خرج عبد بن حميد وغيره في مسنده [593]، فقال:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، هُوَ أَخُو حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ: احفظوا هذا الْحَدِيثَ:
إِنَّ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ فِي الْمَوْتِ، فَوَضَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى يَدَيْهِ، وَوَضَعَ رَأْسَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَهِيَ تَسُوقُ حَتَّى قُبِضَتْ، فَوَضَعَهَا وَهُوَ يَبْكِي، قَالَ:
فَصَاحَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَلا أَرَاكِ تَبْكِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "، قَالَتْ: أَوَ لا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَبْكِي، قَالَ:
" إِنِّي، لأَبْكِي وَإِنَّهَا لَرَحْمَةٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ بِخَيْرٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ، إِنَّ نَفْسَهُ تُنْزَعُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللَّهَ عز وجل ". اهـ.
خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [12245]، فقال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، ثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: فذكر نحوه.
وخرج ابن حبان في صحيحه [2914]، من طريق: أبي عَوَانَةَ، قال: عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، يُكْثِرُ أَنْ يُحَدِّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فذكر الحديث.
وخرج هناد بن السري في الزهد [1328]، فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ:
حُضِرَتِ ابْنَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَغِيرَةٌ، فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَضَمَّهَا إِلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا ... الحديث.
قال النسائي: "عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ كَانَ قَدِ اخْتَلَطَ، وَأَثْبَتُ النَّاسِ فِيهِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ". اهـ، وقال البزار: "تفرد به عطاء، وروى عنه جماعة". اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر عن عطاء بن السائب:
"من مشاهير الرواة الثقات إلا أنه اختلط فضعفوه بسبب ذلك وتحصل لي من مجموع كلام الأئمة:
أن رواية شعبة وسفيان الثوري وزهير بن معاوية وزائدة وأيوب وحماد بن زيد عنه قبل الاختلاط.
وأن جميع من روى عنه غير هؤلاء فحديثه ضعيف لأنه بعد اختلاطه إلا حماد بن سلمة فاختلف قولهم فيه". اهـ.
قلتُ: لا أعلم أن للنبي صلى الله عليه وسلم بنتا ماتت وهي صغيرة إلا في هذا الحديث.
وما خرجه أحمد في مسنده [2471]، فقال: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: فذكره.
قلتُ: أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيرى، قال عنه أحمد: "كثير الخطأ في حديث سفيان"، وقال الحافظ ابن حجر: " ثقة ثبت، إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري". اهـ. (ع).
وقال أيضا: "أحد الأثبات الثقات المشهورين من شيوخ أحمد، احتج به الجماعة، وما أظن البخاري أخرج له شيئًا من أفراده عن سفيان والله أعلم". "الهدي". اهـ. (439 - 440). بتصرف.
قلتُ: وهذا الحديث من أفراد أبي أحمد الزبيري عن سفيان الثوري، فيخشى أن يكون غير محفوظ عن الثوري.
كما هو ظاهر تعليل النسائي، إذ لو كان محفوظا عن الثوري لأورد النسائي هذه الرواية، والله أعلم.
وله شاهد لكنه حديث قدسي وهو فيما خرجه أحمد في مسنده [8514]، فقال:
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الأَنْدرَاَوَرْ دِى، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
" قَالَ اللَّهُ عز وجل: إِنَّ الْمُؤْمِنَ عِنْدِي لبِمَنْزِلَةِ كُلِّ خَيْرٍ، يَحْمَدُنِي وَأَنَا أَنْزِعُ نَفْسَهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ ". اهـ.
وتوبع على ذلك فيما خرجه الحارث في مسنده[255]، فقال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، به.
وفيما خرجه حكيم الترمذي في نوادر الأصول [49]، فقال: حدثني أبي رحمه الله قال: حدثنا محمد بن عاصم المصري، عن عبد العزيز بن محمد، به.
وتوبع عبد العزيز فيما خرجه أحمد في مسنده [8287]، فقال:
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: فذكره.
وتوبع فيما خرجه البيهقي في شعب الإيمان [4494]، فقال:
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا ابْنُ مِلْحَانَ، نا ابْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، به.
قال البيهقي: وَرَوَاهُ الْوَلِيدُ أَيْضًا، [عن ابن جريج] عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ هَكَذَا.
قلتُ: وهذا إسناد رواته ثقات عدا عمرو بن أبي عمرو "صدوق"، كذا قال الذهبي.
والله أعلم.