كيف تدرس علم البلاغة؟ ( ١ )


محمد عبد النبى محمد










إن كنتَ مبتدئاً فى علم البلاغة وتريد إتقان هذا العلم فسوف أذكر لكَ بعض الكتب المهمَّة فى المرحلة الأولى فى دراسة هذا العلم، فجرِّبْ ذلكَ، وسترىٰ الخير الكثير بفضل الله.

من أهمِّ الكتب فى المرحلة الأولى كتاب " البلاغة الواضحة" لعلىِّ الجارم ومصطفىٰ أمين، ومن مميِّزات هذا الكتاب أنَّه كتاب أدبٍ بجانب البلاغة، به أمثلةٌ كثيرةٌ تفيدك فى الجانب الأدبىِّ، وبه أسئلةٌ كثيرةٌ لاختبار ما فهمتَه، وأرىٰ أنَّه لا غنىٰ للمبتدئ عن هذا الكتاب.

من الكتب المهمَّة أيضاً فى هذه المرحلة كتاب الجوهر المكنون فى صدف الثَّلاثة الفنون للأخضرىِّ، وهى أرجوزةٌ تقع فى مائتين وواحدٍ وتسعين بيتاً ( ٢٩١ )، وهو نظمٌ لكتاب التَّلخيص للقزوينىِّ، لكنَّه لم يلتزم بالكتاب حرفيَّاً، بل التقط منه الأصول فقط كما قال فى مقدِّمة الأبيات:

ملتقطاً من دُرر التَّلخيصِ ... جواهراً بديعة التَّخليصِ

ولا بدَّ من شرحٍ لهذه الأبيات، وقد شرحه أحمد الدَّمنهورىُّ فى كتابٍ اسمه " حلية اللبِّ المصون على الجوهر المكنون "، وهو كتابٌ يقع فى مائتين وأربعين صفحةً تقريباً ( ٢٤٠ )، وهذا الكتاب شرح الأبيات ويسَّرها لطالب العلم؛ فلا غنىٰ عن هذا الشَّرح مع المتن؛ لأنَّ حفظ الأبيات فقط لا يفيد كثيراً.

إن لم تكن تحبُّ المتون والحفظ فيمكنكَ أن تستبدلَ بهذا الكتاب كتاب " جواهر البلاغة فى المعانى والبيان والبديع " للهاشمىِّ، وهو من أنفع الكتب وأسهلها، وبه تدريباتٌ كثيرةٌ بعد كلِّ جزءٍ.

إذن عليكَ بكتاب البلاغة الواضحة، واخترْ كتاباً من هذين الكتابين: حلية اللبِّ المصون على الجوهر المكنون، جواهر البلاغة فى المعانى والبيان والبديع، وإن أتقنتَ كتابين فقط فى المرحلة الأولى، فهذا يكفى، ويفيدكَ كثيراً، وإن درستَ الثَّلاثة فسوف تنتفع كثيراً، وكلُّ إنسانٍ أعلمُ بنفسِه، وأدرىٰ بما يُصلحُه.

إن شاء الله سوف أكتب بعد ذلك عن المرحلة الثَّانية فى دراسة علم البلاغة، وأسأل الله النَّفع لى ولحضراتكم والإخلاص والقبول.