محنة الخطيب البغدادي
شريف عبد العزيز

تعرض كثير من علماء الأمة الكبار لمحن عديدة وبأشكال شتى ومن أعداء مختلفين، فتارة من السلطان وأعوانه الذين لا يرضون من العلماء إلا أن يكونوا في ركابهم وتحت أوامرهم وتبع أهوائهم، يحلون ويحرمون تبعًا لما يريده السلطان وبطانته، وتارة من المبتدعين والمضللين الذين يريدون من العلماء موافقتهم على بدعهم وخرافاتهم، أو عدم التصدي لهم، وتارة من الجهال والعصاة الذين يضيقون ذرعًا من مهمة العلماء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويريدون من حراس الشريعة السكوت على المنكرات والمفاسد، وتارة من أعداء الأمة الداخليين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر والإلحاد والزندقة، وهؤلاء كانوا قديمًا وحديثًا يتتبعون رءوس العلماء في الأمة، ويغتالونهم في المساجد والجوامع، أثناء الصلاة وإلقاء الدرس، وذلك كله من أجل إضعاف الأمة الإسلامية، وتصفية القادة الحقيقيين لها، وبالتالي تسهل مهمتهم بعد ذلك في نشر الفوضى الدينية والأخلاقية في البلاد، وعلى رأس الأعداء الذين كانوا يفعلون ذلك بعلماء الأمة: الشيعة بأجنحتها الكثيرة وفرقها العديدة، من إمامية وإسماعيلية وباطنية وحشاشة وغيرهم، وثبت العلماء والقادة والأبطال الذين اغتالهم هؤلاء الأعداء أو حاولوا اغتيالهم طويلاً، وهذه محنة واحد من هؤلاء الأعلام الذي طارده الروافض من مكان لآخر من أجل تصفيته، ولكن الله - عز وجل - نجاه من كيدهم، ولكن بعد أهوال كثيرة ومتاعب جمة.

التعريف به:
الإمام الأوحد، العلامة المفتي، الحافظ الناقد، خاتمة الحفاظ، وأستاذ المصنفين، وعلم المحدثين، صاحب التصانيف الفائقة غير المسبوقة، أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي، الملقب بالخطيب البغدادي، وُلد سنة 392هـ بقرية درزيجان من أعمال بغداد عاصمة الخلافة العباسية، وكان أبوه خطيب القرية ومن قراء القرآن، فدفعه إلى طريق العلم مبكرًا، وأجلسه لسماع الحديث والفقه سنة 403هـ، أي وهو في الحادية عشرة، ولما اشتد عوده وبلغ العشرين خرج في رحلة علمية واسعة الدائرة، فطاف أقاليم الإسلام وكتب الكثير، وأبان عن حافظة خارقة، حتى فاق جميع معاصريه، وعلا كعبه في الحديث وتقدم في هذا الشأن، وبذَّ الأقران، وجمع وصنَّف وصحَّح، وعلل وجرَّح، وعدَّل وأرَّخ وأوضح، وكتب المصنفات الكثيرة، وصار علم الحفاظ في عصره بلا مدافعة، والجميع مقر بفضله، ومذعن لعلمه، وراض بقوله.

ثناء الناس عليه:
ولأن الخطيب البغدادي من كبار علماء الأمة، ومن أعظم رجالات الحديث، فلقد كان كلمة إجماع بين الناس، فكل معاصريه قد أثنوا عليه وعلى علمه وحفظه وعلى جميل خصاله وأخلاقه، فلقد كان الخطيب البغدادي من العلماء العاملين، الذين لهم سابقة حسنة، وقدم ثابت في نشر العلم والعمل به، وهذه طائفة من ثناء الناس عليه وعلى علمه:
قال ابن ماكولا: كان أبو بكر آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفة، وحفظًا، وإتقانًا، وضبطًا لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتفننًا في علله وأسانيده، وعلمًا بصحيحه وغريبه، وفرده ومنكره ومطروحه، ولم يكن للبغداديين ـ بعد الدارقطني ـ مثله.
قال المؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني أحفظ من أبي بكر الخطيب.
قال أبو الفتيان الحافظ: كان الخطيب إمام هذه الصنعة، ما رأيت مثله.
قال الحافظ السمعاني: كان الخطيب مهيبًا وقورًا، ثقة متحريًا، حجة، حسن الخط، كثير الضبط، فصيحًا، ختم به الحفاظ، زاهدًا متقللاً من الدنيا، دخل عليه يومًا أحد العلويين ومعه دنانير، فقال: هذا الذهب تصرفه في مهماتك، فقطب في وجه العلوي وقال: لا حاجة لي فيه، فقال: كأنك تستقله، ونثره على سجادة الخطيب وقال: هذه ثلاثمائة دينار، فقام الخطيب خجلاً محمرًا وجهه، وأخذ سجادته، ورمى الدنانير وراح، فما أنى عزه وذل العلوي وهو يلتقط الدنانير من شقوق الحصير.
قال الإسفراييني: كان الخطيب معنا في الحج، فكان يختم كل يوم ختمة قراءة ترتيل، ثم يجتمع الناس عليه وهو راكب، فيحدثهم بأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم -.
أما ما يرويه الحافظ ابن الجوزي في تاريخه عن أخبار فيها قدح وذم للخطيب البغدادي فهو من كلام الأقران الذي يطوى ولا ينشر، وإنما تناكد به ابن الجوزي على الخطيب لما رواه في تاريخه عن قدح بعض الحنابلة وذم، فتعصب ابن الجوزي لأصحابه وغض مرتبة الخطيب، ورحم الله الجميع وغفر زلاتهم.

مصنفاته:
يعتبر الخطيب البغدادي من أوسع علماء الحديث تصنيفًا وتأليفًا، ولم يترك بابًا من أبواب علوم الحديث ومصطلحه إلا كتب فيه وألف، حتى صار المعول عليه والمرجع إليه في شتى علوم الحديث ولا يستقيم طلب هذا العلم إلا بدراسة مصنفات الخطيب، وكلها بفضل الله - عز وجل - مطبوعة ومتداولة، يتلقفها الناس جيلاً وراء جيل، وقد بلغت مصنفاته المائة، ومن أشهرها:
1ـ تاريخ بغداد، وهو كتاب ضخم وحافل بالوقائع والأخبار والتراجم، أشبه بأن يكون تاريخًا للعالم وليس لبغداد وحدها، وقد تصدى له العلماء من بعد الخطيب بالتذييل والتكميل والاختصار وذلك عدة مرات، والكتاب حريّ بأن يتصدى له مجموعة من العلماء من أجل تحقيقه وتخريج أحاديثه وآثاره.
2ـ شرف أصحاب الحديث.
3ـ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع.
4ـ الكفاية في معرفة أصول علم الرواية، وفيه يعرض الخطيب تفصيلاً وافيًا للشروط الواجب توافرها في عالم الحديث.
5ـ السابق واللاحق، وهو كتاب نفيس لم يسبق للخطيب إلى مثله في هذا الباب أحد، ولم يحاكه أحد فيما لحقه، واسم الكتاب بالكامل «السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة راويين عن شيخ واحد».
6ـ المكمل في المهمل.
7ـ من حدث ونسي.
8ـ الأسماء المبهمة.
9ـ غنية المقتبس.
10ـ الفقيه والمتفقه.
11ـ تمييز متصل الأسانيد.
12ـ الرحلة إلى طلب الحديث.
13ـ مقلوب الأسماء والأنساب.
14ـ أسماء المدلسين.
15ـ اقتضاء العلم العمل.
16ـ رواية الصحابي عن تابعي.
17ـ إجازة المعدوم والمجهول.
18ـ المؤتلف والمختلف.
19ـ المسلسلات.
20ـ الإجازة للمجهول.
وقد سرد ابن النجار في تاريخه أسماء مؤلفات الخطيب ودلل على أهميتها ومكانتها في علم الحديث.
أما ما يروى عن أن معظم مصنفات الخطيب البغدادي قد اقتبسها أو اختلسها من مصنفات وكتب الحافظ أبي عبد الله الصوري، وأن الخطيب قد حاز هذه الكتب من عند أخت الحافظ الصوري بعد وفاته، ثم نقلها إلى كتبه، فهذه الأخبار لا تصح مطلقًا، والخطيب ليس بمفتقر إلى الصوري، وهو أحفظ وأوسع رحلة وحديثًا ومعرفة، وكلا الرجلين من الأعلام والحفاظ الكبار، والأسانيد التي تروى بهذا الخبر المعتم لا ترقى للطعن في علم شامخ مثل الخطيب البغدادي.

محنته:
وُلد الخطيب ببغداد وبها نشأ وترعرع، ثم خرج إلى رحلته العلمية الطويلة، ولما عاد إلى بغداد وجد أن شهرته قد سبقته إلى حاضرة الخلافة العباسية، فانهال عليه طلبة العلم وتهافت المحدثون على حضور مجالسه، وكان بجانب علمه الغزير بالحديث، فقيهًا متبحرًا على مذهب الشافعي - رحمه الله -، وقرأ بالقراءات العشر، وهذه العلوم الشتى رشحته لأن يكون وثيق الصلة برجال الدولة الكبار، وعلى رأسهم الوزير ابن المسلمة - رحمه الله -، وكان ابن المسلمة خيرًا دينًا يحب أهل العلم وخاصة أهل الحديث، فأحب الخطيب البغدادي كثيرًا وأعلى من شأنه، ثم تضاعفت مكانة الخطيب البغدادي عند الوزير ابن المسلمة، بعد أن كشف التزوير الذي قام به أهل خيبر، من أجل إسقاط الجزية عنهم، فعرف ابن المسلمة قدر الخطيب العلمي، ومدى سعة رواياته، فأصدر أوامره إلى سائر خطباء ووعاظ وكتَّاب بغداد، ألا يرووا حديثًا حتى يعرضوه على الخطيب البغدادي، فما صحَّحه أوردوه وما رده لم يذكروه.
هذه العلاقة الوثيقة بين الخطيب البغدادي والوزير ابن المسلمة، كانت السبب وراء المحنة التي سيتعرض لها الخطيب، ذلك أن بغداد عاصمة الخلافة العباسية في تلك الفترة كانت تموج بالصراعات الطائفية والعرقية، وذلك في ظل ضعف منصب الخليفة العباسي الذي فقد كل صلاحياته تقريبًا قبل تلك الفترة بعشرات السنين، وتحديدًا منذ سيطرة الدولة البويهية الشيعية على مقاليد الخلافة سنة 334هـ، ومن يومها صار الخليفة مجرد رمز ديني لا أمر له ولا نهي، وبغداد وقتها كانت تموج بالصراعات الطائفية، والتي كانت على أشدها بين الشيعة الروافض وزعيمهم أبي الحارث أرسلان البساسيري وهو أحد كبار قادة الجيش العباسي، وكان شيعيًا رافضيًا جلدًا، هواه مع الدولة الفاطمية الخبيثة في مصر، لاتحاد المذهب والعقيدة، وبين أهل السنة وهم غالب البلد ويمثلهم وزعيمهم وقتها رئيس الرؤساء الوزير ابن المسلمة، وكان رجلاً صالحًا خيرًا، ويبغض الروافض بشدة وكان بين ابن المسلمة والبساسيري عداوة شديدة ومنافرة وتربص بعضهما ببعض.
قام البساسيري بالتآمر مع الخليفة الفاطمي المستنصر بالله سنة 450هـ، واستطاع البساسيري بمساعدة روافض بغداد في باب الأرزج والكرخ أن يقتحم بغداد ويعزل الخليفة العباسي القائم بالله، ويطيح بالخلافة العباسية كلها، ولم يكن للبساسيري هم ولا عزم عندما احتل بغداد سوى القبض على خصمه اللدود ابن المسلمة، وبالفعل ظفر البساسيري بابن المسلمة، وقام بتشهيره وتعذيبه والتنكيل به ثم قتله شر قتلة.
بعد قتل ابن المسلمة استدار البساسيري الخبيث يتتبع علماء أهل السنة وزعماءهم وكبراءهم ومن ظفر به قتله ومثل بجثته، وهكذا دائمًا يفعل الروافض بأهل السنة إذا علوا عليهم وملكوا السيطرة عليهم، وما جرى في أفغانستان والعراق ولبنان في أيامنا هذه خير دليل على النفسية المريضة للروافض ضد أهل السنة في كل مكان وزمان، وقد اجتهد البساسيري في القبض على الخطيب البغدادي، لعلمه بعلاقته القوية بابن المسلمة، فاضطر الخطيب لأن يتوارى عن الأنظار فترة من الوقت، ريثما يهدأ الطلب عليه من الطاغية البساسيري.
ظل الخطيب البغدادي مختبئًا فترة طويلة، ومع ذلك لم يهدأ الطلب عليه، والبساسيري يفتش عنه في كل مكان، حتى كاد أن يصل إليه، فاضطر الخطيب أن يخرج من بغداد، فخرج منها في أوائل سنة 451هـ خائفًا يترقب، فتوجه تلقاء الشام، وقد اختار المقام في دمشق، وكان قد رحل إليها من قبل عدة مرات لسماع الحديث أثناء رحلته العلمية، وكان له بها معرفة، فلما وصلها وعلم الناس بقدومه ونيته بالمقام بها، فانهال عليه طلبة العلم والشيوخ ورواة الحديث، وأصبح للخطيب البغدادي مجلس تحديث ثابت بالجامع الأموي في دمشق.
كانت دمشق في تلك الفترة وسائر بلاد الشام تحت حكم الدولة الفاطمية الخبيثة، وهم زنادقة ملحدون وبالتشيع لآل البيت مستترون، وكان للفاطميين أسلوب معين في إدارة البلاد الشاسعة التي يحكمونها، وهي ترك الناس أحرارًا في معتقداتهم، فلم يجبروا أحدًا على التشيع، كما يفعل الروافض الإمامية، وسمح الفاطميون لعلماء السنة بمزاولة أنشطتهم العلمية، وذلك بعد مدة الحاكم الفاطمي سنة 411هـ، وذلك من أجل تهدئة البلاد التي هاجت بشدة من زندقة الحاكم وهوسه المعروف.
جلس الخطيب البغدادي في جامع دمشق يروي الأحاديث، وقد وجد أريحية في نشر علمه الغزير، وحدثت نهضة علمية بدمشق، وتلك النهضة الكبيرة أغضبت بشدة رجال الفاطميين ودعاتهم، خاصة والخطيب يبث علم السنة بين الناس، فأخذ الوشاة يسعون في الإيقاع بالخطيب البغدادي، وكان أشدهم فيه، رجل اسمه حسين بن علي الدَّمنشي، إذ قال لأمير دمشق: الخطيب ناصبي يروي فضائل الصحابة وفضائل العباس في الجامع، ونظرًا للمكانة العلمية الكبيرة، تردد أمير دمشق الرافضي في الفتك بالخطيب خوفًا من ثورة أهل دمشق وغالبيتهم العظمى من أهل السنة.
أخذ أمير دمشق ومعه ابن الدمنشي في التدبير والكيد للخطيب البغدادي، ونسج مؤامرة دنيئة من أجل تأليب الناس عليه في دمشق، وضمان قتله بحيث لا يثور الناس عليهم، وقد تفتق ذهنهم الخبيث عن رمي الخطيب البغدادي بفاحشة اللواط والعياذ بالله، حيث اتهموه بشاب مليح الهيئة كان يتردد عليه لسماع الحديث، وهي تهمة بشعة يستقبحها كل مسلم، وما بالك لو وقعت من إمام وعالم كبير مثل البغدادي، ولنا أن نتخيل حجم الألم ووقع تلك المحنة على البغدادي، خاصة وجند أمير دمشق قد أحاطوا بداره من أجل القبض عليه بمثل تلك التهمة.
وكما قلنا في مرات كثيرة، لأن الله - عز وجل - يدافع عن عباده المؤمنين والصالحين، فلقد قيض الله - عز وجل - للخطيب البغدادي من ينقذه من القتل في تلك المحنة؛ ذلك أن قائد شرطة دمشق كان سنيًا يعرف قدر الخطيب البغدادي العلمي، ويعرف أيضًا أن تلك التهمة باطلة ومحض كذب وافتراء، فلما ألقى القبض عليه قال له: قد أمرت بقتلك، ولا أجد لك حيلة إلا أني أعبر بك عند دار الشريف ابن أبي الجن ـ وكان من أعيان البلد وله وجاهة عند أمير دمشق ـ فإذا حاذيت الدار اقفز وادخل داره، فإني لا أطلبك، بل أرجع إلى الأمير وأخبره بالقصة، وبالفعل تم الأمر، فأرسل الأمير إلى الشريف يطلب منه تسليم الخطيب البغدادي، فقال الشريف: أيها الأمير، أنت تعرف اعتقادي فيه وفي أمثاله ـ يقصد تكفيره لأهل السنة ـ وليس في قتله مصلحة، هذا مشهور بالعراق، إن قتلته قتل به جماعة من الشيعة [لاحظ الترابط بين الفاطميين والروافض]، وخربت المشاهد. فقال الأمير: فما ترى؟ قال: أرى أن ينزح من بلدك، فأمر بإخراجه، فخرج منها إلى صور، وبقي بها مدة من الزمان.
والخطيب وإن نجا من القتل في هذه المحنة، إلا إنه لم ينج من التشهير به، فخروجه من دمشق نجَّاه من القتل ولم ينف عنه تهمة الفاحشة الشنيعة، وأظهر أمير البلد الخبيث أنه أخرج البغدادي من بلده لفحشه ولجريمته النكراء، فراح البغدادي من البلد وهو يعاني مرارة التشهير به والتشنيع على أخلاقه وعلمه، فلما انتهى إلى مدينة صور، انقطع للتأليف والتصنيف، فأخرج للأمة روائع المصنفات في علم الحديث.
هذه كانت محنة واحد من كبار علماء الحديث، عانى ما عاناه من تشريد وتشهير ومطاردة من قبل الروافض أعداء الإسلام، بسبب مساهمته في نشر العلم والحديث، ونشر السنة النبوية المطهرة والتي هي أقوى أسلحة المسلمين ضد هؤلاء المبتدعين الضالين، وهذا التربص الرافضي والتآمر الشيعي بعلماء الأمة قديمًا وحديثًا، كان وما زال، ديدنهم الثابت وأسلوبهم المتبع ضد الأمة الإسلامية، وقائمة العلماء الذين اغتالتهم أيدي الروافض الخبيثة طويلة وحزينة، والله - عز وجل - ينتقم لهم بإذن الله وعدله يوم الدين.