تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: بطلان الشرك بأوضح الأدلة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي بطلان الشرك بأوضح الأدلة

    ذكر الله تعالى في القرآن العظيم أمثلةً كثيرة على بطلان الشرك، فمن ذلك:
    1- قوله تعالى: {ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً مّنْ أَنفُسِكُمْ هَلْ لَّكُمْ مّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ مّن شُرَكَاء فِى مَا رَزَقْنَـٰكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصّلُ ٱلآيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الروم:28].

    قال ابن القيم:
    "هذا دليل قياس احتجّ الله سبحانه به على المشركين، حيث جعلوا له من عبيده وملكه شركاء، فأقام عليهم حجّة يعرفون صحّتها من نفوسهم، فقال: هل لكم مما ملكت إيمانكم من عبيدكم وإمائكم شركاء في المال والأهل؟ أي: هل يشارككم عبيدكم في أموالكم وأهليكم، فأنتم وهم في ذلك سواء؟ أتخافون أن يقاسموكم أموالكم ويشاطروكم إياها ويستأثرون ببعضها عليكم كما يخاف الشريك شريكه؟ فإذا لم ترضوا ذلك لأنفسكم، فلِم عدلتم بي من خَلقي من هو مملوك لي؟ فإن كان هذا الحكم باطلاً في فطركم وعقولكم مع أنه جائز عليكم ممكن في حقّكم، إذ ليس عبيدكم ملكاً لكم حقيقةً، وإنما هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، وأنتم وهم عباد لي، فكيف تستجيزون مثل هذا الحكم في حقّي مع أن من جعلتموه لي شركاء عبيدي وملكي وخلقي؟!"[1].

    2- وقوله تعالى: {ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَىْء وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [النحل:25].
    قال ابن القيم عن هذا المثل:
    "ضربه الله سبحانه لنفسه وللأوثان، فالله سبحانه هو المالك لكل شيء، ينفق كيف يشاء على عبيده سراً وجهراً، وليلاً ونهاراً، يمينه ملأى لا يغيضها نفقة، سحّاء الليل والنهار، والأوثان مملوكة عاجزة لا تقدر على شيء، فكيف يجعلونها شركاء لي ويعبدونها من دوني مع هذا التفاوت العظيم والفرق المبين؟! هذا قول مجاهد وغيره وهو أشبه بالمراد، فإنه أظهرُ في بطلان الشرك وأوضح عند المخاطب، وأعظم في إقامة الحجة"[2].

    3- وقوله تعالى: {مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ} [المؤمنون:91].
    قال ابن القيم:
    "فتأمل هذا البرهان بهذا اللفظ الوجيز الظاهر، فإن الإله الحق لا بد أن يكون خالقاً فاعلاً، يوصل إلى عابده النفع ويدفع عنه الضر، فلو كان معه سبحانه إله آخر يشركه في ملكه لكان له خلق وفعل، وحينئذٍ فلا يرضى تلك الشركة، بل إن قدر على قهر ذلك الشريك وتفرّده بالملك والإلهية دونه فعل، وإن لم يقدر على ذلك انفرد بخلقه، وذهب بذلك الخلق، كما ينفرد ملوك الدنيا بعضهم عن بعض بممالكه، إذا لم يقدر المنفرد منهم على قهر الآخر والعلو عليه، فلا بد من أحد ثلاثة أمور: إما أن يذهب كل إله بخلقه وسلطانه، وإما أن يعلو بعضهم على بعض، وإما أن يكونوا تحت قهر ملك واحد يتصرف فيهم كيف يشاء ولا يتصرفون فيه، بل يكون وحده هو الإله، وهم العبيد المربوبون المقهورون من كل وجه، وانتظامُ أمر العالم كله وإحكام أمره من أدلّ دليل على أن مدبره إله واحد وملِك واحد ورب واحد، لا إله للخلق غيره، ولا رب لهم سواه"[3].

    4- وقوله تعالى: {قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ مّن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثُقَالَ ذَرَّةٍ فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَلاَ فِى ٱلأرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مّن ظَهِيرٍ *وَلاَ تَنفَعُ ٱلشَّفَـٰعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ:22، 23].
    قال ابن القيم:
    "فتأمل كيف أخذت هذه الآية على المشركين مجامع الطرق التي دخلوا منها إلى الشرك، وسدّ بها عليهم أبلغ سدّ وأحكمه، فإن العابد إنما يتعلق بالمعبود لما يرجو من نفعه، وإلا فلو كان لا يرجو منفعة لم يتعلق قلبه به، وحينئذٍ فلا بد أن يكون المعبود مالكاً للأسباب التي ينفع بها عابده، أو شريكاً لمالكها، أو ظهيراً أو وزيراً أو معاوناً له، أو وجيهاً ذا حرمة وقدر يشفع عنده، فإذا انتفت هذه الأمور الأربعة من كل وجه انتفت أسباب الشرك وانقطعت موادّه، فنفى سبحانه عن آلهتهم أن تملك مثقال ذرة في السموات والأرض، فقد يقول المشرك: هي شريكة الملِك الحق، فنفى شركَها له، فيقول المشرك: قد يكون ظهيراً أو وزيراً أو معاوناً، فقال: {وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مّن ظَهِيرٍ}، ولم يبق إلا الشفاعة، فنفاها عن آلهتهم، وأخبر أنه لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، فإن لم يأذن للشافع لم يتقدم بالشفاعة بين يديه"[4].

    5- وقوله تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً وَلَوِ ٱجْتَمَعُواْ لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلْمَطْلُوبُ} [الحج:73].
    قال ابن القيم:
    "فتأمّل هذا المثل الذي أمر الناس كلهم باستماعه، فمن لم يسمعه فقد عصى أمره، كيف تضمّن إبطال الشرك وأسبابه بأوضح برهان في أوجز عبارة وأحسنها وأحلاها، وسجّل على جميع آلهة المشركين أنهم لو اجتمعوا كلهم في صعيد واحد وعاون بعضهم بعضاً بأبلغ المعاونة لعجزوا عن خلق ذباب واحد، ثم بيّن عجزهم وضعفهم عن استنقاذ ما يسلبهم الذباب إياه حين يسقط عليهم، فأي شيء أضعف من هذا الإله المطلوب، ومن عابده الطالب نفعه وحده؟ فهل قدّر القوي العزيز حقاً قدره من أشرك معه آلهة هذا شأنها؟ فأقام سبحانه حجة التوحيد، وبيّن ذلك بأعذب ألفاظٍ وأحسنها، لم يستنكرها غموض، ولم يشنها تطويل، ولم يعبها تقصير"[5].

    6- وقوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا ءالِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ رَبّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الأنبياء:22].

    قال ابن سعدي:

    وبيان ذلك أن العالم العلوي والسفلي ـ على ما يرى ـ في أكمل ما يكون من الصلاح والانتظام الذي ما فيه خلل ولا عيب، ولا ممانعة ولا معارضة، فدلّ ذلك على أن مدبّره واحد وربه واحد وإلهه واحد، فلو كان له مدبّران وربّان أو أكثر من ذلك لاختلّ نظامه وتقوّضت أركانه، فإنهما يتمانعان ويتعارضان، وإذا أراد أحدهما تدبير شيء وأراد الآخر عدمه فإنه محال وجود مرادهما معاً، ووجود مراد أحدهما دون الآخر يدلّ على عجز الآخر وعدم اقتداره، واتفاقهما على مرادٍ واحد في جميع الأمور غير ممكن، فإذاً يتعيّن أن القاهر الذي يوجد مراده وحدَه من غير ممانع ولا مدافع هو الله الواحد القهار"[6].


    [1] إعلام الموقعين (1/211) بتصرف.

    [2]إعلام الموقعين (1/211-212) بتصرف.

    [3] مختصر الصواعق (95، 96).

    [4] مختصر الصواعق (94).

    [5] مختصر الصواعق (97).

    [6] تيسير الكريم الرحمن (521).

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2021
    المشاركات
    17

    افتراضي رد: بطلان الشرك بأوضح الأدلة

    اخي بطلان الشرك ثابت فطرة وعقلا، فهل يشمل ذلك شرك التشريع والتحاكم؟ لانني قرات موضوع يقول صاحبه الكفر بطاغوت التشريع الحجة فيه الشرع فقط.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بطلان الشرك بأوضح الأدلة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حاج زيد مشاهدة المشاركة
    ، فهل يشمل ذلك شرك التشريع والتحاكم؟
    التشريع الإسلامي بدأ منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من السنة الأولى للبعثة المرحلة الاولى فى العهد المكى والمرحلة الثانية فى العهد المدنى
    الأحكام الشرعية مصدرها الوحي بشقيه القرآن والسنة.
    المرحلة المكية
    كان فيها بيان أصول الدين والدعوة إليها، والأمر بأمهات الفضائل والنهي عن الرذائل، ولم يتعرض إلى الأحكام العملية إلا قليلًا
    المرحلة المدنية
    نزلت التشريعات المفصلة لتنظيم حياة المسلمين،والدول ة الإسلامية ونزلت الاحكام و النظم والتشريعات تحدد العلاقات بين أفرادها، وبينها وبين غيرها من الأمم
    قال جل وعلا ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون-
    فقبل نزول الأحكام فى المرحلة المدنية لم يكن المسلمين مكلفين الا بما نزل فى العهد المكى
    ***********
    ولكن هناك تشريع معلوم بطلانه بالفطرة وهو تشريع الشرك- والطاعة فى الشرك-والطاعة فى تبديل الحنيفية ملة ابراهيم وتسويغ عبادة الاصنام كما فعل عمرو ابن لحى الخزاعي- و الاستنصار بالاصنام والتحاكم اليها بالاعراف الجاهلية عن طريق الكهنة-بتسويغ الشرك وتزيينه وتحسينه-

    وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَٰذَا لِشُرَكَائِنَا ۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَائِهِمْ ۗ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
    فالفطرة كما تقرر تعلم قبح الشرك وتعلم بطلان تشريعه وتحسينه

    يقول زيد بن عمرو لليهودي: "إني لعلي أن أدين دينكم، فأخبرني؟ فقال: لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله، قال زيد: ما أفر إلا من غضب الله، ولا أحمل من غضب الله شيئاً أبداً وأنا أستطيعه، فهل تدلني على غيره؟قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا، قال زيد: ما الحنيف؟قال: دين إبراهيم، لم يكن يهودياً، ولا نصرانياً، ولا يعبد إلا الله، فانظر الى زيد رحمه الله لم يطيع اليهودى فى الشرك وسأله عن الدين الصحيح الموافق للفطرة السليمة
    أما تشريع الاحكام فبعد نزول الوحى-

    قال جل وعلا ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون-

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2020
    المشاركات
    11

    افتراضي رد: بطلان الشرك بأوضح الأدلة

    قال تعالى:{أَفَغَيْر َ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} الأنعام سورة مكية. فالتشريع والحكم محض حق الله، ولو قبل نزول تفاصيل الاحكام والشرائع.
    وقال تعالى :{ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} المائدة. تتضمن ذم حكم الجاهلية ، فحكم الجاهلية مذموم ومستقبح قبل الرسالة وقبل نزول تفاصيل الاحكام والشرائع.
    جاء فى تفسير الطبرى لقوله تعالى: " فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " (256) البقرة ، قال الطبرى رحمه الله : (( حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج:"فمن يكفر بالطاغوت"، قال: كهان تنزل عليها شياطين ، يلقون على ألسنتهم وقلوبهم أخبرني أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله، أنه سمعه يقول: - وسئل عن الطواغيت التي كانوا يتحاكمون إليها فقال-: كان في جهينة واحد، وفي أسلم واحد، وفي كل حي واحد، وهي كهان ينزل عليها الشيطان)) تمعن في قول جابر :( كَانَتِ الطَّواغِيتُ التي يَتَحَاكَمُون إليها واحدٌ في جُهَيْنَة ، ووَاحِدٌ في أسْلَم ، وفي كُلِّ حَيٍّ واحدٌ...) فالله عز وجل ذم تحاكُم أهل الجاهلية للطاغوت قبل الرسالة.
    عن عياض بن حمار المجاشعي -رضي الله عنه-( أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال ذات يوم في خطبته: «ألَا إن ربي أمرني أن أُعَلِّمَكم ما جَهِلتم، ممَّا علَّمني يومي هذا، كلُّ مالٍ نَحَلتُه عبدًا حلال، وإني خلقتُ عبادي حُنَفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحَرَّمت عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتهم أن يُشركوا بي ما لم أُنزِّل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض، فمَقَتهم عربهم وعَجَمهم، إلَّا بقايا من أهل الكتاب...) دل على خلق الله العباد مفطورين على التوحيد. ومنه ان التشريع و الحكم محض حق لله عز وجل.
    خلاصة: فالفطرة والعقل يدركان ضرورة استحقاق لله للعبادة وحده لا شريك له. وبطلان عبادة الاوثان، ولكن لا يدركان تفاصيل العبادات وأنواعها. وعين الكلام يقال في التشريع والحكم، فالفطرة والعقل يدركان ضرورة استحقاق الله للتشريع والحكم وحده لا شريك له. وبطلان شرك التشريع والحكم 'المنازع لحق الله'،ولكن لا يدركان تفاصيل الاحكام والشرائع وأنواعها. "منقول".

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: بطلان الشرك بأوضح الأدلة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمير المغربي مشاهدة المشاركة
    قال تعالى:{أَفَغَيْر َ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} الأنعام سورة مكية. فالتشريع والحكم محض حق الله، ولو قبل نزول تفاصيل الاحكام والشرائع.
    وقال تعالى :{ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} المائدة. تتضمن ذم حكم الجاهلية ، فحكم الجاهلية مذموم ومستقبح قبل الرسالة وقبل نزول تفاصيل الاحكام والشرائع.
    جاء فى تفسير الطبرى لقوله تعالى: " فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " (256) البقرة ، قال الطبرى رحمه الله : (( حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج:"فمن يكفر بالطاغوت"، قال: كهان تنزل عليها شياطين ، يلقون على ألسنتهم وقلوبهم أخبرني أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله، أنه سمعه يقول: - وسئل عن الطواغيت التي كانوا يتحاكمون إليها فقال-: كان في جهينة واحد، وفي أسلم واحد، وفي كل حي واحد، وهي كهان ينزل عليها الشيطان)) تمعن في قول جابر :( كَانَتِ الطَّواغِيتُ التي يَتَحَاكَمُون إليها واحدٌ في جُهَيْنَة ، ووَاحِدٌ في أسْلَم ، وفي كُلِّ حَيٍّ واحدٌ...) فالله عز وجل ذم تحاكُم أهل الجاهلية للطاغوت قبل الرسالة.
    عن عياض بن حمار المجاشعي -رضي الله عنه-( أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال ذات يوم في خطبته: «ألَا إن ربي أمرني أن أُعَلِّمَكم ما جَهِلتم، ممَّا علَّمني يومي هذا، كلُّ مالٍ نَحَلتُه عبدًا حلال، وإني خلقتُ عبادي حُنَفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحَرَّمت عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتهم أن يُشركوا بي ما لم أُنزِّل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض، فمَقَتهم عربهم وعَجَمهم، إلَّا بقايا من أهل الكتاب...) دل على خلق الله العباد مفطورين على التوحيد. ومنه ان التشريع و الحكم محض حق لله عز وجل.
    خلاصة: فالفطرة والعقل يدركان ضرورة استحقاق لله للعبادة وحده لا شريك له. وبطلان عبادة الاوثان، ولكن لا يدركان تفاصيل العبادات وأنواعها. وعين كلام يقال في التشريع والحكم، فالفطرة والعقل يدركان ضرورة استحقاق الله للتشريع والحكم وحده لا شريك له. وبطلان شرك التشريع والحكم، ولكن لا يدركان تفاصيل الاحكام والشرائع وأنواعها. "منقول".
    للأسف فى الموضوع السابق إنتهى الخلاف معك الى -مفترق طريق وخلاف عقدى فى أصل من أصول الدين-خلاف مع فرقه هالكة يلزم من قولها تكفير صدر هذه الامة الى منتهاها-ولا خلاف ان تكفير المسلم يبوء فيها المكفر باثم التكفير ويحور عليه الكفر وهو أشد من اسلام الكافر-فهل العلم بكفر الكافر--يقل أهمية عن العلم بإسلام الصحابة المقطوع باسلامهم المنصوص عليه من قِبل رب العالمين -المشهود لهم بالجنة- فالخطأ فى تكفيرهم فصَّله اهل العلم-والمكفر لهم كفَّرَهُم بحسنة وفضل فعلوه- ومع ذلك قال اهل العلم فى الخوارج ما قالوه ولسنا بصدد ما فصلوه بل التنويه والاشارة- اما المتوقف فى كفر المشرك الجاهل لشبهه فهو اقل وقعا من الخوارج الذين كفروا بمحض الايمان والتوحيد -فالخوارج كفروا بمحض حسنات الصحابة التى رأوها ليست بحسنات بل رأوها كفرا -لقد إختلت الموازين عند البعض فبأى ميزان يزنون-وبأى فرق يفرقون-ولا أدرى هنا الى اين المنتهى ولا الى اى وادى يهيمون
    *********
    وأعود الى مناقشة سؤالنا
    "ووجدك ضالًّا فهدى"الضلال المقصود في هذه الآية الكريمة، هو الغفلة عن الشرائع، وأسرار علوم الدِّين التي لا تعلم إلا بالوحي، فقد كان صلى الله عليه وسلم غافلًا عن ذلك، فهداه الله بما أوحى إليه،
    قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- في "دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب":
    قوله تعالى: ووجدك ضالًّا فهدى. هذه الآية الكريمة يوهم ظاهرها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ضالًّا قبل الوحي، مع أن قوله تعالى:
    فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرة الله التي فطر الناس عليها [30 / 30]، يدل على أنه صلى الله عليه وسلم فطر على هذا الدين الحنيف، ومعلوم أنه لم يهوده أبواه، ولم ينصراه، ولم يمجساه، بل لم يزل باقيًا على الفطرة؛ حتى بعثه الله رسولًا، ويدل لذلك ما ثبت من أن أول نزول الوحي كان وهو يتعبد في غار حراء، فذلك التعبد قبل نزول الوحي، دليل على البقاء على الفطرة. والجواب: أن معنى قوله: ضالًّا فهدى، أي: غافلًا عما تعلمه الآن من الشرائع، وأسرار علوم الدين التي لا تعلم بالفطرة، ولا بالعقل، وإنما تعلم بالوحي، فهداك إلى ذلك بما أوحى إليك، فمعنى الضلال على هذا القول: الذهاب عن العلم.
    ومنه بهذا المعنى قوله تعالى: أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى [2 /282]، وقوله: لا يضل ربي ولا ينسى [20 /52]، وقوله: قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم [12 /95]، وقول الشاعر:
    وتظن سلمى أنني أبغي بها ... بدلا أراها في الضلال تهيم.
    ويدل لهذا قوله تعالى: ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان [42 /52]؛ لأن المراد بالإيمان شرائع دين الإسلام. وقوله: وإن كنت من قبله لمن الغافلين [12 /3]، وقوله: وعلمك ما لم تكن تعلم [4 /113]، وقوله وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك [28 /86]. الاسلام سؤال وجواب
    وبطلان شرك التشريع والحكم
    الصواب بطلان تشريع الشرك وما كان عليه اهل الشرك من عبادة غير الله
    اما القول بطلان شرك التشريع والحكم هكذا بإطلاق ودون تقييد غلط
    لأن بعض الاعراف والعادات الحميدة أقرها الاسلام-كقوله والعافين عن الناس -في صحيح مسلم من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد قيس: إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة
    الوفاء بالعهود - قِرى الضيف وهو إطعامه -صدق الحديث-الامانة -الوقوف مع المظلوم -

    واحترام الجوار وتقرير مبدأ الحماية لمن طلبها، وعدم خفره مهما كانت الأحوال- والنجدة والأنفه وعدم قبول الذل والمهانة وهي خصال امتاز بها العرب -احترام الحرم والأشهر الحرم
    ومن الاعراف والعادات السيئة على سبيل المثال : وأد البنات والاولاد { وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت }-: {وَلاَ تَقتُلُوا أَولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍ, نَّحنُ نَرزُقُهُم وَإِيَّاكُم إنَّ قَتلَهُم كَانَ خِطءًا كَبِيرً}-والعصبية القبلية -واتخاذ الاخدان
    فجاء دين الله-عَزَّ وجَلَّ-فأقر بالعادات والاعراف والاحكام الحسنة . وأبطل العادات والاعراف والاحكام السيئة الذميمة
    *********************
    مسألة مهمة العقل والفطرة يبطل الشرك ومقتضياته بمعنى انه يذم على فعله وليس معنى ذلك الوجوب الشرعى لأن الوجوب الشرعى فبالدليل الشرعى لقوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا
    الحكم الواجب - لا يثبت إلا بأحد اثنين:
    إما الشرع، وإما العقل.
    أما العقل فلا محل له فى الحكم الواجب الشرعى ؛ لأن القضية قضية إيجاب وتحريم،
    والعقل لا يمكن أن يوجب أو يحرم تحريما شرعيا لان هذا مناطة الحجة الرسالية - اما ايجاب العقل فهو تحسينه للحسن وتقبيحه للسئ والعلم ببطلانه -أما الايجاب و التحريم الشرعى، فليس منوطاً بالعقل والفطرة، وإنما منوط بالشرع
    ؛ فتوقف الحكم على الشرع. فورود الشرع متوقف على مجيء الرسول والوحى المنزل
    أما العقل والفطرة فيعلم قبح وبطلان تشريع الشرك ويعلم حسن التوحيد


    -قال ابن القيم رحمه الله ---هذه المسألة اختلف فيها الناس فقالت طائفة يجب بالعقل ويعاقب على تركه والسمع مقرر لما وجب بالعقل مؤكد له فجعلوا وجوبه والعقاب على تركه ثابتين بالعقل والسمع مبين ومقرر للوجوب والعقاب وهذا قول المعتزلة ومن وافقهم من أتباع الأئمة في مسألة التحسين والتقبيح العقليين وقالت طائفة لا يثبت بالعقل لا هذا ولا هذا بل لا يجب بالعقل فيها شيء وإنما الوجوب بالشرع ولذلك لا يستحق العقاب على تركه وهذا قول الأشعرية ومن وافقهم على نفي التحسين والتقبيح والقولان لأصحاب أحمد والشافعي وأبي حنيفة والحق أن وجوبه ثابت بالعقل والسمع والقرآن على هذا يدل فإنه يذكر الأدلة والبراهين العقلية على التوحيد ويبين حسنه وقبح الشرك عقلا وفطرة ويأمر بالتوحيد وينهى عن الشرك ولهذا ضرب الله سبحانه الأمثال وهي الأدلة العقلية وخاطب العباد بذلك خطاب من استقر في عقولهم وفطرهم حسن التوحيد ووجوبه وقبح الشرك وذمه والقرآن مملوء بالبراهين العقلية الدالة على ذلك
    كقوله {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} وقوله. {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}--
    وفوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}إلى أضعاف ذلك من براهين التوحيد العقلية التي أرشد إليها القرآن ونبه عليها ولكن ههنا أمر آخر وهو أن العقاب على ترك هذا الواجب يتأخر إلى حين ورود الشرع كما دل عليه قوله تعالى {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} وقوله {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا} وقوله{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} وقوله{ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ} فهذا يدل على أنهم ظالمون قبل إرسال الرسل وأنه لا يهلكهم بهذا الظلم قبل إقامة الحجة عليهم فالآية رد على الطائفتين معا من يقول إنه لا يثبت الظلم والقبح إلابالسمع ومن يقول إنهم معذبون على ظلمهم بدون السمع فالقرآن يبطل قول هؤلاء وقول هؤلاء كما قال تعالى{وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} فأخبر أن ما قدمت أيديهم قبل إرسال الرسل سبب لإصابتهم بالمصيبة ولكن لم يفعل سبحانه ذلك قبل إرسال الرسول الذي يقيم به حجته عليهم كما قال تعالى {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ
    عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وقال تعالى{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ} وقوله {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} إلى قوله {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} وهذا في القرآن كثير يخبر أن الحجة إنما قامت عليهم بكتابه ورسوله كما نبههم بما في عقولهم وفطرهم من حسن التوحيد والشكر وقبح الشرك والكفر
    https://majles.alukah.net/t154995/

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2021
    المشاركات
    17

    افتراضي رد: بطلان الشرك بأوضح الأدلة

    بارك الله فيكم ونفع بكم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •