تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الصَّلَعِ ، فَإِنِّي مِنْ نِسَاءٍ أَحَبُّ بُعُولَتِهِنَّ إِلَيْهِنَّ السَّادَةُ الصُّلْعُ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الصَّلَعِ ، فَإِنِّي مِنْ نِسَاءٍ أَحَبُّ بُعُولَتِهِنَّ إِلَيْهِنَّ السَّادَةُ الصُّلْعُ..

    تَزَوَّجَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَائِلَةَ بِنْتَ الْفُرَافِصَةِ بْنِ الْأَحْوَصِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ ضَمْضَمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ جَنَابٍ الْكَلْبِيَّةَ وَكَانَ أَبُوهَا نَصْرَانِيًّا ، فَأَمَرَ ضَبًّا ابْنَهُ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ ، فَلَمَّا أَرَادُوا حَمْلَهَا إِلَيْهِ قَالَ لَهَا أَبُوهَا : يَا بُنَيَّةُ إِنَّكِ تَقْدَمِينَ عَلَى نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ قُرَيْشٍ هُمْ أَقْدَرُ عَلَى الطِّيبِ مِنْكِ ، فَاحْفَظِي عَنِّي خَصْلَتَيْنِ : تَكَحَّلِي وَتَطَيَّبِي بِالْمَاءِ حَتَّى يَكُونَ رِيحُكِ كَرِيحِ شَنٍّ أَصَابَهُ مَطَرٌ ، فَلَمَّا حُمِلَتْ كَرِهَتِ الْغُرْبَةَ ، وَحَزِنَتْ لِفِرَاقِ أَهْلِهَا ، فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ :
    أَلَسْتَ تَرَى يَا ضَبُّ بِاللَّهِ أَنَّنِي
    مُصَاحِبَةٌ نَحْوَ الْمَدِينَةِ أَرْكُبَا

    إِذَا قَطَعُوا حَزَنًا تَخُبُّ رِكَابُهُمْ
    كَمَا زَعْزَعَتْ رِيحٌ يَرَاعًا مُثَقَّبًا

    لَقَدْ كَانَ فِي أَبْنَاءِ حِصْنِ بْنِ ضَمْضَمٍ
    لَكَ الْوَيْلُ مَا يُغْنِيالْخِبَا ءَ
    الْمُطَنَّبَا
    فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَى عُثْمَانَ قَعَدَ عَلَى سَرِيرِهِ ، وَوَضَعَ لَهَا سَرِيرًا حِيَالَهُ فَجَلَسَتْ عَلَيْهِ ، فَوَضَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَلَنْسُوَتَهُ فَبَدَا الصَّلَعُ فَقَالَ : " يَا بِنْتَ الْفُرَافِصَةِ لَا يَهُولَنَّكِ مَا تَرَيْنَ مِنْ صَلَعٍ ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ مَا تُحِبِّينَ ، فَسَكَتَتْ ، فَقَالَ : " إِمَّا أَنْ تَقُومِي إِلَيَّ وَإِمَّا أَنْ أَقُومَ إِلَيْكِ ؟ " فَقَالَتْ : أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الصَّلَعِ ، فَإِنِّي مِنْ نِسَاءٍ أَحَبُّ بُعُولَتِهِنَّ إِلَيْهِنَّ السَّادَةُ الصُّلْعُ ، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِمَّا أَنْ تَقُومِي إِلَيَّ وَإِمَّا أَنْ أَقُومَ إِلَيْكِ ، فَوَاللَّهِ مَا تَجَشَّمْتُ مِنْ جَنَبَاتِ السَّمَاوَةِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، بَلْ أَقُومُ إِلَيْكَ ، فَقَامَتْ فَجَلَسَتْ إِلَى جَنْبِهِ ، فَمَسَحَ رَأْسَهَا وَدَعَا لَهَا بِالْبَرَكَةِ ، ثُمَّ قَالَ لَهَا : " اطْرَحِي عَنْكِ رِدَاءَكِ " فَطَرَحَتْهُ لَهُ ، ثُمَّ قَالَ : " اطْرَحِي خِمَارَكِ " ، فَطَرَحَتْهُ ، ثُمَّ قَالَ : " انْزَعِي عَنْكِ دِرْعَكِ " ، فَنَزَعَتْهُ ، ثُمَّ قَالَ : " حُلِّي إِزَارَكِ " ، قَالَتْ : ذَاكَ إِلَيْكَ ، فَحَلَّ إِزَارَهَا فَكَانَتْ مِنْ أَحْظَى نِسَائِهِ عِنْدَهُ.

    ما صحة هذا الأثر؟

  2. #2

    افتراضي رد: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الصَّلَعِ ، فَإِنِّي مِنْ نِسَاءٍ أَحَبُّ بُعُولَتِهِنَّ إِلَيْهِنَّ السَّادَةُ الصُّلْعُ..

    قلت: رواه الخرائطي في اعتلال القلوب [351] بأتم من هذا، فقال: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكِيمِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
    تَزَوَّجَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ أُخْتَ نَائِلَةَ بِنْتِ الْفُرَافِصَةِ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْكُوفَةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ،
    فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَزَوَّجْتَ امْرَأَةً، فَأَخْبِرْنِي عَنْ حَسَبِهَا وَجَمَالِهَا. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا حَسَبُهَا فَإِنَّهَا ابْنَةُ الْفُرَافِصَةِ، وَأَمَّا جَمَالُهَا فَإِنَّهَا بَيْضَاءُ.
    فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنْ كَانَتْ لَهَا أُخْتٌ فَزَوِّجْنِيهَا . فَدَعَا الْفُرَافِصَةَ، فَقَالَ لَهُ: زَوِّجْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
    فَقَالَ الْفُرَافِصَةُ لابْنِهِ ضَبٍّ وَكَانَ مُسْلِمًا، وَالْفُرَافِصَة ُ نَصْرَانِيٌّ: زَوِّجْ أُخْتَكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
    فَزَوَّجَهُ نَائِلَةَ وَحَمَلَهَا إِلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَى عُثْمَانَ وَضَعَ الْقَلَنْسُوَةَ عَنْ رَأْسِهِ، وَبَدَا الصَّلَعُ، فَقَالَ: لا يَغُمَّنَّكِ مَا تَرَيْنَ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ مَا تُحِبِّينَ.
    قَالَتْ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صَلَعِكَ فَإِنِّي مِنْ نِسْوَةٍ أَحَبُّ أَزْوَاجِهِنَّ السَّادَّةُ الصُّلْعُ. ثُمَّ قَالَ لَهَا: إِمَّا أَنْ تَتَحَوَّلِي إِلَيَّ أَوْ أَتَحَوَّلَ إِلَيْكِ.
    قَالَتْ: فَمَا قُطِعَتْ مِنْ جَنَبَاتِ السَّمَوَاتِ أَبْعَدُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ. فَتَحَوَّلَتْ إِلَيْهِ فَكَانَتْ مِنْ أَحْظَى نِسَائِهِ عِنْدَهُ، فَلَمَّا قُتِلَ، قَالَتْ فِيهِ:
    أَلا إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ ثَلاثَةٍ قَتِيلُ النَّجِيبِيِّ الَّذِي جَاءَ مِنْ مِصْرَ
    وَمَالِيَ لا أَبْكِي وَأَبْكِي وَإِنَّنِي وَقَدْ غُيِّبَتْ عَنِّي فُضُولُ أَبِي عَمْرِو
    انتهى.
    وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن يقال بأنه منقطع بين سعيد بن عمرو وبين جده سعيد بن العاص؛
    فإن المزي ذكر بأن روايته عن جده مرسلة، وفي ذلك نظر؛ إذ أن سعيد بن عمرو روى له البخاري وغيره عن أبي هريرة المتوفى في نفس فترة وفاة سعيد بن العاص.
    وأعضل فيما خرجه البلاذري في أنساب الأشراف [1281]، فقال: حدثنا عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن خالد بن سعيد الأموي، قال: فذكره.
    ولهذا شواهد منها ما خرجه ابن الجوزي في المنتظم في تاريخ الأمم [4 : 365] معلقا بصيغة الجزم، فقال:
    قَالَ ابْنُ بَطَّةَ وَحَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ مَوْلًى لِطَلْحَةَ،
    أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " اسْتَعَمَلَ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ عَلَى صَدَقَاتِ كُلَيْبٍ، فَزَوَّجَهُ نَائِلَةَ بِنْتَ الْفَرَافِصَةِ الْكَلْبِيَّ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: إِنِّي زَوَّجْتُكَ نَائِلَةَ بِنْتَ الْفَرَافِصَةِ، فَقَالَ: زَوَّجْتَنِي نَصْرَانِيَّةً؟
    قَالَ: إِنَّهَا إِذَا قَدِمَتْ إِلَيْكَ أَسْلَمَتْ. فَلَمَّا قَدِمْتَ دَخَلَ عَلَيْهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فصلى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: يَا هَذِهِ تَأْتِينَا أَوْ نَأْتِيكِ؟ قَالَتْ: بَلْ نَأْتِيكَ وَنُعْمَةَ الْعَيْنِ، فَقَدْ تَجَشَّمْتُ الْمَسِيرَ إِلَيْكَ.
    مِنْ أَبْعَدَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ مِنَ الْبَيْتِ، فَقَامَتْ حَتَّى جَلَسَتْ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَقَالَ لَهَا عُثْمَانُ لَعَلَّكِ تَرَيْنَ شَيْبًا وَتَقَلُّبًا فِي السِّنِّ، فَإِنَّ وَرَاءَ ذَلِكَ غِلالَةً مِنْ شَبَابٍ،
    فَقَالَتْ: إِنَّ أَحَبَّ الْخُلَطَاءِ إِلَيَّ لَمَنْ ذَهَبَتْ عَنْهُ مَيْعَةُ الشَّبَابِ، وَاجْتَمَعَ حِلْمُهُ، وَوُثِقَ بِرَأْيِهِ.
    فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ لَهُ النَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنيِنَ كَيْفَ رَأَيْتَ أَهْلَكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ أَوْفَى عَقْلا مِنَ الدَّاخِلَةِ عَلَيَّ ". اهـ.
    وهذا إسناد فيه من هو مبهم اسمه وهو مولى طلحة.
    وخرج القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ [146]، ومن طريقه الجصاص في أحكام القرآن (2/16)، فقال:
    حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، وَنَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ، مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ يَقُولُ:
    "إِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " تَزَوَّجَ نَائِلَةَ ابْنَةَ الْقَرَافِصَةِ الْكَلْبِيَّةَ، وَهِيَ نَصْرَانِيَّةٌ ". وَزَادَ نَافِعٌ فِي حَدِيثِهِ: أَنَّهُ تَزَوَّجَهَا عَلَى نِسَائِهِ. اهـ.
    وفي رواية الجصاص زاد، فقال: وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ نَافِعٍ "أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ تَزَوَّجَ يَهُودِيَّةً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ". اهـ.
    وخرجه ابن عساكر بأتم من ذلك في تاريخ دمشق (70/138)، من طريق التجيبي، فقال:
    حدثني سعيد بن الحكم بن أبي مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب ونافع بن يزيد، قالا: حدثنا عمر مولى عفرة، قال:
    سمعت عبد الله بن علي بن السائب بن عبيد بن عبد بن يزيد بن هشام بن المطلب من بني عبد مناف، يقول:
    إن عثمان بن عفان تزوج نائلة بنت الفرافصة وهي نصرانية على نسائه - وكلب كلهم يومئذ نصارى -، قال:
    فدخلت على جارية مثل الخلفة، فقلت: سلام عليك. قالت: وعليك السلام ورحمة [الله] - ونساء كلب ذلك الزمان لا يكلمن أزواجهن سنة أو كما قال -
    ثم قلت: أين أنت من شيخ أثرم هرم، فقالت: إني من قوم يحبون الكهولة فسررت بذلك قلت أتأذنين لي فأتيك قالت بل أنا أحق أن أقوم إليك.
    قال فما زلت متشكرا لها ثم أسلمت على يديه أحدهما". اهـ. قال ابن عساكر: نحو حديث صاحبه ولم يذكر ابن أيوب " على نسائه ". اهـ.
    قلتُ: في الإسناد عمر مولى غفرة متكلم فيه،
    وفيه انقطاع؛ عبد الله بن علي بن السائب ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وقال: "روى عن عثمان بن عفان مرسل". اهـ.
    وقد خرج ابن وهب كما في المدونة (2/220)، فقال: [عن] ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ،
    أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ تَزَوَّجَ يَهُودِيَّةً بِالشَّامِ وَأَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ تَزَوَّجَ فِي خِلَافَتِهِ نَائِلَةَ بِنْتَ الْفُرَافِصَةِ الْكَلْبِيَّةَ وَهِيَ نَصْرَانِيَّةٌ، قَالَ: "وَأَقَامَ عَلَيْهَا حَتَّى قُتِلَ عَنْهَا". اهـ.
    ولعل الرجل هذا هو يحيى بن أيوب الغافقي المذكور في الإسناد السابق.
    وخرج ابن طيفور في بلاغات النساء (138-139) معلقا بصيغة الجزم، فقال: وقال الهيثم بن عدي: عن ابن عياش، عن عبد الملك بن عمير:
    أن عثمان بن عفان لما تزوج نائلة بنت الفرافصة حملت اليه من الشام فلما دخلت عليه قال لها: لا تكرهين ما رأيت من شيبي.
    فقالت: إني من نسوة أحب أزواجهن إليهن الكهل السيد. قال: إني قد جاوزت التكهيل، فأنا شيخ.
    قالت: أبليت عمرك في الاسلام ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم واَله في خير ما أفنيت فيه الأعمار.
    قال أتقومين إليّ أم أقوم إليك؟ قالت: ما قطعت إليك عرض السماوة أكثر من عرض البيت بل أقوم إليك.
    قال: إخلعي درعك. قالت: أنت وذاك. قال: ولما قتل عثمان كثر خطابها من قريش وكانت حسنة الثغر.
    وكان فيمن خطبها معاوية بن ابي سفيان وهو خليفة فدقت ثناياها وقالت أذات ثغر تراني بعد أبي عمرو رحمه الله فأيست من نفسها الخطاب. اهـ.
    قلتُ: هذا إسناد منكر، فيه الهيثم بن عدي قال عنه علي ابن المديني: "أوثق عندي من الواقدي ولا أرضاه في الحديث ضعيف ولا في الأنساب ولا في شيء". اهـ.
    ونقل الطبري في تاريخه (4/263)، عن الواقدي أنه قال: "وفيها [سنة ثمان وعشرين] تزوج عُثْمَان نائلة ابنة الْفُرَافِصَة الكلبية وكانت نصرانية، فتحنثت قبل أن يدخل بِهَا". اهـ.
    قلتُ: ذلك فيما خرجه أبو هلال العسكري في جمهرة الأمثال (1/417)، فقال:
    روى لنا أَبُو الْقَاسِم، عَن الْعَقدي، عَن أبي جَعْفَر، عَن الْمَدَائِنِي، عَن يحيى بن زَكَرِيَّا، عَن أبي الْحُوَيْرِث، عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم
    أَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ تزوج نائلة بنت الفرافصة وَكَانَت نَصْرَانِيَّة فتحنفت.
    فَقَالَ لَهَا حِين دخلت عَلَيْهِ: لَا تكرهي مَا تَرين من شيبي وصلعي.
    فَقَالَت: إِنِّي من نسْوَة أحب الْأزْوَاج إلَيْهِنَّ الكهل السَّيِّد. قَالَ إِنِّي جزت الكهولة.
    قَالَت: أذهبت شبابك فِي صُحْبَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي خير مَا ذهبت فِيهِ الْأَعْمَار.
    قَالَ: أتقومين إِلَيّ أم أقوم إِلَيْك؟ قَالَت: مَا سرت عرض السماوة إِلَيْك وَأُرِيد أَن أكلفك عرض الْبَيْت فَقَامَتْ إِلَيْهِ.
    فَقَالَ: ألقِي قناعك فألقته. فَقَالَ: اخلعي ثَوْبك. قَالَت: ذَاك بِيَدِك فنال مِنْهَا.
    ثمَّ هم أَن يعود فَقَالَت أبق على نَفسك فإنني لست مِمَّن يعنيه هَذَا إِنَّمَا رضاي فِيمَا هُوَ أرْفق بك.
    فَقتل عَنْهَا". اهـ.
    وهذا إسناد فيه أبو الحويرث وهو عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث الأنصاري متكلم فيه.
    وذكر ابن عبد ربه في العقد االفريد (7/98) بلا إسناد، فقال:
    قالت تماضر امرأة عبد الرحمن بن عوف لعثمان بن عفان: هل لك في ابنة عم لي، بكر جميلة، ممتلئة الخلق، اسيلة الخد، أصيلة الرأي، تتزوجها؟ قال: نعم.
    فذكرت له نائلة بنت الفرافصة الكلبية، فتزوجها وهي نصرانية، فتحنّفت وحملت إليه من بلاد كلب، ... إلخ. اهـ. ثم ذكر نحو الخبر السابق.
    ثم قال ابن عبد ربه: قال أبو الحسن:
    "فلم تزل نائلة عند عثمان حتى قتل؛ فلما دخل إليه وقته بيدها، فجذمت أناملها، فأرسل إليها معاوية بعد ذلك يخطبها، فأرسلت إليه: ما ترجو من امرأة جذماء". اهـ.
    قلتُ: ذلك فيما خرجه ابن الجوزي في المنتظم [4 : 366] من طريق أحمد بن حرب، قَالَ: أخبرني الزُّبَيْر بْن أَبِي بَكْر، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مهران، قَالَ:
    "نظرت نائلة بنت الفرافصة امرأة عُثْمَان بْن عَفَّان رضي اللَّه عَنْهُ فِي المرآة، فأعجبها ثغرها، فأخذت فهرا فكسرت ثناياها، وقالت: والله لا يجب لَكَ أحد بَعْد عُثْمَان". اهـ.
    وهذا منقطع، وتوبع فيما خرجه ابن عساكر في تاريه دمشق (70/193)، من طريق ابن أبي الدنيا، فقال:
    أخبرني العباس بن هشام بن محمد، عن أبيه، عن أبي عمران العنزي، عن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، قال:
    خطب نائلة بنت الفرافصة قوم من قريش بعد موت عثمان فدعت بمرآة فنظرت فيها، وكانت من أحسن الناس ثغرا.
    فأخذت فهرا فدقت به أسنانها فسال الدم على صدرها فبكى جواريها، وقلن لها: ما صنعت بنفسك؟
    قالت: إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب وإني خفت أن يبلى حزني على عثمان فيطلع مني رجل على ما اطلع عثمان وذلك ما لا يكون أبدا.
    وهي التي قالت: أبى الله إلا أن تكوني غريبة * بيثرب لا تلقين أما ولا أبا". اهـ.
    قلتُ: هذا إسناد مسلسل بالعلل، محمد بن عبد العزيز به جهالة، والراوي عنه لم أعرفه.

    وذكر عبد الملك بن حبيب في أدب النساء [39] بلاغا بلا إسناد، فقال: وبلغني عن عثمان بن عفان [أنه]
    لما تزوج نائلة بنت الفرافصة أتت مع الأحوص الكلبي، أتى بها من الشام. فأدخلت داره ليلاً وقد هيئ لها المجلس.
    فلما أخذت مجلسها وأصلح من شأنها -وعثمان في المسجد قد صلى العشاء الآخرة- أتته مولاةٌ له فأذنته بها، وقالت: ((إن قضيت صلاتك فانصرف إلى أهلك!)). اهـ.
    والله أعلم.
    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الصَّلَعِ ، فَإِنِّي مِنْ نِسَاءٍ أَحَبُّ بُعُولَتِهِنَّ إِلَيْهِنَّ السَّادَةُ الصُّلْعُ..

    جزاكم الله خيرا.

  4. #4

    افتراضي رد: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الصَّلَعِ ، فَإِنِّي مِنْ نِسَاءٍ أَحَبُّ بُعُولَتِهِنَّ إِلَيْهِنَّ السَّادَةُ الصُّلْعُ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا.
    وجزاكم الله خيرا
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •