تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أنا غاية الآمال فكيف تنقطع الآمال دوني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي أنا غاية الآمال فكيف تنقطع الآمال دوني

    قال ابن رجب : وفي بعض الإسرائيليات يقول الله عز وجل : أيؤمَّل غيري للشدائد ، والشدائد بيدي ، وأنا الحي القيوم ؟ ويُرْجَى غيري ويُطْرَق بابه بالبكرات ، وبيدي مفاتيح الخزائن ، وبابي مفتوح لمن دعاني ؟ من ذا الذي أمَّلَني لنائبة فقطعتُ به ؟ أو مَن ذا الذي رجاني لعظيمٍ فقطعتُ به ؟ أو من ذا الذي طرق بابي فلم أفتحه له ؟ أنا غاية الآمال فكيف تنقطع الآمال دوني ؟ أبخيل أنا فيُبَخِّلني عبدي ؟ أليس الدنيا والآخرة والكرم والفضل كله لي ؟ فما يمنع المؤملين أن يؤملوني ؟ لو جَمَعْت أهل السموات والأرض ثم أعطيت كل واحد منهم ما أعطيت الجميع ، وبلغت كل واحد أمله لم ينقص ذلك من ملكي عضو ذرة ، كيف ينقص ملك أنا قَيِّمه ؟ فيا بُؤسًا للقانطين من رحمتي ، ويا بؤسا لمن عصاني وتوثَّب على محارمي .




  2. #2

    افتراضي رد: أنا غاية الآمال فكيف تنقطع الآمال دوني

    خرجه البيهقي في شعب الإيمان (2/355)، فقال:
    أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الصَّيْرَفِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَيَّاطُ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَحْرٍ الْقَرَاطِيسِيّ ُ، حَدَّثَنِي بَهْدَلَةُ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ:
    كُنْتُ فِي مَجْلِسِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ أَكْتُبُ الْحَدِيثَ بِوَاسِطٍ وَكَانَتْ نَفَقَتِي قَدْ قَلَّتْ، فَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنَ الزَّهَّادِ: مَنْ تُؤَمِّلُ فِي هَذَا الْبَلَدِ لِمَا نَزَلَ بِكَ؟ فَقُلْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ مُغْضَبًا، قَالَ لِي: إِذًا وَاللهِ لَا يُسْعِفُكَ فِي حَاجَتِكَ، وَلَا يَبَلِّغُكَ أَمَلَكَ، وَلَا يُعْطِيكَ سُؤْلَكَ، فَقُلْتُ لَهُ: وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنِّي قَرَأْتُ فِي الْكُتُبِ السَّالِفَةِ:
    أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي بَعْضِ أسفارِ التَّوْرَاةِ: " وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَجُودِي وَكَرَمِي لَأَقْطَعَنَّ أَمَلَ كُلِّ مُؤَمَّلٍ غَيْرِي بِالْإِيَاسِ وَلَأُلْبِسَنَّ هُ ثَوْبَ الْمَذَلَّةِ مَا حييَ فِي النَّاسِ، وَلَأُنَحِيَّنَ هُ مِنْ بَابِي وَلَأَطْرُدَنَّ هُ مِنْ وَصْلِي، أَيُؤَمَّلُ غَيْرِي فِي الشَّدَائِدِ، وَالشَّدَائِدُ بِيَدِي؟ وَيُرْجَى غَيْرِي؟ وَيُطْرَقُ بِالْفَقْرِ أَبْوَابُ الْمُلُوكِ، وَالْأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ، وَمَفَاتِيحُهَا بِيَدِي؟ وَبَابي مَفْتُوحٌ لِمَنْ دَعَانِي، مَنِ الَّذِي قَرَعَ بَابِي فَلَمْ أَفْتَحْ لَهُ؟ وَمَنِ الَّذِي دَعَانِي فَلَمْ أُجِبْهُ، وَمَنِ الَّذِي سَأَلَنِي فَلَمْ أَعْطِهِ؟ " وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا. اهـ.
    قلتُ: ذكر بتمامه فيما خرجه ابن بشكوال في المستغيثين بالله تعالى، فقال: قصة لرجل من أصحاب الحديث قد انقطع به ففتح الله عليه.
    قرأت في أصل القاضي يونس بن عبد الله رحمه الله: حدثنا ثقة من شيوخنا، عن أحمد بن خالد، عن يحيى بن عمر أن بهدلة بن نمير الواسطي قال:
    كنت في مجلس يزيد بن هارون بواسط، ومعنا رجل من أصحاب الحديث، ممن كان يديم الرحلة، وقد نفدت نفقته في بعض الطريق، فقال له رجل من الزهاد: من تؤمل في بلدنا هذا لما نزل بك؟ قال: الشيخ يزيد بن هارون.
    قال: إذا لا ينفعك ولا يبلغك أملك؟ قال: ولم ذلك؟ قال: إني قرأت في بعض الكتب المنزلة أن الله عز وجل يقول: " وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني، لأقطعن أمل كل مؤمل أمل غيري باليأس، ولألبسنه ثوب المذلة بين الناس، ولأبعدنه من قربي، ولأقطعنه من وصلي ؛ أيؤمل غيري للشدائد والشدائد بيدي، وأنا الحي القيوم، ويرجى غيري ويطرق بالبكرات، وبيدي مفاتيح الخزائن وبابي مفتوح لمن دعاني، من ذا الذي أملني لنائبة فقطعت به، أو من ذا الذي رجاني لعظيم فقطعت رجاءه، أو من ذا الذي طرق بابي فلم أفتحه له، جعلت آمال عبادي متصلة بي، ورجاءهم مذخورا عندي.
    أفلم يثقوا بقولي ؛ ألم يعلموا أن من حلت به نائبة من نوائبي، لا يملك أحد كشفها إلا بإذني، فما لي ألقاه لاهيا عني، أعطيه بجودي ما لم يسألني، ثم أنزعه منه فلا يسألني رده وهو يسأل غيري.
    افتراني أبتدي بالعطية قبل المسألة؟ ثم أسأل فلا أجيب سائلي، أنا غاية الآمال، فكيف تنقطع الآمال دوني؟ أبخيل أنا فيبخل عبدي؟ أليس الدنيا والآخرة والكرم والفضل كله لي؟ فما يمنع المؤملين أن يؤملوني ؛ لو جمعت أهل السموات والأرض، ثم أعطيت كل واحد منهم ما أعطيت الجميع، وبلغت كل واحد منهم أمله لم ينقص ذلك من ملكي عضو ذرة، وكيف ينقص ملك أنا قيمه؟ يا بؤسا للقانطين ويا بؤسا لمن عصاني ؛ وتوثب على محارمي ".
    قال: فثار الرجل صائحا وهو يقول: " رب أين أجدك أم أين لا أجدك، أنت لي رب قريب، وأنت لي غوث مجيب، أنزل عليك إذا نزلت، وأرحل إليك إذا رحلت، ربي إني قد أجبتك فأجبني واسمع ندائي في نداء المصوتين ".
    قال: فلم يبرح ذلك الرجل حتى قضيت حاجته من حيث لا يحتسب، ثم لزم من يومه ذلك العبادة والتوكل والتعلق بالثقة بالله عز وجل إلى أن مات رحمه الله.
    وقال عند ذلك بعض الحكماء:
    أرض بالله وليا لك في الأمر الجليل
    وعليه فتوكل إنه خير وكيل
    وعلى الله لمن أمله قصد السبيل
    انتهى.
    والله أعلم.
    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أنا غاية الآمال فكيف تنقطع الآمال دوني

    نفع الله بك الإسلام والمسلمين .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •