معركة الصفات بين التفويض والتعطيل والاثبات
الحمد لله القائل في محكم كتابه
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ
وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
(33) التوبة .
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه من أصحاب الجنة
وبعضهم السابقون الأولون من شرفاء الأمة ودعاة الملة .
زوامل الحق وبرك الفضيلة .
وبعد
منذ نأنأة الإسلام أدركت الأمة بمعناها وتفاصيلها قوله تعالى
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ
وَلِيَقْتَرِفُو ا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ
(113) الأنعام
فتدبرت قول العزيز الحكيم في هاتين الآيتين
فوجدت ربنا يرينا حقيقة كل دعوات الأنبياء اللات وضعهن في الأرض
تحيا بأصل واحد . وحي الله . وتبقى تعيش مع ستة أصول .
فترى وحي شياطين الإنس والجن والعداوة والافتراء
والاصغاء والرضى وأخيراً الاقتراف .
ومن كان عدواً فهو الذى يتمنى لمن يعاديه الشر.
ولا عداوة بدون شر .
وشرور العداوة والافتراء والاصغاء والرضى والاقتراف حية لن تموت
وإن خبى نارها في عصور وملك الكرسي في عصور .
وأوغل رسول الله في دعوته برفق وعلم وحكمة ورحمة
في نفوس الناس ومعاشها وأحلامها فأخذهم على الجادة .
وأقام الجبار القهار ذو القوة المتين الرحمن الرحيم العليم الحكيم الخبير
أقام لهم دولة ما رأى العجم ولا رأى العرب بذكائهم وعزتهم وشكيمتهم وعظيم فصاحتهم رجلاً ولا ملكأ ولا ذو سلطان له مثلاً
فقد أدركوا أنه رسول الله حقاً
وأظهره على الدين كله
وهم بهم مؤمنون
ومنهم جهاراً نهاراً كارهون
ومنهم تحت أديم الأرض حقائق نفوسهم في سرداب التدابير الماحق للدين يدبرون ولا يتدبرون
وفوق الثرى بستار وحجاب يحلون ويرحلون .
في عهده صلى الله عليه وسلم قامت فتنة ادعاء النبوة وأطفأها الله .
وبعد لحوقه بالرفيق الأعلى
أحيا الله السبأية بقدره سبحانه والقدرية والخوارج والجبرية والمأولة والمعطلة والمفوضة وغيرها وفوق هذا وذاك ادعاء النبوة .
جولة وصولة أخرى وأخرى حتى يبلغوا مدعو النبوة ثلاثين .
وبقيت تتأجج النار في قلوبهم وسيوفهم ومعاقلهم حتى عصرنا هذا
وسيبقى كل هذا العداء وأهله حتى إماتة الله
لكل من يشهد أن لا إله إلا الله في آخر الزمان .
فلا تقوم الساعة إلا على لكع بن لكع .
ومن هؤلاء الذين يحاربون الله والسنة علماء وليسوا بسطاء فقراء
وهم أدعياء مع أنهم أغبياء
كما وصفهم رسولنا الكريم من حديث عمرو بن عبسة
ما تستقل الشمس فيبقى شيء من خلق الله إلا سبح الله بحمده
إلا ما كان من الشياطين وأغبياء بني آدم . انتهى .
حسنه ناصر الدين الألباني في صحيح الجامع الصغير.
وهو عند ابن السني .
وأقول كل ما خالف عقيدة السلف فقد أخذ حظه من الغباء إلى أن يخرج من دين الإسلام أو هو متبع لغيرالإسلام فيدخل عندئذ في عداد الأغبياء .
وكل يبحث مجدداً عن معنى الغباء في معاجم اللغة
ليحيا من حي عن بينة .
والله أكبر ولله الحمد .
يتبع إن شاء الله ،