عندما تدعون لميت فأنه يكون كالضوء في قبره ويسأل ماهذا الضوء فيقال له هذه دعوة فلان لك، فأكثروا من الدُعاء للميت حتى يُسعد الله موتانا.. اللهم ارحم من عجزت عقولنا عن استيعاب فراقهم وأجعل قبورهم نور وضياء الى يوم يبعثون.
ما حكم هذه العبارة ؟
عندما تدعون لميت فأنه يكون كالضوء في قبره ويسأل ماهذا الضوء فيقال له هذه دعوة فلان لك، فأكثروا من الدُعاء للميت حتى يُسعد الله موتانا.. اللهم ارحم من عجزت عقولنا عن استيعاب فراقهم وأجعل قبورهم نور وضياء الى يوم يبعثون.
ما حكم هذه العبارة ؟
لقد بحثت عن سند لهذا الحديث فلم اجد له سند لا صحيح ولا ضعيف
واظن ان ذلك من الاحاديث المنتشرة التى لا تصح وما تضمنه من ان الدعاء للميت كالوضوء يحتاج الى دليل صحيح
*****************************
واضرب لك مثال اخى احمد ابو انس على مثل هذه الاحاديث ولكن بحديث مشابه لمثل هذه الاحاديث التى ليس لها اصل مأثور عن النبى صلى الله عليه وسلم
السؤال
ما صحة هذا الحديث إذا دعيتم للميت دخل عليه الملك ومعه طبق من نور فيقول : هذه هدية لك من أخيك فلان / من قريبك فلان، فيفرح بها ؟.
الجواب
الحمد لله.
هذا حديث موضوع ، رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6504) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ أَسْلَمَ الصَّدَفِيُّ ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُنْكَدِرِيُ ّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الشَّامِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَمُوتُ مِنْهُمْ مَيِّتٌ فَيَتَصَدَّقُون َ عَنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ، إِلَّا أَهْدَاهَا إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى طَبَقٍ مِنْ نُورٍ ، ثُمَّ يَقِفُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَيَقُولُ: يَا صَاحِبَ الْقَبْرِ الْعَمِيقِ ، هَذِهِ هَدِيَّةٌ أَهْدَاهَا إِلَيْكَ أَهْلُكَ فَاقْبَلْهَا . فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ ، فَيَفُرَحُ بِهَا وَيَسْتَبْشِرُ ، وَيَحْزَنُ جِيرَانُهُ الَّذِينَ لَا يُهْدَى إِلَيْهِمْ بِشَيْءٍ ) وقال الطبراني عقبه :
" لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَنَسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ "
وقال الهيثمي رحمه الله :
" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ، وَفِيهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الشَّامِيُّ قَالَ عَنْهُ الْأَزْدِيُّ: كَذَّابٌ " .
انتهى من "مجمع الزوائد" (3/ 139) .
وذكره الشيخ الألباني رحمه الله في "الضعيفة" (486) وقال : " موضوع ... آفة الحديث من أبي محمد الشامي ، قال الذهبي : روى حديثا عن بعض التابعين منكرا ، قال الأزدي : كذاب .
وكذا في " اللسان " ، وكأنهما أرادا بالحديث المنكر هذا " انتهى . فلا تجوز نسبة هذا الكلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا روايته عنه إلا لبيان حاله ، والترهيب من روايته ؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في مقدمة الصحيح (1/7) .
قال النووي رحمه الله :
" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا , وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى .
وفي الباب حديث آخر بلفظ : ( ما الميت في قبره إلا كالغريق المستغيث ينتظر دعوة تلحقه من أب أو أم أو أخ أو صديق ، فإذا لحقته كانت أحب إليه من الدنيا وما فيها ، وإن الله عز وجل ليُدخل على أهل القبور من دعاء أهل الدور أمثال الجبال ، وإن هدية الأحياء إلى الأموات الاستغفار ) .
ذكره الشيخ الألباني في "الضعيفة" (799) وقال " منكر جدا " انتهى .
أما الحديث بلفظ : ( إذا دعوتم للميت دخل عليه الملك ومعه طبق من نور ... ) فلم نقف له على أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وسواء كان بهذا اللفظ أو باللفظ الأول ، فلا تجوز نسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه ، كما لا يجوز أن يُذكر ولو غير منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن أمر البرزخ من أمور الغيب ، ولا يجوز الخوض فيها بغير علم . الاسلام سؤال وجواب
جزاكم الله خيرا .