6715 - ( من قال مثل مقالته - يعني: أذان بلال -، وشهد مثل شهادته فله الجنة ).
ضعيف جداً.
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 7/ 65 1/ 38 1 4 ): حدثنا أبو الربيع الزهراني: حدثنا سلام عن زيد العمي عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرّس ذات ليلة، فأذن بلال ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:...
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلسل بعلل ثلاث:
الأولى: سلام بن سُليم الطويل، وهو: متروك - كما قال الذهبي وا لعسقلاني -.
الثانية: زيد العمي - وهو: ابن الحواري -: قال الحافظ:
" ضعيف ". وقال الذهبي في" المغني ": " مقارب الحال. قال ابن عدي: لعل شعبة لم يرو عن أحد أضعف منه".
الثالثة: يزيد الرقاشي - وهو: ابن أبان -: قال الذهبي في " الكاشف "، وابن حجر في " التقريب ":
"ضعيف ".
ومن هذا التحقيق يتبين أن العلة الأولى هي الأقوى من الأخريين، بحيث أنه إذا اقتصر عليها بالذكر أغنى عن ذكر غيرها ؛ لشدة وهائها، فمن الغرائب أن يغفل عنها حفاظنا:
أولهم: الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 1/ 113/ 7 ): فإنه ذكره من رواية أبي يعلى عن يزيد الرقاشي عن أنس... يشير إلى تضعيفه بـ ( يزيد ) فقط!
ثانيهم: الهيثمي: فإنه أفصح عن ذلك بقوله ( 1/ 332 ):
" وفيه يزيد الرقاشي، ضعفه شعبة وغيره، ووثقه ابن عدي، وابن معين في رواية ".
ثالثهم: البوصيري: فإنه قال في " إتحافه " ( 1/ 56/ 2 ):
" يزيد الرقاشي ؛ ضعيف، وكذا الراوي عنه ".
وهذا - وإن كان أنبههم فقد - غفل أيضاً عن العلة الكبرى، وقد قلده في ذلك الشيخ الأعظمي في تعليقه على " المطالب العالية " ( 1/ 68 )، وتبعه في ذلك المعلق على " مسند اًبي يعلى " ( ص 165 ) وأما المعلق على" المقصد العلي، ( 1/ 117 ) فإنه - مع قوله بأن "اسناده ضعيف جداً" ؛ فإنه - لم يعله بما يدل على قوله إلا بقول الهيثمي المذكور أنفاً، وهو إلى أن يدل على أنه حسن عنده أقرب من أن يدل على ضعفه ؛ بله ضعفه الشديد، ومثل هذا التناقض إنما يأتي من التقليد والتلفيق بين الأقوال المتناقضة، والجهل بهذا العلم الشريف.
هذا ؛ ويغني عن هذا الحديث الواهي ويفيض عليه في الإفادة حديث عمر بن الخطاب مرفوعاً بلفظ:
" إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر.... " الحديث إلى قوله:
"ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه ؛ دخل الجنة". رواه مسلم وغيره، وهو مخرج في " الإرواء " ( 1/ 258/ 240 ) وغيره.
والاستشهاد بهذا أقرب مما استشهد به المعلق على " مسند أبي يعلى " وهو حديث ابن عمرو بلفظ:
"إذا سمعتم المؤذن ؛ فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي... "، الحديث، وفيه: "فمن سأل الله لي الوسيلة ؛ حلت له الشفاعة ".
رواه مسلم أيضاً وغيره، وهو مخرج في المصدر المذكور برقم ( 242 ). وليس يخفى الفرق بين الحديثين على العلماء والفقهاء.

الكتاب : سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني