تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: من لم يكن فيه واحدة من ثلاث فلا يحتسب بشيء، تقوى يحجزه عن المحارم، أو حلم يكف به عن السفيه، أو خلق يعيش به في الناس

  1. #1

    افتراضي من لم يكن فيه واحدة من ثلاث فلا يحتسب بشيء، تقوى يحجزه عن المحارم، أو حلم يكف به عن السفيه، أو خلق يعيش به في الناس

    ورد من حديث أم سلمة ، وعبد الله بن عباس ، وأنس بن مالك ، وعلي بن أبي طالب ، وبريدة بن الحصيب ، ومرسل الحسن البصري ، ومرسل خالد بن معدان ، ومرسل عبد الملك بن عمير ، ومرسل النزال بن سبرة ، ومن قول وهيب المكي ، وقول ضمرة بن ربيعة ، وقول وهب بن منبه.

    حديث أم سلمة

    أخرج الطبراني في "الكبير" (307/23) (695) عن دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ ، وفي "مكارم الأخلاق" (30) عن إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ ، كلاهما عن مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلَاثٍ فَلَا يَحْتَسِبُ بِشَيْءٍ، تَقْوَى يَحْجِزُهُ عَنِ الْمَحَارِمِ، أَوْ حِلْمٌ يَكُفُّ بِهِ عَنِ السَّفِيهِ، أَوْ خُلُقٌ يَعِيشُ بِهِ فِي النَّاسِ»

    وخالفهما رواد بن الجراح ، فقال: عن عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ به مرفوعاً.

    أخرجه الطبراني في "الكبير" (944). ورواد بن الجراح ((صدوق اختلط بأخرة فترك)).

    ورواه زَكَرِيَّا بْنُ نَافِعٍ فقال: عن مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ به مرفوعاً.

    أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (8066).
    وزكريا بن نافع الأرسوفي ، روى عنه جمع من الثقات ، وقال الذهبي: ((لم يضعفه ابن أبي حاتم ولا أحد، وقد تفرّد بخبر طويل في قصة سلمان الفارسي)) ، وذكره ابنُ حِبَّان في الثقات وقال: ((يُغرب)) ، وأخرج له الخطيب في "الرواة عن مالك" حديثا في ترجمة العباس بن الفضل عنه وقال: ((في إسناده غير واحد من المجهولين)).
    انظر "اللسان" (512/3) ، "تاريخ الإسلام" (571/5).

    والراجح رواية داود بن عمر الضبي ، وإسحاق بن منصور السلولي ، فإن كل منهما ثقة حافظ ، ومحمد بن مسلم ، الظاهر أنه الطائفي المكي ، والإسناد معلول بالإنقطاع ، فإن عبد الله بن الحسن هو ابن حسن بن على بن أبى طالب القرشى الهاشمى ، ثقة من صغار التابعين ، ولد عام 70 ، وأم سلمة توفت عام 62 فلم يدركها قطعاً.

    حديث عبد الله بن عباس
    أخرج ابن أبي الدنيا في "الحلم" (55) عن حَمَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَلْبِيُّ عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ فَلَا يَعْتَدَّنَّ بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ: تَقْوَى تَحْجِزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَحِلْمٌ يَكُفُّ بِهِ السَّفِيهَ وَخُلُقٌ يَعِيشُ بِهِ فِي النَّاسِ "
    وحماد الكلبي ، قال أبو زرعة: ((يروى أحاديث مناكير)) ، وقال أبو حاتم: ((شيخ مجهول ، منكر الحديث ، ضعيف الحديث)).
    وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (29) عن يَاسِينُ بْنُ حَمَّادٍ عن الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس به مرفوعاً.
    وخُولف ياسين بن حماد ، فرواه محمد بن حمزة الجزري ، عن الخليل بن مرة عن عطاء عن ابن عباس به مرفوعاً ، وزاد حديثاً طويلاً.
    أخرجه قوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (225).

    ومحمد بن حمزة الجزري الرقي ، قَالَ أبو عَبْد الله بْن مَنْدَه: ((في حديثه مناكير)) ، وقال ابن حبان: ((يعْتَبر حَدِيثه إِذا روى عَن غير الْخَلِيل بن مرّة لِأَنَّهُ ضَعِيف)) ، وقال الذهبي: ((منكر الحديث)).
    وياسين بن حماد ، مجهول الحال.
    والخليل بن مرة ، قال البخاري: ((فيه نظر)) ، وقال: ((منكر الحديث)) ، وضعّفه أبو حاتم ، والنسائي ، وابن حبان ، وغيرهم.
    وإسماعيل بن إبراهيم الأنصاري ، قال أبو حاتم ((مجهول)) ، فالإسناد ضعيف.

    وله طريق أخر ، أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأولياء" (10) (119) من طريق الْمُعَلَّى بْنُ عِيسَى، نا نَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ قَالَ: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَحَقَّ وِلَايَةَ اللَّهِ وَطَاعَتَهُ: حِلْمٌ أَصِيلٌ يَدْفَعُ بِهِ سَفَهَ السَّفِيهِ عَنْ نَفْسِهِ، وَوَرَعٌ صَادِقٌ يَحْجِزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ، وَخُلُقٌ حَسَنٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ "
    وهذا إسناد ساقط ، نهشل بن سعيد ، متروك بالإتفاق.

    حديث أنس بن مالك
    قال البزار في "مسنده" (6443): حَدَّثنا محمد بن الحسن، حَدَّثنا هانيء بن المتوكل، حَدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ إِسْحَاقَ، عَن أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَوْجَبَ الثَّوَابَ وَاسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ: خُلُقٌ يَعِيشُ بِهِ فِي النَّاسِ وَوَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ.
    وذكر حديثاً اخر بنفس الإسناد ، ثم قال: ((وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ لا نَعْلَمُ تُرْوَى، عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، عَن أَنَس وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ قَدْ حَدَّثَ بِأَحَادِيثَ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا عَنِ الْمَقْبُرِيّ وَعَنْ غَيْرِهِ، ولاَ نعلمُ رُوِيَ هَذِهِ الأَحَادِيثَ عنه إلاَّ هانيء بْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهَا لأَنَّا لا نَحْفَظُهَا مِنْ حَدِيثِ غَيْرِهِ)).
    وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (57/1): ((رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَفِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَ بِأَحَادِيثَ لَا يُتَابِعُ عَلَيْهَا)).
    وقال في موضع اخر (295/10): ((رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُمْ)).
    وهانئ بن المتوكل ، قال ابن حبان: ((كَانَ يدْخل عَلَيْهِ لما كبر فيجيب فَكثر الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته فَلَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال)) ، وقال أبو حاتم الرازي: ((أدركته ولم أكتب عنه)).
    وعبد الله بن سليمان ، تقدم قول البزار فيه ، وقال ابن الجوزي: ((مَجْهُول)).

    وأخرج ابن عدي في "الكامل" (424/5) من طريق عَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بْنِ ربيعة القدامي، حَدَّثَنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَّاشِيِّ، عَن أَنَس، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةٌ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ فَلا تَعْتَدَّنَّ بشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ ورع يحجره عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ سَفَاةِ السَّفِيهِ وَخُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ.
    ثم قال عن عبد الله بن ربيعة: ((وعامة حديثه غير محفوظة، وَهو ضعيف على ما تبين لي من رواياته واضطرابه فيها)) ،
    قلت: قال الدارقطني: ((ضعيف)) ، وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: ((لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إلّا عَلَى سبيل الاعتبار)) ، وقال أبو عَبْد اللَّه الحاكم: ((يروي عَنْ مالك الموضوعات)) ، وقال السمعاني: ((كان يقلب الأخبار لاَ يُحْتَجُّ به)) ، وقال أبو نعيم الأصبهاني: ((روى المناكير)) ، وقال الذهبي: ((أحد الضعفاء. أتى عن مالك بمصائب)) ، وقال ابن حجر: ((ضعيف)).
    ويزيد الرقاشي ضعيف.

    حديث علي بن أبي طالب
    أخرج الطبراني في "الأوسط" (4848) ، وفي "الصغير" (706) ، ومن طريقه الرافعي في "التدوين" (24/3) من طريق حَفْصُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: نَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَا مِنَ اللَّهِ» . قِيلَ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «حِلْمٌ يَرُدُّ جَهْلَ الْجَاهِلِ، أَوْ حُسْنُ خُلُقٍ يَعِيشُ بِهِ فِي النَّاسِ، أَوْ وَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ»
    وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (121/1): ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالصَّغِيرِ مِنْ رِوَايَةِ حَفْصِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ الْعَلَوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَلَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَ أَحَدًا مِنْهُمْ)).
    وقال أيضاً (24/8): ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالصَّغِيرِ، وَفِيهِ جَمَاعَةٌ لَمْ أَعْرِفْهُمْ)).
    قلت: وحفص بن بشر كذلك مجهول الحال ، فقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (170/3) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، ولم يذكر من الرواة عنه سوى أبي كريب ، فالإسناد مظلم.

    حديث بريدة بن الحصيب
    أخرج الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (1042) من طريق نعيم بن حمادٍ، عن عبد المؤمن بن خالدٍ، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ من لم يأت بهن يوم القيامة، فلا شيء له: ورعٌ يحجزه عن محارم الله، وخلقٌ يداري به الناس، وحلمٌ يرد به جهل السفيه)).
    ونعيم بن حماد (( صدوق يخطىء كثيرا)) ، وهو كثير الوهم ينفرد بالمناكير ، وقد تفرد بهذا الإسناد ، فلا يٌقبل ما تفرد به.

    قال ابن رجب: ((وَنُعَيْمٌ هَذَا ، وَإِنْ كَانَ ثَّقَهُ ، فَإِنَّ أَئِمَّةَ الْحَدِيثِ كَانُوا يُحْسِنُونَ بِهِ الظَّنَّ ، لِصَلَابَتِهِ فِي السُّنَّةِ ، وَتَشَدُّدِهِ فِي الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الْأَهْوَاءِ، لَكِن كَانَ يُشَبَّهُ عَلَيْهِ فِي بَعضِ الْأَحَادِيثِ ، فَلَمَّا كَثُرَ عُثُورُهُمْ عَلَى مَنَاكِيرِهِ ، حَكَمُوا عَلَيْهِ بِالضَّعْف)).

    مرسل الحسن البصري.
    أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (8665) من طريق عَبْدَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثُ خِلَالٍ، مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ كَانَ الْكَلْبُ خَيْرًا مِنْهُ: وَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ، أَوْ حِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ جَاهِلٍ، أَوْ حُسْنُ خُلُقٍ يَعِيشُ بِهِ فِي النَّاسِ "
    وقال البيهقي: ((هَكَذَا رُوِيَ هَذَا مُرْسَلًا)).
    قلت: عبدة بن محمد مجهول.
    وعنبسة بن سعيد قال ابن معين: ((ضعيف)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث يأتى بالطامات)) ، وقال ابن حبان: ((مُنكر الْحَدِيث جدا عَلَى قلَّة رِوَايَته لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذَا لم يُوَافق الثِّقَات)) ، وقال الدارقطني: ((متروك)).

    مرسل خالد بن معدان
    أخرج ابن أبي الدنيا في "الحلم" (53) عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ذَكَرَ مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ نا ضَمْرَةُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، رَفَعَهُ قَالَ: «مَنْ أَمَّ هَذَا الْبَيْتَ وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ خِصَالٌ ثَلَاثٌ حِلْمٌ يَضْبِطُ بِهِ جَهْلَهُ، وَوَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَحُسْنُ صُحْبَةٍ لِمَنْ صَحِبَهُ فَلَا حَاجَةَ لِلَّهِ فِي حَجِّهِ»
    وهذا مرسل رجاله ثقات ، وخُولف موسى بن أيوب ، فرواه عبد الرحمن بن واقد ، عن ضمرة بن ربيعة ، عن ثور ، عن خالد بن معدان من قوله.
    أخرجه ابن أبي الدنيا في "الورع" (ص51).


    مرسل النزال بن سبرة
    أخرج ابن أبي الدنيا في "العقل" (106) من طريق الحارث ابن أبي أسامة عن أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ: جَعْفَرٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ سَبْرَةَ، رَفَعَهُ، قَالَ: " ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ بَدَنُهُ فِي رَاحَةٍ: عِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ عَلَى جَهْلٍ، وَعَقْلٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ، وَوَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "
    والبراء بن سبرة ، لم أجده ، وجاء في "ط الرقي" ((البراء بن ميسرة)) ولم أجده كذلك ، وقال محقق "ط الراية ": ((الصحيح البراء بن عازب ، روى عنه الشعبي كما في تهذيب الكمال)).

    وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المداراة" (5) ، ومن طريقه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2398) عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُنَادٍ الْجُهَنِيُّ، عَنْ حَفْصٍ شَيْخٍ لَهُ قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، رَفَعَهُ قَالَ: فذكر الحديث.
    وعبد الله بن جناد الجهني ، قال أبو سعيد الأشج: ((ثقة)) ، وقال أبو حاتم: ((لا يُعرف)).
    والنزال بن سبرة ، ثقة من كبار التابعين ، وهذا هو الراجح أن "النزال" تحرف إلى "البراء" في الرواية السابقة.
    وإسناده ضعيف لإرساله ، ولجهالة شيخ عبد الله الجهني.

    مرسل عبد الملك بن عمير
    أخرج ابن أبي الدنيا في "العقل" (107) من طريق عبد العزيز بن أبان ثنا : شبل بن عباد حدثني : عبد الملك بن عمير قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث من حرمهن حرم خير الدنيا والآخرة عقل يداري به الناس وحلم يرد به السفيه وورع يحجزه عن المعاصي.
    وهذا مرسل ، وعبد العزيز بن أبان ، قال ابن معين: (( كذاب خبيث يضع الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((متروك الحديث ، لا يشتغل به ، تركوه ، لا يكتب حديثه)) ، و قال البخارى: ((تركوه)) ، وقال النسائى: ((متروك الحديث)).

    قول ضمرة بن ربيعة
    أخرج الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (9) عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ، قَالَ: " يُقَالُ: ثَلاثَةٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَجِدْ طَعْمَ الإِيمَانِ: عِلْمٌ يَحْجِزُهُ عَنْ جَهْلِ الْجَاهِلِ، وَوَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنِ الْمَحَارِمِ، وَخُلُقٌ يُعَاشِرُ بِهِ النَّاسَ".
    وعيسى بن سليمان ، الظاهر أنه أبو موسى الحمصي الحجازي ، قال أبو حاتم: ((شيخ حمصي يدل حديثه على الصدق)) ، وقال الطبراني: ((ثقة)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات".
    انظر الجرح والتعديل (6/ 278) ، الثقات (8/ 494) ، المعجم الصغير للطبراني (1/ ح 212).
    فالإسناد جيد.

    قول وهيب المكي
    أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (8067) من طريق أَبي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، نا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الرَّازِيُّ، نا عُبَيْدُ اللهِ السِّجْزِيُّ، عَنْ وُهَيْبٍ الْمَكِّيِّ، قَالَ: " مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ ثَلَاثُ خِلَالٍ فَلَا يَعْتَدَّنَّ بِعَمَلِهِ: وَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنِ الْمَحَارِمِ، وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ السَّفِيهَ، وَخُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ "
    وهذا إسناد رجاله ثقات ، لكنه منقطع بين عبيد السجزي ، ووهيب المكي ، فإن الأول توفي عام 444 ، بينما وهيب توفي عام 153.
    وأخرجه البيهقي في "الزهد" (824) من طريق عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَحُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَأْرَبِيُّ، عن وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ به.
    ومحمد بن علي الأبح ، لم أجده.
    ومُحَمد بْن يَحْيى بْن قيس المأربي ، وثّقه الدارقطني ، وقال ابن عدي: ((منكر الحديث ... أَحَادِيثَهُ مُظْلمَةٌ مُنْكَرَةٌ)) ، وقال ابن حجر: ((لين الحديث))

    قول وهب بن منبه
    أخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (47/10) من طريق أَبِي غَسَّانَ الْكُوفِيِّ , ثنا مَسْلَمَةُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: " ثَلَاثٌ مِنَ الْعِلْمِ: وَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ , وَخُلُقٌ , يدَارِي بِهِ النَّاسَ , وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ ... "
    ومسلمة بن جعفر البجلي ، قال الذهبي: ((يُجهل)) ، وقال الأزدي: ((ضعيف)).

    وقال ابن وهب في "جامعه" (593/1): حَدَّثَنِي رَجُلٌ، قالَ: «ثَلاثٌ مَن لَمْ يَكُنَّ فِيهِ، فَلا تَعْتَدَّ بِعَمَلِهِ شَيْئًا، ورَعٌ يَحْجُزُهُ عَمّا حَرَّمَ اللَّهُ، وخُلُقٌ يُدارِي بِهِ النّاسَ، وحِلْمٌ يَكُفُّ بِهِ السَّفِيهَ».

    وقال ابن رجب في "لطائف المعارف" (231/1) : ((وقال أبو جعفر الباقر: ما يعبأ بمن يؤم هذا البيت إذا لم يأت بثلاثة: ورع يحجزه عن معاصي الله وحلم يكف به غضبه وحسن الصحابة لمن يصحبه من المسلمين)).

    ونسبه ابن الحداد الموصلي في "الجوهر النفيس" (165/1) إلى عمر بن الخطاب من قوله.
    ونسبه ابن حمدون في "التذكرة الحمدونية" (361/4) ، وابن دريد في "المجتنى" (47/1) ، وابن داود الحنبلي في "الكنز الأكبر" (376/1) إلى ابن عباس من قوله.
    والله أعلم.

  2. #2

    افتراضي رد: من لم يكن فيه واحدة من ثلاث فلا يحتسب بشيء، تقوى يحجزه عن المحارم، أو حلم يكف به عن السفيه، أو خلق يعيش به في الناس

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    حديث بريدة بن الحصيب
    أخرج الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (1042) من طريق نعيم بن حمادٍ، عن عبد المؤمن بن خالدٍ، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ من لم يأت بهن يوم القيامة، فلا شيء له: ورعٌ يحجزه عن محارم الله، وخلقٌ يداري به الناس، وحلمٌ يرد به جهل السفيه)).
    ونعيم بن حماد (( صدوق يخطىء كثيرا)) ، وهو كثير الوهم ينفرد بالمناكير ، وقد تفرد بهذا الإسناد ، فلا يٌقبل ما تفرد به.
    قال ابن رجب: ((وَنُعَيْمٌ هَذَا ، وَإِنْ كَانَ ثَّقَهُ ، فَإِنَّ أَئِمَّةَ الْحَدِيثِ كَانُوا يُحْسِنُونَ بِهِ الظَّنَّ ، لِصَلَابَتِهِ فِي السُّنَّةِ ، وَتَشَدُّدِهِ فِي الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الْأَهْوَاءِ، لَكِن كَانَ يُشَبَّهُ عَلَيْهِ فِي بَعضِ الْأَحَادِيثِ ، فَلَمَّا كَثُرَ عُثُورُهُمْ عَلَى مَنَاكِيرِهِ ، حَكَمُوا عَلَيْهِ بِالضَّعْف)).
    كان الأولى بك أن ترى من الذي رواه عن نعيم؛ فإن العلة منه وليست من نعيم الثقة وإن كان له أوهام.
    فقد قال حكيم الترمذي: حدثنا عمر، حدثنا نعيم بن حماد، عن عبد المؤمن بن خالد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه.
    وعمر هذا نسبه حكيم الترمذي في موضع ءاخر [99] إلى ابن أبي عمر العبدي،، وهو غير عمر بن رياح المتقدم طبقته.
    وقد أكثر عنه حكيم الترمذي، وقد تتبعت مروياته، فوجدت منها إلزاق أسانيد مشهورة في متون موضوعة.
    فلعله المتهم بهذا سيما وهو يروي المناكير عن الهلكى والمجهولين.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    قول وهيب المكي
    أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (8067) من طريق أَبي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، نا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الرَّازِيُّ، نا عُبَيْدُ اللهِ السِّجْزِيُّ، عَنْ وُهَيْبٍ الْمَكِّيِّ، قَالَ: " مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ ثَلَاثُ خِلَالٍ فَلَا يَعْتَدَّنَّ بِعَمَلِهِ: وَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنِ الْمَحَارِمِ، وَحِلْمٌ يَرُدُّ بِهِ السَّفِيهَ، وَخُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ "
    وهذا إسناد رجاله ثقات ، لكنه منقطع بين عبيد السجزي ، ووهيب المكي ، فإن الأول توفي عام 444 ، بينما وهيب توفي عام 153.
    لعلك خلطت بين أبي نصر عبيد الله بن سعيد السجزي المتوفى سنة 444 هـ، وبالطبع لن يكون هو ذلك، كيف يروي أبو حاتم الرازي عمن لم يولد بعد، فكيف به شيخ شيخه؟!
    على كل حال، فعبيد الله بن عبد الله أيو الهيثم السجزي، ترجم له ابن حبان في الثقات، وابن أبي حاتم الرازي، وذكروا رواية بعض الثقات، فهو حسن الحديث.
    والله أعلم.
    .

  3. #3

    افتراضي رد: من لم يكن فيه واحدة من ثلاث فلا يحتسب بشيء، تقوى يحجزه عن المحارم، أو حلم يكف به عن السفيه، أو خلق يعيش به في الناس

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    كان الأولى بك أن ترى من الذي رواه عن نعيم؛ فإن العلة منه وليست من نعيم الثقة وإن كان له أوهام.
    فقد قال حكيم الترمذي: حدثنا عمر، حدثنا نعيم بن حماد، عن عبد المؤمن بن خالد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه.
    وعمر هذا نسبه حكم الترمذيفي موضع ءاخر [99] إلى ابن عمر العبدي،، وهو غير عمر بن رياح المتقدم طبقته.
    وقد أكثر عنه حكيم الترمذي، وقد تتبعت مروياته، فوجدت منها إلزاق أسانيد مشهورة في متون موضوعة.
    فلعله المتهم بهذا سيما وهو يروي المناكير عن الهلكى والمجهولين.
    نعم جزاك الله خيراً ، وقال الدكتور حاتم العوني في "ذيل لسان الميزان" (ص131):
    ((عمر بن أبي عمر العبدي البلخي .... روى عنه: إبراهيم بن علي الترمذي، ومحمد بن علي بن الحسن الترمذي المعروف بالحكيم الترمذي (وأكثر عنه).
    لم أجد له ترجمة إلا في المتفق والمفترق للخطيب (3/ 1612 رقم 959).
    لكن ذكره الحافظ في فتح الباري- في شرح الحديث الأول من كتاب التعبير (12/ 370 رقم 6982) - فقال: "هو واهٍ".))
    انتهى.

    ومنه يتبين أنه علة هذا الإسناد كما تفضلتَ.

    لعلك خلطت بين أبي نصر عبيد الله بن سعيد السجزي المتوفى سنة 444 هـ، وبالطبع لن يكون هو ذلك، كيف يروي أبو حاتم الرازي عمن لم يولد بعد، فكيف به شيخ شيخه؟!
    على كل حال، فعبيد الله بن عبد الله أيو الهيثم السجزي، ترجم له ابن حبان في الثقات، وابن أبي حاتم الرازي، وذكروا رواية بعض الثقات، فهو حسن الحديث.
    والله أعلم.
    نعم هذا ما حدث لي ، جزاك الله خيراً على التنبيه ، وعفا الله عنا ، وعليه فالإسناد جيد إلى وهيب المكي ، والله أعلم.

  4. #4

    افتراضي رد: من لم يكن فيه واحدة من ثلاث فلا يحتسب بشيء، تقوى يحجزه عن المحارم، أو حلم يكف به عن السفيه، أو خلق يعيش به في الناس

    وجزاك الله خيرا وبارك فيك.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •