السؤال:
♦ الملخص:
سائل يسأل: هل الأعمال الصالحة أسباب محققة على وجه اليقين لدخول الجنة أم أن الأمر عائد لرحمة الله عز وجل؟
♦ التفاصيل:
إن دخول الجنة في الأصل إنما يكون برحمة الله، أما العمل فهو سبب لنَيْلِ رحمة الله، سؤالي: هل الإيمان والعمل الصالح أسباب محققة أو غير محققة؛ يعني: هل الإنسان إذا أطاع الله ورسوله على الوجه الأكمل وثبت على ذلك حتى الممات - هل يدخل الجنة على التحقيق أو قد لا يدخل الجنة، وإنما الأمر عائد إلى رحمة الله؟ مثل الطالب الذي اجتهد، لكن وقع له مانع؛ كمرض عقلي، أو حادث سير، ورسب بسببه.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فالله سبحانه وتعالى لا يتعامل مع البشر كتعامل البشر بعضهم مع بعض؛ بمعنى أن الإنسان إذا تعرض لظروف قهرية منعته من عبادة الله؛ كجنون، أو إغماء، أو حتى نوم، فإن الله تعالى لا يؤاخذه بذلك.
وأما الأعمال الصالحة؛ كالمحافظة على الصلاة، والصيام، والزكاة، وغيرها من شرائع الإسلام، والاستقامة على ذلك حتى الممات، فهي أسباب محققة لدخول الجنة، ومُحالٌ أن تختلف؛ بشرط أن تكون أعمالًا صالحة، وليست رياءً وسمعة، فإن قام الإنسان بهذه العبادات، ومات على ذلك، ولكنه كان يقوم بها رياء وسمعة، فهذا لن يقبل الله سبحانه وتعالى منه هذه العبادات؛ لأنها لن تكون حينها أعمالًا صالحة، وأما إذا قام بها مخلصًا لله تعالى، ومات على ذلك، فإنه تكون حينها سببًا محققًا في دخول الجنة؛ لأن الله تعالى وعد بذلك.
فقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا ﴾ [الطلاق: 11].
وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [النساء: 13].
وقال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 9].
وقال تعالى: ﴿ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ﴾ [الزمر: 20].
فهذه الآيات وغيرها فيها وعد الله تعالى لمن آمن وعمل صالحًا بأن يدخله الجنة، والله سبحانه وتعالى إذا وعد فلا يخلف وعده أبدًا.
فعلى الإنسان أن يستمر على العمل الصالح، ويدعو الله تعالى دائمًا أن يتقبل منه.
هذا، وبالله التوفيق.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/147026/#ixzz6vb2rfGmC