تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: هل يثبت لله المس والتذوق؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي هل يثبت لله المس والتذوق؟

    السؤال

    هل أثبت ابن تيمية اللمس والتذوق لله تعالى؟ وهل اللمس والتذوق من صفات الله سبحانه وتعالى؟
    ملخص الجواب

    صفات الله تعالى توقيفية، فلا يثبت منها إلا ما جاء به النص، وقد ورد عن بعض السلف إثبات المس وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يحكي مذهب هؤلاء السلف ويقره. وأما التذوق، فلا يوصف الله به لعدم ثبوته.

    الجواب

    المحتويات


    هل يثبت لله صفة المس؟
    هل يثبت لله صفة التذوق؟


    الحمد لله.
    أولا:
    هل يثبت لله صفة المس؟

    صفات الله تعالى توقيفية، فلا يثبت منها إلا ما جاء به النص، وقد ورد عن بعض السلف إثبات المس، منهم ميسرة أبو صالح مولى كندة، وحكيم بن جابر، وعكرمة مولى ابن عباس، وخالد بن معدان، ومحمد بن كعب القرظي.
    وورد في السنة المرفوعة إثبات المسح، كما روى أحمد (2270) والترمذي (3076) عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ...).
    قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    وقال محققو المسند: حسن لغيره.
    وروى أحمد (311)، وأبو داود (4703)، والترمذي (3075): " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ الْآيَةَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَمِينِهِ وَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلنَّارِ، وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلْجَنَّةِ، اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُدْخِلَهُ بِهِ الْجَنَّةَ. وَإِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلنَّارِ، اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ ؛ فَيُدْخِلَهُ بِهِ النَّارَ).
    والحديث قال عنه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند: صحيح لغيره.
    قال ابن القيم رحمه كما في "مختصر الصواعق المرسلة" (2/171): "وورد لفظ اليد في القرآن والسُّنَّة، وكلام الصحابة والتابعين: في أكثر من مئة موضع، وروداً متنوعاً، متصرفاً فيه، مقروناً بما يدل على أنها يد حقيقية، من الإمساك والطي والقبض والبسط... وأنه مسح ظهر آدم بيده." انتهى.
    وعن حكيم بن جابر الأحمسي (ت82هـ) قال: "أُخبرت أن ربكم عز وجل لم يمس بيده إلا ثلاثة أشياء: غرس الجنة بيده، وخلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده".
    أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (13/96)، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1/295) وليس فيه ذكر المس، والآجري في "الشريعة" (3/1183) برقم757، وابن بطة في "الإبانة" (3/306)، وصححه الذهبي في "إثبات اليد"، ص21، وفي "الأربعين في صفات رب العالمين برقم (77)، والألباني في "مختصر العلو"، ص130.
    وصح إثبات المس عن جماعة آخرين من التابعين: ميسرة أبي صالح مولى كندة، ومحمد بن كعب القرظي، وكعب الأحبار، وعكرمة مولى ابن عباس، وخالد بن معدان.
    وينظر: "نقض الدارمي على المريسي"، ت: منصور السماري، ص98-100، "الشريعة" للآجري (3/1183-1185)، "إثبات اليد"، للذهبي، رقم17، 35، 36، 39
    قال الإمام الدارمي رحمه الله: "وولي خلق آدم بيده مسيسا، لم يخلُق ذا روح بيديه غيره، فلذلك خصه وفضله وشرف بذلك ذكره؟" انتهى من "نقض الدارمي على المريسي" ص 64
    وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يحكي مذهب هؤلاء السلف ويقره، كما سيأتي.
    ثانيا:
    هل يثبت لله صفة التذوق؟

    وأما التذوق، فلا يوصف الله به لعدم ثبوته.
    قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وأما قول القائل: أنه لو قيل لهم أيما أكمل؟ ذات توصف بسائر أنواع الإدراكات من الذوق والشم واللمس، أم ذات لا توصف بها؟ لقالوا: الأول أكمل؛ ولم يصفوه بها؟
    فنقول: مثبتة الصفات لهم في هذه الإدراكات ثلاثة أقوال معروفة:
    أحدها: إثبات هذه الإدراكات لله تعالى، كما يوصف بالسمع والبصر. وهذا قول القاضي أبي بكر وأبي المعالي، وأظنه قول الأشعري نفسه، بل هو قول المعتزلة البصريين الذين يصفونه بالإدراكات، وهؤلاء وغيرهم يقولون: تتعلق به الإدراكات الخمسة أيضاً، كما تتعلق به الرؤية. وقد وافقهم على ذلك القاضي أبو يعلى في المعتمد وغيره.
    والقول الثاني: قول من ينفي هذه الثلاثة، كما ينفي ذلك كثير من المثبتة أيضاً من الصفاتية وغيرهم. وهذا قول طوائف من الفقهاء من أصحاب الشافعي وأحمد، وكثير من أصحاب الأشعري وغيره.
    والقول الثالث: إثبات إدراك اللمس دون إدراك الذوق؛ لأن الذوق إنما يكون للمطعوم؛ فلا يتصف به إلا من يأكل، ولا يوصف به إلا ما يؤكل؛ والله سبحانه منزه عن الأكل، بخلاف اللمس، فإنه بمنزلة الرؤية.
    وأكثر أهل الحديث يصفونه باللمس، وكذلك كثير من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم، ولا يصفونه بالذوق.
    وذلك أن نفاة الصفات، من المعتزلة قالوا للمثبتة: إذا قلتم إنه يُرى، فقولوا إنه يتعلق به سائر أنواع الحس، وإذا قلتم إنه سميع بصير؛ فصفوه بالإدراكات الخمسة.
    فقال أهل الإثبات قاطبة: نحن نصفه بأنه يُرى، وأنه يُسمع كلامه، كما جاءت بذلك النصوص. وكذلك نصفه بأنه يَسمع، ويَرى.
    وقال جمهور أهل الحديث والسنة: نصفه أيضاً بإدراك اللمس؛ لأن ذلك كمال لا نقص فيه، وقد دلت عليه النصوص؛ بخلاف إدراك الذوق، فإنه مستلزم للأكل، وذلك مستلزم للنقص، كما تقدم. وطائفة من نظار المثبتة وصفوه بالأوصاف الخمس، من الجانبين." انتهى من "مجموعة الرسائل والمسائل" (5/ 76).
    والله أعلم.


    https://islamqa.info/ar/answers/3478...B0%D9%88%D9%82
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: هل يثبت لله المس والتذوق؟

    ........
    ماهى الإستفادة التى تعود علينا من هذا السؤال أخى أبو البراء ..
    .......

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل يثبت لله المس والتذوق؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    ........
    ماهى الإستفادة التى تعود علينا من هذا السؤال أخى أبو البراء ..
    .......
    أولًا: تبراءة ابن تيمية مما نسب له.
    ثانيًا: تنزيه الله عن النقائص والمعائب.
    ثالثًا: إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم.
    رابعًا: ردًا لشبهات المبطلين.
    وإلا فما الحاجة من رد شبهة القائلين بإن لله ولدًا وزوجة ؟!
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: هل يثبت لله المس والتذوق؟

    شريعة الله لاتُقتضى إلا من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
    فلا تتخذوا من عقول العباد شرعاً ولا تجعلوا منه ردعاً ومنعاً ..

    فى يوم القيامة ..
    لا الوالد سينفع ولده ولا الولد سينفع والده .. لن تُسألوا أمام الله إلا عن أقوالكم وأعمالكم ..

    { تلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ .. لَهَا مَا كَسَبَتْ . وَلَكُم مَّا كَسَبْتمْ .. وَلاَ تُسْألُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

    {قُل لَّا تُسْألُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْألُ عَمَّا تَعْمَلُونَ}
    ........
    العبيد يبرئون الله .. ؟ كيف ... ؟
    { مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُدًا }
    .......

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يثبت لله المس والتذوق؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    العبيد يبرئون الله .. ؟ كيف ... ؟
    .......
    أنا ابين لك اخى السعيد شويل كيف يبرئونه
    توحيد الله بأسمائه وصفاته وأفعاله يكون بنفي و إثبات .
    فالنفي هو تنزيه الله عز وجل عن كل نقص أو عيب من كل وجه، وهو ما دلت عليه نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، وهو ما فطر الله عليه جميع الخلق من إثبات كمال الله عز وجل نفي النفص عنه، وهو مما يعلم بالعقل أيضاً .
    وقد ضرب الله عز وجل الأمثال وأقام الحجج والبراهين على المشركين بإظهار بطلان ألوهية الأصنام التي يعبدونها لما تتصف به من النقائص والعيوب التي يجب أن يتنزه عنها الر ، فقال تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ [ النحل: 75]، فبين أن كونه مملوكاً عاجزاً صفة نقص وهذا مثل للآلهة التي تعبد من دون الله، وإن القدرة والملك والإحسان صفة كمال، وهذا مثل لله عز وجل، فهذا ليس مثل هذا.
    وقال تعالى: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [النحل: 76]، فالأول مثل العاجز عن الكلام والفعل الذي لا يقدر على شيء، كآلهتهم التي يعبدون، والآخر مثل المتكلم الآمر بالعدل الذي هو على صراط مستقيم، فلا يستوي هذا والعاجز عن الكلام والفعل.
    وقال تعالى: إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا [ مريم: 42]، أي: (لم تعبد أصناماً ناقصة في ذاتها وفي أفعالها، فلا تسمع، ولا تبصر، ولا تملك لعبادها نفعاً ولا ضراً، بل لا تملك لأنفسها شيئاً من النفع، ولا تقدر على شيء من الدفع، فهذا برهان جلي دال على أن عبادة الناقص في ذاته وأفعاله مستقبح عقلاً وشرعاً، ودل تنبيهه وإشارته، أن الذي يجب ويحسن عبادة من له الكمال الذي لا ينال العباد نعمة إلا منه، ولا يدفع عنهم نقمة إلا هو، وهو ال .
    وقال تعالى: وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ [ الأعراف: 148]، (فدل ذلك على أن عدم التكلم والهداية نقص، وإن الذي يتكلم ويهدي أكمل ممن لا يتكلم ولا يهدي) ، فهو المستحق للعبادة وحده لا شريك له، إلى أمثال ذلك من الآيات.
    (ومثل هذا في القرآن متعدد من وصف الأصنام بسلب صفات الكمال، كعدم التكلم, والفعل, وعدم الحياة ونحو ذلك، مما يبين أن المتصف بذلك منتقص معيب كسائر الجمادات، وأن هذه الصفات لا تسلب إلا عن ناقص معيب.
    وأما رب الخلق الذي هو أكمل من كل موجود، فهو أحق الموجودات بصفات الكمال، وأنه لا يستوي المتصف بصفات الكمال والذي لا يتصف بها، وهو يذكر أن الجمادات في العادة لا تقبل الاتصاف بهذه الصفات).
    وهذا ما دلت عليه النصوص الصريحة, والعقول الصحيحة، وما استقر في الفطر من أن الرب الخالق المستحق للعبادة وحده، يجب أن يتصف بكل كمال على أتم وجوهه، وأن يتنزه عن كل نقص وعيب يمكن أن يتصوره العقل

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يثبت لله المس والتذوق؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    تنزيه الله عن النقائص والمعائب.
    إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم.
    نعم بارك الله فيك
    قال الشيخ ابن عثيمين في تقريب التدمرية:
    الضابط في باب الإثبات أن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه من صفات الكمال على وجه لا نقص فيه بأي حال من الأحوال، لقوله تعالى: وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ { النحل: 60}ـ والمثل الأعلى هو الوصف الأكمل الذي لا يماثله شيء، فصفات الله تعالى كلها صفات كمال سواء كانت صفات ثبوت أم صفات نفي، وقد سبق أن النفي المحض لا يوجد في صفات الله تعالى، وأن المقصود بصفات النفي نفي تلك الصفة لاتصافه بكمال ضدها، ولهذا لا يصح في ضابط الإثبات أن نعتمد على مجرد الإثبات بلا تشبيه، لأنه لو صح ذلك لجاز أن يثبت المفتري لله سبحانه كل صفة نقص مع نفي التشبيه، فيصفه بالحزن والبكاء والجوع والعطش ونحوها مما ينزه الله عنه مع نفي التشبيه، فيقول: إن الله يحزن لا كحزن العباد ويبكي لا كبكائهم، ويجوع لا كجوعهم، ويعطش لا كعطشهم، ويأكل لا كأكلهم، كما أنه يفرح لا كفرحهم ويضحك لا كضحكهم، ويتكلم لا ككلامهم، ثم يقول المفتري لمن نفى ذلك وأثبت الفرح والضحك والكلام والوجه واليدين: أي فرق بين ما نفيت وما أثبت، إذا جعلت مجرد نفي التشبيه كافياً في الإثبات، فأنا لم أخرج عن هذا الضابط فإني أثبت ذلك بدون تشبيه، فإن قال النافي: الفرق هو السمع أي الدليل من الكتاب والسنة فما جاء به الدليل أثبته وما لم يجئ به لم أثبته، قال المفتري: السمع خبر والخبر دليل على المخبر عنه، والدليل لا ينعكس فلا يلزم من عدمه عدم المدلول عليه، لأنه قد يثبت بدليل آخر، فما لم يرد به السمع يجوز أن يكون ثابتاً في نفس الأمر وإن لم يرد به السمع، ومن المعلوم أن السمع لم يرد بنفي كل هذه الأمور بأسمائها الخاصة، فلم يرد بنفي الحزن، والبكاء، والجوع، والعطش، وإذا لم يرد بنفيها جاز أن تكون ثابتة في نفس الأمر، فلا يجوز نفيها بلا دليل، وبهذا ينقطع النافي لهذه الصفات حيث اعتمد فيما ينفيه على مجرد نفي التشبيه، ويعلم أنه لا يصح الاعتماد عليها، وإنما الاعتماد على ما دل عليه السمع والعقل من وصف الله تعالى بصفات الكمال على وجه لا نقص فيه، وعلى هذا فكل ما ينافي صفات الكمال الثابتة لله، فالله منزه عنه، لأن ثبوت أحد الضدين نفي للآخر ولما يستلزمه، وبهذا يمكن دفع ما أثبته هذا المفتري لله تعالى من صفات النقص فيقال: الحزن، والبكاء والجوع، والعطش صفات نقص منافية لكماله فتكون منتفية عن الله، ويقال أيضاً: الأكل، والشرب مستلزم للحاجة والحاجة نقص، وما استلزم النقص فهو نقص، ويقال أيضاً، الكبد، والمعدة، والأمعاء آلات الأكل والشرب، والمنزه عن الأكل والشرب منزه عن آلات ذلك، وأما الفرح، والضحك، والغضب، ونحوها فهي صفات كمال لا نقص فيها فلا تنتفي عنه، لكنها لا تماثل ما يتصف به المخلوق منها فإنه سبحانه لا كفء له ولا سمي، ولا مثل، فلا يجوز أن تكون حقيقة ذاته كحقيقة شيء من ذوات المخلوقين، ولا حقيقة شيء من صفاته كحقيقة شيء من صفات المخلوقين، لأنه ليس من جنس المخلوقات، لا الملائكة، ولا الآدميين، ولا السموات ولا الكواكب، ولا الهواء، ولا الأرض وغير ذلك. اهـ.
    وقال الشيخ أيضا في القواعد المثلى في ذكر قواعد الصفات: القاعدة الأولى: صفات الله كلها صفات كمال لا نقص فيها، وإذا كانت الصفة نقصا لا كمال فيها فهي ممتنعة في حق الله تعالى، كالموت والجهل والنسيان والعجز، والعمى والصمم، ونحوها، وقد عاقب الله تعالى الواصفين له بالنقص، كما في قوله تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} وقوله: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} ونزّه نفسه عما يصفون به من النقائص، فقال سبحانه: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وقال تعالى: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ـ وإذا كانت الصفة كمالاً في حال، ونقصا في حال لم تكن جائزة في حق الله، ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق، فلا تُثْبَت له إثباتا مطلقا، ولا تُنْفَى عنه نفيا مطلقا، بل لا بد من التفصيل، فتجوز في الحال التي تكون كمالاً، وتمتنع في الحال التي تكون نقصا، وذلك كالمكر، والكيد، والخداع، ونحوها. اهـ.
    والخلاصة أن موقف أهل الحق مبني على تنزيه الله تعالى عن صفات النقص مطلقا، قال الدكتور محمد بن خليفة التميمي في كتابه: مواقف الطوائف من توحيد الأسماء والصفات: قولهم ـ يعني أهل السنة ـ في الصفات مبني على أصلين:
    أحدهما: أن الله سبحانه وتعالى منزه عن صفات النقص مطلقا، كالسنة والنوم والعجز والجهل، وغير ذلك.
    والثاني: أنه متصف بصفات الكمال التي لا نقص فيها، على وجه الاختصاص بما له من الصفات، فلا يماثله شيء من المخلوقات في شيء من الصفات. اهـ.
    ثم نختم الكلام بتنبيه مهم حيث قال السفاريني في لوامع الأنوار البهية: لا خلاف بين العقلاء أن الله سبحانه وتعالى متصف بجميع صفات الكمال، منزه عن جميع صفات النقص، لكنهم مع اتفاقهم على ذلك اختلفوا في الكمال والنقص، فتراهم يثبت أحدهم لله ما يظنه كمالا، وينفي الآخر عين ما أثبته هذا لظنه نقصا، وسبب ذلك أنهم سلطوا الأفكار على ما لا سبيل إليه من طريق الفكر، فإن الله تعالى خلق العقول، وأعطاها قوة الفكر وجعل لها حدا تقف عنده من حيث ما هي مفكرة، لا من حيث ما هي قابلة للوهب الإلهي، فإذا استعملت العقول أفكارها فيما هو في طورها وحدها ووفت النظر حقه، أصابت بإذن الله تعالى، وإذا سلطت الأفكار على ما هو خارج عن طورها ووراء حدها الذي حده الله لها، ركبت متن عمياء، وخبطت خبط عشواء، فلم يثبت لها قدم ولم ترتكن على أمر تطمئن إليه، فإن معرفة الله التي وراء طورها مما لا تستقل العقول بإدراكها من طريق الفكر وترتيب المقدمات، وإنما تدرك ذلك بنور النبوة وولاية المتابعة، فهو اختصاص إلهي يختص به الأنبياء وأهل وراثتهم مع حسن المتابعة، وتصفية القلب من وضر البدع والفكر من نزغات الفلسفة، والله يختص برحمته من يشاء، والله ذو الفضل العظيم. اهـ.الاسلام سؤال وجواب

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي رد: هل يثبت لله المس والتذوق؟


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    ........

    ماهى الإستفادة التى تعود علينا من هذا السؤال أخى أبو البراء ..

    .......

    السعيد وفقه الله يسأل ماهو مقتضى هذه المسألة في حياة امرء مؤمن .

    وهذا جهل من الناس أراه عظيماً من يبقى
    يثبت صفة لله تعالى وهذا الذي ينفيها
    في حوارات طويلة المدى واسعة الأطراف
    ولا يعلّم الناس مقتضى الصفة ليبقى قوله تعالى حياً
    في قلب كل مؤمن

    لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ

    فمعرفة مقتضى الصفة مقدمة لتزيد إيمان مؤمن .
    موضوع سأتكلم عنه بعون الله .

    ندعو كل مؤمن يثبت صفة لله تعالى أن يتكلم ولو بإيجاز عن مقتضاها

    لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ

    بارك الله فيكم جميعاً ،،،




    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل يثبت لله المس والتذوق؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف بن سلامة مشاهدة المشاركة
    السعيد وفقه الله يسأل ماهو مقتضى هذه المسألة في حياة امرء مؤمن .
    وهذا جهل من الناس أراه عظيماً من يبقى
    يثبت صفة لله تعالى وهذا الذي ينفيها
    في حوارات طويلة المدى واسعة الأطراف
    ولا يعلّم الناس مقتضى الصفة ليبقى قوله تعالى حياً
    في قلب كل مؤمن
    لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ
    فمعرفة مقتضى الصفة مقدمة لتزيد إيمان مؤمن .
    موضوع سأتكلم عنه بعون الله .
    ندعو كل مؤمن يثبت صفة لله تعالى أن يتكلم ولو بإيجاز عن مقتضاها
    لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ
    بارك الله فيكم جميعاً ،،،
    وفيكم بارك الله.
    لهذا الغرض كتبنا هذا الموضوع:
    مشاهد الإيمان من أسماء وصفات:(الْكَبِير ُ الْمُتَعَالِ)
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يثبت لله المس والتذوق؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    نعم بارك الله فيك
    تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ من الأحوال والأقوال والأعمال- فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون وإلى علمها شمر السابقون، وبروح نسيمها تروح العابدون، فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون، وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام، وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال، والتي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه[مدارج السالكين بتصرف يسير]

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل يثبت لله المس والتذوق؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    نعم بارك الله فيك
    تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ من الأحوال والأقوال والأعمال- فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون وإلى علمها شمر السابقون، وبروح نسيمها تروح العابدون، فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون، وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام، وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال، والتي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه[مدارج السالكين بتصرف يسير]
    وفيك بارك الله.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: هل يثبت لله المس والتذوق؟

    .......
    سبحانه هو الواحد الأحد لاشريك له ولا ولد .. أقر العباد بذلك أم أنكروا .. علموا أم لم يعلموا ..
    .......

    { وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا }

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يثبت لله المس والتذوق؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    .......
    سبحانه هو الواحد الأحد لاشريك له ولا ولد .. أقر العباد بذلك أم أنكروا .. علموا أم لم يعلموا ..
    .......

    { وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا }
    ما فَرَقُ هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه, ويهلكون عند متشابهه) هذا لما لم يعرف هذه الصفة انتفض لأنه فهم من هذه الصفة المماثلة أو التشبيه فخاف من تلك الصفة، والواجب على المسلم أنه إذا سمع صفة من صفات الله -في كتاب الله أو في سنة النبي (- أن يجريها مُجرى جميع الصفات، وهو أن إثبات الصفات لله جل وعلا إثبات بلا تكييف, إثبات بلا تمثيل, فإثباتنا للصفات على وجه تنزيه الله جل وعلا عن المثيل والنظير في صفاته وأسمائه، فله من كل اسم وصفة أعلى وأعظم ما يشتمل عليه من المعنى، ولهذا قال ابن عباس هنا (ما فرق هؤلاء؟) يعني ما سبب خوف هؤلاء, لماذا فَرَقُوا؛ خافوا من هذه الصفة ومن إثباتها؟ (يجدون رقة عند محكمه) يعني إذا خوطبوا بالمحكم الذي يعرفون، المحُكم هو ما يعلم والذي يعلم هو سامعه، هذا هو المحكم، (يجدون رقة عند محكمه) يعني إذا خوطبوا بما يعلمونه وجدوا في قلوبهم رقة لذلك، (ويهلَكون عند متشابهه) فإذا سمعوا في الكتاب أو السنة شيئا لا تعقله عقولهم هلكوا عنده وخافوا وفَرَقُوا وأوَّلوا ونفوا أو جحدوا ، وهذا من أسباب الضلال.[كفاىة المستزيد]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •