والرسالة لا تصح نسبتها للحربي...
قال أخونا الفاضل المتقن (العاصمي):
رسالة (!) في أن القرآن غير مخلوق ، أُلصق غلطا بالإمام أبي إسحاق إبراهيم الحربي .
أول ما يواجه متصفّح هذا الجزء المنحول : حكاية غريبة عجيبة مرويّة من طريق إبراهيم الحربي ، عن الإمام أحمد ، مختومة بمنام مشهور ، قد روي من طرق أخرى فيها غرابة ...
ثم يلي تيك الحكاية : رواية عن الإمام أحمد في افتراق الجهمية ، ثم جواب له في التحذير من حسين الكرابيسي ، ثم يلي ذلك أخبار عن بعض السلف في التحذير من أهل الأهواء والخصومات ، منقولة - كلّها - من رسالة الإمام أحمد إلى الخليفة المتوكّل في مسألة القرآن ، وهي مرويّة في مسائل صالح عن أبيه ( ص251 - دار الوطن ) وغيرها .
وينتهي ذلك الجزء المنحول المُلصق بإبراهيم الحربي بقول الإمام أحمد : " ... ولست بصاحب [ كلام ] ، ولا أرى الكلام في شيء من هذا ... " ، وهو آخر ما كتب به إلى المتوكّل ، وهو موجود في مسائل صالح ص253 .
وبهذا يظهر لكلّ نابه أنّه ليس لإبراهيم الحربي في ذاك الكتاب المُلصق به ناقة ولا جمل ، ولم يخطّ فيه سطرا ولا حرفا ، وإنّما جاء ذكر إبراهيم في سند حكاية مرويّة عن الإمام أحمد ، ثمّ يلي هاتيك الأقصوصة ما نصّه :
" أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن إسحاق ... المصري ، ثنا أبو الحسين بوانة بن أحمد بن عيسى بن بوانة الموصلي ... ثنا محمد بن الحسن هارون بن بدينا ؛ قال : ثنا أبو الفضل صالح بن أحمد ... " .
وأخشى ما أخشاه : أن يظنّ مهنبث أنّ إبراهيم الحربيّ هو القائل بين يدي أكثر الآثار المرويّة في ذاك الجزء المنحول : " أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن إسحاق ... المصري ، ثنا أبو الحسين بوانة بن أحمد بن عيسى بن بوانة الموصلي ... ثنا محمد بن الحسن هارون بن بدينا ؛ قال : ثنا أبو الفضل صالح بن أحمد ... " !
فإن وجد من يعتقد ذلك - وأرجو مخلصا ألاّ يوجد - ؛ فلا أملك إلاّ أن أقول : واغوثاه بالله !