرق بين هذا وهذا، فهذا كافر.اهـ

    ***
    قد يقول قائل ان هذه الآية وأمثالها من الآيات انما نزلت في المشركين الأصليين فلا يجب ان تنزل على من كان من المسلمين وفعل الشرك جاهلا .
    فيقال ان من فعل الشرك الحق بالمشركين وكونه ينتسب للإسلام فهذا ليس عذرا له لكونه اتى بحقيقة الشرك
    وأما تخصيص الآيات بسبب نزولها فنذكر كلام بعض الأئمة في هذا الشأن

    قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الرد على من جعل الآيات النازلة خاصة لمن نزلت بسببه (فلا يقول مسلم أن آية الظهار لم يدخل فيها إلا أوس بن الصامت وآية اللعان لم يدخل فيها إلا عاصم بن عدي وأن ذم الكفار لم يدخل فيه إلا كفار قريش ونحو ذلك مما لا يقوله مسلم ولا عاقل ) الفتاوى (16/ 148)
    وقال العلامة الصنعاني ( فإن قلت : أفيصير هؤلاء الذين يعتقدون في القبور والأولياء والفسقة والخلعاء مشركين كالذين يعتقدون في الأصنام ؟
    قلت: نعم قد حصل منهم ما حصل من أولئك ، وساووهم في ذلك ،بل زادوا في الاعتقاد والاستعباد ، فلا فرق بينهم ) تطهير الاعتقاد (23)
    وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب (فهذا ترس قد أعدة الجهال الضلال لرد كلام الله ، اذا قال لهم احد : قال الله كذا ، قالو: نزلت في اليهود ، نزلت في النصارى ، نزلت في فلان .... وجواب هذه الشبهه الفاسدة ان يقال : معلوم ان القرآن نزل باسباب ، فإن كان لايستدل به الا في تلك الاسباب بطل استدلاله، وهذا خروج من الدين ، وما زال العلماء من عصر الصحابة فمن بعدهم يستدلون بالآيات التي نزلت في اليهود وغيرهم على من يعمل بها ) تاريخ نجد ابن غنام (2/285)بتصرف يسير
    وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبدالرحمن بن حسن (ومن الأسباب المانعة عن فهم كتاب الله أنهم ظنوا أن ماحكى الله عن المشركين، وما حكم عليهم ووصفهم به خاص بقوم مضوا ، وأناس سلفوا ، وانقرضوا ، لم يعقبوا وارثا.وربما سمع بعضهم قول من يقول من المفسرين هذه نزلت في عباد الأصنام ، هذه في النصارى ، فيظن الغر أن ذلك مختص بهم ، وأن الحكم لايتعداهم ، وهذا من أكبر الأسباب التي تحول بين العبد وبين فهم القرآن والسنة) دلائل الرسوخ (44)ونظر: مصباح الظلام (140)وكشف غياهب الظلام لابن سحمان(195)
    وقال عبدالله أبا بطين (أما قول من يقول أن الآيات التي نزلت بحكم المشركين الأولين فلا تتناول من فعل فعلهم فهذا كفر عظيم، قال ويلزم منه أن الحدود المذكورة في القرآن والسنة لأناس كانوا وانقرضوا ؟ فلايُحد الزاني اليوم ولا تقطع يد السارق وبطل حكم القرآن ) الدررالسنية (10/418 )
    فالحاصل أن حجج وأوهام المجادلين عن اهل الشرك حججهم وأوهامهم كثيرة جدا لا تعد ولا تحصى ونحن بحمد الله وتوفيقه نكشف هذه الاوهام التى هى كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وانه لا حجة لهم، وحجتهم داحضة عند ربهم.
    ونسأل الله أن يهديهم إلى الصواب وأن يستبين لهم الحق وأن يتركوا العناد ويتركوا التقليد الأعمى ويرجعوا إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم حتى يحققوا إسلامهم ويصححوا دينهم ويكونوا من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ولا يكونوا من أمة المشركين وأتباع أبي جهل وأبي لهب.اهـ

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟


    الحمد لله

    كنت رأيت قبل خمسة عشر عاماً ورقة في رؤيا .
    تذكرتها الساعة بعد حديثك .
    أقرأ في الرؤيا عن ورقة وهذا يدل على أنه مات مؤمناً .
    وأرى عبارة رضي الله عنه أمام اسمه . بتصرف .
    وما علمت بتأويلها حتى الساعة .
    وبعد
    حديث الزهري مرسل .
    فهل ثبت حقاً أن رسول الله شهد له بالإيمان .
    للمراجعة بعد نسيان الكثير .. الحمد لله على كل حال .
    لا نريد أن نثقل عليكم .
    سأبحث بعون الله في المسألة .
    جزاك الله خيراً أستاذ محمد .


    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف بن سلامة مشاهدة المشاركة


    حديث الزهري مرسل .
    فهل ثبت حقاً أن رسول الله شهد له بالإيمان .
    للمراجعة ...


    بارك الله فيك
    ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي ، ابن عم خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، مختلف في صحبته :
    1 - فمن العلماء من ذكره في الصحابة كالطبري والبغوي وابن قانع وابن السكن وغيرهم - كما في "الإصابة" (6 /607) .
    وقال الزركلي رحمه الله :
    " وفي المؤرخين من يعده في الصحابة ، قال البغدادي : ألف أبو الحسن برهان الدين إبراهيم البقاعي تأليفا في إيمان ورقة بالنبي ، وصحبته له ، سماه " بذل النصح والشفقة ، للتعريف بصحبة السيد ورقة ".
    انتهى من "الأعلام" (8 /115) .
    سئل الشيخ صالح الفوزان :
    " ما هو الأولى بحق ورقة بن نوفل إذا ذكر هل يترضى عليه ؟
    فأجاب حفظه الله :
    " بلا شك ، نعم هو صحابي يُترضى عنه " انتهى .
    وعلى ذلك القول : يكون ورقة بن نوفل هو أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال.
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
    " ولهذا نقول: أول من آمن به من النساء خديجة ، ومن الرجال ورقة بن نوفل " .انتهى .
    "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (8 /613)
    قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية ( 2 / 279- 280 ) :
    قوله : ( وأول من آمن به وعاضده على أمره ) : لا شك أنها أول من آمن به، لأن النبي صلي الله عليه وسلم لما جاءها وأخبرها بما رأي في غار حراء ، قالت : كلا، والله لا يخزيك الله أبداً. وآمنت به، وذهبت به إلي ورقة بن نوفل ، وقصت عليه الخبر ، وقال له : إن هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى .
    "الناموس " أي: صاحب السر.
    فآمن به ورقة.
    ولهذا نقول : أول من آمن به من النساء خديجة ، ومن الرجال ورقة بن نوفل.

    .وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " الظاهر لي والله أعلم أنه يعد صحابيا ، فيترضى عنه " انتهى .
    قال ابن عثيمين رحمه الله
    " فيقال النظر ، الصواب فيه التفصيل : أنه إن كان هذا بعد النبوة وقبل الرسالة ، فهو صحابي ، وإن كان قبل النبوة فليس بصحابي ، وإن كان قبل النبوة وبعد الرسالة ، لا يمكن .

    إذا : من لقيه مؤمنا به قبل النبوة فليس بصحابي كما يذكر عن قصة بحيرا الراهب - إن صحت - وإذا كان بعد النبوة وقبل الرسالة فهو صحابي ، مثل : ورقة بن نوفل ، وإذا كان بعد الرسالة فالأمر ظاهر .
    (شرح نزهة النظر )
    2 – ومن العلماء من قال : إنه ليس صحابيا ، ولكنه آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ومات في فترة الوحي .
    قال ابن كثير رحمه الله :
    " وتقدم الكلام على إيمان ورقة بن نوفل بما وجد من الوحي ، ومات في الفترة رضي الله عنه " انتهى من "البداية والنهاية" (3 /25) .
    وقد ذكر الذهبي حديث عروة أنه قال : " مر ورقة بن نوفل على بلال وهو يعذب ، يلصق ظهره بالرمضاء وهو يقول : أحد أحد ، فقال ورقة : أحِّدْ أحِّدْ يا بلال ، صبرا يا بلال ، لم تعذبونه ؟ فو الذي نفسي بيده لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا .
    ثم قال الذهبي : " هذا مرسل ، وورقة لو أدرك هذا لعد من الصحابة ، وإنما مات الرجل في فترة الوحي بعد النبوة وقبل الرسالة ، كما في الصحيح " انتهى من "سير أعلام النبلاء" (1 /129) .
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله بعد أن ذكر حديث بدء الوحي :
    " فهذا ظاهره أنه أقر بنبوته ، ولكنه مات قبل أن يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام ، فيكون مثل بحيرا ، وفي إثبات الصحبة له نظر " انتهى .
    "الإصابة" (6 /607)
    3 - ومنهم من توقف فيه وذكر الخلاف :
    قال ابن منده : " اختلف في إسلامه ، روى عنه عبد الله بن عباس ، ولا أعرف من قال إن ورقة أسلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقطع بإسلامه ، وعبد الله بن عباس لم يسمع منه " .
    انتهى من "تاريخ دمشق" (63 /4) .
    وقال الكرماني : " فإن قلت ما قولك في ورقة ؛ أيحكم بإيمانه ؟ قلت لا شك أنه كان مؤمنا بعيسى عليه السلام ، وأما الإيمان بنبينا عليه السلام فلم يُعْلَم أن دين عيسى قد نسخ عند وفاته أم لا ، ولئن ثبت أنه كان منسوخا في ذلك الوقت ، فالأصح أن الإيمان التصديق وهو قد صدقه من غير أن يذكر ما ينافيه " انتهى من "عمدة القاري" (1 /168) .
    وسئل الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله عن ورقة بن نوفل هل يعتبر صحابيا أو من أهل الفترة ؟ ولم ؟
    فأجاب الشيخ رحمه الله : " إذا كان قد ثبت إسلامه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فهو صحابي وقوله : " إنه الناموس الأكبر " ليس تصريحا بإسلامه لأنه قال : " إن يدركني يومك " ولم يدركه " انتهى من "فتاوى الشيخ عبد الرزاق عفيفي" (ص 313) .
    والراجح – والله أعلم – أنه مؤمن موحد ، ولكن لا يعد في الصحابة ؛ لأنه مات في فترة الوحي بعد النبوة وقبل الرسالة .
    وقد روى الحاكم (4211) عن عائشة رضي الله عنها : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    ( لا تسبوا ورقة فإني رأيت له الجنة ، أو جنتين ) صححه الحاكم على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي ، وذكره الألباني في "الصحيحة" (405) ورجح الدارقطني إرساله ، كما في "العلل" (14/157)
    المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب بتصرف

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    و يقول:
    أن الأصل إسلامه و وقوع هذا منه قد يكون جهلا، و أنا أرى أن الجهل مانع فعليه لا أخرجه عن الأصل وهو إسلامه إلى ما هو مشكوك فيه وهو أن يكون مشركا

    سُئِلَ الشيخ حمد ابن ناصر ابن معمر رحمه الله تعالى- :
    سئل: عن قول الفقهاء، إن المرتد لا يرث ولا يورث، فكفار أهل زماننا هل هم مرتدون؟ أم حكمهم حكم عبدة الأوثان، وأنهم مشركون؟فأجاب: أما من دخل في دين الإسلام ثم ارتد، فهؤلاء مرتدون، وأمرهم عندك واضح;
    وأما من لم يدخل في دين الإسلام، بل أدركته الدعوة الإسلامية، وهو على كفره،
    كعبدة الأوثان، فحكمه حكم الكافر الأصلي،
    لأنا لا نقول الأصل إسلامهم، والكفر طارئ عليهم.
    بل نقول: الذين نشؤوا بين الكفار، وأدركوا آباءهم على الشرك بالله، هم كآبائهم، كما دل عليه الحديث الصحيح في قوله:"فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه".
    فإن كان دين آبائهم الشرك بالله، فنشأ هؤلاء واستمروا عليه،
    فلا نقول الأصل الإسلام والكفر طارئ،
    بل نقول: هم الكفار الأصليون، --


    وأيضا: فإنه لا يمكن أن نحكم في كفار زماننا، بما حكم به الفقهاء في المرتد: أنه لا يرث ولا يورث، لأن من قال لا يرث ولا يورث، يجعل ماله فيئا لبيت مال المسلمين؛
    وطرد هذا القول، أن يقال:
    جميع أملاك الكفار اليوم بيت مال، لأنهم ورثوها عن أهليهم، وأهلوهم مرتدون لا يورثون، وكذلك الورثة مرتدون لا يرثون، لأن المرتد لا يرث ولا يورث.


    وأما إذا حكمنا فيهم بحكم الكفار الأصليين،
    لم يلزم شيء من ذلك، بل يتوارثون؛ فإذا أسلموا فمن أسلم على شيء فهو له،
    ولا نتعرض لما مضى منهم في جاهليتهم،
    لا المواريث ولا غيرها،
    وقد روى أبو داود، عن ابن عباس،
    قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل قسم قسم في الجاهلية فهو على ما قسم، وكل قسم أدركه الإسلام فهو على قسم الإسلام"، وروى سعيد في سننه من طريقين، عن عروة بن أبي مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من أسلم على شيء فهو له"، ونص أحمد على مثل ذلك، كما تقدم عنه في رواية مهنا .. ) ا هـ
    الدرر السنية في الأجوبة النجدية ج 10 ص 335 - 336 - 337-

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟


    الحمد لله

    نقلت
    وقال له : إن هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى .
    "الناموس " أي: صاحب السر. انتهى .

    كنت أعلم أن الناموس هو جبريل عليه السلام .
    كانوا يسمونه الناموس .

    جزاك الله خيراً ،،،
    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن خالد مشاهدة المشاركة
    فسؤالي: ما الادلة الشرعية الدالة على ان اسم الكفر الذي مرده الى كفر الجهل مع عدم قيام الحجة يثبت قبل الرسالة؟
    غايتي من السؤال تحرير المسألة والفهم عن الله ورسوله.
    بارك الله فيكم.
    - في سؤالك اخي الكريم اقرار منك على ان من الجهل ما يكون كفرا قبل قيام الحجة و الرسالة . فقد سميته كفرا قبل قيام الحجة . و تقويم السؤال بان يسال عن ذاك الجهل . هل يصح ان يسمى في الشرع كفر قبل ثبوت الحجة .

    - تقابل الايمان و الكفر . تقابل النقيض للنقيض لا يجتمعان و لا يرتفعان في المحل الواحد . فعند عدم الايمان في القلب يحل الكفر محله و لا بد .

    - اجماع اهل السنة على ان الناس من لدن ادم عليه السلام الى اليوم . اما مؤمن و اما كافر . و لم يخالف في ذلك الا المعتزلة لقولهم في صاحب الكبيرة .

    - ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر و منكم مؤمن ) يعم جميع الناس

    - ( و من يدع مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون )

    و الله اعلم

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Nov 2019
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    بارك الله فيك اخي محمد على هذه الدرر والنفائس من كلام اهل العلم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف بن سلامة مشاهدة المشاركة




    الحمد لله
    وربنا يقول
    هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ . بإيمانهم .
    وربنا سماهم الكافرين والمشركين
    بكفرهم وشركهم .
    وابن القيم رحمه يقول كما نقلتَ
    هؤلاء لا يحكم لهم بكفر ولا إيمان . انتهى .
    وابن تيمية وجه المسألة من كتاب الله بأنهم كانوا مشركين .
    وهذا هو سؤال أخينا حفظه الله .
    فكيف يمكن توجيه كلام ابن القيم .
    وورقة بن نوفل كيف نوجه عقيدته .
    أنقول أنه لم يكن مؤمناً ولا كافراً .
    ونرى الفرق بينه وبين عصره
    في الاعتقاد ما بين السماء والأرض .

    جزاكم الله خيراً ..
    أرجو أن يكون النقاش مختصراً .
    وفقك الله ،،،



    اسم الشرك ومشرك يثبت قبل الرسالة. وكذلك اسم الحنيف يثبت قبل الرسالة.
    لا يحكم لهم بكفر ولا ايمان يعني الكفر المعذب عليه، لان الكفر المعذب عليه واسم الايمان يثبت بعد الرسالة. ومع هذا من اتخذ الانداد مع الله منهم يقال عنه هذا شرك ومشركون والادلة في ذلك كثيرة. ذكرها الاخ محمد مبثوثة في كلام اهل العلم.
    سؤالي لم يكن عن هذا ابتداء واشرت الى ذلك في اول موضوع سؤالي كما ان هذا واضح لا اشكال فيه ولله الحمد.
    وكان سؤالي ما النصوص الشرعية الدالة على ثبوت اسم الكفر قبل الرسالة واعني بالكفر هنا الكفر غير المعذب عليه اي كفر الجهل مع عدم قيام الجحة.
    فالنصوص دلت على ثبوث اسم الشرك والضلال والطغيان... في حق من اتخذ الانداد مع الله قبل الرسالة. واما اطلق اسم الكفر على من اتخذ الانداد مع الله قبل الرسالة لم اقف على نص يدل على ذلك وهذا سبب سؤالي.
    وفقني الله واياكم لما يحب ويرضى.

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    - في سؤالك اخي الكريم اقرار منك على ان من الجهل ما يكون كفرا قبل قيام الحجة و الرسالة . فقد سميته كفرا قبل قيام الحجة . و تقويم السؤال بان يسال عن ذاك الجهل . هل يصح ان يسمى في الشرع كفر قبل ثبوت الحجة .

    - تقابل الايمان و الكفر . تقابل النقيض للنقيض لا يجتمعان و لا يرتفعان في المحل الواحد . فعند عدم الايمان في القلب يحل الكفر محله و لا بد .

    - اجماع اهل السنة على ان الناس من لدن ادم عليه السلام الى اليوم . اما مؤمن و اما كافر . و لم يخالف في ذلك الا المعتزلة لقولهم في صاحب الكبيرة .

    - ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر و منكم مؤمن ) يعم جميع الناس

    - ( و من يدع مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون )

    و الله اعلم
    في سؤالك اخي الكريم اقرار منك على ان من الجهل ما يكون كفرا قبل قيام الحجة و الرسالة . فقد سميته كفرا قبل قيام الحجة . و تقويم السؤال بان يسال عن ذاك الجهل . هل يصح ان يسمى في الشرع كفر قبل ثبوت الحجة .
    نعم يصح ان يسمى كفرا لأنه ناقض الفطرة التى فطر عليها وناقض مقتضياتها
    كما فى الحديث (خلقت عبادي حنفاء) على التوحيد
    قال شيخ الاسلام في فطرهم ما شهدوا به من أن الله وحده هو ربهم، كان معهم ما يبين بطلان الشرك وهو التوحيد الذي شهدوا به على أنفسهم، فإذا احتجوا بالعادة الطبيعية من اتباع الآباء كانت الحجة عليهم الفطرة الطبيعية العقلية السابقة لهذه العادة الأبوية، كما قال صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه"، فكانت الفطرة الموجبة للإسلام سابقة للتربية التي يحتجون بها، وهنا يقتضي أن نفس العقل الذي به يعرفون التوحيد حجة لبطلان الشرك لا يحتاج ذلك إلى رسول، فإنه جعل ما تقدم حجة عليهم بدون هذا. وهنا لا يناقض قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}، فإن الرسول يدعوا إلى التوحيد، ولكن إن لم يكن في الفطرة دليل عقلي يعلم به إثبات الصانع لم يكن في مجرد الرسالة حجة عليهم، فهذه الشهادة على أنفسهم التي تتضمن إقرارهم بأن الله ربهم ومعرفتهم بذلك، وأن هذه المعرفة والشهادة أمر لازم لكل بني آدم به تقوم حجة الله تعالى في تصديق رسله، فلا يمكن أحدا أن يقول يوم القيامة: إني كنت عن هذا غافلا، ولا أن الذنب كان لأبي المشرك دوني، لكونه عارف بأن الله ربه لا شريك له، فلم يكن معذورا في التعطيل والإشراك بل قام به ما يستحق به العذاب، ثم إن الله سبحانه - لكمال رحمته وإحسانه - لا يعذب أحدا إلا بعد إرسال رسول إليهم، وإن كانوا فاعلين لما يستحق به الذم والعقاب، كما كان مشركو العرب وغيرهم ممن بعث إليهم رسول، فاعلين للسيئات والقبائح التي هي سبب الذم والعقاب، والرب تعالى - مع هذا - لم يكن معذبا لهم حتى يبعث إليهم رسولا ))-[ درء تعارض العقل والنقل
    وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله (( أما قوله صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه". فالصواب أنها فطرة الله التي فطر الناس عليها، وهي فطرة الإسلام، وهي الفطرة التي فطرهم عليها يوم قال: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى). وهي: السلامة من الاعتقادات الباطلة والقبول للعقائد الصحيحة. فإن حقيقة "الإسلام": أن يستسلم لله لا لغيره وهو معنى لا إله إلا الله
    تقابل الايمان و الكفر . تقابل النقيض للنقيض لا يجتمعان و لا يرتفعان في المحل الواحد . فعند عدم الايمان في القلب يحل الكفر محله و لا بد .
    نعم يحل الكفر محله وهذا الكفر الذى يحل يكون فى الظاهر والباطن
    اما الظاهر- فكل من فعل نوع من انواع الكفر الاكبر فهو كافر ظاهر - الا المكره -لماذا لان قلبه مطمئن بالايمان وفى الظاهر فعل الكفر بغير اختياره - بخلاف الجاهل فان قلبه صرف العبادة لغير الله- وفى الظاهر فعل الكفر باختياره
    هل يصح ان يسمى في الشرع كفر.

    من انواع الكفر الشرك الاكبر فالشرك الاكبر احد انواع الكفر
    تقابل النقيض للنقيض لا يجتمعان و لا يرتفعان في المحل الواحد . فعند عدم الايمان في القلب يحل الكفر محله و لا بد .
    كل من فعل الشرك الاكبر فقد انتقض ايمانه النقض الظاهر لا اشكال فيه
    اما الكفر الباطن نقيض ماذا؟؟؟؟ قبل قيام الحجة - نقيض مقتضى الفطرة والتوحيد
    وبعد قيام الحجة نقيض الحجة الرسالية -ويتنوع الكفر بعد قيام الحجة فمنه التولى والاعراض والتكذيب والعصيان للرسول والحجود والاستكبار -ومن خلال ذلك نفهم كلام ابن القيم رحمه الله فىالطبقة الرابعة عشرة: قوم لا طاعة لهم ولا معصية، ولا كفر ولا إيمان.يقصد هنا الطاعة والمعصية والكفر والايمان بالرسول والحجة الرسالية
    قال ابن القيم فالعقل يوجب[ الايمان بالله والتوحيد] بمعنى اقتضائه لفعله وذمه على تركه وتقبيحه لضده والسمع يوجبه بهذا المعنى ويزيد إثبات العقاب على تركه والإخبار عن مقت الرب تعالى لتاركه وبغضه له
    فعند عدم الايمان في القلب يحل الكفر محله و لا بد .
    نعم أن الكفر عند أهل السنة والجماعة يكون بالاعتقاد، إما بخلو القلب مما اعتقده من الإيمان أو باعتقاد شيء يناقضه،
    . هل يصح ان يسمى في الشرع كفر قبل ثبوت الحجة .


    قال ابن القيم رحمه الله، وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا هو الذي نفى الله التعذيب عليه حتى تقوم حجته بالرسل .
    نعم لا بد في هذا المقام من تفصيل به يزول الإشكال
    وهو الفرق بين مقلد تمكن من العلم ومعرفة الحق فأعرض عنه،
    ومقلد لم يتمكن من ذلك بوجه،
    والقسمان واقعان في الوجود،
    فالمتمكن المعرض مفرط تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله،
    وأما العاجز عن السؤال والعلم الذي لا يتمكن من العلم بوجه،
    فهم قسمان

    أحدهما

    مريد للهدى مؤثر له محب له غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم مرشد،
    فهذا حكمه حكم أرباب الفترات ومن لم تبلغه الدعوة،

    الثاني :
    مُعْرض لا إرادة له ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه
    فالأول يقول :
    يا رب لو أعلم لك دينا خيرا مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفتي،
    والثاني : راض بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته
    وكلاهما عاجز
    وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق
    فالأول
    كمن طلب الدين في الفترة فلم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عجزا وجهلا،
    والثاني كمن لم يطلبه بل مات على شركه ولو كان طلبه لعجز عنه، ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض


  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن خالد مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك اخي محمد على هذه الدرر والنفائس من كلام اهل العلم.



    اسم الشرك ومشرك يثبت قبل الرسالة. وكذلك اسم الحنيف يثبت قبل الرسالة.
    لا يحكم لهم بكفر ولا ايمان يعني الكفر المعذب عليه، لان الكفر المعذب عليه واسم الايمان يثبت بعد الرسالة. ومع هذا من اتخذ الانداد مع الله منهم يقال عنه هذا شرك ومشركون والادلة في ذلك كثيرة. ذكرها الاخ محمد مبثوثة في كلام اهل العلم.
    سؤالي لم يكن عن هذا ابتداء واشرت الى ذلك في اول موضوع سؤالي كما ان هذا واضح لا اشكال فيه ولله الحمد.
    وكان سؤالي ما النصوص الشرعية الدالة على ثبوت اسم الكفر قبل الرسالة واعني بالكفر هنا الكفر غير المعذب عليه اي كفر الجهل مع عدم قيام الجحة.
    فالنصوص دلت على ثبوث اسم الشرك والضلال والطغيان... في حق من اتخذ الانداد مع الله قبل الرسالة. واما اطلق اسم الكفر على من اتخذ الانداد مع الله قبل الرسالة لم اقف على نص يدل على ذلك وهذا سبب سؤالي.
    وفقني الله واياكم لما يحب ويرضى.
    نعم بارك الله فيك اخى الفاضل على ابن خالد المسألة بيننا وفاقية والحمد لله يكمِّل بعضنا بعضا

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    - . هل يصح ان يسمى في الشرع كفر قبل ثبوت الحجة .
    بارك الله فيك اخى الطيبونى
    قبل ذلك - هل الشرك الاكبر نوع من انواع الكفر؟ وهل يجوز ان يقال ان عبادة غير الله كفر ؟وهل الاسلام من الايمان- وهل بينهما عموم وخصوص وبالتالى هل بين الشرك والكفر عموم وخصوص؟؟؟ وهل كل مشرك كافر؟ وهل كل كافر معذب فى الاخرة ؟ - كل هذه الاسئلة هى المدخل الى جواب سؤالك

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Nov 2019
    المشاركات
    30

    افتراضي رد: هل اسم الكفر يثبت قبل الرسالة؟

    زيادة فائدة: كفر الجهل ليس مرده الى رد النصوص الشرعية لان الجهل بالله وبتوحيده شرك قبل ورد الشرع وبعده، فمن قام به الشرك فهو مشرك مع جهله، لأن كل مولود ولد على الفطرة، والله تعالى أقام الدلائل على وحدانيته في الأنفس وفي الآفاق. فبطلان الشرك يدرك بضرورة الفطرة والعقل.
    نقل الإمام محمد بن نصر المروزي عن طائفة من أهل الحديث قولهم: "ولما كان العلم بالله إيمانًا والجهل به كفرًا، وكان العمل بالفرائض إيمانًا والجهل بها قبل نزولها ليس بكفر، إلى أن قالوا: وإنما يكفر من جحدها لتكذيبه خبر الله ولو لم يأت خبر من الله ما كان بجهلها كافرًا، وبعد مجيء الخبر من لم يسمع بالخبر من المسلمين لم يكن بجهلها كافرًا، والجهل بالله في كل حال كُفرٌ قبل الخبر وبعد الخبر".
    فتمعن كيف جعلوا الجهل بالله وتوحيده كفر قبل الخبر (يعني قبل قيام الحجة، قبل الرسالة، قبل ورود الشرع )وبعده. فاصل دين الاسلام لا عذر فيه بالجهل.
    قال العلامة ابن القيم: "وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة، وعدم التمكن من معرفتها، فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل"، اه
    قال ابن القيم ايضا : "واعلم أنه إن لم يكن حسن التوحيد وقبح الشرك معلوماً بالعقل، مستقراً في الفِطر، فلا وثوق بشيء من قضايا العقل، فإن هذه القضية من أجلِّ القضايا البديهيات، وأوضح ما ركب الله في العقول والفطر"، انتهى كلامه رحمه الله.
    وقال ابن القيم ايضا: "وأي شيء يصح في العقل إذا لم يكن فيه علم بقبح الشرك الذاتي، وأن العلم بقبحه بديهي، معلوم بضرورة العقل، وأن الرسل نبهوا الأمم على ما في عقولهم وفطرهم من قبحه"، انتهى

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •